Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البريطانيون المقيمون في الاتحاد الأوروبي يخجلون من هويتهم الأصلية

شبهوا الأمر بالوقوف للتفرج من بعد على بيت يحترق

أكداس من الكوكايين صودِرَتْ من أحد اليخوت وعُرِضَتْ في ميناء "آلمادا" الإسباني. ويحذر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي من أن تلك المادة باتت تُصنَعْ داخل تلك القارة فيما يستمر تهريبه إليها، بتاريخ 06 مايو 2022 (أسوشيتدبرس)

كشفت دراسة كبرى بحثت في تجارب مواطني المملكة المتحدة الذين يعيشون في دول الاتحاد الأوروبي عن التأثير الكبير لخروج بريطانيا [بريكست] من ذلك الاتحاد على حياتهم، حيث ادّعى الكثيرون أنهم "خجلون" من كونهم بريطانيين.

في الاستطلاع الذي شمل أكثر من 1328 مواطن بريطاني يعيشون في القارة الأوروبية، أعرب الكثيرون عن مخاوفهم الجدية بشأن فقدانهم حرية الحركة وحقوق التصويت، وما عادوا يعتبرون المملكة المتحدة موطنهم نتيجة للانسلاخ الضخم الذي وقع عام 2020.

وأشارت ميكايلا بنسون، القائدة المشاركة للدراسة، إلى أن البحث أظهر أنه "إذا كانت الرواية العامة تشير إلى أن "بريكست" قد اكتمل، فإنها قد أحدثت أيضاً تحولات عميقة في حياة المواطنين البريطانيين الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية".

ووجدت الدراسة التي أجريت بين ديسمبر (كانون الأول) عام 2021 ويناير (كانون الثاني) عام 2022 كجزء من مشروع أوسع نهضت به جامعتا "لانكستر" و"برمنغهام"، أن 59 في المئة من المشاركين يعيشون في بلد إقامتهم منذ خمس سنوات على الأقل، ومعظمهم ينوي البقاء فيه.

على أية حال، أبدى كثيرون انزعاجهم من فقدان حرية الحركة الذي يعني أنهم لم يعودوا قادرين على التنقل داخل الاتحاد الأوروبي بغرض العمل، أو التقاعد في دولة أخرى من دول الاتحاد. كذلك أعربوا عن قلقهم خصوصاً بشأن عدم قدرتهم على العودة إلى المملكة المتحدة بصحبة أفراد أسرهم غير البريطانيين في المستقبل.

ولدى سؤالهم عما إذا كانت خطط الهجرة السابقة أو المستقبلية الخاصة بهم قد تأثرت بعملية "بريكست"، أوضح 27 في المئة من المستطلعة آراؤهم إنها تأثرت بشدة مقابل 14 في المئة رأوا أنها تأثرت كثيراً.

وبحسب أحد المشاركين، "من أين يبدأ المرء؟! هل من فقدان حقوق كحرية التنقل في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة؟ أم خسارة رأس المال بسبب ضعف اليورو بعد يونيو (حزيران) عام 2016؟ أم اضطرار زوجتي التي هي من مواطني الاتحاد الأوروبي إلى أخذ قرار بشأن ما إذا كانت ستنتقل إلى دولة أوروبية مناسبة أو البقاء في المملكة المتحدة؟ أم عدم قدرة العائلة الآن على العودة إلى بريطانيا؟ أم فقدان القدرة على استخدام البنوك التي مقرها في المملكة المتحدة؟ أم حالة عدم اليقين؟".

ووفق بريطاني آخر يعيش في فرنسا، "انتقلت إلى فرنسا عام 2020 كي أحافظ على حقي في العيش والعمل هناك بعد (بريكست). هجرتي ناتجة مئة في المئة من (بريكست)، وانتهاء حرية حركة مواطني المملكة المتحدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نتيجة "بريكست"، شعر 80 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أن مشاعرهم تجاه المملكة المتحدة قد تأثرت بعمق. وقالوا إنهم شعروا "بالحرج" و"الخزي العميق" و"خيبة الأمل" تجاه المملكة المتحدة.

وفي ذلك الصدد، ذكر مواطن بريطاني يعيش في الدنمارك، إنه "منذ (بريكست)، أشعر بأن المملكة المتحدة خيبت أملي. أنا قلق، ولم أعد أشعر بأن لديّ نفس الرابط مع البلد. إنه أمر مؤسف لأنني أحب (الوطن)، لكنّ هناك شعوراً شديداً بالاستقطاب حيال البلد".

وأضاف بريطاني آخر، "أشعر بأنني منفصل عن البلد فكأنه مكان مختلف تماماً عن ذلك الذي تركته، ما حدث وما زال يحدث في المملكة المتحدة أمر محرج. إنه أشبه بمشاهدة منزل يحترق عن بعد".

لا يزال ما يزيد على 30 في المئة بقليل يشعرون بالارتباط العاطفي الشديد أو القوي بالمملكة المتحدة، بالمقارنة مع 75 في المئة ممن قالوا إنهم شعروا بارتباط عاطفي شديد أو قوي تجاه الاتحاد الأوروبي. وكان الشعور مماثلاً لدى 59 في المئة تجاه بلد إقامتهم.

وفي تطور متصل، عمد نحو ثلثي المشاركين إلى تغيير وضعهم القانوني منذ عام 2016، وحصلوا على الإقامة أو الجنسية في البلد الذي اختاروه لإقامتهم، لكن نصفهم تقريباً لم يكن يتمتع بالوضع نفسه، بالتالي نفس حقوق الهجرة أو الإقامة التي لدى بعض أو جميع أفراد أسرهم المقربين. بالتالي، شكل ذلك الأمر مصدر قلق كبيراً أو شديداً بالنسبة للغالبية العظمى من المشاركين، الذين أفادوا بأنه يؤثر على عملهم وعمل أبنائهم وحياتهم المهنية وتعليمهم، أو سيكون له أثر مستقبلي. إضافة إلى ذلك، شعر أولئك الذين أوضحوا أنهم قد يرغبون في العودة إلى المملكة المتحدة في مرحلة ما، أنهم تأثروا بشكل خاص لأن شركاء حياتهم وأفراد الأسرة الآخرين غير البريطانيين الذين سيأتون معهم سيخضعون الآن لقوانين الهجرة المحلية في المملكة المتحدة.

وبحسب أحد المشاركين في المسح، "كانت الخطة الأصلية أن تأتي والدتي وتعيش معي حينما تصبح غير قادرة على تدبر أمورها بمفردها. إنها ليست معتمدة عليّ، ولديّ أشقاء في المملكة المتحدة، لكن من الناحية العملية، هذا الباب مغلق الآن لأن متطلبات التأشيرة ستكون صعبة للغاية. حتى إننا اشترينا منزلنا آخذين في الحسبان أنها ستقيم معنا، وأجرينا بعض التغييرات لتكييف المنزل مع احتياجات شخص محدود الحركة".

© The Independent

المزيد من دوليات