Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"شاهد" تستبدل المنافسة بالتحالفات لمواجهة "الحيتان" العالمية

عقد العملاق الإعلامي العربي عدة اتفاقيات مع قنوات عربية لتوحيد المحتوى الرقمي مع دخول منافسين عالميين إلى سوق الإنتاج في المنطقة

من حفل إعادة إطلاق منصة "شاهد" مطلع عام 2020 (منصة شاهد)

نجحت منصة "شاهد" للبث على الإنترنت في تثبيت نفسها كأبرز وأكبر مزود للمحتوى الأصلي العربي للجمهور المتلقي على المنصات الرقمية، وذلك عبر التحول لمنصة عربية واحدة، من خلال إبرام اتفاقيات واسعة آخرها مع "أس بي سي"، واتفاقيات مشابهة سابقة مع قناة "روتانا" و"الشرق" للأخبار.

تأتي هذه الخطوات ضمن جهود يقودها العملاق الإعلامي لتوحيد صناعة المحتوى التلفزيوني العربي، في وقت تترقب فيه المنطقة دخول منافسين عالميين، بحسب ما أشار إليه رئيس مجلس إدارة مجموعة "إم بي سي"، وليد آل إبراهيم، "تسعى (شاهد) لتوحيد الجهود العربية وذلك لمواجهة الكبار العالمين القادمين للمنطقة مثل (ديزني) و(نتفيلكس) و(أبل تي في) و(أماوزن) وغيرهم".

وأوضح آل إبراهيم "لا نستطيع منافسة المنصات الكبرى طالما منصات الدول العربية عبارة عن جزر متفرقة ولكل منها منصة مستقلة".

"شاهد" تتوقع 7 ملايين مشترك في 2026

وتراهن "شاهد" على معرفتها بالمتلقي العربي أكثر من غيرها، وهي التي تعد امتداداً لقنوات "إم بي سي" التي تصل لكل بيت عربي منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقال سام بارنيت، الرئيس التنفيذي للمجموعة، إن "المنافسة مع المنصات ليست مستحيلة في ظل تفوق المنصة العربية في المحتوى الناطق بلغة الضاد". فيما علقت ناتاشا ماتوس همنغواي، رئيسة الشؤون التجارية والتسويق في "شاهد"، قائلة "لقد أتاحت لنا خبرتنا الطويلة في المنطقة ودرايتنا بأنماط استهلاك المحتوى فيها توفير تجربتي استخدام ومشاهدة لا نظير لهما للجمهور، وذلك في سياق سعينا الدؤوب للتربع فوق سلم أولويات واختيارات المشاهد".

وأضافت همنغواي "من هذا المنطلق، نقوم حالياً ببناء شراكات رائدة مع كبرى العلامات التجارية حول العالم، إن كان ذلك في قطاع الدراما أو الترفيه أو الرياضة أو الأخبار، وغيرها".

ومن المتوقع أن يصل حجم قاعدة مشتركي "شاهد" إلى سبعة ملايين مشترك مع حلول عام 2026، بحسب ما أعلن العملاق الإعلامي العربي.

ووفقًا للبحث الذي أجرته ونشرته شركة "Dataxis" المتخصصة في دراسات الإعلام، فقد شهدت السوق العربية للبث التدفقي عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زيادة سريعة قوامها أكثر من 30 في المئة في أعداد المشتركين بين عامي 2020 و2021، وصولاً إلى نحو 10 ملايين مستخدم في 18 دولة.

ومن المرتقب حدوث ازدياد لافت في هذا التوجه من أنماط استهلاك المحتوى خلال السنوات الخمس القادمة، حيث يتوقع أن يتضاعف عدد المشتركين بواقع ثلاث مرات مع حلول 2026 ليصل إلى نحو 30 مليون مشترك.

إذ تشكل دول مجلس التعاون الخليجي النسبة الأكبر من مستخدمي البث التدفقي عبر الإنترنت مع ما يقارب ثلاثة ملايين مشترك في السعودية، وأكثر من اثنين مليون مشترك في الإمارات.

"روتانا" و"الشرق"

الاتفاق مع "أس بي سي" ومحتوى منصة "الأولى" الخاصة بها لم يكن الأول من نوعه، فقد وقعت اتفاقيات مشابهة مع مجموعة "روتانا" أحد أكبر الشركات المنافسة لها في المنطقة، وشمل الاتفاق إضافة قنوات روتانا التلفزيونية إلى منصة "شاهد VIP"، وتوفير أفضل محتوى تلفزيوني من روتانا عند الطلب حتى يتمكن المشتركون من مشاهدته في أي وقت وفي أي مكان في المنطقة.

كما وقعت مع "الشرق للأخبار"، لتحصل على نخبة من برامجها وتنضم بذلك إلى المحتوى المتنوع الذي تبثه المنصة لعدد من أبرز القنوات العربية الأكثر مشاهدة في المنطقة.

وشكل هذا التعاون إضافة إلى محفظة المنصة، إذ تعتبر الشرق للأخبار بمنزلة علامة تجارية فريدة متخصصة في الأخبار وشؤون الساعة وتحليلات أسواق المال والأعمال.

الحظ السيء يضرب "نتفليكس"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يأتي هذا في الوقت الذي يضرب "الحظ السيء" منصة "نتفليكس" العالمية التي تضع عينها على كعكة المنطقة، إذ أعلنت خسارة ربع قيمتها السوقية وتبخر عشرات المليارات في جلسة واحدة بعد أن هبطت أسهمها بسبب مخاوف من نمو المشتركين، بعدما فقدت 200 ألف مشترك في ثلاثة أشهر فقط منذ بدأ عام 2022، في حين تتوقع خسارة مليوني مشترك أخرين، بينما كشفت في الوقت نفسه أحدث الأبحاث التحليلية لمستقبل البث التدفقي عبر الإنترنت لشركة "Dataxis" الرائدة عالمياً في قطاع الأعمال الذكية والإعلام، أن منصة "شاهد" تتمه بمعدل ثابت من النمو المطرد، في وقت تحافظ فيه على مكانتها الرائدة في خدمة البث التدفقي عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

حيث تجاوزت العام الماضي 2021 "اثنين مليون مشترك"، مع توقع وصول هذا الرقم إلى نحو ثلاثة ملايين مع نهاية العام الحالي 2022، وذلك وفقاً لـ "Dataxis".

منافسة "نتفيلكس" صعبة

وعلى الرغم من التحديثات الضخمة لمجموعة "إم بي سي" عبر منصاتها الرقمية إلا أن إزاحة "نتفليكس" من عرشها لا يزال صعباً وبعيد المنال، إذ بلغ عدد مشتركي الموقع الأميركي ما يقرب من 222 مليون عميل حول العالم لنشاطها المتدفق في مجال البث المباشر عبر الإنترنت.

فكيف تريد منصة "شاهد" منافسة المنصات العالمية عن طريق التحول إلى منصة عربية واحدة؟ وعن هذا أشار المتخصص في تقنية المعلومات والسوشيال ميديا عبدالعزيز الشكرة، أن تفوق "نتفليكس" يرجع إلى أنها "شركة عالمية تمتلك عقوداً مع كبار صناع السينما والتلفزيون في العالم، فيما تبقى (شاهد) منصة عربية، إلا أنه اعتبر ذلك ميزة يمكن أن تمنحها التميز على منافسيها الدوليين من ناحية المحتوى العربي الثري ومعرفة المتلقي".

ودعا الشكرة "شاهد" إلى تغيير أسلوبها التجاري عبر إنتاج أعمال خاصة مع فتح الأبواب لشركات الإنتاج العالمية، ووضع برامج خاصة أكثر بعيداً من أن تكون أرشيفاً للتلفزيون، مع تنويع المنتج المعروض ليشمل الإنتاجات العربية كافة، محذراً من أنه إذا اتجهت نتفليكس لزيادة استثماراتها في المحتوى العربي فستمثل خطراً كبيراً على المنصة.

ويؤمن الفنان والمخرج خالد أمين بأن الديجيتال آخذ في إحالة التلفزيونات التقليدية إلى التقاعد، وإذا لم تتمكن هذه القنوات من احتواء الأجيال الشابة، فإنها ستواجه أزمة كبيرة.

وأكد أن على شاهد العمل على تقديم أعمال من إنتاجاتها الخاصة بحيث تلبي تطلعات الشباب بعيداً من التقليدية والنمطية، حتى تستطيع أن تواجه أعمال "نتفليكس" وشقيقاتها التي تحتوي على كثير مما "يخالف العادات والتقاليد".

"نتفليكس" تركز على جميع اللغات

وعزا الكاتب السينمائي محمد أنور أن سبب ضخامة عدد مشتركي "نتفليكس" إلى تركيزها على جميع اللغات العالمية، وتقديم أفلام وثائقية لها جمهور كبير، كما أن مستوى الأفلام الموجودة على المنصة الأميركية أعلى بكثير من "شاهد"، وهو الأمر الذي يلبي متطلبات المشاهد العربي الذي يفضل السينما الأجنبية.

واقترح على القائمين على المنصة العربية للاستثمار أكثر في التكنولوجيا، وإجراء أبحاث متخصصة، لمعرفة ماذا يريده المشاهد، ورصد توجهاته السينمائية والدرامية من أجل تقديم محتوى يمكنهم من تحقيق نجاحات "نتفليكس" في المنطقة العربية. 

تصوير أفلام عالمية

وإلى جانب استحواذها على معظم المحتويات المحلية والعربية وعقد اتفاقيات لتكون منصة عربية الوحيدة، تعمل مجموعة "إم بي سي" على زيادة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، حيث من المقرر أن تقوم بمجموعة كبيرة من المشاريع الكبيرة وهي قيد الإعداد حالياً.

هذا وقد أشارت المدير العام لأستوديوهات المجموعة، زينب أبو السمح إلى أن لدى المؤسسة ما يقرب من 20 مشروعاً تلفزيونياً وسينمائياً في مراحل مختلفة تتطلع إلى الضوء الأخضر لإنتاج البعض منها على الأقل في غضون الـ 18 شهراً القادمة.

وتعمل مجموعة "إم بي سي" ممثلة في أستوديو الإنتاج الخاص بها، بالتعاون مع شركتي الإنتاج العالميتين "JB Pictures" و"AGC StudiosK"، على تصوير عمل في نيوم السعودية لمعركة "ذي قار" وقد خصصت مبلغ 140 مليون دولار لينافس العمل عالمياً، كما تصور عمل ضخم آخر بعنوان "قندهار"، يقوم ببطولته جيرارد بتلر، والذي يحكي قصة استخباراتية أميركية في أفغانستان، وتشارك "إم بي سي" في إنتاجه أيضاً.

المزيد من فنون