Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هؤلاء يتنافسون في أول انتخابات لبنانية منذ الانهيار الاقتصادي

تنخفض التوقعات بحدوث تغيير كبير في استحقاق قد يسلب "حزب الله" وحلفاءه الأكثرية البرلمانية

إعلانات المرشحين على الانتخابات اللبنانية عند أوتوستراد الدورة (رويترز)

 

يصوت اللبنانيون، الأحد، 15 مايو (أيار)، في أول انتخابات برلمانية منذ الانهيار الاقتصادي للبلاد، في اختبار لميليشيات "حزب الله" المدعومة من إيران وحلفائها إذا ما كانوا سيستطيعون الحفاظ على الأغلبية البرلمانية وسط الفقر المدقع والغضب من الأحزاب الحاكمة.

ومع ذلك، تنخفض التوقعات بحدوث تغيير كبير في السياسة والحكومة الطائفية في لبنان، على الرغم من حدة الأزمة التي يقول البنك الدولي إن الطبقة الحاكمة هي التي تسببت فيها، وعلى الرغم من الغضب من الانفجار المدمر في مرفأ بيروت عام 2020.

ويمثل الانهيار الاقتصادي أكبر أزمة زعزعت استقرار لبنان منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990. وفقدت العملة أكثر من 90 في المئة من قيمتها، ودفعت الأزمة نحو ثلاثة أرباع السكان إلى براثن الفقر، وأدت إلى تجميد أرصدة المودعين في البنوك التي أصابها الشلل.

الأكثرية

ويعتقد محللون أن المرشحين ذوي الأفكار الإصلاحية يمكن أن يفوزوا ببعض المقاعد هذه المرة، لكنهم يخوضون كفاحاً طويلاً لاختراق النظام الطائفي الذي يقسم مقاعد البرلمان بين 11 جماعة دينية، ويميل لصالح الأحزاب القائمة.

وشهدت انتخابات 2018 فوز جماعة "حزب الله" الشيعية المسلحة وحلفائها، بما في ذلك "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون، بـ71 مقعداً من أصل 128 مقعداً في البرلمان. وجرت هذه النتائج لبنان بشكل أعمق إلى فلك إيران، مما عمق الشرخ بين بيروت والدول العربية، لا سيما الخليجية.

وقال "حزب الله" إنه يتوقع تغييرات قليلة في تشكيل البرلمان الحالي، على الرغم من أن معارضيه، بما في ذلك حزب "القوات اللبنانية"، يقولون إنهم يأملون في الفوز بنصيب من مقاعد "التيار الوطني الحر".

وتزيد من ضبابية المشهد مقاطعة الزعيم السني سعد الحريري للانتخابات، مما ترك فراغاً سنياً يسعى حلفاء "حزب الله" ومعارضوه على حد سواء إلى شغله.

كما أنه من المقرر أن ينتخب البرلمان رئيساً جديداً خلفاً لعون الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، مما يزيد من المخاطر.

شلل متوقع

وأياً كانت النتيجة، يقول محللون إن لبنان قد يواجه فترة من الشلل قد تؤدي إلى تأخير الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمة، إذ تتفاوض الأحزاب الختلفة على تولي الحقائب الوزارية في حكومة جديدة لتقاسم السلطة، وهي عملية قد تستغرق شهوراً.

وتوصلت الحكومة المنتهية ولايتها إلى مسودة اتفاق مع صندوق النقد الدولي في أبريل (نيسان) مرهونة بالإصلاحات التي طال تأجيلها.

وقالت مصادر من أربع جهات لوكالة "رويترز"، إن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، رجل الأعمال الثري الذي يتولى فترة ثالثة في المنصب، قد يتم اختياره لتشكيل الحكومة الجديدة. وصرح ميقاتي لقناة "الحرة"، الأربعاء، بأنه على استعداد للعودة كرئيس للوزراء إذا كان متأكداً من سرعة تشكيل الحكومة.

وقال نبيل بو منصف، نائب رئيس تحرير جريدة "النهار"، إنه يتوقع شللاً سياسياً بعد الانتخابات، مضيفاً أن مرشحي المعارضة فشلوا في تشكيل جبهة موحدة للتنافس ضد الأحزاب القائمة. وأضاف أن هذه الطبقة السياسية ككل انتعشت بقوة بسبب انهيار قوى المعارضة.

وإليكم في ما يلي نبذة موجزة عن الأطراف الأساسية الفاعلة والمتنافسة في الانتخابات المرتقبة.

"حزب الله" و"أمل"

ميليشيات "حزب الله" الشيعية كثيفة التسليح، هي أقوى طرف في لبنان، أسسها الحرس الثوري الإيراني عام 1982، وتعتبرها دول غربية منها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. ويصنف الاتحاد الأوروبي جناحها العسكري جماعة إرهابية، لكن ليس ذراعها السياسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتنامت قدرات "حزب الله" العسكرية منذ دخوله غمار الحرب السورية دعماً لرئيس النظام بشار الأسد. كما اتسع نفوذ الجماعة السياسي في الداخل منذ عام 2018، عندما فازت مع حلفائها بأغلبية برلمانية.

و"حركة أمل" الشيعية أيضاً بقيادة نبيه بري (84 عاماً)، الذي يترأس البرلمان منذ عام 1992، حليف أساسي لـ"حزب الله". ويعد بري من أقوى الشخصيات اللبنانية منذ الحرب الأهلية.

وأطلق على "حزب الله" و"حركة أمل" تسمية "الثنائي الشيعي"، وهما يتحركان منذ فترة طويلة في نهج سياسي منسق ويهيمنان على السياسة الشيعية في البلاد. وترى "أمل" أن ترسانة "حزب الله" زخر للبنان، ووقفت إلى جانب الجماعة في صراعات مع خصوم في الداخل يريدون نزع سلاحها.

كما أن "حركة أمل" متحالفة مع سوريا وإيران، وتعد علاقاتها الخارجية انعكاساً لعلاقات "حزب الله"، وإن كانت صلات الحزب بهاتين الدولتين أعمق كثيراً.

السنة

قلبت مقاطعة الحريري السياسة السنية رأساً على عقب في لبنان. فـ"تيار المستقبل" الذي أسسه والده، رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005، ظل مهيمناً على السياسة السنية لعقود.

كما أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وهو ملياردير وسني آخر له وزنه، لم يترشح أيضاً.

وانسحب بعض أعضاء "تيار المستقبل" من الحزب من أجل الترشح.

أما فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء الأسبق وعضو "تيار المستقبل" المناهض لـ"حزب الله"، فيدعم المرشحين، لكنه هو نفسه لم يترشح.

ولـ"حزب الله" عديد من الحلفاء السنة الذين يمكن أن يستفيدوا من صدوع السياسة السنية، ومن بينهم "حركة الأحباش" التي تربطها علاقات تاريخية بدمشق.

"التيار الوطني الحر"

"التيار الوطني الحر" أسسه السياسي المسيحي الماروني ميشال عون، وهو قائد سابق للجيش ترأس إحدى حكومتين متنافستين في السنوات الأخيرة من الحرب الأهلية، ويتولى رئاسة البلاد منذ عام 2016.

وهذا التيار هو أكبر كتلة مسيحية في البرلمان منذ عودة عون من المنفى في عام 2005، وهو متحالف مع "حزب الله" منذ عام 2006. ويقول إن أسلحة الحزب دافعت عن لبنان. وينتقد البعض هذا ويقولون إن موقف عون منح "حزب الله" غطاءً سياسياً مسيحياً.

ويقود "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، صهر عون. وفرضت واشنطن عقوبات على باسيل عام 2020، متهمةً إياه بالفساد ومساعدة "حزب الله" على زعزعة استقرار لبنان. ووصف باسيل العقوبات بأنها جائرة وذات دوافع سياسية.

ويعتقد بعض المحللين أن "التيار الوطني الحر" قد يخسر أصواتاً تتجه لمنافسين مسيحيين، وذلك لدوره البارز في الحكومة قبيل الانهيار المالي وفي أثنائه.

حزب "القوات اللبنانية"

يقود المسيحي الماروني سمير جعجع حزب "القوات اللبنانية" الذي خرج من عباءة ميليشيات قوية قاتلت في الحرب الأهلية، وتحمل الاسم نفسه. وهذا الحزب من أشد المعارضين لـ"حزب الله".

وظلت "القوات اللبنانية" بمنأى عن الحكومة منذ عام 2019، عندما استقال سعد الحريري من رئاسة الوزراء آنذاك خلال احتجاجات عمت أرجاء البلاد ضد النخبة السياسية.

وقد تستفيد "القوات اللبنانية" من أي انحسار لدعم "التيار الوطني الحر"، وهي تدعم قوائم منافسة لـ"حزب الله" في جنوب البلاد الذي يعتبر عادةً معقلاً للجماعة الشيعية، لكن مرشحين بدأوا في الانسحاب من تلك القوائم مع اقتراب موعد التصويت.

وقاد جعجع حزب "القوات اللبنانية" في السنوات الأخيرة من الحرب بعد اغتيال مؤسس الحزب بشير الجميل عام 1982. وجعجع هو الزعيم اللبناني الوحيد الذي قضى عقوبة السجن بسبب العنف خلال الحرب الأهلية، أما الباقون فقد صدر عنهم عفو.

"الحزب التقدمي الاشتراكي"

تقوده عائلة جنبلاط، وهو أقوى طرف درزي في لبنان. وسلم وليد جنبلاط مقاليد الحزب لابنه تيمور عام 2018، لكنه لا يزال منخرطاً في أنشطته عن كثب.

وينتقد جنبلاط تنامي نفوذ "حزب الله" وترسانته. ويقول إن لبنان أزيح عن مكانه الطبيعي في العالم العربي، في انتقاد لنفوذ إيران.

وكان جنبلاط من الشخصيات البارزة في الحرب الأهلية. ويواجه "الحزب التقدمي الاشتراكي" تحديات من فصائل وشخصيات درزية ترتبط بعلاقات وثيقة مع "حزب الله" والنظام السوري، من ضمنها طلال إرسلان ووئام وهاب.

"المردة"

تيار "المردة" يقوده السياسي المسيحي الماروني سليمان فرنجية، وهو حليف مقرب من "حزب الله" وصديق لرئيس النظام السوري بشار الأسد. وينظر إلى فرنجية على أنه مرشح لأن يحل محل عون رئيساً للبلاد هذا العام.

ويتركز الدعم لتيار "المردة" في شمال لبنان بالقرب من زغرتا، مسقط رأس عائلة فرنجية.

"الكتائب"

يقود حزب "الكتائب" السياسي المسيحي الماروني سامي الجميل الذي تولى قيادة الحزب بعد أبيه الرئيس الأسبق أمين الجميل.

وظهر سامي الجميل في صدارة المشهد بعد اغتيال أخيه بيار عام 2006 إبان موجة اغتيالات استهدفت معارضي النفوذ السوري في لبنان.

ويعارض حزب "الكتائب" فريق "حزب الله" وسلاحه، وقد استقال نوابه من البرلمان في أعقاب انفجار مرفأ بيروت عام 2020. وسعى الحزب إلى تشكيل ائتلاف ذي توجه إصلاحي لخوض الانتخابات.

المعارضة

وتتبارى أيضاً في الانتخابات مجموعة من الأحزاب المعارضة للنخبة التقليدية الحاكمة، ترشح بعضها من قبل، والبعض يخوض غمار الانتخابات لأول مرة.

وعلى الرغم من إجراء مفاوضات طيلة أشهر، لم تتمكن التجمعات المتعددة من تشكيل منصة انتخابية موحدة أو ائتلاف للترشح على مستوى البلاد.

وهناك تجمع واحد فقط يشارك في لوائح تحمل مشروع حكم واحداً في كل الدوائر، هو "مواطنون ومواطنات في دولة" العلماني الذي أسسه وزير سابق عام 2016.

أما الباقون فقد قاموا بتجميع لوائح على أساس كل دائرة على حدة. وفي بعض الدوائر ائتلافات معارضة متعددة تتنافس مع بعضها بعضاً، مما يقلل من فرص نجاحها.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات