Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تمسك بأجوائها وتقدم روسي طفيف في الشرق

واشنطن تجتمع بحلفائها لتسليح كييف وموسكو تستخدم سلاح تعليق شحنات الغاز

قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الأربعاء إن أوكرانيا ما زالت تسيطر على معظم مجالها الجوي، مضيفة أن روسيا فشلت في تدمير القوات الجوية للبلاد بشكل فعال أو كبح دفاعاتها الجوية.
وأضافت على تويتر "روسيا تملك قدرة محدودة للغاية على الوصول الجوي إلى شمالي وغربي أوكرانيا، مما يجعل العمليات الهجومية تقتصر على الضربات العميقة" بأسلحة تُطلق من بعد.
وقالت الوزارة في نشرة دورية "النشاط الجوي الروسي يتركز بشكل أساسي في جنوبي وشرقي أوكرانيا ويقدم الدعم للقوات البرية الروسية".
وذكرت المخابرات العسكرية البريطانية في التحديث اليومي أن روسيا تواصل استهداف الأصول العسكرية الأوكرانية والبنية التحتية اللوجستية على مستوى البلاد.
وأشارت إلى ارتفاع خطر وقوع خسائر في صفوف المدنيين، قائلة إن معظم الضربات الجوية الروسية في مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية كانت تستخدم على الأرجح قنابل غير موجهة.
وقالت "تقلل هذه الأسلحة من قدرة روسيا على التمييز بشكل فعال عند شن الضربات، مما يزيد من خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين".
ولم يتسن لرويترز حتى الآن التحقق من صحة التقرير.

ميدانياً أيضاً اعترفت أوكرانيا أن القوات الروسية تقدّمت في شرقي البلاد وسيطرت على عدة قرى، في إطار العملية التي تنفّذها موسكو للسيطرة على منطقة دونباس.
وذكرت وزارة الدفاع أن القوات الروسية أخرجت الجيش الأوكراني من فيليكا كوميشوفاخا وزافودي في منطقة خاركيف وسيطرت على زاريتشني ونوفوتوشكيفسك في منطقة دونيتسك.

وعلى خط الدعم الدولي لكييف أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في مستهل اجتماع أمني بمشاركة نحو 40 دولة في ألمانيا الثلاثاء لتعزيز قدرات كييف العسكرية، أن الولايات المتحدة عازمة على "بذل كل ما هو ممكن" في حين تبدو موسكو مصممة على استخدام سلاح تعليق شحنات الغاز.

وقررت مجموعة غازبروم الروسية تعليق شحناتها من الغاز إلى بلغاريا وبولندا اعتباراً من الأربعاء، كما أعلن هذان البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي مساء الثلاثاء، مؤكدين استعدادهما لهذا السيناريو من خلال الحصول على كمية الغاز الناقصة من مصادر أخرى.

وقال أوستن في القاعدة الجوية الأميركية في رامشتاين في غرب ألمانيا "أوكرانيا تعتقد بوضوح أنها قادرة على الانتصار وكذلك الجميع هنا". ويهدف الاجتماع إلى تسريع تزويد أوكرانيا عتاداً عسكرياً تطالب به كييف لصد الهجوم الروسي الذي بدأ في 24 فبراير (شباط).

وأكد وزير الدفاع الأميركي الذي زار كييف الأحد مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن حيث التقيا الرئيس فولوديمير زيلينسكي "سنستمر في بذل كل ما هو ممكن لتلبية" طلبات أوكرانيا.

من جانبه، كتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على فيسبوك "أستطيع أن أقول شيئاً واحد: الجيش الأوكراني سيكون لديه شيء يقاتل من أجله... لقد دخلنا مرحلة جديدة لم يكن أحد يفكر فيها قبل شهرين. تجري عملية نقل أسلحة إلى القوات الأوكرانية من حلف شمال الأطلسي وفقاً لمعايير الناتو".

وبعدما تحفظت أولاً عن تزويد أوكرانيا أسلحة هجومية، أقدمت الولايات المتحدة شأنها في ذلك شأن بريطانيا وفرنسا وبلجيكا على هذه الخطوة. حتى ألمانيا أعلنت أنها ستأذن بتسليم عربات مصفحة من طراز "غيبارد" (Guepard) إلى كييف في ما يعد نقطة تحول رئيسية في السياسة الحذرة التي اتبعتها برلين حتى الآن في دعمها العسكري لأوكرانيا. وأكدت الحكومة الهولندية من جانبها أن هولندا ستزود مدافع هاوتزر مدرعة من طراز Panzerhaubitze 2000 لكييف.

وقال مايك جاكبسون الخبير المدني بالمدفعية إن الدول الغربية تريد السماح للأوكرانيين بالرد على عمليات القصف الروسية الطويلة المدى التي تهدف إلى حمل القوات الأوكرانية على التراجع لإرسال بعد ذلك الدبابات والجنود لاحتلال الأرض. 

وقال أوستن الإثنين "نريد إنهاك روسيا إلى درجة لا تتمكن فيها من الإقدام على خطوات مثل الهجوم على أوكرانيا".

بوتين يأمل أن تفضي المحادثات مع أوكرانيا إلى نتيجة إيجابية

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في موسكو الثلاثاء إنه ما زال لديه "أمل" في المحادثات مع أوكرانيا لإنهاء الحرب الدائرة بين البلدين.

وأضاف بوتين لغوتيريش "رغم حقيقة أن العملية العسكرية مستمرة، ما زلنا نأمل في أن نتمكن من التوصل إلى نتيجة إيجابية" من المفاوضات.

وأوضح بوتين فيما جلس مقابل غوتيريش إلى طاولة طويلة في الكرملين، أن الجهود المبذولة في المحادثات مع أوكرانيا تعثرت بسبب الاتهامات التي وجهتها كييف إلى قواته بارتكاب فظائع في بلدة بوتشا قرب كييف.

وتابع "كان هناك استفزاز في قرية بوتشا لم يكن للجيش الروسي علاقة به. نعرف من كان وراء هذا الاستفزاز وبأي وسائل حصل وأي نوع من الأشخاص شاركوا فيه".

وأخبر بوتين غوتيريش بأنه يدرك مخاوفه "بشأن العملية العسكرية الروسية" في أوكرانيا وبأنه مستعد لمناقشتها لكنه أرجع الاضطرابات في جارته إلى "انقلاب مناهض للدولة" أطاح رئيسها الذي كان موالياً لروسيا في 2014.

من ناحيته جدد غوتيريش دعوته كلاً من موسكو وكييف للعمل سوياً مع الأمم المتحدة لإنشاء ممرات إنسانية في أوكرانيا لإيصال المساعدات وإجلاء المدنيين.

وقالت الأمم المتحدة في بيان إن بوتين وافق "من حيث المبدأ" على مشاركة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في إجلاء المدنيين من مصنع آزوفستال في ماريوبول الأوكرانية.

وأضاف المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك في بيان بعد لقاء بوتين مع غوتيريش في موسكو "سيتم إجراء محادثات للمتابعة بين مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ووزارة الدفاع الروسية".

انفجارات في بيلغورود الروسية

ميدانياً، قال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف جلادكوف إن سلسلة انفجارات دوت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء بمدينة بيلغورود القريبة من الحدود مع أوكرانيا، وإن حريقاً اندلع في مستودع ذخيرة بالمنطقة.

وقال جلادكوف إن الحريق الذي اندلع في منشأة بالقرب من قرية ستارايا نيليدوفكا لم يسفر عن إصابة أي مدنيين.

واتهمت روسيا أوكرانيا هذا الشهر بمهاجمة مستودع وقود في بيلغورود بطائرات هليكوبتر وفتح النار على عدة قرى في المنطقة.

وتقع منطقة بيلغورود على الحدود مع مناطق لوغانسك وسومي وخاركيف في أوكرانيا، والتي تشهد جميعها قتالاً عنيفاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ضربات صاروخية عالية الدقة

على جبهة دونباس الوضع معقد و"على صعيد المعنويات الوضع ليس إيجابياً" على ما قالت إيرينا ريباكوفا المسؤولة الإعلامية في الكتيبة الأوكرانية 93 لوكالة الصحافة الفرنسية.

وبحسب مستشار لوزير الداخلية الأوكراني فإن القوات الروسية تقصف الجسور والسكك الحديد لإبطاء شحنات الأسلحة الغربية.

من جانبه، أكد الجيش الروسي الثلاثاء أنه نفذ ضربات صاروخية عالية الدقة على 32 هدفاً عسكرياً أوكرانياً بما فيها 20 منطقة تتركز فيها القوات والمعدات وأربعة مستودعات ذخيرة قرب بلدتي سلافيانسك ودروجكوفكا في منطقة دونيتسك.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية عبر تلغرام إنه في منطقتي دونباس وجنوب البلاد "ينفذ العدو ضربات على مواقع قواتنا على امتداد خط الجبهة بواسطة قذائف هاون ومدفعية وقاذفات صواريخ متعددة".

وفي الجنوب سقط قتيل وجريح بعدما أصاب صاروخان روسيان صباح الثلاثاء في مدينة زابوريجيا شركة لم تحدد طبيعتها على ما أفادت السلطات المحلية.

واستقبلت زابوريجيا التي تعد مركزاً صناعياً كبيراً على نهر دنيبر في الأسابيع الأخيرة مدنيين أوكرانيين فروا من حصار ماريوبول ومدن أخرى تتعرض للقصف في دونباس. وتضم المنطقة أكبر محطة نووية في أوروبا.

وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية الثلاثاء أن المدينة تستعد الآن لهجوم للقوات الروسية مصدره الساحل. وتقع زابوريجيا على مقربة من أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا والتي تراقب وضعها عن كثب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 "شفير كارثة"

وطمأن مديرها العام رافايل غروسي الثلاثاء خلال زيارة إلى محطة تشيرنوبل الأوكرانية حيث وقعت في 1986 أسوأ كارثة نووية في العالم، إلى أن المستوى الإشعاعي في الموقع الذي سيطرت عليه القوات الروسية لبضعة أسابيع ثم انسحبت منه "هو ضمن الحدود الطبيعية".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إن سيطرة القوات الروسية على محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في المرحلة الأولى من هجومها على أوكرانيا دفعت العالم نحو "شفير كارثة".

وصرح زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع غروسي "كان العالم مجدداً على شفير كارثة" لأن روسيا تعاملت مع منطقة تشيرنوبل "كأنها ساحة معركة عادية، منطقة لم تحاول فيها القوات الروسية حتى إيلاء اهتمام بالأمن النووي".

انسحاب بوتين

اعتبر رئيس وزراء بريطانيا الثلاثاء أن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مساحة سياسية" كافية لإنهاء هجوم قواته على أوكرانيا، ويعود الفضل فيها جزئياً إلى الرقابة المشددة التي تمارسها موسكو داخل حدودها بشأن هذه الحرب.

وقال جونسون لقناة "توك تي في" الإخبارية التي أطلقها روبرت مردوخ أخيراً "بالنظر إلى الدعم الروسي الهائل لما يفعله، وحالة الإغفال الواضحة عند الإعلام الروسي عما يحدث حقاً في أوكرانيا (...) المفارقة هي أن لدى بوتين مساحة سياسية كبيرة للتراجع والانسحاب".

وتطلق روسيا على حربها في أوكرانيا تسمية "عملية عسكرية خاصة"، وقد أصدرت قوانين تهدد بسجن أي شخص ينشر أخباراً تعدها كاذبة حول الأحداث هناك.

وأضاف جونسون أنه نتيجة لذلك يمكن بوتين أن يعلن للشعب الروسي أن العملية التي بدأها في أوكرانيا "أنجزت" و"كانت ناجحة من الناحية التقنية".

وتحذر روسيا بشكل مستمر من احتمال تطور النزاع في أوكرانيا إلى حرب نووية، مع مواصلة الغرب إرساله أسلحة نوعية بشكل متزايد إلى الجيش الأوكراني. وشدد جونسون على أن الغرب ليس في حاجة إلى تقديم تنازلات رغم التهديد النووي.

وقال "أعتقد أنه (بوتين) يملك مساحة سياسية أكبر بكثير من الأمور التي تقلق الناس. الناس يقولون إنه يجب علينا تقديم تنازلات، وعلينا أن نقلق بشأن ما قد يقدم بوتين على فعله بسبب خطر هزيمته". وأوضح "أعتقد أن لديه مساحة كبيرة جداً، ولديه حيز كبير للمناورة".

المزيد من دوليات