Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسدال الستار على قضية "فتاة تيك توك" بحكم مخفف في مصر

السجن 3 سنوات لحنين حسام وغرامة تزيد على 10 آلاف دولار بتهمة الاتجار بالبشر

القضاء المصري يحسم قضية "فتاة تيك توك" (أ ف ب)

قضت محكمة مصرية بتخفيف حكم السجن الصادر بحق حنين حسام التي اشتهرت بـ"فتاة تيك توك"، من 10 أعوام إلى ثلاثة بعد إدانتها بتهمة الإتجار بالبشر، كما غرمتها المحكمة 200 ألف جنيه مصري (10827 دولار).

بدأت القضية التي شغلت الرأي العام المصري في أبريل (نيسان) 2020، حين ألقت قوات الأمن القبض على حنين التي كانت طالبة في كلية الآثار بجامعة القاهرة لم تتخطَّ العشرين من العمر، بعد انتشار مقطع فيديو تدعو فيه الفتيات إلى الاشتراك في تطبيق للبث المباشر وتقديم فيديوهات مقابل أموال، واستخدمت عبارة "سريرك مسرحك" التي أثارت كثيراً من النقد على مواقع التواصل الاجتماعي، تبع ذلك إلقاء القبض عليها. وكانت حنين في ذلك الوقت تحظى بنسب متابعة مرتفعة على تطبيق "تيك توك"، إذ وصل عدد متابعيها إلى نحو مليون شخص، بفعل مقاطع الفيديو التي كانت تظهر فيها تغني وترقص.

و في يوليو (تموز) من ذلك العام، دانت المحكمة الاقتصادية حنين حسام، وكذلك مودة الأدهم، إحدى المؤثرات أيضاً في "تيك توك"، بتهمة استغلال الفتيات في أعمال تتعارض مع مبادئ وقيم المجتمع المصري بهدف جني فوائد مادية، وهي التهم التي نفت المتهمتان الضلوع فيها، وأصدرت حكماً بحبسهما لمدة عامين وغرامة 300 ألف جنيه مصري (16100 دولار). لكن محكمة الاستئناف برّأت حنين وألغت حبس مودة في يناير (كانون الثاني) 2021 وأفرج عنهما.

وأمرت نيابة شمال القاهرة، بعد أسابيع من الإفراج، بإحالة مودة الأدهم وحنين حسام بتهمة الإتجار بالبشر، ودانتهما المحكمة التي قضت بسجن مودة الأدهم 6 أعوام، ولم تحضر حنين حسام جلسة النطق بالحكم التي أعلن خلالها حبسها 10 أعوام. وفي وقت لاحق، ظهرت باكية في مقطع فيديو تناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل لحل قضيتها، مؤكدة أنها لم ترتكب جرماً ولم تضرّ أحداً. وبعد ساعات من نشر الفيديو، ألقت قوات الأمن القبض عليها، في يونيو (حزيران) 2021.

تخفيف الحكم

ووفق ما نشرته الصحف المصرية المحلية حينها، فإن قرار الاتهام بالإتجار بالبشر نص على أن "حنين خدعت طفلتين (لم تتجاوزا 18 سنة) وأوهمتهما بتوفير فرصة عمل لهما في تطبيق ’لايكي‘، وأنشأت مجموعة للمحادثات الهاتفية، تلتقي خلالها الفتيات بالشباب بمحادثات مرئية، استغلالاً لفترة العزل المنزلي بسبب جائحة كورونا"، وأوضحت التحقيقات أن "المتهمة استغلت الطفلتين استغلالاً تجارياً بتسهيل انضمامهما إلى التطبيق الإلكتروني واستغلال عدم إدراكهما للحصول على ربح مادي نظير اشتراكهما في التطبيق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعيدت المحاكمة لتؤكد المحكمة إدانتها، الاثنين، مع تخفيف الحكم. وقال حسين البقار، محامي المتهمة حنين حسام إن "موكلته لا تزال لديها فرصة للطعن بالحكم"، مشيراً في تصريحات صحافية إلى أن "المحكمة قضت بسجن مخفف ما يعني احتمالية الإفراج عنها قبل إتمام المدة"، وتوقع أن "تخرج من السجن في يونيو أو يوليو"، واعتبر الحكم بمثابة براءة، بخاصة أن حنين قضت 21 شهراً من العقوبة في الحبس الاحتياطي على ذمة القضية، فتُخصم تلك المدة من فترة الحبس التي تقرّها المحكمة. وأضاف البقار أن "حنين وأسرتها راضون عن الحكم بتخفيف العقوبة، ويأملون في عودتها للدراسة قريباً بعد الخروج من السجن".

وكانت جامعة القاهرة التي تدرس بها حنين حسام في كلية الآثار أحالتها للتحقيق في سلوكيات "تتنافى مع الآداب العامة والقيم والتقاليد الجامعية"، عقب القبض عليها في أبريل 2020 وفي يونيو.

نقلت صحف محلية عن المتحدث باسم الجامعة محمود علم الدين قوله إنه "تقرر وقف قيد الطالبة حنين حسام، حتى وصول الحكم النهائي إلى الجامعة سواء بالإدانة أو البراءة"، موضحاً أن "قانون تنظيم الجامعات يمنع قيد الطالب حال إدانته في حكم أو قضية مخلّة بالشرف".

رأفة المحكمة

وبكت حنين في جلسة النطق بالحكم وخاطبت القضاة من داخل قفص الاتهام، وأخذت تردد عبارة "أنا مظلومة". ومن جانبه، قال رئيس محكمة الجنايات المستشار محمد أحمد الجندي قبل النطق بالحكم للمتهمة "المحكمة أخذتك بقسط من الرأفة، نظراً إلى حداثة سنك، درس لك، وردع لمَن يرغب أن يقتاد بك لمثل هذا العمل المشين، ورسالة لكل أب وأم كلٌ يراعي أبناءه، كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".

ومنذ بدء القضية، أثارت جدلاً واسعاً في الرأي العام المصري، واعتبرها نشطاء في مجال حقوق الإنسان تضييقاً على حرية التعبير وانتهاكاً للخصوصية، إذ كتبت مي السعدني، مديرة معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط على حسابها على موقع "تويتر"، "هذا يعني أن نظام العدالة يجرم ما يفعله المؤثرون على مستوى العالم كل يوم عندما يدعون آخرين للعمل معهم واستثمار نشاط تيك توك". وأضافت "هناك حالات حقيقية وخطيرة للإتجار بالبشر يجب مقاضاتها، لا تعتبر حالات تيك توك بينها".

وخلال عام 2020، أُلقي القبض على 10 نساء من المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، بتهمة الاعتداء على القيم والمبادئ الأسرية، بينهن سيدة وابنتها حكم عليهما بالسجن 5 أعوام، وهو الحكم الذي دانته مؤسسة حرية الفكر والتعبير في مصر (مؤسسة حقوقية) ودعت لوقف الملاحقات القانونية للنساء بسبب ما ينشرنه على الإنترنت.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات