Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسؤول أميركي: الردع الأوكراني أخّر الهجوم الروسي في دونباس

غربيون يشيرون إلى تراجع خسائر موسكو البشرية وبريطانيا ترسل فريقاً إلى كييف للتحقيق في جرائم الحرب

تأخر الهجوم الروسي في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا ويتقدّم "ببطء وبطريقة غير منتظمة" عن موعده المحدّد، بسبب مقاومة الجيش الأوكراني، حسب ما أعلن الجمعة، 29 أبريل (نيسان)، مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، "نعتقد أنهم تأخّروا عما كانوا يأملون أن يحققوه في دونباس". وأوضح لصحافيين، "تأخّروا أيام عدة على الأقل... هم بعيدون من الالتقاء" بالجيوش التي دخلت من منطقة خاركيف في شمال دونباس، وبالجيوش الآتية من جنوب البلاد، وهو أحد أهداف الجيش الروسي لمحاصرة القوات الأوكرانية المنتشرة على الجبهة حول منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين.

وأضاف المسؤول، "لا يتقدّمون بسرعة كبيرة"، متابعاً "بضعة كيلومترات يومياً، إنه الحدّ الأقصى لما يمكنهم فعله لأن (الجيش الأوكراني) يردعهم". وأوضح أنه حتى لو بدأ القتال، "نعتقد أن (الروس) يواصلون تهيئة الظروف لهجوم مستدام وأكبر وأطول".

ولفت إلى أن القوات الروسية "لا تريد ارتكاب الأخطاء نفسها التي ارتكبتها في كييف" حيث جُمّدت صفوف من الدبابات من قبل القوات الأوكرانية المسلحة بقاذفات صواريخ محمولة على الكتف، وحصل الدعم اللوجستي عن بُعد. وأوضح أن "نيران المدفعية والغارات الجوية التي يشنونها على القوات الأوكرانية ليس لها التأثير المطلوب، لأن الأوكرانيين يواصلون المقاومة... لذلك نعتقد أن تقدمهم كان بطيئاً وغير منتظم خلال الساعات الـ24 الأخيرة".

أميركا لا ترى تهديداً نووياً

كما نقل صحافيون عن مسؤول دفاعي أميركي كبير الجمعة، قوله إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن هناك تهديداً باستخدام روسيا للأسلحة النووية على الرغم من التصعيد الأخير في خطاب موسكو.

وقال المسؤول، "نواصل مراقبة قدراتهم النووية كل يوم بأفضل ما نستطيع ولا نرى أن هناك تهديداً باستخدام أسلحة نووية ولا يوجد تهديد لأراضي حلف شمال الأطلسي".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الاثنين إن على الغرب ألا يقلل من شأن المخاطر المتزايدة لنشوب صراع نووي بشأن أوكرانيا. وذكرت روسيا في وقت سابق هذا الشهر أنها تخطط لنشر صواريخها الباليستية العابرة للقارات من طراز "سارمات" التي تم اختبارها حديثاً والقادرة على شن ضربات نووية ضد الولايات المتحدة، بحلول الخريف.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون هذا الأسبوع إنه لا يتوقع أن تدفع أي إخفاقات عسكرية روسية أخرى في أوكرانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية هناك، قائلاً إن بوتين لديه مجال للمناورة وإنهاء الصراع.

خسائر روسيا البشرية

وذكر مسؤولون غربيون الجمعة، أن خسائر روسيا البشرية في أوكرانيا انخفضت مع تقلص ​​نطاق الهجوم، لكن الأرقام لا تزال كبيرة للغاية ولها تأثير كبير على رغبة القوات الروسية في القتال.

وبعد أن أخفقت في هجوم على كييف في شمال أوكرانيا الشهر الماضي، تحاول روسيا الآن الاستيلاء بالكامل على دونباس.

وقال أحد المسؤولين، "تقلصت طبيعة العمليات من حيث الانتشار الجغرافي، وبالتالي فإن الأعداد الإجمالية آخذة في التناقص". وأضاف، "لكن مستوى الخسائر البشرية الذي نشهده في ما يتعلق بتلك المناطق التي يشتبكون فيها مع القوات الأوكرانية لا يزال مرتفعاً للغاية".

ولدى سؤاله عن الخسائر في الأرواح في أوكرانيا، قال إن هناك خسائر أوكرانية في دونباس. وقال المسؤول، "إنهم يتكبدون بعض الخسائر (لكن) بالتأكيد ليس بالحجم الذي تتكبده القوات الروسية". وأضاف، "تلك الخسائر التي لحقت بالقوات الروسية، نرى أن لها تأثيراً كبيراً على رغبة القوات الروسية بوجه عام في القتال، لكن الخسائر الأوكرانية لا تؤثر على معنويات القوات الأوكرانية".

ولم يذكر المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أي أرقام ولم يتسنَ حتى الآن التحقق من تصريحاتهم. ولم تصدر روسيا، التي تقول إنها تشن "عملية خاصة" لنزع سلاح جارتها، تحديثاً رسمياً لأعداد الضحايا منذ أسابيع عدة.

استهداف كييف

أكدت روسيا الجمعة أنها نفذت ضربة جوية على كييف خلال زيارة للأمين العام للأمم المتحدة في هجوم هو الأول من نوعه على العاصمة الأوكرانية منذ نحو أسبوعين وأدى إلى مقتل صحافية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أنها نشرت أسلحة "جوية بعيدة المدى وعالية الدقة" دمرت "مباني الإنتاج التابعة لشركة أرتيوم للصواريخ والفضاء في كييف".

وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن بعض الضربات الروسية في كييف تهدف على ما يبدو لتدمير منشآت الإنتاج الحربي، واصفاً إياها بأنها جزء من جهد روسي أوسع للحد من قدرة الجيش الأوكراني على دعم ترسانته وتسليح نفسه. وأضاف، "أعلم الآن أن هناك تقارير تفيد بأنهم ضربوا مناطق سكنية. ليس لدينا سبب للشك في حدوث ذلك، لكن... لسنا متأكدين بنسبة مئة بالمئة من أنهم استهدفوا ضرب مناطق سكنية".

ودانت ألمانيا الضربات "غير الإنسانية" على كييف والتي تظهر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يحترم القانون الدولي مطلقاً".

وأعلن المتحدث الأممي سافيانو أبرو الذي كان يرافق غوتيريش، "إنها منطقة حرب، لكن وقوع (القصف) قربنا هو أمر صادم"، مؤكداً أن الفريق بخير.

وقال المدعون الأوكرانيون إنهم رصدوا أكثر من ثمانية آلاف جريمة حرب مفترضة وباشروا تحقيقات تطال عشرة جنود روس بشبهة ارتكاب انتهاكات في بوتشا، حيث عثر على عشرات الجثث بملابس مدنية، بعد الانسحاب الروسي.

بريطانيا ترسل فريق تحقيق

وتُرسل المملكة المتحدة قريباً فريقاً من الخبراء لمساعدة المحققين الأوكرانيين والدوليين في تحقيقاتهم حول الفظائع التي ارتُكبت في أوكرانيا منذ بداية الحرب فيها، حسبما أعلنت الجمعة وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس خلال زيارة لهولندا.

ووصلت تراس مساء الخميس إلى هولندا، وقالت خلال اجتماع مع مسؤولين كبار في المحكمة الجنائية الدولية، "سنرسل فريقاً بريطانياً لجمع الأدلّة ليعمل مع السلطات الأوكرانية العاملة مع المحكمة الجنائية الدولية".

وسيزور المحققون أوكرانيا في مايو (أيار) لجمع "مروحة واسعة من الأدلة وإفادات شهود وأدلة طب شرعي وأدلة مصورة"، وفق ما قالت لوسائل إعلام بريطانية. وأضافت، "نستعين أياً بالاستخبارات البريطانية للمساعدة في إظهار الصلة بين ما يحصل على الجبهة والسلطات الروسية، لأن من المهم أن يُحاسب كل فرد في التسلسل القيادي".

وأعلنت هولندا في بيان الجمعة أنها سترسل فريق خبراء طب شرعي منهم محققون في الشرطة العسكرية سيحققون لأسبوعين في محيط كييف، برعاية المحكمة الجنائية الدولية.

وفتح مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان في 3 مارس (آذار) تحقيقاً حول الوضع في أوكرانيا، بعدما تلقّى الضوء الأخضر من نحو 40 دولة عضواً في المحكمة الجنائية الدولية.

أوكرانيا تطلب عقد اجتماع طارئ لمنظمة الصحة

إلى ذلك، ورد في خطاب حصلت "رويترز" على نسخة منه الجمعة، أن أوكرانيا طلبت، بمساندة من عشرات الدول الأخرى، من الرئيس الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدعوة لاجتماع طارئ لبحث آثار الهجوم الروسي على الصحة والرعاية الصحية في البلاد.

ووقعت على الخطاب، الذي بعثت به هذا الأسبوع البعثة الدبلوماسية الأوكرانية في جنيف بسويسرا حيث مقر منظمة الصحة العالمية، نحو 38 دولة أخرى في المنطقة الأوروبية بمنظمة الصحة العالمية من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

ووجهت أوكرانيا الخطاب إلى المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغ متضمناً حثه على عقد اجتماع "لا يتأخر عن التاسع من مايو" والإشارة إلى الهجمات على المنشآت الصحية وتعطل حملات التطعيم والمخاوف من مخاطر حوادث إشعاعية وكيميائية.

وتضمن الخطاب أيضاً أن يثير المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس القضية في اجتماع جمعية منظمة الصحة العالمية في مايو.

وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية في أوروبا إن المنظمة علمت بالطلب وستقترح عقد الجلسة الاستثنائية في العاشر من مايو عن بعد. وتحاول "رويترز" أيضاً الحصول على تعليق من روسيا وهي أيضاً واحدة من الدول الأعضاء في المنطقة الأوروبية بمنظمة الصحة العالمية والبالغ عددها 53.

البنتاغون يدعو الأميركيين إلى عدم القتال في أوكرانيا

من جهة ثانية، حضّ البنتاغون الجمعة الأميركيين على عدم التوجه إلى أوكرانيا للمشاركة في الحرب، وذلك بعد أن لقي شاب أميركي حتفه أثناء قتاله ضد القوات الروسية بحسب أفراد من عائلته.

وقالت والدة القتيل ريبيكا كابريرا لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن ويلي جوزف كانسل الذي أعلن مقتله الاثنين عن عمر ناهز 22 عاماً، وصل إلى أوكرانيا في منتصف آذار (مارس).

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في تصريح للشبكة الإعلامية، "نواصل حضّ الأميركيين على عدم الذهاب إلى أوكرانيا"، مضيفاً أن خبر مقتل كانسل "محزن" وتوجه بالعزاء لعائلته. وتابع، "إنها منطقة حرب... ليست مكاناً يجب أن يذهب إليه الأميركيون".

وويلي جوزف كانسل عسكري سابق في مشاة البحرية، وانضم إلى شركة شبه عسكرية خاصة وتطوع للقتال في أوكرانيا.

وعلى صعيد متصل، أكد متحدث باسم الخارجية البريطانية الخميس مقتل مواطن بريطاني في أوكرانيا وفقدان آخر.

وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن الرجلين كانا يقاتلان أيضاً إلى جانب الجيش الأوكراني.

أسيران بريطانيان

أسرت القوات الروسية متطوعَين بريطانيَين يعملان في أوكرانيا للاشتباه في أنهما "جاسوسان"، كما أكدت منظمة "بريزيديوم نتوورك" غير الهادفة للربح وعائلة أحدهما الجمعة.

وقالت المنظمة الإنسانية التي تتخذ في المملكة المتحدة مقراً، إن جنوداً روس "أسروا" بول أوري وديلان هيلي الاثنين عند نقطة تفتيش في جنوب مدينة زابوريجيا في جنوب شرقي أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو الجمعة يظهر فيه مواطن بريطاني تم أسره في أوكرانيا أثناء استجواب قوات روسية له. وظهر الرجل، الذي قال إن اسمه آندرو هيل وكان يتحدث بلكنة بريطانية، بضمادة على ذراعه اليسرى، ورباط حول رأسه وبقع دماء على ذراعه اليمنى.

وقال الرجل لدى سؤاله حول رتبته، "ليس لي رتبة... أعرف فقط أن الفيلق الأجنبي قال إنني أستطيع تقديم المساعدة". وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه استسلم للقوات الروسية في منطقة ميكولايف بجنوب غربي أوكرانيا. وأضاف الرجل أنه كان يحمل سلاحاً.

ولم ترد وزارة الخارجية البريطانية حتى الآن على طلب للتعليق.

وقال الأسير للمحققين الروس إنه من بليموث في جنوب إنجلترا ولديه أربعة أطفال. وأضاف أنه سافر من تلقاء نفسه لمساعدة أوكرانيا وأن الجنود الروس أخذوا جواز سفره. وعندما سأل الرجل عما إذا كان بأمان، أجابه أحد الجنود الروس "نعم، أنت آمن تماماً". وقال الروس إنه سيحصل على الرعاية الطبية والعلاج لإصاباته التي يبدو أن من بينها جرحاً برصاصة من نوع ما.

غواصة روسية تقصف أهدافا أوكرانيا

وفي تطور ميداني، استخدمت روسيا غواصة تعمل بالديزل في البحر الأسود لضرب أهداف عسكرية أوكرانية بصواريخ كروز من طراز كاليبر، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو عن استخدام أسطولها من الغواصات في قصف جارتها.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية شريط فيديو يظهر وابلاً من صواريخ كاليبر تنطلق من البحر وتحلق في الأفق صوب ما قالت الوزارة إنها أهداف عسكرية أوكرانية.

أفادت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء اليوم الجمعة أن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الروسي عن استخدام غواصات لمهاجمة أهداف أوكرانية.

مقتل منتجة في إذاعة "راديو ليبرتي" في كييف

إلى ذلك، أكدت إذاعة "راديو ليبرتي" في بيان الجمعة مقتل منتجة تعمل لديها في الضربة الروسية على كييف الخميس.

وقالت المحطة الإذاعية التي تمولها الولايات المتحدة على موقعها الإلكتروني، إن "فيرا غيريتش قتلت نتيجة سقوط صاروخ روسي على المبنى الذي تعيش فيه". وأضافت أنه عثر على جثتها تحت الأنقاض الجمعة.

خسائر فادحة للطرفين

على صعيد آخر، أقرت أوكرانيا الجمعة بأنها تتكبد خسائر كبيرة في الهجوم الروسي على شرقها لكنها قالت إن الخسائر الروسية أفدح بينما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الكونغرس لإرسال مساعدات قيمها 33 مليار دولار لإعانة كييف على التصدي للهجوم.

واعترفت أوكرانيا بخسارتها السيطرة على بلدات وقرى هناك منذ بدأ الهجوم الأسبوع الماضي لكنها قالت إن المكاسب التي حققتها موسكو جاءت بثمن باهظ للقوات الروسية المنهكة بالفعل من هزيمتها السابقة قرب العاصمة.

وقال أوليكسي أريستوفيتش، المستشار الرئاسي الأوكراني، "تكبدنا خسائر كبيرة لكن الخسائر الروسية أفدح بكثير... تكبدوا خسائر فادحة".

مناقشات مكثفة

قال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن البلاد تأمل، الجمعة، في إجلاء المدنيين المتحصنين مع المقاتلين الأوكرانيين في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الجنوبية، وأضاف مكتب الرئيس من دون الخوض في التفاصيل، "هناك عملية مزمعة اليوم لإخراج المدنيين من المصنع".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد لقائه مع زيلينسكي في كييف، الخميس، إن مناقشات مكثفة جارية للسماح بإخلاء مصنع آزوفستال للصلب الذي قصفته القوات الروسية التي تحتل ماريوبول، وأسف لإخفاق مجلس الأمن الدولي في منع وقوع الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط). واعتبر تكراراً أن "هجوم روسيا على أوكرانيا هو انتهاك لوحدة أراضيها ولميثاق الأمم المتحدة".

ولفت مجلس مدينة ماريوبول إلى أن نحو 100 ألف من السكان يواجهون "خطر الموت" بسبب القصف الروسي والظروف غير الصحية، مضيفاً أن هناك نقصاً "كارثياً" في مياه الشرب والطعام.

معركة دونباس

في هذا الوقت، أفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن معركة دونباس لا تزال هي محور التركيز الاستراتيجي لروسيا في حرب أوكرانيا، من أجل تحقيق هدفها المعلن بتأمين السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وأضافت الوزارة على "تويتر"، "في المنطقتين، اتسم القتال بأنه محتدم بشكل خاص حول ليسيتشانسك وسفرودونتسك مع محاولة للتقدم جنوباً من إزيوم صوب سلوفيانسك"، وأضافت الوزارة في إفادة دورية بأن مكاسب روسيا على الأرض محدودة، وتكلفت القوات الروسية خسائر كبيرة بسبب المقاومة الأوكرانية القوية.

قصف صاروخي

وللمرة الأولى منذ قرابة أسبوعين، تعرضت كييف مساء الخميس لقصف صاروخي تزامن مع زيارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي استنكر "عبثية" الحرب في القرن الحادي والعشرين، بينما طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس 33 مليار دولار إضافية لدعم أوكرانيا في التصدّي للهجوم الروسي.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الامين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش وأفراد فريقه "صدموا" بمدى قرب القصف الروسي الذي استهدف وسط كييف الخميس من مكان وجودهم خلال زيارتهم العاصمة الأوكرانية، مؤكداً أنهم جميعاً "بخير".

وصرح سافيانو أبرو المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة الإنساني لوكالة الصحافة الفرنسية "إنها منطقة حرب، ولكن وقوع (القصف) قربنا هو أمر صادم"، من دون أن يحدد مدى قربهم من المبنى السكني الذي استهدفه قصف صاروخي مخلفاً ثلاثة جرحى.

وقال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو إن "العدو قصف كييف مساء. ضربتان على حي شيفشينكوفسكي، على الطبقات السفلى من مبنى سكني"، لافتاً إلى "نقل ثلاثة أشخاص إلى المستشفى حتى الآن".

"إذلال" الأمم المتحدة

وسارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى التنديد بالقصف الروسي، معتبراً إياه محاولة من موسكو "لإذلال الأمم المتحدة".

وقال زيلينسكي في مقطع مصور عبر "تلغرام"، "هذا الأمر يقول الكثير عن الموقف الفعلي لروسيا حيال المؤسسات الدولية، عن جهود القيادة الروسية لإذلال الأمم المتحدة وكل ما تمثله المنظمة".

بدوره ندد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة على "تويتر" بـ "عمل هجمي مشين"، لافتاً إلى أن العاصمة استُهدفت بصواريخ بعيدة المدى. وأضاف "تظهر روسيا مجدداً موقفها حيال أوكرانيا وأوروبا والعالم".

ودان وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف عبر "تويتر"، "هجوماً على أمن الأمين العام (للأمم المتحدة) والأمن العالمي".

وكتب ميخايلو بودولياك أحد مستشاري الرئيس الاوكراني على "تويتر"، "قصف بالصواريخ على وسط كييف خلال الزيارة الرسمية لأنطونيو غوتيريش". وأضاف هازئاً "بالأمس، كان يجلس خلف طاولة طويلة في الكرملين، واليوم انفجارات فوق رأسه".

وفي السياق نفسه، قال رئيس الإدارة الرئاسية أندريه يرماك "هذا دليل على حاجتنا إلى انتصار سريع على روسيا وعلى وجوب أن يتحد كل العالم المتحضر حول أوكرانيا. علينا التحرك سريعاً. مزيد من الأسلحة، مزيد من الجهود الإنسانية، مزيد من المساعدة".

ودعا يرماك إلى حرمان روسيا حقها في استخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واشنطن تحلل الضربات على كييف

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة تحلل الضربات التي تعرضت لها كييف والتي ألقت السلطات الأوكرانية باللوم فيها على صواريخ روسية، واضاف كيربي لشبكة "سي أن أن": "ما زلنا نحاول تحليل الأمر وفهم ما حدث هنا، وما الذي تعرض للقصف وبأي نوع من الذخيرة".

33 مليار دولار لدعم أوكرانيا

وطلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس الخميس 33 مليار دولار لدعم أوكرانيا، في تصعيد كبير لتمويل الولايات المتحدة للحرب ضد روسيا.

يشمل طلب التمويل الضخم أكثر من 20 مليار دولار للأسلحة والذخيرة والمساعدات العسكرية الأخرى، إضافة إلى 8.5 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية المباشرة للحكومة و ثلاثة مليارات دولار من المساعدات الإنسانية والأمن الغذائي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال بايدن في البيت الأبيض "نحن بحاجة إلى مشروع القانون هذا لدعم أوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية... تكلفة هذه المعركة- ليست زهيدة- لكن الرضوخ للعدوان سيكون أفدح ثمناً".

واستبعدت الولايات المتحدة إرسال قوات خاصة بها أو من حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا لكن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين زودوا كييف بأسلحة مثل الطائرات المسيرة ومدافع "الهاوتزر" الثقيلة وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات وصواريخ جافلين المضادة للدبابات.

وأشاد الرئيس الأوكراني بما وصفه بأنه "خطوة مهمة للغاية" من جانب الولايات المتحدة.

وقال في خطاب مصور في وقت متأخر من الليل "أنا ممتن للشعب الأميركي وشخصياً للرئيس بايدن على ذلك. آمل في أن يوافق الكونغرس بسرعة على طلب المساعدة لدولتنا". ويسعى بايدن أيضاً لمصادرة المزيد من الأموال من النخبة الروسية الثرية لدفع ثمن المجهود الحربي.

وقال البيت الأبيض إن مقترحه سيجعل المشرعين يمنحون إدارته قدرات جديدة، مما يسمح للمسؤولين الأميركيين بالاستيلاء على المزيد من أصول النخبة الروسية وتقديم أموال من تلك المصادرة إلى أوكرانيا، فضلاً عن زيادة تجريم التهرب من العقوبات.

وقالت إدارة بايدن إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين جمدوا 30 مليار دولار من الأصول التي يملكها أثرياء لهم صلات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بما في ذلك اليخوت والمروحيات والعقارات والأعمال الفنية.

وتجاوزت المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا ثلاثة مليارات دولار منذ أن شنت روسيا ما أسمته "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من الفاشيين. وترفض كييف وحلفاؤها الغربيون ذلك باعتباره ذريعة واهية.

روسيا تريد "أسر" المقاتلين المتحصنين بمصنع آزوفستال

قال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا الخميس إن روسيا تمنع إجلاء المقاتلين الأوكرانيين الجرحى من مصنع صلب ضخم في مدينة ماريوبول الجنوبية لأنها تريد القبض عليهم.

وأضاف كيريلينكو، حاكم منطقة دونيتسك الشرقية، إن روسيا تعرقل أيضاً الجهود المبذولة لترتيب ممرات إنسانية في أماكن أخرى في دونيتسك، لكن تم صد القوات الروسية في أنحاء منطقته.

ويتحصن مئات المقاتلين وبعض المدنيين في مصانع آزوفستال للصلب، آخر معقل لهم في ماريوبول. وتقصف القوات الروسية المصنع بعد فرض حصار على ماريوبول منذ أسابيع، لكن الرئيس فلاديمير بوتين قال إنه لا داعي لاقتحام المصنع.

وقال كيريلينكو في إفادة صحافية "إنهم (يريدون) استغلال الفرصة للقبض على المدافعين عن ماريوبول، أحد (العناصر) الرئيسية منهم... كتيبة آزوف". وأضاف "لذلك فان الجانب الروسي لا يوافق على أي إجراءات إخلاء في ما يتعلق بالجرحى (الأوكرانيين) من القوات".

وقالت وكالة تاس للأنباء إن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال إن الرئيس الروسي كان واضحاً تماماً أنه بينما يمكن للمدنيين مغادرة المصنع، يتعين على المقاتلين إلقاء أسلحتهم. ونقلت الوكالة عنه قوله "ماذا يمكن أن يكون موضوع المفاوضات في هذه الحالة؟".

من جانبه، قال أحد مساعدي الرئيس الأوكراني إن أوكرانيا تكبدت خسائر فادحة في الحرب مع روسيا لكن القوات الروسية فقدت عدداً أكبر بكثير من الجنود.

وأضاف المساعد أوليكسي أريستوفيتش في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت أن الوضع العسكري صعب لكن يمكن السيطرة عليه. 

أكبر هيئة أمنية تنهي عمل بعثتها للمراقبة في أوكرانيا

أعلنت أكبر هيئة أمنية في العالم الخميس أنها ستنهي بشكل رسمي عمل بعثتها الخاصة للمراقبة في أوكرانيا بعد ثماني سنوات من إطلاقها، وذلك نتيجة معارضة تمديدها من قبل روسيا.

وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بيان إنها بصدد اتخاذ "خطوات فورية" لإغلاق البعثة إثر فشل أعضائها في إيجاد طريقة لمعالجة الاعتراضات الروسية خلال اجتماع الشهر الماضي.

وقال وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمنظمة إنه تم استكشاف جميع السبل الممكنة لتمديد البعثة من خلال الحوار مع الدول المشاركة لكن "موقف روسيا الاتحادية لم يترك لنا خياراً".

وبدأت بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومقرها فيينا عملها في أوكرانيا عام 2014 بعد أن شن الانفصاليون المدعومون من روسيا تمرداً في شرق البلاد، وكانت هي الهيئة الدولية الوحيدة التي تراقب النزاع على الأرض.

وجرى سحب غالبية مراقبي المنظمة في أعقاب الهجوم الروسي، لكن تم ترك الموظفين الإداريين الذين اعتقل أربعة منهم ولا يزالون قيد الاحتجاز حتى الآن.

وقالت هيلغا ماريا شميد الأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن المنظمة ستواصل الضغط من أجل "وضع حد لعمليات الاعتقال والترهيب والتضليل التي تشكل خطورة كبيرة على أعضاء بعثتنا الوطنية".

وتضم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا 57 عضواً بينها روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات