هل يمكن لأحدٍ تصوّر أنه يدير شركة تخسر ألفي جنيه استرليني (2,600 دولاراً أميركي) في الدقيقة؟ هذا هو العبء الذي تكبّده يوهان لندغرين الرئيس التنفيذي لشركة طيران "إيزي جيت easyJet" (شركة طيران بريطانية تقدّم خدمة نقل الركاب إلى نحو 100 وجهة بكلفة منخفضة) على مدى نحو 6 أشهر، في الفترة الممتدّة من أكتوبر (تشرين الأول) العام 2021، إلى مارس (آذار) من السنة 2022.
"كيف تصبح مليونيراً؟ ابدأ كملياردير ثم أطلق شركة طيران"، تبدو اليوم هذه المزحة القديمة التي تُطلق على قطاع الطيران أكثر دقة من أيّ وقتٍ مضى. لكن، وبعد ساعاتٍ قليلة من كشف البيانات تجارية لـ "إيزي جيت" عن حجم الخسارة التي تكبّدها هذا الناقل الجوّي، كان مزاج رئيس أكبر شركة طيرانٍ اقتصادي في بريطانيا ("إيزي جيت") إيجابياً للغاية.
ويقول لندغرين في هذا الإطار "ما زلنا واثقين من خططنا التي ستجعلنا نقترب هذا الصيف من مستويات الطيران التي كنّا قد حقّقناها في العام 2019، ومن أننا سنخرج فائزين في مرحلة التعافي من جائحة كوفيد".
يستحق يوهان لندغرين أن يأخذ استراحة لالتقاط أنفاسه، فعندما تولّى رئاسة شركة "إيزي جيت" في العام 2017، كان عليه أن يتعامل مع الفوضى التي خلفها البريكست (الخروج البريطاني من كتلة الاتّحاد الأوروبي) الذي كانت (عواقبه) قاسية جداً تحديداً على شركة طيران بريطانية حقّقت نجاحاً هائلاً في القارة الأوروبية.
في عام 2020، كان الطيران في مقدّم القطاعات التي تضرّرت من آثار وباء "كوفيد - 19" في مختلف أنحاء العالم وسيكون من بين آخر القطاعات التي ستتعافى. وفي عزّ الأزمة، فرضت الحكومة البريطانية قواعد غريبة في ما يتعلّق بالسفر، ما حدا بشركة "إيزي جيت" إلى الابتعاد عن المملكة المتّحدة (أغلقت عمليّاتها في مطارات "لندن ستانستيد"، و"لندن ساوث أند"، و"نيوكاسل") – بحيث وصلت في مرحلة ما إلى العمل بـ30 في المئة فقط من قدراتها. إلا أن "إيزي جيت" تعافت الآن وعادت إلى مستوى 50 في المئة. لكن قيود السفر غير المتّسقة في ما يتعلّق بـ "كوفيد"، حوّلت مشكلة الناقل الجوّي من الطلب إلى العرض، وتحديداً في ما يتعلق بالموظفين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ففي اليوم الذي كان فيه الرئيس التنفيذي لشركة "إيزي جيت" يقدّم إحاطة إعلامية لوسائل الإعلام والأسواق، تبيّن أن نحو 5 آلاف، تعول عليهم شركة الطيران، لم يتمكّنوا من السفر من مطار غاتويك البريطاني وإليه، كما كان متوقّعا (إذ تم إغلاق مبنى الركاب الجنوبي منذ يونيو 2020 نتيجة ضعف الطلب). أحب ذلك "إيزي جيت" التي تعاني من نقص في الموارد، على إلغاء 32 رحلة، وهو العدد المعتاد الآن لرحلاتها (في ظل أزمة كورونا)، من قاعدتها الرئيسية وإليها، فيما تضرّرت الرحلات المغادرة إلى الجزر الإيطالية واليونانية بشدّة.(أما شركة الخطوط البريطانية British Airways فتواجه من جانبها وضعاً أسوأ، انطلاقاً من مركزها في مطار هيثرو اللندني، بحيث أوقفت نحو 50 رحلة مغادرة ووصول [إقلاع وهبوط]).
وفيما تقول شركة "إيزي جيت" إن ما يحصل الآن هو إلغاء رحلةٍ واحدة فقط من كلّ 20 رحلة، إلا أن احتمالات الإلغاء هذه لرحلات العطلات الثمينةً والمهمّةً للغاية لا ترضي العائلات (في بريطانيا). فالمسافرون والمساهمون على حدّ سواء، يقدّرون الدقّة والموثوقية في هذا الإطار. من هذا المنطلق، نأمل أن يكون لإيمان يوهان لندغرين بعودةٍ سريعة لشركته إلى الحياة الطبيعية، ما يبرّره.
© The Independent