Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رغم تداخل "الفصح" و"الفطر"... الإثيوبيون ينشدون "عيدا ثالثا"

تفاؤل بتزامن المناسبتين وأمنيات بحلول الإخاء الوطني والتوافق السياسي

مسيحيو إثيوبيا احتفلوا يوم الجمعة بما يعرف بـ"الجمعة العظيمة" (أ ف ب)

تستقبل إثيوبيا عيدي الفصح والفطر بأفراح واحتفالات متداخلة بدأت، فجر اليوم الأحد 24 أبريل (نيسان)، حيث استقبل المسيحيون الأرثوذكس عيد فصحهم بعد صيام استمر شهرين، وأقبل الشارع على تغيرات وتجهيزات. خراف في الساحات يحركها رعاتها من مكان لآخر تنتظر الزبائن لتحديث موائد ظلت صفراً من اللحوم طيلة 60 يوماً. واجهات المطاعم والمحلات التجارية تزينت ببهرجات العيد. نفوس سعيدة بما أدته من واجب ديني. وعلى مستوى مماثل يستعد المسلمون أيضاً لعيد الفطر. فهل يعطي تداخل الفرحتين فألاً حسناً لسلام وتوافق تنشده إثيوبيا؟

وكان مسيحيو إثيوبيا احتفلوا، الجمعة، بما يعرف بـ"الجمعة العظيمة"، وهي الجمعة التي تسبق عيد الفصح (عيد القيامة المجيد)، الذي يصادف الأحد من كل عام بعد فريضة الصوم.

الباحث الاجتماعي عباس محمد كوركي قال: "في الديانة المسيحية، تمثل (الجمعة الحزينة) يوم صلب السيد يسوع المسيح. وفي ميقاتها يتجمع المؤمنون المسيحيون الصائمون في كل الكنائس إلى ساعة متأخرة من الليل لأجل الصلاة والتوبة، طمعاً في محو خطاياهم، ويظل البعض منهم مستمراً في صيامه ممتنعاً عن أي من طعام أو شراب حتى صبيحة عيد الفصح".

وأضاف كوركي، "وتعتبر (الجمعة العظيمة) ضمن أسبوع الاحتفاء بالعيد، وتدل مناسبتها عند أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية على معاناة المسيح وصلبه. وأثناء تجمع المصلين في الكنائس يقومون بالصلوات والتوبات المتكررة، تضامناً لألم السيد المسيح وطلب المغفرة منه. كما يظل رجال الدين يهزجون بتلاوة تراتيل من الكتاب المقدس تبجيلاً للسيد يسوع المسيح، الذي ضحى لجلب السعادة للبشرية".

وأشار إلى أن "الجمعة العظيمة يوم ديني مهم لأصحاب الديانة المسيحية، ومناسبتها عطلة رسمية باعتبارها جزءاً من الاحتفالات بعيد القيامة. ويمثل عيد الفصح أو كما يسميه كثيرون (عيد القيامة) واحداً من أهم الأعياد الدينية لدى الديانة المسيحية لما له من ذكرى على ’قيامة السيد المسيح’، بعد 3 أيام من صلبه".

ويرى كوركي أن "من أهم الدلالات في تداخل المناسبتين الفصح والفطر هذا العام روح الإخاء الوطني، التي توحد الشعب الإثيوبي بمختلف طوائفه، حيث يظل التواصل ديناً وعادات اجتماعية تغلب بين الناس بمختلف مشاربهم وثقافاتهم".

دعوة رئاسية

ومن المقرر أن يحتفل المسلمون بعيد الفطر ما بين يومي الأحد أو الإثنين من الأسبوع المقبل، بِناء على رؤية هلال شهر شوال، بعد أداء فريضة صيام شهر رمضان.

الشيخ ناصر أحمد ناصر قال، "إن مناسبة عيد الفطر من أهم الأعياد للمسلمين لما تجمعه من عبادة صيام شهر رمضان، والتوجه المخلص لله تعالي بالعبادة والتهجد وإنفاق المال وأداء الزكاة لمساعدة الفقراء، وطرق مختلف سبل الإحسان توجهاً خالصاً لله تعالى".

وأضاف ناصر، أن "العشرة الأواخر من شهر الصيام يعتكف فيها المسلمون انقطاعاً للعبادة، والقرب من الله بالذكر والصلاة وتلاوة القرآن الكريم"، موضحاً أن المسلمين في إثيوبيا يهتمون بمناسبة عيد الفطر اهتماماً دينياً واجتماعياً لما تمثله من تقارب بين الأهل تستغل مناسبته في التصافي والتسامح، ويحرص فيها الأفراد على الاجتماع مع ذويهم، وقضاء أوقات سعيدة في ممارسة عادات الأكل والشرب المتصلة بالمناسبة في حضن الوطن ودفء الأهل".  

وكان  رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، دعا الإثيوبيين المقيمين بالخارج إلى المشاركة في الاستعدادات التي تجرى لصيام شهر رمضان وعيد الفطر في إثيوبيا، أسوة بما درجت عليه البلاد.

وقال آبي أحمد، خلال كلمة أمام البرلمان الإثيوبي في فبراير (شباط) الماضي، إثيوبيا مهد الحضارات ودار الهجرة الإسلامية الأولى"، مشدداً على "ضرورة اتخاذ الترتيبات اللازمة لمشاركة الإثيوبيين في المهجر والدول العربية في مناسبه شهر رمضان وصلاة عيد الفطر في إثيوبيا"، ووجه حديثه للإثيوبيين للمشاركة في الاستعدادات التي تجرى للاحتفال بعيد الفطر المقبل بصورة بهيجة ومميزة".

وأوضح رئيس الوزراء، أن "الإثيوبيين الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم أظهروا تضامناً قوياً مع وطنهم في مختلف القضايا التي تهم البلاد والشعب، وذلك بحضورهم في مناسبات متعددة أخيراً"، داعياً إلى أن "يتكرر هذا العمل العظيم لإظهار قدرة البلاد للعالم في كل الأحوال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تداخل عيدين

مناسبة تداخل العيدين تبعها تفاؤل سياسي في تحقيق السلام، ووحدة الصف الإثيوبي ضمن أجواء المصالحة السياسية، التي تبنتها الحكومة، ودعوة الوفاق الوطني التي أطلقها رئيس الوزراء آبي أحمد في يناير (كانون الثاني) الماضي، حينما قال إن "الطريق نحو المستقبل هو تعزيز الوحدة الوطنية القائمة على محبة الشعب".

وكان مجلس الأمن القومي الإثيوبي، برئاسة رئيس الوزراء آبي أحمد، وتماشياً مع تباشير العيدين دعا الإثيوبيين إلى أداء "دورهم نحو السلام، والابتعاد عن الصراع، والقيام بواجباتهم في الحفاظ على الأمن في البلاد". وقال بيان للمجلس، "بما أن الأيام المقبلة هي موسم الأعياد لكل من المسيحيين والمسلمين، فإن مجلس الأمن يحث جميع الأطراف على العمل معاً بنجاح لهزيمة الأعداء وضمان أمننا المشترك". وأضاف، "أن إثيوبيا تمضي قدماً منتصرة في التغلب على التهديدات متعددة الأوجه التي يشكلها أعداؤها".

المزيد من تقارير