Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأوكرانيون يرفضون الاستسلام في ماريوبول رغم اقتراب سقوطها

أكثر من خمسة ملايين فروا من البلاد والكرملين يتهم كييف بتغيير نهجها وإبطاء محادثات السلام

انتهت مهلة الإنذار الروسي للقوات الأوكرانية في ماريوبول بالاستسلام أو الموت بعد ظهر الأربعاء، 20 أبريل (نيسان)، من دون أي استسلام جماعي، لكن قائداً لإحدى الوحدات التي يُعتقد أنها صامدة في المدينة المحاصرة قال إن قواته يمكنها البقاء لأيام أو ساعات فقط.

ويحاول آلاف الجنود الروس بدعم من القصف المدفعي والصاروخي التقدم في أماكن أخرى في ما يسميه المسؤولون الأوكرانيون معركة دونباس، وهي محاولة من موسكو للاستيلاء على منطقتين في الشرق لحساب الانفصاليين.

وبعد نحو شهرين من الحصار، يبدو أن ميناء ماريوبول الاستراتيجي الأوكراني الأربعاء على وشك السقوط بأيدي الروس الذين يكثفون هجومهم على شرق وجنوب البلاد.

وفي هذه الأجواء، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي وصل إلى كييف صباح الأربعاء لإبداء الدعم الأوروبي، أن "التاريخ لن ينسى جرائم الحرب المرتكبة في أوكرانيا"، التي يزورها بعد 12 يوماً على زيارة قام بها مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وقال ميشال إن الاتحاد الأوروبي سيفعل "كل ما في وسعه" لمساعدة أوكرانيا على "الانتصار في الحرب"، علماً أن زيارته جاءت بينما تلقت أوكرانيا طائرات مقاتلة لمساعدتها في مواجهة الهجوم الروسي في شرق البلاد حيث وجّه آخر المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في ماريوبول نداءً يائساً إلى المجتمع الدولي لإنقاذهم.

وأكد ميشال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لن ينجح في تدمير سيادة أوكرانيا ولا في تقسيم الاتحاد الأوروبي"، مرحّباً بقدرة الدول الـ27 على "اتخاذ القرارات معاً، بالإجماع" بشأن العقوبات ضد روسيا. وتابع، "الهدف الرئيسي هو ضمان أن تكون العقوبات موجعة لنظام" بوتين متعهداً استهداف صادرات النفط والغاز الروسية قريباً.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال من جهته في مؤتمر صحافي مع ميشال، إن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي "أولوية لبلدنا وقوة شعبنا".

روسيا تختبر صاروخاً باليستياً

في الأثناء، قالت روسيا الأربعاء إنها أجرت اختباراً لصاروخ "سارمات" الباليستي الجديد العابر للقارات، وهو سلاح استراتيجي قال الرئيس فلاديمير بوتين إن لا شبيه له في أي مكان آخر وسيجبر كل من يحاولون تهديد روسيا للتفكير أكثر من مرة.

وزارة الدفاع الأميركية أكدت من جهتها أن التجربة التي أجرتها روسيا لا تشكل تهديداً للولايات المتحدة أو حلفائها. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، للصحافيين، إن موسكو "أخطرت بشكل صحيح" واشنطن بهذه التجربة، وذلك بموجب التزاماتها وفقاً للمعاهدة النووية و"لم تكن عملية الإطلاق مفاجئة".

وأضاف أن البنتاغون "لم يعتبر الاختبار تهديداً للولايات المتحدة أو لحلفائها".

"الساعات الأخيرة"

وأكد قائد للعسكريين الأوكرانيين المحاصرين في ماريوبول، المدينة الساحلية الاستراتيجية في جنوب شرقي أوكرانيا، "ربما نعيش أيامنا الأخيرة إن لم تكن ساعاتنا الأخيرة". وكتب سيرغوي فولينا من اللواء 36 في البحرية على "فيسبوك"، أن "عديد العدو أكبر من عددنا بعشر مرات... نناشد كل قادة العالم ونرجوهم مساعدتنا. نطلب منهم استخدام إجراءات الانتشال ونقلنا إلى أراضي دولة ثالثة".

وأوضحت وزارة الدفاع الأوكرانية صباح الأربعاء، أن الجيش الروسي "يركز الجزء الأكبر من جهوده على الاستيلاء على مدينة ماريوبول ومواصلة محاولاته الهجومية بالقرب من مصنع آزوفستال للصلب".

ولم تعلق روسيا مباشرة على التطورات. لكن الانفصاليين الموالين لموسكو في منطقة دونيتسك، حيث تقع ماريوبول، ذكروا أن خمسة جنود أوكرانيين يدافعون عن مصنع الصلب ألقوا أسلحتهم وأنه تم إجلاء 140 مدنياً.

وكانت روسيا أعلنت أنها فتحت ممراً يفترض أن يسمح للقوات الأوكرانية التي تقرر الاستسلام بمغادرة ماريوبول.

إجلاء المدنيين

وتخشى السلطات الأوكرانية أن يكون بين 20 و22 ألف مدني قد قتلوا في ماريوبول. وقال مجلس بلدية المدينة على تطبيق "تلغرام" الثلاثاء، إن المقاتلين الأوكرانيين متحصنون في الموقع لكن هناك "ألف مدني على الأقل معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، في ملاجئ تحت الأرض" في المجمع الصناعي.

وأعلنت كييف أنها توصّلت إلى اتفاق مع روسيا حول ممرّ إنساني لإجلاء مدنيين من مرفأ ماريوبول. وقالت إيرينا فيريشتشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، في رسالة عبر "تلغرام"، "توصّلنا إلى اتفاق مبدئي حول ممرّ إنساني للنساء والأطفال والكبار في السنّ". ويتمّ إجلاء المدنيين عبر هذا الممرّ إلى مدينة زابوريجيا الواقعة إلى الجنوب. وصرّحت فيريشتشوك، "نظراً للوضع الكارثي في ماريوبول، نركّز الجهود على هذه الوجهة اليوم".

ودعي السكان إلى التجمع في الساعة 14:00 (11:00 بتوقيت غرينتش) لنقلهم إلى زابوريجيا. والرحلة التي تمتد 200 كيلومتر تستغرق أحياناً أياماً مع عبور أكثر من عشرة نقاط تفتيش.

وكان الجيش الروسي قد أعلن مساء الثلاثاء، أن "أحداً" لم يسلك الممر الإنساني الذي فُتح للسماح للقوات الأوكرانية التي تقرر الاستسلام بمغادرة ماريوبول. ودعت موسكو الثلاثاء، المدافعين عن المدينة إلى وقف مقاومتهم بعد إنذار أول وجهته لهم الأحد.

كما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الثلاثاء، مجدداً إلى إجلاء المدنيين الذين ما زالوا في ماريوبول. وقال في تسجيل فيديو على صفحته على "فيسبوك"، إن "الوضع في ماريوبول على حاله، حرج إلى أقصى الدرجات"، متهماً الجيش الروسي "بعرقلة الجهود الهادفة إلى تنظيم ممرات إنسانية وإنقاذ شعبنا".

جمود محادثات السلام

وفشل الهجوم الروسي المستمر منذ ما يقرب من ثمانية أسابيع في السيطرة على أي مدينة كبيرة في أوكرانيا. واضطرت موسكو للانسحاب من شمال أوكرانيا بعدما تصدت القوات الأوكرانية لهجوم شنته على كييف الشهر الماضي، لكنها أعادت حشد القوات من أجل هجوم على الشرق بدأ هذا الأسبوع. وستسمح السيطرة على ماريوبول لروسيا بربط شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، بالجمهوريتين الانفصاليتين المواليتين لها في دونباس.

وأصيبت محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا بالجمود. واتهم الكرملين كييف بتعطيل وتأجيل المحادثات وتغيير مواقفها، بينما اتهمت كييف موسكو بعرقلة المحادثات من خلال رفضها وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لتخفيف وطأة الأوضاع في ماريوبول المحاصرة.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الأربعاء، إن وتيرة المحادثات لم تعد جيدة بما يكفي وإن الكرة في ملعب كييف بعد أن سلمت روسيا وثيقة للجانب الأوكراني. وأضاف أن موسكو تنتظر رداً.

وكان كبير المفاوضين الأوكرانيين قال الثلاثاء إن من الصعب التنبؤ بموعد استئناف محادثات السلام.

هذا وطلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من كل من الرئيسين الروسي والأوكراني بشكل منفصل استقباله لمناقشة سبل وقف الحرب وإحلال السلام، وفق ما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.

روسيا تسعى لتعزيز السرية بشأن قتلى الحرب

وفيما تشهد أوكرانيا دماراً وخسائر كبيرة، اقترحت وزارة الدفاع الروسية أن يتقدم أقارب الجنود الذين قُتلوا في أوكرانيا بطلب إلى السلطات العسكرية بدلاً من السلطات المدنية للحصول على تعويضات، مما يفرض مستوى إضافياً من السرية حول خسائر الحرب.

وتصنف روسيا بالفعل أعداد القتلى العسكريين على أنها من أسرار الدولة حتى في أوقات السلم، ولم تقم بتحديث أرقام الخسائر الرسمية في أوكرانيا منذ حوالى أربعة أسابيع.

وطلبت وزارة الدفاع في اقتراحها ألا يشرف المسؤولون المدنيون على التعويضات المدفوعة لعائلات الجنود القتلى، وبدلاً من ذلك تتعامل معها مكاتب التجنيد. وأضافت أن هذه الخطوة تهدف إلى "تضييق دائرة الناس" الذين لديهم معلومات عن القتلى في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا.

كانت الوزارة أعلنت في 25 مارس (آذار) مقتل 1351 جندياً روسياً وإصابة 3825 منذ أن شنت موسكو ما تطلق عليه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. ولم تقدم الوزارة أي تحديث عن الخسائر العسكرية منذ ذلك الحين، لكن الكرملين تحدث عن "خسائر كبيرة". وقالت أوكرانيا والحكومات الغربية إنها تعتقد أن الخسائر الروسية أكبر من ذلك بكثير.

تغير موقف الغرب

وبهجومها على شرق أوكرانيا، أكدت روسيا بدء "مرحلة جديدة" من الحرب التي شنتها في فبراير (شباط)، إذ قرر حلفاء أوكرانيا الغربيون الرد عبر المضي قدماً في دعمهم العسكري لكييف من خلال تزويدها بسلاح هجومي.

وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع الأربعاء، إن الجيش الأميركي بدأ في تدريب عدد صغير من أفراد القوات الأوكرانية على استخدام مدافع الهاوتزر، مضيفاً أن التدريب يجري خارج أوكرانيا وسوف يستغرق نحو أسبوع.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، لصحافيين الأربعاء، إن أوكرانيا تسلّمت قطع غيار لسلاحها الجوي وليس مقاتلات كاملة كما كان قد أعلن خطأ الثلاثاء. وأوضح كيربي، "لقد ظننت أن العرض الذي قدّمته دولة أخرى في المنطقة لتزويد أوكرانيا طائرات كاملة... وُضع حيزّ التنفيذ، لكن الحال ليست كذلك". وأضاف، "آسف لهذا الخطأ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان كيربي قال إن الأوكرانيين "لديهم اليوم عدد من الطائرات المقاتلة بتصرفهم أكبر مما كان قبل أسبوعين". وأضاف الثلاثاء، "من دون الخوض في التفاصيل بشأن ما تقدمه دول أخرى يمكنني القول، إنهم تلقوا طائرات وقطع غيار إضافية لزيادة أسطولهم"، ملمحاً إلى أن الأمر يتعلق بطائرات روسية الصنع.

وطلبت كييف من شركائها الغربيين طائرات "ميغ 29" تدرب عسكريوها على قيادتها، ويملكها عدد قليل من دول أوروبا الشرقية.

وبعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن إرسال شحنة قطع مدفعية "هويتزر"، الأسبوع الماضي، تعكس الخطوة الأخيرة تغييراً في موقف الغرب الذي رفض لأكثر من شهر تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة، لتجنب أي تصعيد للصراع.

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت بدورها الأربعاء، إن برلين لا تفصح عن كل الأسلحة التي ترسلها إلى أوكرانيا، مضيفةً أن بلادها ستساعد كييف على الاحتفاظ بأنظمة أسلحة أكثر تطوراً قد تشتريها وتدرب الجنود على استعمالها.

وذكرت في مؤتمر صحافي في ريجا مع نظيرها وزير خارجية لاتفيا، "سلمنا صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ ستينغر وأسلحة أخرى لم نتحدث عنها مطلقاً علناً ليتسنى لتلك الشحنات أن تتم سريعاً".

ولدى سؤالها عما إذا كانت ألمانيا سترسل أنظمة مدفعية من طراز "بانزرهاوبيتز 2000"، التي يقول بعض الخبراء إن أوكرانيا تحتاجها لشن هجمات مضادة على القوات الروسية في منطقة دونباس، قالت الوزيرة إن بلادها ستدرب جنوداً أوكرانيين على استخدام وصيانة أنظمة أكثر تطوراً قد تحصل عليها من دول حليفة أخرى أو تشتريها.

وخلال اجتماع عبر الفيديو، قررت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا وإيطاليا وكندا ورومانيا واليابان، "تعزيز الضغط على الكرملين، خصوصاً عبر تبني عقوبات جديدة".

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية الأربعاء فرض عقوبات على بنك تجاري روسي وأحد المقربين من السلطة في موسكو وعشرات الأشخاص. وطبقاً لموقع الوزارة الإلكتروني، شملت العقوبات وحدات مقرها روسيا لشركة "بتريفر" لتعدين العملات الرقمية.

في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، إن القيود "غير القانونية" التي فرضتها الدول الغربية على الشركات الروسية تتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية، وطلب من حكومته تحديث استراتيجية روسيا في المنظمة. ويتعرض اقتصاد روسيا لأضرار شديدة من العقوبات الغربية.

"مرحلة جديدة"

واعترف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، ببدء "مرحلة جديدة من العملية العسكرية الروسية".

من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إنه يتابع تنفيذ "خطة تحرير (...) جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا (شرق أوكرانيا)، التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.  

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الروسية أطلقت "صواريخ عالية الدقة" وقامت بتحييد 13 موقعاً محصناً للجيش الأوكراني، داعية الأوكرانيين إلى الاستسلام. وأضافت، في بيان، "لا تعاندوا القدر واتخذوا القرار الصحيح الوحيد بوقف العمليات العسكرية وإلقاء السلاح".

وذكر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية، أن روسيا عززت وجودها العسكري في شرق أوكرانيا وجنوبها، حيث نشرت ما مجموعه 76 كتيبة في البلاد.

وفي نيويورك، دان هذا الهجوم الروسي الجديد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي طلب من الجانبين وقف المعارك في "وقفة إنسانية" لمدة أربعة أيام لمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي.

ضربات واحتجاج

ميدانياً، تحدثت روسيا عن عشرات الضربات الصاروخية الأخرى في جنوب أوكرانيا، خط الجبهة الآخر.

وقالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن القتال في دونباس يحتدم مع محاولة القوات الروسية اختراق الدفاعات الأوكرانية، وإن روسيا لا تزال تحشد المزيد من القوات عند الحدود الشرقية لأوكرانيا.

وقال أولكسي أرستوفيتش، المستشار الرئاسي الأوكراني، الأربعاء، إن القوات الأوكرانية أوقفت تقدم القوات الروسية من مدينة إيزيوم الشمالية الشرقية إلى سلوفيانسك القريبة. وأضاف في كلمة مسجلة بالفيديو، "ركزوا قواتهم هناك ويحاولون التقدم لكنهم لم ينجحوا حتى الآن".

وخلال أيام من شن الهجوم على دونباس، تمكنت القوات الروسية الثلاثاء من السيطرة على كريمينا، وهي بلدة حدودية يقطنها نحو 18 ألف نسمة. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية حاولت شن هجوم قرب خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، والقريبة من خطوط الإمداد الروسية إلى دونباس.

وأكدت هيئة أركان القوات الأوكرانية، ليل الثلاثاء الأربعاء، أنها صدت عشر هجمات روسية ودمرت "12 دبابة" في الساعات الـ24 الماضية في منطقتي لوغانسك ودونيتسك.

وذكرت ناتاليا غومينيوك، المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية، الثلاثاء، أن موسكو التي تحتل مدينة خيرسون "تجمّع قواتها" للتقدم نحو منطقة ميكولايف غرباً، حيث اشتدت عمليات القصف على حد قولها.

وفي هذه المنطقة، تحدثت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية، الثلاثاء، عن قصف مستشفى في باشتانكا، لكن لم يعرف عدد الضحايا.

وفي خيرسون، يواصل السكان تظاهرهم احتجاجاً على الوجود الروسي ومقاطعتهم المنتجات "التي يستوردها المحتلون"، كما أشارت القيادة الجنوبية.

فرار أكثر من 5 ملايين

في غضون ذلك، قال رئيس اللجنة الإنسانية بالبرلمان الأوكراني ميكيتا بوتوراييف، للمشرعين الأوروبيين الأربعاء، إن موسكو رحلت 500 ألف شخص من أوكرانيا إلى روسيا "رغماً عنهم"، ودعا الصليب الأحمر إلى التواصل مع أولئك المفقودين.

ولم يتسنَ لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من الرقم الذي قدمه بوتوراييف والذي لم يقدم تفاصيل أو أدلة تدعم تصريحاته.

وأبلغ بوتوراييف أعضاء البرلمان الأوروبي عبر الفيديو، "للأسف لا توجد فرصة حتى الآن للتواصل مع هؤلاء الأشخاص".

كما فرّ أكثر من خمسة ملايين أوكراني من بلدهم منذ بدء الهجوم الروسي، وفق الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة الأربعاء حول أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما عاد 1.1 مليون أوكراني إلى وطنهم.

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، غادر 5034439 أوكرانياً بلدهم منذ 24 فبراير، بزيادة 53850 عن الحصيلة الصادرة الثلاثاء.وأشارت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إلى أن أكثر من 218 ألف شخص غير أوكراني، معظمهم طلاب وعمال مهاجرون، غادروا أوكرانيا أيضاً إلى البلدان المجاورة، ما يعني أن أكثر من 5.25 مليون شخص في المجموع غادروا البلاد منذ اندلاع الحرب.

وتشكّل النساء مع الأطفال نحو 90 في المئة من الذين فرّوا من أوكرانيا، علماً أن السلطات الأوكرانية لا تسمح بمغادرة الرجال ممن هم في سن القتال، أي ما بين 18 و60 عاماً.

وتقدّر المنظمة الدولية للهجرة عدد النازحين داخل أوكرانيا بنحو 7.1 مليون.

المزيد من دوليات