ارتفع صافي ربح أرامكو السعودية، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، العائد للمساهمين خلال العام الماضي 2018 بنحو 46.3% على أساس سنوي لتتجاوز مستويات 111 مليار دولار أميركي مقابل 75.898 مليار في 2017. وبتحقيق هذه الأرباح الكبيرة تتربع "أرامكو" على عرش أكثر شركات العالم ربحية، مع تحقيقها أرباحاً صافية بنحو 304 ملايين دولار في اليوم الواحد.
وفي خطوة جديدة من شأنها تعزيز معايير الشفافية والإفصاح، دشّن عملاق النفط السعودي، الصفحات الخاصة بعلاقات المستثمرين، تضمنت البيانات المالية لعام 2018، كما وردت في النشرة الخاصة بالسندات الدولية للشركة، التي أُعلن عنها في أبريل (نيسان) الماضي.
وحسب بيانات الشركة الصادرة، اليوم الأربعاء، زاد إجمالي إيرادات الشركة في 2018 بنحو 37% على أساس سنوي، وصولاً إلى 356 مليار دولار ارتفاعاً من 264.2 مليار في 2017، مع تحسُّن أسعار النفط، وبلغت مطلوبات أرامكو شاملة القروض والالتزامات تجاه الحكومة نحو 49 مليار دولار في 2018، صعوداً من 39.75 مليار في 2017.
كما نمت الأصول الإجمالية لـ"أرامكو" إلى نحو 359 مليار دولار ارتفاعاً من 294.014 مليار في 2017 بنسبة نمو 22%، فيما بلغت تكاليف التشغيل 143 ملياراً في 2018، ارتفاعاً من 108.732 مليار في 2017.
أكبر قاعدة احتياطيات نفطية حول العالم
وبما يؤكد أن أرامكو تمتلك قاعدة احتياطيات هي الأكبر عالمياً، بلغت الاحتياطيات الثابتة (أي احتمالية استخراجها فوق الـ90%) من النفط 257 مليار برميل مكافئ نفطي بتاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) 2018، في حين أن احتياطي "إكسون موبيل" يقدر بنحو 20 مليون برميل فقط، وشيفرون 11.7 مليون برميل.
وبلغ معدل إنتاج المواد الهيدروكربونية لدى أرامكو 13.6 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، منها إنتاج 10.3 مليون برميل نفط خام يومياً (بما في ذلك المكثفات الممزوجة بالنفط).
وذكرت البيانات، أن قدرة عملاق النفط السعودي التكريرية بلغت 4.9 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، وطاقة تكريرية صافية 3.1 مليون برميل مكافئ نفطي يومياً، بتاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) 2018.
ومن المتوقع أن تتضاعف الطاقة التكريرية لأرامكو، لا سيما بعد الاستحواذ على 70% من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، أكبر شركة بتروكيماويات بالشرق الأوسط والرابعة عالمياً، التي تعزز الفرص الاستثمارية والتسويقية لدى العملاقين السعوديين، وتفتح أسواقاً جديدة، وتترك أصداءً إيجابية على الاقتصاد السعودي ككل، وليس أطراف الصفقة فقط.
استراتيجية بعيدة المدى لدفع عجلة النمو
وحسب استراتيجية "أرامكو" بعيدة المدى لدفع عجلة النمو عبر تطوير وتعزيز محفظة أعمالها في قطاع التكرير والكيماويات، تستهدف الشركة زيادة إجمالي حصتها من الطاقة التكريرية العالمية من 4.9 مليون إلى ما بين 8 إلى 10 ملايين برميل في اليوم بحلول عام 2030، على أن يتم تحويل 2 إلى 3 ملايين برميل في اليوم من هذه الكمية إلى منتجات بتروكيماوية. وسيستهلك هذا الجزء من الأعمال كميات كبيرة من النفط الخام في التكرير والبتروكيماويات.
وتبلغ قدرة الشركة الإنتاجية للبتروكيماويات نحو 16.8 مليون طن سنوياً، في حين تبلغ قدرة "سابك" الإنتاجية نحو 61.6 مليون طن سنوياً، وبعد إتمام صفقة الاستحواذ ستتجاوز القدرة الإنتاجية مجتمعة 80 مليون طن سنوياً.
مكانة متقدمة في مجال البحوث والتقنيات
تتبوأ أرامكو مكانة متقدمة في مجال البحوث والتقنيات على مستوى العالم، إذ تعمل على تعزيز هذه المكانة، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من سعيها إلى تطوير حلول يمكنها التصدي للتحديات التي يواجهها قطاع النفط والغاز ومستهلكي الطاقة في كل مكان حول العالم.
ومن هذا المنطلق زاد ما أنفقته الشركة على الأبحاث والتطوير في العام الماضي 591 مليون دولار بزيادة 17% مقارنة بالعام السابق عليه.
ويرى خبراء، أن أرباح "أرامكو" تعد عامل قوة إضافياً في الأسواق العالمية، لا سيما مع دخولها سوق السندات الدولية للمرة الأولى في تاريخها أبريل (نيسان) الماضي.
ووفقاً لرصد أجرته "اندبندنت عربية"، تعادل أرباح الشركة خلال العام الماضي ضعف ما حققته شركة "آبل" الأميركية العملاقة، التي تعتبر ثاني أكبر شركة في العالم، بأرباح 59.4 مليار دولار في العام الماضي، كما تفوّقت أرباح "أرامكو" على ثاني وثالث أكبر شركتين في العالم مجتمعتين، وهما "آبل" و"البنك الصناعي والتجاري الصيني"، أكبر بنك تجاري بالصين وأكبر مصرف في العالم من حيث الأصول، البالغ أرباحه 45.2 مليار دولار، ليبلغا معاً 104.6 مليار دولار.
وعند مقارنة أرباح "أرامكو" بالشركات الكبرى المنافسة حول العالم، يتفوّق العملاق السعودي على أكبر خمس شركات نفط في العالم مجتمعة وهي: "إكسون موبيل" و"شيفرون" الأميركيتان، و"بريتش بيتروليوم" البريطانية، و"توتال" الفرنسية، و"رويال داتش شيل" البريطانية - الهولندية، البالغ أرباحها مجتمعة 80 مليار دولار.
وتعادل أرباح الشركة نحو أربعة أضعاف ما حققته "رويال داتش شل"، أكبر شركة نفط مدرجة في العالم بقيمة 23.4 مليار دولار بالعام نفسه، فيما تزيد على خمسة أضعاف أرباح شركة "إكسون موبيل"، أكبر شركة نفط أميركية، البالغة 20.8 مليار دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى المستوى المحلي تعادل أرباح عملاق النفط السعودي نحو أربعة أضعاف إجمالي الشركات السعودية المدرجة في سوق الأسهم خلال العام الماضي، وعددها 164 شركة، والبالغة 28 مليار دولار (105 مليارات ريال).
وتأتي بيانات "أرامكو" هذه بعد أن كانت وكالة "موديز" كشفت في أبريل (نيسان) الماضي عن الأرباح الصافية لعملاق النفط السعودي، قبيل طرح أول سندات دولية للشركة، التي حطّمت الأرقام القياسية، إذ تلقى الإصدار الأول لـ"أرامكو" طلبات تصل إلى 100 مليار دولار، أي عشرة أضعاف المبلغ المطلوب، الأمر الذي يعكس الثقة العالمية بالتدفقات المالية للشركة، وباقتصاد السعودية ومؤسساتها.
يذكر أن أرامكو هي كبرى شركات النفط والغاز المتكاملة على مستوى العالم، وتزاول أعمالها في قطاع التنقيب والإنتاج بالسعودية، وتمارس أعمالها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في شتى أنحاء العالم.
ويقع المقر الرئيس للشركة في مدينة الظهران، وتزاول أعمالها في ثمانية مواقع داخل السعودية و20 موقعاً خارجها، ويبلغ حجم الأيدي العاملة لديها نحو 76 ألف موظف وموظفة.