Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ذكرى "قيادة المرأة السيارة"...تفتح أبواب فرح وسجال وفرص في السعودية!

"10شهر 10" يوم في حياة السعوديات يمحو عقوداً من حظر "السياقة"

 

بحلول الذكرى الأولى لقيادة المرأة السعودية السيارة، فتحت شرائح واسعة من السعوديين أبواب تاريخ وجدل وأفراح وأحزان، تعليقاً ومقارنة بين مواقف الأمس واليوم نحو واحدة من أعقد القضايا التي استدعى حسمها نحو 88 عاماً هي تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية.

وهذا ما جعل الاحتفاء بيوم اتخاذ القرار في 10 شوال العام الماضي حاشداً، بوصفه  أشبه ما يكون بـ"يوم المرأة السعودية"، وهي التي بدأت نضالها هي وأنصارها من الكتاب والمثقفين وأعضاء في مجلس الشورى وقليل من الفقهاء، منذ التسعينات من القرن الماضي، قبل أن تأتي رؤية السعودية 2030 فيتخذ العاهل السعودي الحالي الملك سلمان بن عبدالعزيز قراراً بإنهاء حظر قيادة المرأة السيارة، من دون حدوث أي من الآثار والأهوال التي زعم المناهضون للفكرة من قبل أنها ستهز كيان المجتمع والدولة.

وراج خلال الساعات القليلة الماضية وسم جديد على تويتر حمل عنوان "عام على قياة المرأة" احتفاء بيوم جسد على الواقع القرار التاريخي، وانتهى بموجبه الحظر الطويل، واحتفلت السعوديات في ذكرى مرور عام على شروعهن في قيادة السيارات، وتداول نشطاء في المناسبة تغريدات داعمة للمرأة، فيما استحضرت النساء فيه ذكرياتهن للمقارنة بين منع القيادة والسماح بها، ونشرن فيديوهات توثق جلوسهن الأول خلف مقود السيارة، وبرخصة سعودية معبرات عن شعورهن بالسعادة في منحهن الحق، الذي كان بالنسبة إليهن حلماً.

وكانت أولى سجالات قيادات المرأة السعودية بدأت بعد حرب الخليج الثانية، إثر مطالبة عدد من النساء والأكاديميات السعوديات بفك الحظر عن قيادة بنات جنسهن السيارات، إلا رد الفعل الاجتماعي والديني وأجزاء من السياسي كان شديد الرفض والتنديد بمطالبهن. لكن أعضاء في مجلس الشورى السعودي أمثال الدكتور محمد آل زلفة وعبدالله بخاري وحصة الشعلان وبعض النشطاء من الجنسين، قادوا مبادرات على مستوى مدني، وحكومي عال في الشورى (البرلمان) لتشريع السماح للمرأة بممارسة حقها في السياقة، إلا أنهم فشلوا في تمرير توصية بذلك مرات عدة. لكن ما إن اتخذت الدولة قرارا بفك الحظر حتى تسابق الفقهاء وبقية أعضاء الشورى وغيرهم بتأييد القرار. 

والتقت "اندبندنت عربية" نساء سعوديات أجمعن على أن قيادة المرأة لم تكن ترفا بل رافدا تنموياً، ساعدهن على تحقيق الذات وتحسين دخل الأسرة والتحرك بمرونة في سوق العمل، وأنها "خطوة وفرت على المجتمع السعودي مليارات تذهب تحويلات للسائقين الأجانب سنويا"، مها الغانم أخصائية تجميل يتطلب عملها التنقل بين عدد من مدن المنطقة الشرقية في السعودية قالت: "أصبحت قادرة على التنقل بشكل مرن أكثر لأداء أنشطتي اليومية، فنحن كسيدات نعمل ولدينا الكثير من النشاط الاجتماعي، والالتزامات الأسرية تجاه العائلة، ووجود وسيلة النقل تحت تصرفي سهل حياتي كثيراً".

وتشكل سياقة المرأة في السعودية مكسبا لتعزيز الثقة في النساء السعوديات كشريكات في تنمية الوطن، وقدرتهن على مواجهة الظروف ليضفين على المشهد صورة أكثر إشراقا، كما تشعر سعوديات، مثل الطبيبة تغريد العوهلي التي مكنتها  قيادة السيارة من خدمة عائلتها وتوصيل أطفالها بأمان كما أن عملها كطبيبة يتطلب منها الخروج في أوقات متفاوتة والانضباط بمواعيد العيادات، خصوصاً في الحالات الطبية الطارئة والانتقال بين مدن عديدة داخل السعودية لحضور المؤتمرات الطبية.

 وفتحت سياقة النساء أبواب  عمل جديدة لسيدات الأعمال، فهذا لجين الرفاعي سيدة أعمال في مجال تصاميم الألبسة أصدرت تصاميم عباءات تتماشى مع قيادة السعوديات للسيارات في منتصف العام الحالي، تناسب حركة اليد أثناء القيادة، إضافة لتصميها المغلق وذلك لعدم التشتت والتركيز في المهمة الجديدة.

وقالت عضو مجلس الشورى نورة الشعبان لـ"اندبندنت عربية" إن السعودية عند صدور القرار التاريخي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة داخل المملكة "تجاوزت مرحلة الجدل بشأن هذه القضية عالمياً، تلك القضية التي استنزفت ساعات عقيمة من الجدل فبهذه الخطوة الإيجابية الشُجاعة نكون قد أنهينا مرحلة تسلط بعض العادات والتقاليد والمعتقدات الخاطئة التي أخرت مسار تقدمنا كمجتمع حيوي".

وأضافت "أما الآن تمكّنا من الاحتفاظ بأموال مُهدرة على نفقات النقل التعليمي للمعلمات والطالبات والموظفات وتمكينهن من ممارسة أعمالهن بشكل أفضل، والتخلص من تكاليف تشغيل السائقين المرتفعة وتقليص حوالاتهم الخارجية، إضافةً إلى التخلص من الكثير من المعضلات كالتحرش والاعتماد على السائقين ومواجهة مشاكلهم التي لا تنتهي، والأجمل تواجد الأسرة في المركبة وفرصة الحوار والتواصل المجتمعي".

وكانت مدارس تعليم القيادة النسائية شهدت اقبالاً من السعوديات فور الإعلان عن فتح أبوابها، وشهدت "اندبنت عربية" لدى جولتها على عدد من تلك المدارس، نساء من مختلف الأعمار بعضهن في الستين والسبعين، إلا أن الشكوى من محدود طاقة المدارس الاستيعابية كانت شديدة، بسبب قائمة المواعيد الطويلة جراء الإقبال الشديد.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي