Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان "ينأى بنفسه" عن هجمات الخليج

نظراً إلى الانقسامات الحادة في الرأي والاصطفافات السياسية التي تحكم الساحة

تعامل لبنان الرسمي والسياسي بكثير من الحذر والترقب مع التوتر الإيراني - الأميركي (أ. ف. ب)

تعامل لبنان الرسمي والسياسي بكثير من الحذر والترقب مع الهجمات التي تعرضت لها ناقلتي النفط اليابانية والنرويجية في بحر عُمان، الخميس 13 يونيو (حزيران) الحالي، نظراً إلى الانقسامات الحادة في الرأي والاصطفافات السياسية التي تحكم الساحة اللبنانية حيال الموقف من هذه الهجمات، بين مؤيد للمحور الذي يدور في الفلك الخليجي- الأميركي والمحور الإيراني. 

وفيما لفت غياب المواقف الرسمية أو السياسية التي حصرت اهتماماتها بالشأن الداخلي، عزت مصادر سياسية مراقبة الأمر إلى التزام لبنان، وربما للمرة الأولى سياسة النأي بالنفس عن أحداث المنطقة وتطوراتها. وقالت إن هذه الأحداث لا تتصل  بشكل مباشر بلبنان وإن كان لتطورها، في حال حصل، تداعيات كبيرة عليه، إن على المستوى السياسي الداخلي في ظل الانقسام الحاد بين مختلف مكوناته السياسية أو على المستوى الاقتصادي، لما يرتبه من انعكاسات سلبية على اللبنانيين العاملين في دول الخليج، إذا أدت تلك الأحداث إلى اندلاع حرب إقليمية. 

لكن التزام لبنان بعدم التعليق على الهجمات، لا يعني بالنسبة إلى هذه المصادر أنه سينأى عنها بالكامل في حال تطورت، مذكرةً في هذا المجال بالموقف الأخير الصادر عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما هدد بأن "الحرب على إيران لن تبقى عند حدود إيران، وهي تعني أن كل المنطقة ستشتعل، وكل القوات الأميركية والمصالح الأميركية في المنطقة ستُباد...". ما يعني، في رأي المصادر، أن لبنان لن ينجح في البقاء بعيداً من أي نار محتملة في المنطقة في ظل دخول حزب الله على خط تهديد واشنطن، والوقوف إلى جانب طهران في أي حرب ممكن أن تشهدها المنطقة. 

يستبعد السفير السابق للبنان لدى واشنطن رياض طبارة في تقييمه للهجمات الأخيرة، أن تؤدي إلى حرب إقليمية ، معتبراً أن ما يحصل لا يتجاوز المناوشات التي تقف عند حدود الأعمال التخريبية لا أكثر. وتتقاطع هذه القراءة مع موقف السفير الروسي لدى بيروت ألكسندر زاسبيكين الذي استبعد احتمالات الحرب، مجدداً موقف بلاده بضرورة تقييم العواقب السياسية، وعدم استخدام تلك الأحداث لإثارة المواقف ضد طهران. 

للخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر، مقاربة اقتصادية للكباش الأميركي الإيراني. ويشرح لـ"اندبندت عربية" تلك المقاربة بربطه بين الأحداث التي حصلت منذ حادثة الفجيرة وصولاً إلى الهجمات على الناقلتين. ويقول "كلها رسائل تصب في عنوان واحد وصندوق بريد واحد هو عنوان وصندوق بريد الرئيس الأميركي دونالد ترمب. 

ومفاد الرسالة الإيرانية بأن طهران لديها المقدرة على الضغط على أسعار النفط العالمية، وستؤثر في مسار الانتخابات الأميركية الرئاسية. ذلك أن الإنجاز الأول والأهم للرئيس الأميركي عنوانه الاقتصاد، وهو دخل اليوم في السباق الرئاسي". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يضيف نادر "يدرك الإيرانيون أنهم ذاهبون إلى طاولة المفاوضات، وهم لهذه الغاية يعملون على تجميع أوراقهم التفاوضية، وأهمها بالنسبة إليهم ورقة النفط. لم يحركوا وكلاءهم في المنطقة، في العراق مثلاً أو لبنان، بل ركزوا على ملف النفط الذي تحاربهم به واشنطن. وورقتهم تكمن في التأثير في سوق النفط وفي الملاحة البحرية في المنطقة. وهذه الورقة تساعدهم في إبراز مكامن قوتهم ومقدرتهم على اللعب بأسعار النفط وبأمن الخليج واستقراره، وضرب الإنجازات الاقتصادية لترمب". 

ويرى نادر أن طهران تعتمد سياسة العصا والجزرة، فمن جهة، تطلق رجل الأعمال نزار زكا، ومن جهة ثانية، تهاجم ناقلات نفط. من جهة، تقول إنها لن تفاوض الأميركيين، ومن جهة ثانية، تؤكد أنها ليست في وارد القنبلة النووية".  

ويجمع خبراء لبنانيون من جانب آخر على استبعاد احتمالات الحرب، مشيرين إلى أن المرحلة هي مرحلة تبادل الرسائل وإنما على الساخن، لكنهم في المقابل، لا يستبعدون في حال استمرت تلك العمليات أن تخرق سقف تبادل الرسائل، لتنزلق إلى ما لا يرغب فيه الطرفان، أي الذهاب إلى الحرب. 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي