Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استهداف وزراء بمكالمات من مخادعين روس يدعون بأنهم أسرى بريطانيون

حصري: يعتقد أن عمليات إعلامية روسية تقف وراء مكالمات تتلقاها مكاتب خاصة بأعضاء الحكومة

جندي أوكراني يتفقد مبنى سكني تضرر بشدة بعد القصف الروسي على خاركيف (أ ب)

علمت "اندبندنت" أن وزراء في حكومة المملكة المتّحدة يتلقون اتصالاتٍ من مخادعين يدّعون فيها بأنهم مواطنون بريطانيّون وقعوا في أسر القوّات الروسية في أوكرانيا. ويُعتقد أن عمليّات إعلامية روسية هي التي تقف وراء المكالمات التي أجريت مع المكاتب الخاصّة بأعضاء في مجلس الوزراء.

يُشار إلى أن قوّات فلاديمير بوتين [الرئيس الروسي] أسرت حتى الآن جنديّين بريطانيّين كانا يقاتلان إلى جانب الجيش الأوكراني. وتمّ عرض الاثنين على شاشة التلفزيون الروسي الأسبوع الماضي.

وكان أمن مكتب مجلس الوزراء البريطاني قد بعث برسالةٍ عبر البريد الإلكتروني الأسبوع الماضي، حضّ فيها الموظّفين على عدم التعاطي مع متّصلين ينتحلون صفة جنود، وتحويلهم بدلاً من ذلك إلى "وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية".

ويسود قلق لدى السلطات البريطانية من أن يتمّ تسجيل المكالمات بنية التلاعب بها، ومن ثَمّ نشرها لإحراج الحكومة، التي كانت قد تعرّضت في وقتٍ سابق لمثل هذا النوع من الممارسات. ففي الشهر الماضي، تمّ نشر مقطع على الإنترنت لمكالمة فيديو بين وزير الدفاع البريطاني بن والاس وشخصٍ ينتحل شخصية دينيس شميهال رئيس الوزراء الأوكراني.

وأثارت هذه الواقعة علامات استفهام جدّية حول الإخفاقات الأمنية التي مكّنت مخادعين من الإيقاع بأحد أبرز وزراء المملكة المتّحدة في مصيدة، عبر الاتّصال به وطرح أسئلةٍ تتناول الوضع الدبلوماسي والعسكري لبريطانيا في أوكرانيا.

متحدّث باسم الحكومة البريطانية أشار إلى أن المحاولات الأخيرة التي استهدفت وزراء الحكومة، "هي ممارسة معتادة للعمليّات الإعلامية الروسية، وتشكّل دليلاً إضافياً على الجهود التي يبذلها نظام بوتين لصرف الانتباه عن أنشطته غير القانونية في أوكرانيا، بما فيها انتهاكات حقوق الإنسان.

وأضاف الناطق الحكومي قائلاً إن هذه الخدع "تعكس أيضاً يأس بوتين الذي يحاول إخفاء حجم الصراع والإخفاقات التي مُنيت بها روسيا في ساحات القتال".

وكانت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل قد أعلنت الشهر الماضي، عن تلقّيها اتّصالاً شبيهاً بالاتّصال مع وزير الدفاع والاس، الذي أجريت معه مكالمة فيديو عبر تطبيق "مايكروسوفت تيمز" Microsoft Teams أجراها اثنان من المتّصلين المحترفين في مجال الخدع يقال إنهما مرتبطان بالكرملين.

إضافةً إلى ذلك، كشف مقرّ مجلس الوزراء في "داونينغ ستريت" في وقتٍ لاحق، عن محاولةٍ فاشلة للاتّصال بوزيرة الثقافة البريطانية نادين دوريس خلال الفترة نفسها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير خبراء إلى أن لدى روسيا سجلاً حافلاً في استخدام هذا النوع من الخطط لنشر معلومات مضلّلة من جهة، وإذلال السياسيّين من جهةٍ ثانية، وتحريف السرديات من جهةٍ ثالثة.

"مركز مرونة المعلومات" في المملكة المتّحدة  Centre for Information Resilience (CIR) الذي يرصد أنشطة التضليل الإعلامي ويفضحها، أوضح أن "الأفراد الذين  تُطلق عليهم صفة "كوميديّين" أو "مستخدمي يوتيوب"، والذين غالباً ما يرتبطون بالدولة الروسية، سيحاولون الإيقاع بسياسيّين غربيّين في شركهم، لإحراجهم أو التلاعب بكلماتهم وإخراجها من سياقها كي تتلاءم وغايات الكرملين".

وأضاف قائلاً إن "السلطات الروسية ستعمل بلا رحمة على استغلال الجنسية البريطانية للجنديّين الأسيرين - لإطلاق رواياتٍ كاذبة عن التورّط الغربي المباشر في الحرب، واستخدام أساليب قسرية لجعل السجناء يكرّرون محاور مبتذلة عن نشاط النازيّين في أوكرانيا".

الدكتور مارك توترز الخبير في "الثقافات السياسية الفرعية"  political subcultures [فئات لديها خصائص أو معتقدات تتناول الجوانب الفردية والأخلاقية والتقليدية، تميّزها عن المجموعة الأوسع نطاقاً التي تنتمي لها] في "جامعة أمستردام"، يرى أن محاولات الإيقاع بالسياسيّين، تندرج ضمن "الاستراتيجية العسكرية الهجينة للكرملين، التي تعتبر أن أطر المعركة يجب أن تشمل أيضاً فضاء المعلومات".

وقال إن روسيا تستخدم أسلوب الخداع و"التصيّد" سلاحاً بهدف "استشكاف نقاط الضعف ضمن نظامٍ معيّن"، و"بلبلة" السرديات الحكومية الرسمية المتعلّقة بغزو أوكرانيا.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد المكالمة المزيّفة من وزير الدفاع بن والاس، تمّ فتح تحقيق حكومي في الخرق الأمني يشمل مختلف الوزارات في الحكومة البريطانية.

ورأى أخيراً "مركز مرونة المعلومات" في المملكة المتّحدة، أنه كان من الصواب أن تعمل الحكومة على"تهيئة" طاقم موظّفيها استعداداً لاحتمال حدوث محاولات اتصالات مخادعة أخرى في المستقبل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات