Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لاجئون أفغان في فندق بريطاني يشتكون من "الجرذان"

بعد ثمانية أشهر من وصولهم إلى المملكة المتحدة، ينتابهم الإحباط بسبب رداءة الطعام وعدم تواصل وزارة الداخلية معهم

فندق ماريوت كورتيارد في جنوب أكسفورد أصبح موطناً لحوالي 100 لاجئ أفغاني منذ سبتمبر (أيلول) من العام الماضي (تشارلين رودريغيز)

بين طريق "إيه 34" الذي يضج بالحركة المرورية من جهة ومعارض السيارات الفاخرة من جهة أخرى في بلدة ديدكوت، يتوسط فندق ماريوت كورتيارد أكسفورد ساوث والذي يؤوي حوالى 100 لاجئ أفغاني منذ سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، نصفهم تقريباً هم أطفال أجبروا على البحث عن ملاذ آمن في بريطانيا بعد أن سيطرت "طالبان" على كابول في أغسطس (آب) من العام الماضي وسط مخاوف من تعرضهم للتعذيب أو القتل.

ولكن وعقب مضي ثمانية أشهر منذ فرارهم من أهوال حكم "طالبان"، يرى اللاجئون الأفغان أن بريطانيا بالكاد تبدو ملاذاً آمناً، بل وبشكل متزايد "أقرب إلى السجن"، وأصبحوا يخشون مما يخبئه لهم المستقبل.

وداخل خيمة كبيرة على بعد ثلاثة أقدام من مدخل حانة ومشويات أوكسن داخل الفندق، قال أنور خان* أحد النزلاء لموقع "اندبندنت"، "ليس لدينا خيار سوى تناول الطعام هنا. لقد رأينا الجرذان مرات عدة وصورناها بالفيديو".

وشاهدت "اندبندنت" صوراً ومقاطع فيديو تثبت وجود جرذان تتجول بالقرب من أدوات المائدة والمحامص التي تستخدم لمرة واحدة داخل الخيمة الكبيرة التي تجلس العائلات الأفغانية فيها معاً لتناول وجباتها.

وقال المدير العام للفندق سانتياغو مونتيرو إن السلطات تصرفت على الفور وجرى استدعاء اختصاصي المكافحة في اليوم نفسه، وعندما زارت "اندبندنت" المكان لم يكن هناك وجود لأي جرذان.

 

 

ادعى أربعة من النزلاء أن موظفي الفندق ووزارة الداخلية وإدارة الترحيب باللاجئين تحدثوا إليهم بطريقة غير مهذبة ولم يتجاوبوا مع طلباتهم المتكررة للحصول على طعام طازج. تراجع أحد المتحدثين عن كلامه في وقت لاحق خوفاً على أمن وسلامة عائلته.

كما تحدثت "اندبندنت" إلى الأفغان المقيمين في فنادق لندن الذين تقدموا بمظالم تفيد أن شكواهم جرى تجاهلها، وهي تتعلق برداءة الطعام المقدم وعدم توفر دعم نفسي وضعف التواصل من قبل وزارة الداخلية والشعور بأن الحرب الأوكرانية ألقت بظلالها عليهم. لم يتم ذكر أسماء الفنادق لأن ثلاثة منهم قالوا إنهم يخشون الترحيل.

استغرق فندق ماريوت كورتيارد ما يقرب من أسبوع للرد على طلبات "اندبندنت" المتكررة للتعقيب على الاتهامات التي وجهها النزلاء للفندق، وعندما رد الفندق أخيراً، أرسل بياناً وخطاباً موقعاً من بعض النزلاء الأفغان "يشكرون فيه السيد سانتياغو وموظفيه على جهودهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلمت "اندبندنت" أن هناك ما يزيد على 11000 أفغاني تقطعت بهم السبل وأصبحوا معزولين في أكثر من 100 فندق في جميع أنحاء المملكة المتحدة منذ وصولهم في أغسطس الماضي.

وقال متحدث باسم وزارة التحسين والإسكان والمجتمعات المحلية إن ما يربو على 4750 أفغانياً انتقلوا إلى أماكن إقامة مستقرة، في حين جرى ربط 1450 آخرين مع مساكن أخرى وهم يتجهزون للانتقال إليها.

"طعام مجمد لمدة سبعة أشهر"

بالنسبة إلى السيد خان والآلاف الذين ينتظرون دورهم فإن صبرهم قد نفد، إذ زعم السيد خان قائلاً "نحن نأكل الطعام المجمد منذ سبعة أشهر حتى الآن".

ورأى أن بعض معتقداتهم وممارساتهم الثقافية لا تحترم.

وقال خان إن أكثر من 21 امرأة أخبرن إدارة اللاجئين أنهن لا يستطعن الجلوس مع الرجال الذين لا تربطهن بهم صلة أو معرفة.

وأضاف، "إنهم لا يحترمون ديننا على الإطلاق. زوجتي كانت تبكي لمدة ثلاثة أيام وظلت تسألني لماذا جئت بي إلى هذه البلاد؟"

عندما نصب الفندق خيمة كبيرة كان المقصود منها، وفقاً لما ذكره محمد زازاي، أن تكون منطقة لتناول الطعام للأفغان، ومع ذلك شعر بعض اللاجئين أنهم يعاملون بشكل مختلف عن نزلاء الفندق الآخرين.

وقال، "قلنا لهم إننا لسنا سعداء. قبل نصب الخيمة كان النزلاء يأكلون داخل الفندق وكان هناك خيام كبيرة أخرى للأنشطة".

كان لدي آمال كثيرة واليوم انعدمت

وفي أحد فنادق شرق لندن تشعر الطالبة الأفغانية فوزية التي تعيش مع والديها وإخوتها باليأس إذ قالت، "كان لدي أمل ولكن الآن ليس لدي أي أمل" فهي غير واثقة مما ينتظرها، "لا أحد يخبرنا بأي شيء".

وقالت إن الطعام "ليس لذيذاً، لا سيما في رمضان، وفي المساء لا يجري طهي اللحم جيداً في الفرن". وعلى الرغم من أنها اشتكت مراراً إلا أنه لا أحد يهتم.

وقال عضو سابق في قوة الكوماندوز الأفغانية 333 إن الأوكرانيين يمثلون أولوية الآن في حين يشعر الأفغان بأنهم مهجورون. وأضاف، "لماذا أصبحنا في عداد المنسيين؟ لقد قاتلنا جنباً إلى جنب مع القوات البريطانية في أفغانستان".

وذكر متحدث باسم فندق "ماريوت كورت يارد أكسفورد ساوث" أن الفندق وفر مساحات مختلفة للنزلاء ليشعروا بالراحة وهم يتناولون طعامهم، ومساحة لعب للأطفال وغرفة للصلاة.

ومنذ بدء شهر رمضان أوضح الفندق أنه يقدم وجبات تتناسب مع أوقات رمضان.

وقال المتحدث، "نقدم لضيوفنا خياراً من طبقين رئيسين من الوجبات المطبوخة الطازجة مع الخضراوات الطازجة والأطباق الجانبية والفواكه والسلطة.

يجتمع فريق الطهاة والإدارة لدينا بانتظام مع النزلاء لمناقشة قوائمنا الدورية، وعندما توجد متطلبات غذائية خاصة سنقدم دائماً بدائل لها".

وقال مارك غولدرينغ من إدارة الترحيب باللاجئين في أكسفورد لـ "اندبندنت"، إن الخيمة نصبت لمنح النزلاء مساحة وخصوصية وفرصة لتنظيم أنفسهم كما يحلو لهم.

وأضاف، "هناك آراء متباينة بين النزلاء الأفغان في شأن مكان تناول الطعام ونوعية الطعام. نحاول التأكد من أن جميع الآراء مسموعة وليس فقط أصوات القلة. أنا لا أحكم على ما إذا كانت [الخيمة الكبيرة] مناسبة للغرض حيث يمثل استخدامها للغذاء والأنشطة الأخرى تحدياً حقيقياً".

شكلت إدارة الترحيب باللاجئين فريقاً لدعم الوافدين الجدد وتسجيلهم للحصول على المنافع والخدمات الصحية الوطنية. وأوضح غولدرينغ أنه بمجرد الانتهاء من الترتيبات الإدارية الأولى تحول عمله إلى دعم الأطفال في المدارس والشباب في الكلية ودروس اللغة ورحلات يومية حول المملكة المتحدة وأنشطة أخرى.

وقال زازاي إن وزارة الداخلية "تريد المال لتثبت أن لديها نظاماً، لكن ممثل الداخلية لم يرد أبداً على أي سؤال من أسئلتنا"، مضيفاً في معرض رده أن ممثل الوزارة يقول، "لا أعلم فذلك ليس من اختصاصي".

وقال خان "في وقت آخر أرسلت وزارة الداخلية حافلة من 62 مقعداً لستة أشخاص للسفر إلى برمنغهام" متسائلاً عن هدر الموارد.

واعترف غولدرينغ بوجود لحظات توتر حقيقية، لافتاً "نتواصل مع النزيل ولكن لا يمكننا إرضاء الجميع حقاً".

معظم الناس سيحصلون على منافع بعد مغادرة الفندق

يتمتع جميع المواطنين الأفغان الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة بموجب سياسة إعادة التوطين والمساعدة الأفغانية Afghan Relocations and Assistance Policy (ARAP) وبرنامج إعادة توطين المواطنين الأفغان Afghan Citizens Resettlement Scheme (ACRS) بالحق في العمل والحصول على التعليم والرعاية الصحية، ويمكنهم التقدم بطلب للصناديق المساعدة من الأموال العامة.

وأشار غولدرينغ إلى أنه في الواقع سيعتمد معظم الناس على المنافع العامة بعد مغادرتهم الفندق، إذ لا تعترف المملكة المتحدة بشكل تلقائي بالمؤهلات المهنية المحصلة في بلد آخر [مما يمنعهم من الحصول على عمل سريعاً].

وأشار، "عليك أن تقدم اختبارات اللغة وإقناع صاحب العمل باحترام خبرتك، وذلك لا يعني أنك لن تحصل على وظيفة، بل يعني فقط أن الإجراءات ليست بسيطة أو سريعة".

إن الافتقار إلى السكن الدائم والوثائق الصحيحة [المناسبة والمطلوبة] يتعارض تلقائياً مع قدرة معظم الأفغان على العثور على عمل، إذ يقول بعضهم إن الشركات لا تميل كثيراً للاستثمار فيهم بسبب عدم توافر عنوان لديهم.

وقالت وزارة الداخلية إنها لا تعلق على الحالات الفردية على الرغم من أن متحدثاً قال إن المجالس حصلت على تمويل الاندماج لدعم أولئك الذين بدأوا حياة جديدة في المملكة المتحدة وتوفير 20520 جنيه استرليني للشخص الواحد على مدى ثلاث سنوات لتغطية التكاليف.

وأضاف المتحدث "يظل (برنامج الترحيب الحار) Operation Warm Welcome مستمراً في جهود إعادة التوطين، ولا تزال أعداد قليلة من الأطفال والشباب في سن الدراسة تصل من أفغانستان عبر بلدان أخرى، وتقوم المجالس بالعمل على قدم وساق لإلحاق الأطفال في سن الدراسة الذين وصلوا أخيراً إلى المدارس".

وقال خان، "إذا وجدوا لي منزلاً في منتصف الليل فسأركض إليه [أحث الخطى إليه]".

* تم تغيير أسماء الأشخاص لحمايتهم

مطيع الله شيرزاد أسهم في التقرير

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة