Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اللبنانيون يترقبون نتائج الانتخابات البرلمانية على وقع الأزمات

تميزت بنشاط استثنائي للوائح تضم مرشحين من خارج الطبقة السياسية التقليدية ونسبة المشاركة بلغت 41 بالمئة

يترقّب اللبنانيون اليوم الإثنين صدور نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد ويُستبعد أن تحدث تغييراً كبيراً في المشهد السياسي العام، رغم النقمة التي خلّفتها سلسلة أزمات ومآسٍ متتالية منذ أكثر من سنتين.

وتميزت الانتخابات بنشاط استثنائي للوائح معارضة تضم مرشحين من خارج الطبقة السياسية التقليدية يرون أن تحقيق "خروق" ولو محدودة في لوائح الأحزاب النافذة والقوى المتجذرة في النظام السياسي، يعتبر انتصاراً.

لكن نسبة المشاركة فيها كانت متدنية، إذ بلغت 41 في المئة، وفق وزارة الداخلية. ويبلغ عدد الناخبين 3,9 ملايين.

وهو الاستحقاق الانتخابي الأول بعد سلسلة أزمات هزت لبنان خلال العامين الماضيين بينها انهيار اقتصادي واحتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة وانفجار كارثي في بيروت. 

لكنّ عناصر عدة قد تحول دون ترجمة النقمة الشعبية ضد السلطة التي يُحمّلها كثر مسؤولية الانهيار الاقتصادي وشلل المؤسسات، بينها القانون الانتخابي المفصّل لصالح الأحزاب التقليدية.

مخالفات مبكرة

بعد ساعات قليلة من انطلاق الانتخابات النيابية في لبنان الأحد، لاحظت هيئة الإشراف على الانتخابات "حصول مخالفات بالمئات ناتجة من خرق الصمت الانتخابي من مختلف وسائل الإعلام والمرشحين والجهات السياسية".

وفي السياق ذاته، وثقت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات (لادي) التعرّض لمندوبيها في مناطق عدة بالتهديد أو الضرب، الجزء الأكبر منها في مناطق تحت نفوذ "حزب الله". ونشرت الجمعية صوراً ومقاطع فيديو تظهر مندوبين للحزب وحركة أمل يرافقون الناخبين خلف العازل في بعض الأقلام الانتخابية بشكل مخالف للقوانين.

كما نشرت "لادي" مقطع فيديو قالت إنه يظهر "اعتداء مناصرين لحزب الله وحركة أمل" مرددين شعارات "صهيوني" على واصف الحركة، أحد المرشحين المعارضين، قرب بيروت. كذلك سجلت "لادي" "خرقاً متواصلاً للصمت الانتخابي من مرشحين وسياسيين من بينهم رئيس الجمهورية.

تضارب بين "القوات" و"حزب الله"

وسجل اليوم الانتخابي توترات عدة في غير منطقة، لا سيما في البقاع الشمالي والجنوب. وانتشرت على وسائل التواصل أشرطة فيديو لاعتداءات على مناصري "القوات اللبنانية" في دائرة صيدا- جزين، وأُرفقت تلك التسجيلات بعبارات تشير إلى أن مناصري "حزب الله" و"حركة أمل" هم المعتدون، في حين لم يصدر أي تعليق من الطرفين أو من الجهات الأمنية المسؤولة. 

وشهد البقاع أشرس المعارك بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية"، وحصل تضارب بين مناصريهم في عدد من المناطق، بينها في زحلة بالبقاع وفي جزين جنوباً.

واتهمت "القوات" عناصر في "حزب الله" بالاعتداء على مندوبيها وإخراجهم بالقوة من عدد من مراكز الاقتراع في دائرة بعلبك – الهرمل، حيث تخوض "القوات" ورجل الدين الشيعي عباس الجوهري الانتخابات عبر لائحة "بناء الدولة" المعارضة لـ"حزب الله".

وأصدرت الماكينة الانتخابية لـ"حزب الله" في البقاع بياناً نفت فيه مسؤوليتها عن الإشكالات التي حصلت في بعض مناطق البقاع وطرد المندوبين، واتهمت مناصري "القوات" بالاعتداء على مندوبي لائحتها في المعلقة وحوش الأمراء (قضاء زحلة). 

"القوات اللبنانية" نفت بدورها ما ورد في بيان "حزب الله"، وقالت إن الهدف منه نفي "الوقائع المثبتة بأم العين وبشهادات الناس وعلى مرأى من التلفزيونات بأن حزب الله مارس عبر مجموعات تابعة له الترهيب باتجاهين: الاعتداء على المندوبين من جهة، وتخويف الناس من الاقتراع من جهة أخرى".

وأعلن حزب "القوات اللبنانية" "تعرض محمود عواد المرشح في دائرة جبيل- كسروان على لائحة "معكم فينا للآخر" والمتحالف مع القوات لاعتداء جسدي في بلدة الصوانة في جبيل، وتم تكسير سيارته والاعتداء على المندوبين أمام المركز.

وفي حارة حريك في بيروت، أوقفت القوى الأمنية مندوب لائحة معارضة لشتمه الرئيس ميشال عون أثناء خروج هذا الأخير من مركز الاقتراع.

موازين القوى

وقد بدأ اللبنانيون، من الساعة السابعة من صباح الأحد التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في البرلمان، في ظل مخاوف أمنية ووسط إجراءات استثنائية للقوى العسكرية والأمنية ومعاناة العديد من مراكز الاقتراع انقطاع التيار الكهربائي.

وفي حين ما زالت موازين القوى لمصلحة القوى السياسية التقليدية، التي يُحملها كثر مسؤولية الأزمات السياسية والاقتصادية، تشكل الانتخابات اختباراً لمجموعات معارضة ووجوه شابة أفرزتها الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، طالبت برحيل الطبقة السياسية.

وغاب عن الانتخابات تيار "المستقبل" بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أعلن مقاطعته الاستحقاق، بعدما احتل الواجهة السياسية لسنوات طويلة إثر مقتل والده رفيق الحريري في 2005.

تطورات فرز الأصوات وصدور النتائج في هذه التغطية. 

المزيد من العالم العربي