Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عصابات تهريب النفط الليبي تنشط قبالة سواحل البحر المتوسط

تهريب 120 ألف برميل نفط من ليبيا يومياً في اتجاه دول أوروبية

كشف تقرير أممي يعود لعام 2018 عن "عملية نهب منظم تحدث للبترول الليبي" (رويترز)

أثارت التحقيقات العسكرية التي كشف عنها "جيش البحر التونسي" أخيراً، ومفادها أن السفينة الغارقة في خليج قابس (جنوب شرقي تونس) منذ أسبوع لا تحتوي على مادة زيت الغاز بل ماء بحر فقط لا غير، دهشة كبيرة  لدى التونسيين. كما فتحت الحادثة المجال أمام طرح أسئلة عدة تبحث عن إجابات، وتحوم أهمها حول الهواجس الأمنية، وأخرى حول تنامي ظاهرة تهريب النفط الليبي عبر البحر الأبيض المتوسط على يد عصابات أوروبية وبالتنسيق مع مجموعات مسلحة ليبية.

السفينة المارقة

في هذا الصدد، قال العميد في البحرية التونسية، رئيس خلية الأزمة التي تشكلت إثر غرق السفينة، اللطيف مازري، في ندوة صحافية، إنه سيتم البدء مباشرة في مرحلة التحقيقات القضائية، مضيفاً أنه "منذ أشهر ونحن بصدد متابعة هذه السفينة التي كانت تنشط في وسط الحوض الشرقي للمتوسط ثم بدأت تقترب من السواحل التونسية شيئاً فشيئاً"، مفيداً بأن السفينة معروفة لدى الأجهزة التونسية بممارستها النقل البحري غير القانوني ونشاطها مشبوه وتستغل عدم وجود قانون ينظم المياه الدولية".
وأوقفت السلطات التونسية طاقم السفينة الغامضة وباشرت التحقيق معهم.
من جانب آخر، عبر رئيس "حزب الراية الوطنية" مبروك كورشيد عن اعتقاده بأن "تونس تعرضت للتحايل بخصوص غرق السفينة اكسيلو، وذلك بسبب غياب الحنكة لدى المسؤولين والحكومة التونسية". وأضاف كورشيد أن "أكسيلو، سفينة تهريب مارقة تتسكع على الشواطئ التونسية والليبية".

من جانبه، قال الباحث المتخصص في الشأن الليبي، غازي معلى، إن "تهريب النفط من ليبيا كان مقتصراً على دول الجوار مثل تونس ومصر وذلك عن طريق البر، لكن بعد تفكك أجهزة الدولة الليبية بخاصة بعد عام 2014، حينما عاشت البلاد حرباً أهلية بين المجموعات المسلحة، وانتشرت ظاهرة تهريب النفط الليبي نحو دول شرق  المتوسط عبر البحر. وكانت هذه العمليات تقودها عصابات دولية بالتعاون مع مجموعات مسلحة وميليشيات ليبية". وأفاد معلى بأن "عمليات التهريب البحرية للنفط الليبي المكرَر تنطلق خصوصاً من مدينتي زوارة والزاوية الليبيتين نحو المياه الإقليمية وبخاصة على الحدود البحرية الليبية– التونسية، حيث تأتي بواخر من ألبانيا ومالطا وإيطاليا وتركيا وجورجيا أيضاً، وذلك تحت رعاية عصابات دولية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


عملية تمويه

وتابع معلى أنه "في بعض الأحيان، تدخل هذه البواخر إلى المياه الإقليمية التونسية وبخاصة ميناء صفاقس جنوب تونس، لانتظار خروج البواخر المحملة بالمحروقات الليبية من ميناء زوارة أو الزاوية نحو نقطة معينة يتم تحديدها ودائماً ما تكون في نقطة التماس عند الحدود التونسية - الليبية"، مضيفاً "ويقع تصريف هذه الكميات المقبلة من ليبيا، عادة في بواخر صغيرة الحجم وقديمة، وهي خطة يعتمدها المهربون في حال القبض على الباخرة من قبل الأمن البحري".
وإضافة إلى السبب الأمني الذي أسهم في تفاقم هذه الظاهرة، قال معلى، إنه يوجد سبب مادي، موضحاً أن "هامش الربح للمهربين الليبيين كبير جداً".
وذكّر معلى بحادثة اغتيال صحافية مالطية في عام 2017، خلال استعدادها لنشر تحقيق صحافي حول تهريب النفط الليبي عبر البحار، واستعدادها لكشفها أسماء وعصابات في مالطا وإيطاليا.
ورجح أن "الباخرة الغامضة التي غرقت بخليج قابس والمحملة بماء البحر تعود إلى عصابات تهريب النفط الليبي، ويمكن أن تكون عملية تمويه أو عملية بيضاء، خصوصاً وأن القوات الدولية تراقب مثل هذه العمليات". وأضاف أنه "خلال السنوات الأخيرة، وقع القبض على العديد من المهربين الأوروبيين والليبيين، وهناك قضايا عدة في هذا الشأن مفتوحة أمام المحاكم الإيطالية".
ورأى الباحث المختص في الشأن الليبي أن "عمليات تهريب النفط الليبي عبر البحار، معقدة، وتونس تُعتبر نقطة عبور لا غير. وتقف خلف عمليات التهريب عبر البحر، عصابات دولية اكتسبت خبرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة".

نهب منظم

وكشف تقرير أممي يعود لعام 2018 عن "عملية نهب منظم تحدث للبترول الليبي، في ظل حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا منذ عام 2011".
وقال التقرير الذي أعده فريق الخبراء التابع لمنظمة الأمم المتحدة، والذي تم رفعه إلى مجلس الأمن، إن النفط الليبي يتعرض لـ"تلاعب ونهب منظم"، وذلك عن طريق عمليات التهريب التي توزّعت بين البر والبحر.
من جانبه، كشف الباحث في الشؤون الجيوسياسية رافع الطبيب أنه "يتم يومياً تهريب 120 ألف برميل نفط من ليبيا في اتجاه الدول الأوروبية، وذلك عن طريق البحر". واعتبر  الطبيب أن حادث السفينة الأخير في خليج قابس جاء في هذا الإطار. ورجح أن "حادث غرق السفينة اكسيلو، حصل في المثلث الذي يشمل كلاً من ليبيا وتونس ومالطا وهو مثلث إجرامي"، وفق تعبيره.
وتابع الباحث بالقول، "إن الحادثة لم تحصل في منطقة أخرى، لأن بقية المناطق مُعسكرة"، مستنكراً بشدة ما وصفه بـ"عربدة الدول الأوروبية في المياه والسواحل التونسية في ظل الضعف الأمني للدولة الليبية".

المزيد من البترول والغاز