Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين تعرض شراء شركة لتصنيع الغرافين وبريطانيا تحقق بعمق

وزير الأعمال لديه مخاوف أمنية قومية من صفقة "مجموعة بيربيتيوس"

الصفقة قد تشهد استيلاء الصين على ملكية فكرية حساسة تتعلق بصنع  طبقات مادة الغرافين ومكوناتها (غيتي)

أمر وزير الأعمال كواسي كوارتنغ بإجراء المرحلة التالية من المراجعة بشأن استحواذ صيني مقترح على مجموعة من شركات التكنولوجيا البريطانية، مستنداً إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

وستتيح هذه الخطوة لوزير الخارجية حظر عملية البيع المقترحة إذا وجد أنه يهدد المصالح البريطانية.

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، منع السيد كوارتنغ مشروع بيع "مجموعة بيربيتيوس" Perpetuus Group إلى مجموعة تقودها الشركة الصينية "شنغهاي كينغتون تكنولوجيز".

وتتكون "مجموعة بيربيتيوس" من تجمع لشركات البريطانية، طور بعضها ملكية فكرية جديدة تتضمن الـ"غرافين"، وهو مادة فائقة تدخل في الهندسة الحديثة. ولهذه التكنولوجيات "تطبيقات استراتيجية"، وفق بيان صدر عن وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية الأربعاء الماضي. [توصف مادة غرافين Graphene بأنها أقوى من الألماس وأكثر مرونة من المطاط. واعتبرت قفزة في المواد المصنوعة بتقنية النانوتكنولوجي. وتحظى باهتمام خاص في صناعة الرقاقات الإلكترونية المتطورة، والإلكترونيات المرنة، والطاقة البديلة، إضافة إلى الأغطية الواقية للطائرات والمركبات والسفن وسواها].

وعن الخطوات التالية في التحقيق، أفاد السيد كوارتنغ أن "المملكة المتحدة تظل منفتحة بشدة على الأعمال، لكننا واضحين في مسألة أن الاستثمار الأجنبي لا ينبغي له أن يهدد أمننا القومي".

وأضاف وزير الأعمال، "نظرتُ في الأدلة المقدمة إلي، وطلبت من هيئة المنافسة والأسواق أن تجري تحقيقاً معمقاً حتى يتسنى لنا أن نفكر في شكل كامل في العواقب المترتبة على هذه الصفقة".

ويستخدم التحقيق سلطات منصوص عليها في قانون المؤسسات الصادر عام 2002، لأن الحكومة تدخلت قبل بدء نفاذ تشريعها الجديد، المسمى "قانون الأمن القومي والاستثمار"، هذا العام.

ويلخص الموقع الإلكتروني الخاص بـ"بيربيتيوس" مجموعة من التطبيقات للمواد النانوية التي يصنعها. ويصفها بأنها تتكون من جسيمات صغيرة يمكنها المساعدة في تقليص حجم الدارات الإلكترونية أو تحسين أدائها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستكمالاً، تعد مادة الغرافين، وهي إحدى تلك المواد، فرعاً رئيساً من تخصصات "بيربيتيوس" في التكنولوجيات الحساسة. وتُستخدَم في إنشاء طبقات ومكونات تتمتع بقوة عالية أو ديناميكية هوائية أكثر تطوراً من تلك التي تستخدم مواد أخرى مماثلة. وتُعد التطبيقات التي تستعمل فيها مادة "غرافين" متعددة الجوانب في الهندسة الابتكارية ضمن مجالات تشمل المركبات والطائرات.

وتُعد هذه الصفقة أكثر حساسية بكثير من الاستحواذ المقترح على الشركة المصنعة لأشباه الموصلات "نيوبورت وايفر فاب"، وفق مصادر حكومية بارزة. ويرجع هذا إلى حقيقة مفادها أن تكنولوجيات "بيربيتيوس" تشتمل على ملكية فكرية أكثر حساسية وجديدة. [للتذكير، نال مكتشفا مادة "غرافين" جائزة نوبل للفيزياء في 2010].

وعلى نحو مماثل، تخضع للمراجعة نفسها صفقة البيع المقترحة لـ"نيوبورت وايفر فاب" إلى "نكسبيريا"، وهي شركة هولندية تملكها "وينغتك" الصينية. وقد أكد ذلك بيان صدر عن نائب وزير الأعمال اللورد كالانان في 7 أبريل (نيسان)، لكنه جاء بعد نقاش مطول بين كبار الشخصيات الحكومية حول الصفقة.

وهناك انقسامات عميقة في مجلس الوزراء حول الدور الذي يؤديه الاستثمار الصيني في المملكة المتحدة والتهديدات التي قد يفرضها على الأمن القومي. وعُلِم أن وزيرة الخارجية ليز تروس والسيد كوارتنغ حريصان على الحد من الاعتماد على الصين في إطار سلاسل الإمداد الحساسة.

في المقابل، عبرت شخصيات أخرى، بمن فيها رئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير المالية ريشي سوناك، عن قلقها من تجاوز مخاوف الأمن القومي الحاجة إلى أن تظل البلاد مقصداً جذاباً للاستثمار من ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وتُعَد "بيربيتيوس" و"نيوبورت وايفر فاب"، وتتضمن أنشطة الأولى إنشاء طبقات موصلة للكهرباء [من مادة الغرافين] في حين تصنع الأخيرة رقائق السليكون، حالتان نموذجيتان قد تسهمان في تشكيل استراتيجية الحكومة حول صناعة أشباه الموصلات. ومن المتوقع أن تنشر الاستراتيجية وزارة الثقافة والإعلام والرياضة هذا الشهر، وفق مصادر في الإدارة العامة.

وكذلك يتوقع أن تتواصل مراجعة البيع المحتمل لـ"بيربيتيوس" طيلة 24 أسبوعاً، لكن المهلة قابلة للتمديد إذا رأى المسؤولون حاجة إلى مزيد من الوقت كي ينجزوا تحقيقاتهم.

 

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 12 مايو 2022

© The Independent