الأحد أولى الرحلات الجوية من صنعاء

في خطوة واعدة نحو السلام وعودة الأمن والاستقرار، استبشر اليمنيون بإعلان الخطوط الجوية اليمنية تشغيل أول رحلة تجارية إلى مطار صنعاء الدولي الأحد المقبل بعد توقف دام نحو ست سنوات جراء الانقلاب الحوثي على الحكومة المعترف بها دولياً، وسيطرته على المطار.

وكشف المدير العام للإعلام بالخطوط الجوية اليمنية سلام جباري أن الشركة الوطنية باشرت في مركزها الرئيس بالعاصمة صنعاء وبقية مكاتب نقاط البيع الأخرى إجراءات الحجوزات التجارية الخاصة بالرحلة الأولى والرحلات المقبلة من صنعاء، على أن تكون الأولوية للمرضى، ولكن الحجز متاح للجميع من دون قيود بحسب الأولوية كما هو الحال بباقي نقاط البيع في المحافظات الأخرى.

وفي توضيح إزاء تعامل الشركة في الحجوزات المستخرجة من صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين عقب منع التعامل بها في المنافذ الجوية التابعة للحكومة الشرعية في كل من عدن وسيئون، أكد جباري أن الجوازات الصادرة من صنعاء ستكون مقبولة ولا إشكال في شأنها.

أول رحلة

وأعلنت الخطوط الجوية اليمنية الأربعاء تسيير أول رحلة تجارية إلى مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، إلى العاصمة الأردنية عمّان والعودة ابتداء من يوم الأحد المقبل الموافق الـ 24 من أبريل (نيسان) الحالي، ضمن هدنة أعلنتها الأمم المتحدة مطلع هذا الشهر، وذلك بعيد أيام من استكمال الحكومة اليمنية الإجراءات الداخلية والتنسيق مع الدول المستقبلة وهي الأردن ومصر.

وتعد عمّان والقاهرة وجهتان رئيستان لليمنيين الراغبين في تلقي العلاج، أو اتخاذهما محطة عبور إلى بلدان أخرى.

وكانت ميليشيات الحوثي منعت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وصول الرحلات الإغاثية وإلغاء منح تصريحات الهبوط للطائرات الأممية الإنسانية إلى مطار صنعاء، بزعم تعطل أجهزة الاتصال في المطار المفتوح منذ العام 2016 أمام الرحلات الإنسانية.

جهود السلام

بيان "اليمنية" أشاد باتفاق الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لتخفيف معاناة الشعب اليمني، واعتبرته خطوة نحو الأمن والاستقرار الذي ينشده اليمنيون.

وتوجت الجهود الأممية على مدى الشهور الماضية بهدنة إنسانية لمدة شهرين تبدأ من الثاني من أبريل (نيسان) وحتى الثاني من يونيو (حزيران) 2022، بين الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي، وتضمنت خفض تصعيد العنف ومعالجة الحاجات الإنسانية والاقتصادية.

وإضافة إلى رحلتين أسبوعيتين لمصر والأردن، تتضمن الهدنة الأممية التي رحبت بها الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي الداعم لها إيقاف العمليات العسكرية والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وفتح عدد من المنافذ في بعض المناطق بما فيها تعز.

ودخلت الهدنة الإنسانية في الثاني من الشهر الحالي، إذ تضمنت تشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعياً إلى صنعاء ومنها خلال شهري الهدنة إلى الأردن ومصر.

استبشار شعبي

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الاستبشار بعودة حركة الملاحة لمطار صنعاء، كبرى المدن اليمنية، مطالبين بضرورة فتح باقي الطرق والمنافذ المغلقة لتسهيل رحلات التنقل البري بين المحافظات والمدن وتحييد المدنيين عن أخطار التنقل وإطلاق كل الأسرى من دون استثناء.

تهنئة

وعقب إعلان استئناف النشاط الجوي بين صنعاء والعالم، رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أمس الأربعاء بالإعلان عن أول رحلة تجارية من مطار صنعاء منذ ست سنوات.

وفي بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي، أعرب غروندبرغ عن امتنانه للدعم القيم الذي تقدمه المملكة الأردنية الهاشمية والتعاون البناء للحكومة اليمنية، وهنأ جميع اليمنيين بهذه الخطوة التي طال انتظارها واشتدت الحاجة إليها.

من عدن... أولويات المرحلة

وفي عدن التي تشهد حراكاً سياسياً غير مسبوق عقب عودة المجلس الرئاسي اليمني إليها قبيل أيام، عقد المجلس أول اجتماع له في العاصمة المؤقتة برئاسة رئيس المجلس رشاد العليمي وحضور أعضاء المجلس عيدروس الزبيدي وسلطان العرادة وطارق صالح وعبدالرحمن المحرمي وعبدالله العليمي وعثمان مجلي وفرج البحسني.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن الاجتماع ناقش أولويات المرحلة المقبلة وترجمة التعهدات التي أطلقها رئيس مجلس القيادة الرئاسي في كلمته الأولى التي ألقاها عقب أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، سواء ما يتعلق بالمسار الاقتصادي والخدمات العامة أو الجانب العسكري والأمني والسياسي، وأهمية أن تحظى عدن بدعم كامل في مجال التنمية والاستقرار.

وشدد رئيس مجلس القيادة على ضرورة تطبيق برنامج المجلس بشكل عاجل، وبخاصة الجوانب المتعلقة بحياة المواطن اقتصادياً وتنموياً.

ترحيب دولي واسع

ورحبت دول ومنظمات عربية وخليجية بالانطلاقة الجديدة التي تمثلت في مباشرة مجلس القيادة الرئاسي اليمني مهماته، وعد الجميع هذه الخطوة مرحلة تاريخية فارقة في اليمن وبداية حقيقية من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار وإنهاء الأزمة التي طال أمدها.

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني "إن التئام مؤسسات الدولة وكل مكونات الطيف السياسي والوطني في عدن كما لم يحدث من قبل منذ انقلاب ميليشيات الحوثي، يمثل إعلاناً لمرحلة جديدة وحاسمة في تاريخ اليمن".

وفي السابع من أبريل (نيسان) الحالي تشكل مجلس القيادة الرئاسي بقرار من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، ويضم في تشكيلته ثمانية أعضاء بينهم رئيس المجلس رشاد العليمي وعضوية قيادات المكونات السياسية والعسكرية اليمنية الفاعلة في المشهد اليمني خلال السنوات الماضية.

وجاء الإعلان عن تشكيل المجلس في ختام مشاورات للقوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي في غياب الحوثيين الذين رفضوا الحضور.