أعلنت النيابة العامة في فيجي، اليوم الاثنين، أن محكمة علقت حجز يخت عملاق يُشتبه في أنه مملوك للثري الروسي سليمان كريموف، الذي تستهدفه عقوبات أميركية مرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
ولا يزال يخت "أماديا"، الذي تقدر قيمته بـ325 مليون دولار، رهن الحجز لدى شرطة فيجي، ويُمنع من مغادرة البلاد، بحسب النيابة العامة.
ويرسو يخت "أماديا" في لاوتوكا غرب فيجي منذ منتصف أبريل (نيسان)، حين جمدته السلطات المحلية إثر صدور مذكرة حجز أميركية.
وأجازت محكمة محلية الحجز الأسبوع الماضي. ولكن محكمة الاستئناف أعلنت، الجمعة، "التعليق المؤقت" لتنفيذ الحجز، حسبما قالت متحدثة باسم النيابة العامة الاثنين.
وطعنت شركة "ميلمارين انفستمنت" المسجلة رسمياً بأنها مالكة اليخت، في الحجز أمام المحاكم الفيجية. ومن المقرر بحسب المتحدثة عقد جلسة استماع أخرى الخميس.
المالك الأصلي
وتلفت مواقع عدة إعلامية متخصصة إلى أن المالك الفعلي لليخت هو النائب ورجل الأعمال الروسي سليمان كريموف، وهو ما تؤكده أيضاً السلطات الأميركية.
وكريموف من الأوليغارشيين، الذين "يستفيدون من الحكومة الروسية من خلال الفساد والأعمال المشبوهة في العالم أجمع، لا سيما احتلال شبه جزيرة القرم"، حسبما قالت وزارة العدل الأميركية الأسبوع الماضي.
وطول يخت "أماديا" 107 أمتار، وهو مجهز بحوض سباحة وجاكوزي ومهبط للطائرات و"حديقة شتوية" على سطحه، بحسب موقع superyachtfan.com المتخصص.
وأعلنت واشنطن في مارس (آذار) تشكيل خلية خاصة لمحاكمة "الأوليغارشيين الروس الفاسدين"، وكل الذين ينتهكون العقوبات، التي فرضتها واشنطن على موسكو.
ومذّاك الحين، قام الأميركيون بـ"فرض عقوبات وحجز على سفن وطائرات تزيد قيمتها على مليار دولار، وتجميد مئات الملايين الدولارات من أصول النخب الروسية في حسابات مصرفية أميركية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أصول الأوليغارشيين
واقترح البيت الأبيض، في 28 أبريل الماضي، استخدام أصول صودرت من أوليغارشيين روس لتعويض أوكرانيا عن الأضرار الناجمة عن الاجتياح الروسي. وقال البيت الأبيض في بيان، إن من شأن ذلك أن يسمح "بتحويل كل عائدات الأصول المنهوبة إلى أوكرانيا لتعويض الضرر اللاحق بكييف جراء العدوان الروسي". ويمثل هذا الاقتراح تصعيداً في الموقف الغربي ضد موسكو. ويأمل الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تصفية هذه الأصول واستخدام الأموال للتعويض عن الأضرار التي لحقت بأوكرانيا.
يخت "شهرزاد"
وأمرت الحكومة الإيطالية، الجمعة 6 مايو، بمصادرة يخت قيمته نحو 700 مليون دولار تنسبه وسائل إعلام إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويخضع اليخت "شهرزاد" الفاره المكون من ستة طوابق لإصلاحات في ميناء "مارينا دي كارارا" الإيطالي منذ سبتمبر (أيلول)، لكن نشاطاً في الآونة الأخيرة على رصيف الميناء يشير إلى أن الطاقم ربما يستعد للإبحار.
وقالت وزارة المالية الإيطالية، في بيان، إن التحقيقات أظهرت أن مالك القارب له صلات "بعناصر بارزة في الحكومة الروسية" وبأشخاص مستهدفين بعقوبات الاتحاد الأوروبي.
وصادرت دول الاتحاد الأوروبي أصولاً روسية تتجاوز قيمتها 30 مليار دولار، بينها نحو سبعة مليارات من الكماليات المملوكة لأوليغارشيين (يخوت وأعمال فنية وعقارات ومروحيات)، وفق ما أفاد البيت الأبيض.
أما الولايات المتحدة فقد "فرضت عقوبات على سفن وطائرات تزيد قيمتها على مليار دولار ومنعت تنقلها، فضلاً عن تجميد مئات الملايين من الدولارات من أصول النخبة الروسية في حسابات أميركية".
وكانت إسبانيا وافقت على طلب أميركي لمصادرة يخت فاخر بقيمة 90 مليون دولار يملكه الملياردير الروسي فيكتور فيكسيلبرغ القريب من الرئيس فلاديمير بوتين.
بولندا تتزعم الدعوة
وكانت كندا أعلنت مبكراً بعد بداية الحرب في أوكرانيا نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي أنها تدرس إمكانية مصادرة الأصول الروسية المجمدة لديها لدعم أوكرانيا. أما بريطانيا، التي ليس لديها كثير من الأصول الروسية الحكومية المجمدة، فتحاول تعديل القانون لتتمكن الحكومة البريطانية من الاستيلاء على مئات المليارات من أموال الأثرياء الروس لديها.
وفي أوروبا، تتزعم بولندا الدعوة بقوة لمصادرة الأصول الروسية المجمدة، إما لتمويل استقبال اللاجئين الأوكرانيين أو دعم كييف عسكرياً أو حتى استعداداً لإعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب. لكن، حتى الآن تظل كل تلك الدعوات لمصادرة الأصول المجمدة والاستيلاء عليها في إطار الجدل القانوني والدستوري والقوانين والأعراف الدولية.