Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"صف سيارتك"... طريقة الأردنيين للتعبير عن رفضهم لرفع أسعار الوقود

التعامل بكل حزم مع الدعوات لإطفاء المركبات في الطرق العامة وتعطيل حركة السير

تظاهرات في العاصمة عمان في 5 يوينو 2018 أسقطت حكومة هاني الملقي بسبب رفع أسعار الوقود (خليل مزرعاوي)

أطلق ناشطون أردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات للمشاركة في حملة تحت عنوان "صف سيارتك"، اعتباراً من اليوم الخميس 13 يونيو (حزيران) 2019، وذلك احتجاجاً على رفع الحكومة أسعار المحروقات، فضلاً عن فرض ضريبة مقطوعة وثابتة.

وتأتي الحملة كمحاولة لإيصال رسالة احتجاج إلى الحكومة على سياسة رفع أسعار المحروقات بشكل مستمر، على الرغم من انخفاض أسعارها عالمياً.

ووفقاً للقائمين على الحملة، فإن الهدف هو إلحاق خسائر بإيرادات خزينة الدولة من المحروقات، عبر التوقف عن استخدام السيارات الخاصة لفترات طويلة وتقليل استهلاك الوقود ما أمكن.

رد رسمي سريع

الرد الرسمي جاء سريعاً حين أعلنت مديرية الأمن العام، وبعد ساعات من إطلاق الحملة، عن تعليمات مشددة وُجهت لإدارة السير ووحدات الشرطة الأخرى كافة، بالتعامل بكل حزم مع الدعوات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تدعو لإطفاء المركبات في الطرق العامة وتعطيل حركة السير.

وأوضحت مديرية الأمن العام في بيانها، أن "التعليمات تقضي بالتعامل بكل حزم مع كل من يقوم بمثل هذه المخالفات والعمل على اتخاذ الإجراء القانوني بحقه، والذي قد يصل إلى حد سحب المركبة وحجزها لمدة أسبوعين، مع تحمل تكاليف النقل والحجز، إضافة إلى تحرير المخالفة القانونية اللازمة وتحويل سائقها إلى الحاكم الإداري، لاتخاذ الإجراءات الإدارية بحقه.

هل نجحت الحملة؟

وبدا واضحاً أن حركة المرور كانت ضعيفة نسبياً صباح اليوم الخميس، خلافاً للوضع المعتاد في شوارع عمّان نهاية كل أسبوع، إذ تلحظ الشوارع ازدحاماً في حركة المرور على نحو لافت.

وقال نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي إن "الإقبال على شراء المحروقات من محطات الوقود كان منخفضاً، لكن هذه المشاهدات والملاحظات لا يوجد ما يدعمها رسمياً، ما يجعل الحكم على نجاح الحملة أو فشلها مبكراً وسابقاً لأوانه".

وكانت الحكومة الأردنية اتخذت قراراً الثلاثاء الماضي 11 يونيو 2019، رفعت بموجبه أسعار بعض المشتقات النفطية، بنسب مختلفة، وذلك بعد أقل من أسبوعين من قرار فرض ضريبة مقطوعة على المحروقات بنسبة 100 في المئة، الهدف منها تثبيت إيرادات الخزينة العامة للدولة من المحروقات.

وليست هذه المرة الأولى التي يدعو فيها ناشطون أردنيون لحملة وقف استعمال السيارات الخاصة، إذ تسبب احتجاج عفوي لعشرات السيارات أمام مبنى الحكومة في العاصمة عمّان، إلى اندلاع احتجاجات عارمة أدت إلى إسقاط حكومة هاني الملقي في الرابع من يونيو عام 2018.

مواقف متباينة

وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بمواقف متباينة إزاء الحملة، أبرزها موقف الصحافي والناشط خالد عياصرة الذي انتقد لغة التهديد التي لجأت إليها الحكومة عبر بيان للأمن العام يحذر فيه المواطنين من الحملة الاحتجاجية، معتبراً أن "لغة التهديد لا تتناسب مع الأجواء المحتقنة شعبياً في الأردن"، وأضاف إن "استخدام الشارع لأحد الأدوات السلمية والحضارية للاحتجاج حق تكفله القوانين".

بدوره، رفض الناشط محمد الكساسبة المشاركة بالحملة، معتبراً إياها محاولة لإجهاض وتقزيم وتفتيت الغضب وتسويف لحالة الاحتقان، خصوصاً أنه لم يعلن بعد عن الجهات التي تتبنى الحملة، داعياً الأحزاب والفعاليات والجمعيات الخيرية والشبابية والأندية والنقابات وحتى التجار وجميع فئات الشعب، لتبني الحملة سعياً لإنجاحها، ولكي تصبح أقوى وأكثر فعالية.

لكن الإعلامي عماد الحمود من جهته، اعتبر أن "تعطيل السير في حملة صف سيارتك فكرة ليست مبتكرة ولا ذكية".

أضاف "إذا أردتم نتائج موجعة توقفوا عن استعمال السيارات لمدة أسبوع أو ما يزيد وتشاركوا في وسائل النقل ولا تشتروا كميات من المحروقات بل على قدر الحاجات، ولا ضرورة لملء خزان الوقود.

المزيد من العالم العربي