Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مغازلات سياسية بين "حماس" والنظام السوري... هل عادت العلاقات؟

تنصلت الحركة من الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين وأظهرت تقارباً مع إيران و"حزب الله"

قادة الفصائل الفلسطينية يشاركون إلى جانب قادة حركة "حماس" في حفل الانطلاقة 31 وسط مدينة غزة (أحمد حسب الله)

تتزايد المؤشرات باستمرار بشأن إمكان عودة العلاقات السياسية بين حركة "حماس" والنظام السوري، خصوصاً بعدما أصبح الغزل السياسي متبادلاً بين الطرفين، وتطوّر الخطاب الكلامي بشكلٍ إيجابي لقيادة "حماس" تجاه الحكومة السوريّة، وتغيّير موقفها من الثورة التي دعمتها في بداياتها.

معطيات التقارب

العديد من المعطيات تُظهر تقارباً مهماً بين الطرفين، من بينها أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية وصف الثورة السورية بأنّها تجاوزت الفتنة إلى تصفية حسابات دولية وإقليمية، وكذلك نفي عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار قطع العلاقات مع النظام السوريّ، وتمنى أنّ يقوى النظام هناك.

وتذهب المعطيات أبعد من ذلك. إذ تنصّلت "حماس" بشكل واضح من جماعة الإخوان المسلمين في العام 2017، عندما جدّدت وثيقتها السياسية. ومن جهة أخرى، عزّزت العلاقات مع إيران، وبات التقارب يأخذ شكلاً إيجابياً، وقد دافع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أكثر من مرّة عن "حماس".

وكانت الأجواء السياسية توترت بين "حماس" والنظام السوري، نتيجة تأييد الأولى الثورة في سوريا. فرفع خالد مشعل، أثناء توليه منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، علم الثورة السورية في قطاع غزّة في العام 2012، فضلاً عن إغلاق "حماس" مكاتبها السياسية الرئيسة داخل الأراضي السورية، وكذلك أيّدت الحركة في وقتٍ سابق الثورة وطالبت الرئيس السوري بشار الأسد بضرورة الاستماع إلى صوت الناس في الشارع.

تقارب مع سوريا

إلا أنّ "حماس" تراجعت عن ذلك، من خلال قولها إنّها تريد أنّ تنأى بنفسها عن التجاذبات السياسية الإقليمية وأنّها تريد أنّ تبقى على الحياد، ولا تتدخل في شؤون الدول، وهو ما ينافي ميثاق الحركة الجديد، الذي أعلنت عنه في العام 2017 وجاء فيه أنّها تريد الانفتاح على دول العالم، من أجل تطوير الحركة.

يقول عضو المكتب السياسي لـ "حماس" محمود الزهار لـ "اندبندنت عربية" إنه "يجب أن تتطور العلاقة بين حماس وسوريا ولبنان بشكلٍ جيد، وأن يكون بينهم تعاون في المجالات كافة. في الواقع، لم نصل إلى هذه المرحلة، لكن هذه القضية مطروحة ولا جدل حولها، ولا بد من تحسين العلاقات مع هذه الدول".

ويوضح الزهار أنّ المشكلة في المحاور العربية واختلافاتها السياسية التي تؤثر كثيراً في "حماس"، فإذا ذهبت الحركة إلى دولة ما، ولها علاقات سلبية مع دولةٍ أخرى، ستصبح "حماس" عدوة الدول الأخرى، وهو ما يجعل الطريق أمام الحركة صعبة خلال سعيها إلى بناء علاقاتها مع الدول العربية.

دمشق متأثرة

وبيّن الزهار أنّ دمشق متأثرة بالموقف الذي اتخذته "حماس" بعد قيام الثورة فيها واختلال الأمن هناك، موضحاً أنّ كلّ دولة تقيس المواقف بناءً على تأييد النظام أو معارضته. واستدرك بالقول "من الحكمة أن تكون لحماس علاقات مع سوريا، خصوصاً أن وجود إسرائيل يجعل هناك قاسماً مشتركاً بيننا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت إلى أنّه من مصلحة الدول التي تحتل إسرائيل جزءاً من أراضيها أن تكون لها علاقة جيدة مع "حماس"، وأن تكون هناك إعادة ترتيب لهذه العلاقات، لتصبح بين كلّ الأطراف قواسم مشتركة وتنسيق على كلّ المستويات.

وفي معرض ردّ الزهار على سؤال إذا كان هناك اتصال مباشر بين الأسد وقيادة "حماس"، تهرّب من الإجابة بأنّ "حماس" توزّع مهامها بين داخل فلسطين وخارجها، وأنّ لكل منهما مهمة في العمل وبناء العلاقات، لكنّه أوضح أنّ هناك تغييراً في الجغرافيا السياسية يعزّز التقارب بين "حماس" وسوريا، بما في ذلك فشل مَن كان يراهن على فشل النظام السوري، ومَن كان يراهن أن تكون سوريا موالية لإسرائيل، ومَن كان يراهن على تقليص دور المقاومة في سوريا.

تقاربات

إلى جانب ذلك، فإنّ ثمّة مؤشرات أخرى توحي بتحسن العلاقة بين الطرفين، من بينها تقارب "حماس" مع ما يسمى محور المقاومة، (يضم إيران وحزب الله والجهاد الإسلامي)، وهناك مصالح كبيرة بين إيران وسوريا، وكذلك وجود عناصر من "حزب الله" داخل الأراضي السورية، وكلّها ظروف تفرض على "حماس" التقارب مع نظام الأسد.

يقول الأكاديمي والمحلّل السياسي ناجي الظاظا إنّ "حماس" حاجة إلى العمق العربي وسوريا تعدّ حاضنة أساسية للمقاومة، وقدّمت الأرض السورية الكثير لـ "حماس" من أرض واحتضان وتدريب لعناصرها، ولم يعكر صفو العلاقة بين الطرفين سوى ما حدث من ثورة سورية، وانحياز حماس إليها.

وبيّن الظاظا أنّه إذا ما ترتب الوضع في سوريا، فإنّ العلاقة مع "حماس" ستعود من جديد، وذلك نتيجة تقارب سوريا مع محور المقاومة وهو ما تبحث عنه الحركة، لتوفّر لنفسها الدعم السياسي والعسكري لمقارعة إسرائيل.

وأظهر أنّه من المبكر الحديث عن إعادة العلاقة بين الطرفين، لأنّ الأرضية السياسية غير جاهزة، وهناك العديد من العوامل التي تؤدي دوراً مهماً في حدوث هذا التقارب، من بينها أنّ سوريا إذا تقاربت مع روسيا، فإنّها تبعد عن محور إيران وبالتالي يصبح احتضانها "حماس" صعباً، لكن إذا تقربت سوريا من إيران و"حزب الله"، يمكنها احتضان "حماس" بسهولة.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط