واجه رئيس الوزراء السريلانكي الجديد، رانيل ويكريميسينغه، الجمعة 13 مايو (أيار)، تحديات لتشكيل حكومة وحدة وتجنب انهيار اقتصادي وشيك بعد رفض نواب المعارضة الانضمام إلى فريقه ومطالبتهم بتنظيم انتخابات جديدة.
وأدى ويكريميسينغه اليمين مساء الخميس خلال أسوأ أزمة تشهدها سريلانكا في تاريخها كدولة مستقلة بعد أشهر من نقص المواد الأساسية وانقطاع التيار الكهربائي ما أجج الغضب في الشارع.
ويؤكد ويكريميسينغه البالغ من العمر 73 عاماً، أن لديه ما يكفي من التأييد لأداء مهام منصبه، واقترح على عديد من النواب الانضمام إليه، لكن ثلاثة أحزاب معارضة قالت إن توليه رئاسة الوزراء يفتقر إلى الشرعية.
ورفض النائب المعارض هارشا دي سيلفا علناً عرضاً لتولي مسؤولية وزارة المالية. وقال إنه سيدفع بدلاً من ذلك باتجاه استقالة الحكومة. وقال في بيان، "الناس لا يطلبون ألعاباً وصفقات سياسية... يريدون نظاماً جديداً يصون مستقبلهم".
وقال دي سيلفا، إنه ينضم إلى "نضال الشعب" للإطاحة بالرئيس غوتابايا راجاباكسا ولن يدعم أي تسوية سياسية يبقى بموجبها في الحكم.
رفض المعارضة
ومنذ أسابيع، خرجت تظاهرات ضخمة تطالب بتنحي راجاباكسا بسبب سوء إدارته للأزمة الاقتصادية المتفاقمة. وما زال مئات المحتجين مرابطين خارج مكتبه المطل على البحر في العاصمة كولومبو.
وينتمي دي سيلفا إلى حزب "قوى الشعب الموحدة"، وهو أكبر مجموعة معارضة فردية في البرلمان ويبدو أنها منقسمة حول مسألة دعم ويكريميسينغه، لكن رئيس الفصيل الذي كان يحتمل أن ينشق عنه هارين فرناندو قال الجمعة إنه سيبقى ضمن الحزب. وصرح فرناندو لوكالة الصحافة الفرنسية، "لن أؤيد حكومة ويكريميسينغه".
كما أشار حزبان صغيران إلى أنهما لن ينضما إلى حكومة وحدة وطنية، إذ قال "التحالف الوطني التاميل"، إن راجاباكسا "فقد شرعيته تماماً" بتعيين ويكريمسينغه، رئيس الوزراء السابق لخمس مرات، والذي تولى المنصب أخيراً في عام 2019.
المطالبة بانتخابات جديدة
في غضون ذلك، قالت جبهة التحرير الشعبية اليسارية، إن تنظيم انتخابات وطنية جديدة هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق الحالي. وقالت أنورا ديساناياكي، رئيسة الجبهة، للصحافيين في كولومبو، "لا يمكننا حل الأزمة الاقتصادية بوجود حكومة غير شرعية. نطالب بانتخابات جديدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولكن من غير المرجح أن تكون الحكومة التي تعاني ضائقة مالية قادرة على تحمل تكاليف الاقتراع أو حتى طباعة بطاقات الاقتراع في وقت أدى النقص في الورق إلى تأجيل امتحانات المدارس. ومن المقرر تنظيم الانتخابات البرلمانية في أغسطس (آب) 2025.
وعانى السريلانكيون على مدى أشهر من النقص الحاد في الغذاء والوقود والأدوية، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، بعد أن أنفقت البلاد احتياطاتها من العملات الأجنبية اللازمة لدفع ثمن الواردات الحيوية.
وحذر رئيس البنك المركزي هذا الأسبوع من أن اقتصاد الجزيرة على بعد أيام فقط من "الانهيار التام" ما لم يتم تعيين حكومة جديدة على وجه السرعة.
ثلاث وجبات
وحذر ويكريميسينغه، الخميس، من أن الأزمة يمكن أن تزداد سوءاً في الأشهر المقبلة، وناشد المجتمع الدولي مساعدة بلاده. وقال، "نريد أن نعيد الأمة إلى وضع يحصل خلاله شعبنا على ثلاث وجبات في اليوم من جديد".
واستقال ماهيندا راجاباكسا، شقيق الرئيس، من منصبه كرئيس للوزراء، الاثنين، بعد أن هاجم أنصاره المتظاهرين المناهضين للحكومة الذين كانوا يحتجون سلمياً. وقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 200 في الاشتباكات التي تلت ذلك حين أضرمت حشود غاضبة النيران في منازل عشرات من الموالين لراجاباكسا.
ومنذ ذلك الحين، منع ماهيندا بقرار من المحكمة من مغادرة البلاد ولجأ إلى قاعدة ترينكومالي البحرية في شرق سريلانكا.
وأعادت قوات الأمن والجيش فرض النظام على نحو واسع، ودخل حظر تجول في جميع أنحاء البلاد حيز التنفيذ معظم أيام الأسبوع.
وكان المبعوثان الهندي والياباني في كولومبو من بين أول من اتصل الجمعة بويكريميسينغه بعد توليه مهامه رسمياً. وينظر إلى رئيس الوزراء الجديد على أنه مؤيد للغرب وإصلاحي ليبرالي وقد يسهل ذلك مفاوضات الإنقاذ مع صندوق النقد الدولي وأطراف أخرى.