Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدولار الأميركي مرشح لمواصلة "ابتسامته" وتحقيق المكاسب

مع تزايد التوقعات بتشديد الفيدرالي سياساته ونمو الطلب على أصول الملاذ الآمن

عادةً ما يستفيد الدولار من رفع أسعار الفائدة الأميركية ويكون أداء الاقتصاد الأميركي أفضل من البلدان الأخرى (رويترز)

ارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له، الإثنين الماضي، منذ مارس (آذار) 2020، وهو في طريقه لتحقيق أفضل شهر له منذ يناير (كانون الثاني) 2015، مدعوماً بالتوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى رفع أسعار الفائدة بقوة لترويض التضخم.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ستة أخرى بما في ذلك اليورو والجنيه الإسترليني، بنسبة 0.8 في المئة إلى أعلى مستوى عند 101.86.
وجاءت المكاسب حيث يُتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) بتشديد السياسة بقوة أكبر من البنوك المركزية الأخرى لمجموعة العشرة (تضم الدول الصناعية السبع وهي: فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، إضافة إلى بلجيكا وهولندا والسويد). في حين أدت معدلات الفائدة المرتفعة والعوائد المرتفعة على ديون الحكومة الأميركية إلى جذب المستثمرين الأجانب إلى سندات الخزانة الأميركية. وترتفع قيمة الدولار مع قيام المستثمرين ببيع ممتلكاتهم المقومة بالعملات المحلية لصالح الاستثمارات المقومة بالدولار.  

ابتسامة الدولار

ونمت، أخيراً، الرهانات على سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشدداً مع استمرار الضغوط التضخمية، حيث أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى رفع أسعار السلع الأساسية، كما أدى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين إلى عمليات الإغلاق التي تهدد بمزيد من تعطيل سلاسل التوريد. وأفاد مسؤولو الصحة في بكين أن العديد من الأحياء ستغلَق، مما أثار مخاوف متجددة بشأن الاقتصاد العالمي.
وتتوقع سوق العقود الآجلة أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيس إلى 2.77 في المئة بحلول نهاية عام 2022- أعلى من التوقعات بحوالى 0.8 في المئة في بداية العام- بما في ذلك ثلاث زيادات بنصف نقطة في الأشهر المقبلة.
وعادة ما يستفيد الدولار من رفع أسعار الفائدة الأميركية ويكون أداء الاقتصاد الأميركي أفضل من البلدان الأخرى. كما يستفيد الدولار، وهو احتياطي العملة العالمي، خلال فترات الركود العالمي أو لحظات الاضطراب، مثل الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث يبحث المستثمرون عن استثمارات الملاذ الآمن.
هذا الميل للعملة الأميركية يقود إلى التفوق في الأداء عندما تكون البيئة الاقتصادية العالمية ضعيفة أو معرضة للخطر وعندما يتفوق أداء الولايات المتحدة على نظرائها، يُطلق على هذا الوضع اسم "ابتسامة الدولار".
وقال جون دويل، نائب رئيس التعامل والتداول في شركة "تيمبوس إنك"، إن "الطلب من المستثمرين الباحثين عن مأوى مستمر، وهذا يعني أن طرفي الابتسامة يساعدان حالياً في دعم الدولار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه، قال كارل شاموتا، كبير استراتيجيي السوق في كورباي، إن "ابتسامة الدولار تعمل لجميع المقاصد والأغراض. حيث يتراكم المستثمرون على الدولار، مما يدفعه إلى الارتفاع بالتزامن مع العائدات". وأضاف "إنهم يخفضون تقديرات النمو لبقية الاقتصاد العالمي".  

طفرة الدولار وتمسك المستثمرين به

وجاءت الطفرة في الدولار، في وقت أصبحت فيه العملة الاحتياطية العالمية موضع تساؤل بسبب العقوبات الغربية ضد روسيا. لكن المستثمرين جادلوا بأنه في الوقت الحالي، لا يوجد بديل واحد للدولار وقوته في السوق، مما جعل من غير المرجح أن يتخلى المستثمرون عن العملة الخضراء لأسباب سياسية.  

وقال مازن عيسى، كبير محللي الصرف الأجنبي في "تي دي سيكيوريتيز"، إنه "في نهاية اليوم، يتمحور السوق حول الولايات المتحدة، لأن التغيير الأكثر جذرية في السياسة النقدية استجابة للتضخم جاء من الاحتياطي الفيدرالي". وأضاف "عندما تنظر عالمياً، فإن الأكثر قدرة على قيادة هذه الرسوم، وربما حتى إعادة تحديد الشكل الذي قد تبدو عليه دورات التشديد، هو الاحتياطي الفيدرالي".