أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الجمعة 22 أبريل (نيسان)، في العاصمة الهندية نيودلهي، أن بريطانيا والهند أبرمتا شراكة دفاعية وأمنية "جديدة وموسعة".
وأكد جونسون أن هذه الشراكة الجديدة هي "التزام لعقود عدة"، ورحب بالعلاقة التي توحد "واحدة من أقدم الديمقراطيات والهند، وهي بالتأكيد أكبر ديمقراطية".
وتأتي زيارته إلى نيودلهي في وقت يواجه فيه جونسون انتقادات من نواب حزب المحافظين في لندن واحتمال إجراء تحقيق للتحقق مما إذا كان قد كذب على البرلمان بشأن فضيحة "بارتيغايت" المتعلقة بالحفلات التي نظمتها رئاسة الحكومة البريطانية خلال فترة الإغلاق للحد من انتشار كورونا.
وقال جونسون إلى جانب نظيره الهندي ناريندرا مودي، "لقد ازدادت تهديدات الإكراه الاستبدادي لذا من الضروري أن نعمل على تعميق تعاوننا". وأضاف أن للبلدين "مصلحة مشتركة في إبقاء منطقة المحيط الهندي والهادي مفتوحة وحرة".
علاقات البلدين
والهند جزء من المجموعة "الرباعية" إلى جانب الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، والتي تعتبر حصناً أمام الصين التي يزداد نفوذها.
وتتميز العلاقات بين بريطانيا والهند، جوهرة الإمبراطورية البريطانية السابقة، بإرث الاستعمار.
وتؤكد حكومة ناريندرا مودي القومية الهندوسية بانتظام على النضال من أجل الاستقلال، وهو عنصر أساسي للهوية الوطنية للهند. كما أقامت تماثيل ضخمة لتمجيد القادة الانفصاليين الرئيسين، وشيدت متحفاً مخصصاً لأحدهم في القلعة الحمراء في دلهي.
واعتبر مودي أن تصادف زيارة جونسون للهند في الذكرى الـ75 لاستقلالها، "تاريخي". وقال رئيس الوزراء الهندي، "ناقشنا العديد من التطورات الإقليمية والدولية وأصررنا على نظام حر ومنفتح وشمولي يقوم على قواعد في منطقة الهند - المحيط الهادي".
التعاون العسكري
ولم تتوافر على الفور تفاصيل عن الشراكة الأمنية بين البلدين، لكن جونسون قال إنهما اتفقا أيضاً على العمل معاً بشأن عقود دفاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني أنه من أجل "التعامل مع التهديدات البرية والبحرية والجوية والفضائية والسيبرانية لا سيما من خلال توحيد الجهود في مجال تكنولوجيا الطائرات المقاتلة الجديدة والتكنولوجيا البحرية للكشف عن التهديدات في البحار ومواجهتها".
وتسعى نيودلهي منذ فترة لتعزيز قدرتها الإنتاجية العسكرية الوطنية للحد من اعتمادها على الخارج، ولا سيما موسكو، والمساهمة في مبادرة "صنع في الهند" التي يريدها مودي.
ويجري البلدان أيضاً محادثات بشأن اتفاق تجاري بعد "بريكست"، رهن برغبة الحكومة الهندية في منح المزيد من التأشيرات للهنود للعمل أو الدراسة في المملكة المتحدة.
وشدد جونسون على أن البلدين على طريق وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق للتبادل الحر متوقع بحلول أكتوبر (تشرين الأول). وقال، "يمكن أن يسهم ذلك في مضاعفة تبادلاتنا واستثماراتنا بنهاية العقد".
"نجم هندي"
وأعرب جونسون عن امتنانه للشعب الهندي على "الاستقبال الرائع"، الذي قال مازحاً إنه جعله يشعر وكأنه نجم هندي، في إشارة إلى صورته المنشورة في شوارع العاصمة.
وبدأ رئيس الوزراء البريطاني زيارته للهند الخميس، في ولاية غوجارات الغربية، مسقط رأس مودي، حيث قام بزيارة ثقافية إلى مدينة أحمد آباد التاريخية التي يتحدر منها نصف الهنود البريطانيين الذين يعيشون في بريطانيا.
وأعلن فيها عن استثمارات جديدة بقيمة مليار جنيه استرليني (1.28 مليار دولار)، قال إنها ستخلق 11000 وظيفة في المملكة المتحدة.
وبدأت جولة جونسون بزيارة إلى أشرام (مجلس) سابارماتي في شمال أحمد آباد، الذي كان في ما مضى مقر المهاتما غاندي، بطل الاستقلال الهندي.
ودُعي جونسون إلى الجلوس للغزل على مغزلة من خشب، وهي آلة كانت أساسية في ما مضى في صناعة النسيج المحلية، وجعل منها غاندي رمزاً لمقاومة الهيمنة الاستعمارية البريطانية في الهند.