Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دعوات لتجريم مظاهر "التعايش مع المستوطنين" في قرى الضفة الغربية

تبادل تجاري يومي بين الفلسطينيين والإسرائيليين... واستياء وغضب

  مستوطنون على الأكتاف في زفاف نجل رئيس مجلس قرية دير قديس (وسائل التواصل الاجتماعي)

أثارت مشاركة مستوطنين في عرس فلسطيني في إحدى قرى رام الله موجة من الغضب والاستياء في صفوف الفلسطينيين، ودعوات إلى وضع حد لما يوصف بمظاهر التعايش بين المستوطنين وبعض قرى الضفة الغربية، ويشهد عدد من قرى الضفة الغربية المحاذية لإسرائيل تعاملاً يومياً بين المستوطنين والتجار وأصحاب الورش الفلسطينيين بسبب رخص الأسعار في تلك القرى مقارنة بالمدن الإسرائيلية.

وكدلالة على عمق التبادل التجاري بين الجانبين، تنتشر اللافتات باللغة العبرية على المحال التجارية وورش الصيانة في قرى حواره جنوب نابلس ونعلين ودير قديس غرب رام الله وحزما شمال القدس.

تدابير... ردعية

وبعد ساعات من حضور عدد من المستوطنين عرس نجله، فصلت حركة فتح رئيس مجلس قروي دير قديس راضي ناصر من حركة "فتح" بشكل قطعي، كما أوصت بإقالته من رئاسة المجلس، وقررت إحالة أسماء الذين شاركوا في العرس مع المستوطنين إلى الجهات الأمنية المتخصّصة لأخذ المقتضى القانوني بحقهم.

كما قرّرت وزارة التربية والتعليم وقف راضي ناصر عن العمل في الوزارة وشكلت لجنة تحقيق معه، واعتبرت مشاركة المستوطنين في عرس نجله "انتهاكاً صارخاً لكل الأعراف والقيم وطنياً وتربوياً وإدارياً". واستنكر نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حضور عدد من المستوطنين العرس مطالبين، عبر منشوراتهم، بإقالته من منصبه ومحاسبته.

عمل جبان ومرفوض

وفي ردها على واقعة دير قديس قالت حركة "فتح" إن المستوطنين "إرهابيون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ويعتبرون ذراع الاحتلال الإسرائيلي للعدوان على الشعب الفلسطيني". وأكد المتحدث باسم حركة فتح أسامه القواسمي أن دعوة المستوطنين الإرهابيين ومشاركتهم في أي مناسبة اجتماعية فلسطينية "عمل جبان ومدان ومرفوض وطنياً وشعبياً ودينياً وأخلاقياً".

ونفى راضي ناصر من جانبه دعوته المستوطنين إلى حضور عرس نجله مشيراً إلى أنه طردهم بعد معرفته بوجودهم مضيفاً أن من قام بإحضارهم بعض الأشخاص الذين يعملون معهم في ورش تصليح السيارات في القرية.

نتيجة وليست سبباً

ورأى عصمت منصور الخبير في الشأن الإسرائيلي أن ما قام به رئيس مجلس دير قديس والإفطار الرمضاني المشترك في الخليل وغيرها من "مظاهر السقوط والانحطاط تعتبر نتيجة وليست سبباً"، وقال منصور إن "هذه المظاهر السلبية تأتي نتيجة عدم وجود أفق لمشروع وطني موحّد أو منظومة سياسية ونموذج وطني يقدم حلولاً أو أفقاً لحلول سياسية واقتصادية"، مضيفاً أن "ذلك يسبب انتشار قيم الفردية وروح الهزيمة وتجرؤ الأنذال وخروجهم من جحورهم".

وأوضح منصور أن هذه المظاهر ما هي إلا تعبير عن تراجع المشروع الوطني مقابل "تقدم الخيارات الأخرى من إحياء لروابط القرى وظهور لعملاء وأذناب الاحتلال"، وأشار إلى أن موجة "التعايش مع المستوطنين "لا تخيف لأنها ستنحسر سريعاً عندما "ينهض الشعب الفلسطيني من كبوته وينفض عنه غبار الانقسام وذله".

ضرورة تبني ميثاق وطني جامع

ووصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي واقعة دير قديس بالعمل المشين، مضيفاً أنه من "أكثر الأمور قباحة أن يجري التعاطي مع مستوطنين يغتصبون الأرض الفلسطينية ويبطشون بالشعب الفلسطيني".

وطالب البرغوثي بضرورة تبني ميثاق وطني جامع لتحريم العلاقة والتطبيع مع المستوطنين، ودعا الجهات الرسمية إلى تطبيق ذلك، وأن تراقب المجالس والهيئات المحلية إذا أقدمت على مثل هذه العلاقات، وعزا  البرغوثي انتشار ظاهرة "التعايش مع المستوطنين" إلى وجود جهد إسرائيلي منظم من قبل المستوطنين لفتح هذه العلاقات، وضعف التعبئة الوطنية الفلسطينية وغياب الحزم في التعاطي مع مظاهر التطبيع.

المزيد من الشرق الأوسط