Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كواليس "سوتس بالعربي" من واشنطن إلى القاهرة

 طارق الجنايني: تعمدنا نقل الجانب المضيء لمصر وتم الاتفاق مع آسر ياسين منذ 2012

حققت بعض المسلسلات المقتبسة من فورمات أعمال أجنبية نجاحاً كبيراً (اندبندنت عربية)

حققت بعض المسلسلات المقتبسة من فورمات أعمال أجنبية نجاحاً كبيراً، مثل مسلسل "هبة رجل الغراب" و"حلاوة الدنيا" و"جراند أوتيل"، وجاء مسلسل "سوتس بالعربي" في رمضان الماضي ليثير الجدل ويحقق نجاحاً مختلفاً، خصوصاً أنه يحاكي المسلسل الأجنبي الذي يحمل الاسم نفسه بشكل كبير.

وفي حوارنا مع منتج العمل، طارق الجنايني، تحدث عن فكرة نقل المسلسل لنسخة عربية وخطوات التحويل، والتغييرات التي حدثت في الشخصيات لتناسب الجمهور المصري، كما كشف عن سبب تعاونه مع آسر ياسين وأحمد داوود، ولماذا رحبت صبا مبارك ببطولة العمل، على الرغم من أنها ليست البطلة المطلقة.

بداية الفكرة

المسلسل الأميركي "سوتس" حقق نجاحاً كبيراً منذ بداية عرضه في عدد من الدول، وكشف الجنايني عن أنه كان من عشاق هذا العمل، لذلك كان يحلم بأن يقدمه على الشاشات المصرية عبر نسخة عربية، لافتاً إلى أن الموضوع كان شديد الصعوبة، حيث تحدث مع الشركة المنتجة صاحبة الحقوق في رغبته لشراء فورمات المسلسل.

الجنايني قال إن الصعوبة كانت في أن المسلسل وقتها يذاع في أميركا، ومن الصعب قبول نقله للوطن العربي في الوقت نفسه، لكن الشركة الأميركية وافقت نظراً إلى علاقتها القوية بالجنايني، حسب قوله، خصوصاً أنه تعامل معها من قبل على مدى سنوات من خلال برنامج "أس أن أل" بالعربي، وتم شراء الفورمات وبدأوا في العمل عليها.

وأشار الجنايني إلى أنه كان يبحث عن عمل لم يتم تقديمه من قبل في الوطن العربي، وقال إنه لم يتحمس لعمل منقول من فورمات إسبانية أو نرويجية أو مكسيكية أو برازيلية، كما يحدث في أعمال أخرى، موضحاً أنه يتعامل مع العمل المنقول من تلك الفورمات عبر رواية لها بداية ووسط ونهاية وغير قابلة للعبث أو التغيير، حيث هي واضحة من البداية.

تطابق الأحداث

انتقد البعض المسلسل بأنه نقل الشخصيات والأحداث بشكل كبير من المسلسل الأجنبي، ورد الجنايني على هذه النقطة بقوله "يجب التنبيه أنه عندما نشتري فورمات لعمل عالمي أننا ملتزمون بنقله حرفياً، فإذا اشترينا علامة تجارية مثلاً لمادة غذائية هل يمكن أن نغيرها أو نضع فيها منتجات دخيلة؟ بالطبع الإجابة لا، فمسألة الفورمات لا بد أن تنقل حرفياً بشكل كبير".

وأوضح أنه "إذا غيرنا في شيء لا بد من الرجوع لأصحاب الفورمات الأصلية وأخذ الموافقة، مثلاً في النسخة الأجنبية شخصية آدم كانت جدته في دار مسنين، ولكننا فضلنا أن تكون مقيمة معه في النسخة العربية، لأنه عندنا في مصر هذا الوضع سيتم انتقاده، وكذلك كان يذهب للعمل بدراجة عادية، فحولناها لدراجة نارية، كما رجعنا لهم في فكرة أن تكون الفروق العمرية بين الأبطال متقاربة، بينما في العمل الأجنبي فروق العمر كبيرة، وطلبنا أن لا يشرب البطل خموراً أو يلعب قماراً، وكل هذا رجعنا فيه للشركة الأم ووافقوا قبل أن نغير هذه الأمور".

قضايا حقيقية

وعن القضايا التي تعرضت لها النسخة العربية. قال الجنايني، "اختيار القضايا كان مقارباً للمسلسل الأجنبي، حيث قدمنا نحو 80 في المئة من قضايا المسلسل الأجنبي، مثل التمريض والتحرش، لكننا غيرنا بعض الشيء في نوعية القضايا التي تناولناها حتى تناسبنا، ولجأنا لمكتب محاماة متخصص نعرض عليه كل الحلقات الأجنبية مثلما هي في الفورمات، والمكتب كان يستخرج لنا قضايا مشابهة لها في الواقع بمصر، مثلاً قضية الممرضات كان لها شبيه في الواقع وقدمناها بشكل مصري، حيث جعلناها تشبه مجتمعنا، فجعلنا الممرضة بطلة الحلقة محجبة وملتزمة، وهذا حجم التغيير في بعض الحلقات". وأشار إلى أن وقت الحلقة الصافي بالفورمات الأجنبية كان 42 دقيقة، لأنهم يتحدثون بسرعة ويختصرون كثيراً، وفوجئنا عندما كنا بصدد أن نحولها للنسخة العربية أنها كانت تستغرق 52 دقيقة، لذلك كان لا بد أن نختصر، وبسبب الدقة القانونية ومراعاة الفورمات الأجنبية لم نتحرك خطوة من دون الرجوع لمكتب المحاماة، وكذلك الشركة الأجنبية صاحبة الفورمات".

مصر الجميلة

النسخة العربية من "سوتس" قدمت الجانب المرفه من مصر من حيث المباني والأزياء والشوارع من دون التطرق إلى الواقع الشعبي أو الصورة العادية لبعض الأحياء والشوارع الفقيرة، وعن ذلك كشف الجنايني عن أنه قدم من قبل في مسلسلات مثل "عايزة أتجوز" و"البيوت أسرار" بيوتاً مصرية عادية وشوارع بسيطة، لكنه تعمد في "سوتس" تقديم مصر في هذه الصورة المرفهة، فلم يرغب أبداً في تقديم أي وجه آخر.

ويرى الجنايني أن مصر بالفعل بها أماكن رائعة وجميلة وحديثة، وهناك مكاتب محاماة ومحامون رائعون ويتقاضون أجورهم بالساعة من شدة البراعة التي لا تقل عن أمهر محامين في العالم، وعلى جانب آخر هناك فئات كثيرة ترتدي ملابس فاخرة، وتركب سيارات راقية، وأحب أن يسلط الضوء على هذه المنطقة تحديداً، وكان لي صديق يقول لي إن مسلسل مثل سوتس لن يتم تصديقه في مصر لعدم وجود أماكن ملائمة، لكنني كنت أقول إن مصر مليئة بكل أنواع الرقي والرفاهية، ومصر فعلا ًجميلة ونستطيع أن نخرج هذا الجمال في صورة درامية.

وأكد أن هذا الاتجاه موجود في بعض أنواع الدراما، حيث يتعمد العمل أن يظهر الوجه الجميل للشيء حتى يتمنى الناس أن يعيشوا هذا العالم، وهذا حدث بالفعل، وظهرت ردود الفعل إيجابية، ونرى التفاعل في الشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ويكتب البعض عبارات مثل، "نتمنى أن نعيش في واقع المحاماة، الذي عرض في المسلسل"، وفي الخارج أيضاً "رأى الناس مصر الجميلة، وهذا ما تعمدناه".

تحدٍّ إنتاجي ضخم

طارق الجنايني أشار إلى أنه "لتنفيذ كل هذه الأحلام على أرض الواقع كان لا بد من مواجهة تحدي إنتاجي ضخم، وكان الديكور بطلاً مهماً، وظهرت الصورة بشكل مختلف، ومنذ اليوم الأول للتحضير كان الاتفاق مع مديري التصوير مصطفى فهمي وعلي حسام أننا نريد أن نبهر، وفعلاً تم تنفيذ عنصر الإبهار بالطريقة التي رغبت فيها، وهذه النتيجة جاءت لأن فريق العمل كان سعيداً ومخلصاً لما يقدمه ولم يعتبره مجرد عمل عادي، وهذه الروح ظهرت مع كل مشهد في المسلسل".

نجوم "سوتس بالعربي"

وعن اختيار نخبة من النجوم، مثل آسر ياسين وأحمد داوود وصبا مبارك وتارا عماد وريم مصطفى ومحمد شاهين لبطولة المسلسل، قال الجنايني إن "الأبطال الأساسيين الستة كانوا الترشيح الأول والموجودين في خيالي، فلم أفكر في أي بطل آخر في أي دور من تلك الأدوار".

وأشار إلى أنه تحدث منذ عام 2012 مع آسر ياسين عن إعجابه بالمسلسل بفورماته الأميركية، وطلب منه أن يشاهده حتى قبل وجود منصات متوفرة للعرض، ورحب آسر بالبطولة وقدم الدور "كما قال الكتاب"، مثلما يقولون، حيث يظهر شخصاً يبدو عليه الثقة الزائدة بالنفس، لكنه في الوقت نفسه شهم وبسيط وطيب القلب وخدوم، وبالنسبة إلى أحمد داوود فقد لعب الدور بشكل جيد وقدم الشخصية من منطلق مختلف فقد كانت الشخصية الأجنبية ناكرة للجميل في كثير من الأمور، لكن داوود قدمها بطريقة مبتكرة.

وأضاف "أما محمد شاهين عندما عرضت عليه الدور قلت له أنت ستكون شخصاً مكروهاً لكن محبوب في الوقت نفسه، ولأن شاهين موهوب بشكل غير عادي فقد قدم شخصية قدري الزيات ببراعة، وكان رد الفعل رائعاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن صبا مبارك في شخصية "فريدة المسيري"، قال الجنايني "تعاملت مع صبا في أعمال كثيرة، وكان وجودها بالمسلسل ليس بالسهولة المتوقعة، لأنها نجمة كبيرة وليس من السهل إقناعها، فهي تقدم بطولات بصبغة معينة، إما بطولة مطلقة أو مع بطل مناصفة، وأدوارها كلها كبيرة، لكنها وثقت في العمل لأنها تعلم حماسي للمشروع، ووافقت على الرغم من أن حجم الدور ليس بالمساحة التي تعودت عليها.

أما تارا عماد فتم اختيارها لدور "ليلى رضوان"، لأنها "نضجت فنياً في الفترة الأخيرة، وشاهدت لها عملاً في رمضان الماضي وهو (ضد الكسر) وكانت قوية وظهر عليها التطور"، وبالنسبة إلى ريم مصطفى "فكان أصعب اختيار، حيث لم أكن أتخيل ممثلة معينة في دور كاميليا، وبمجرد أن فكرت في ريم للعب الدور وجدتها أنسب اختيار، وقد رحبت ريم بالدور وأحبت الشخصية، والجميل أنه لم يكن لديها مشكلة في عدم الظهور المؤثر في الحلقات الأولى".

المزيد من فنون