قالت مذيعة بارزة في التلفزيون الروسي الحكومي بعد يوم من تعرض موسكو لهزيمة رمزية إثر غرق سفينة القيادة في أسطول البحر الأسود "موسكفا": "يمكن للمرء أن يقول بكل تأكيد إن الوتيرة تصاعدت وأصبحت حرباً عالميةً ثالثة. وذلك يقين مطلق لا شك فيه".
في خطبة لاذعة مريرة تهدف على ما يبدو إلى العثور على حجة لتبرير التقدم البطيء لروسيا في أوكرانيا، ناشدت نجمة روسيا الأولى ومناصرة الأسرة أولغا سكابييفا مشاهديها وطلبت منهم "الإقرار" بأن البلاد الآن "تقاتل ضد البنية التحتية لحلف شمال الأطلسي، إن لم تكن تقاتل حلف شمال الأطلسي نفسه".
وأضافت: "الكثير يتساءل: ألا يمكن أن يحدث ذلك بوتيرة أسرع؟ الجميع يريدون أن يحدث ذلك بصورة أسرع. والجميع يريد نصراً حاسماً، والجميع يرغب في تحقيق جميع الأهداف المحددة. وإلا، وإجمالاً، يستحيل قبول العملية الخاصة التي بدأناها والمسماة عملية روسيا الخاصة في أوكرانيا".
وتعد خسارة موسكفا - التي زعمت أوكرانيا أنها أصابتها بصواريخ من نوع نبتون - بمثابة ضربة جديدة لهجوم الكرملين في وقت يستعد لشن هجوم جديد في منطقة دونباس الشرقية، والتي توصف بأنها اللحظة [المرحلة] الحاسمة لمآل الصراع.
لكن تخمين أولغا سكابييفا الفظيع بشأن التدخل الغربي الذي يحرض على نشوب صراع دولي كبير يعكس سلسلة من التنبؤات السوداوية السابقة للحرب العالمية، التي تتراوح من دعاية مستلة من الحرب الباردة إلى إيلون ماسك الذي استشهد بالذكاء الاصطناعي باعتباره نذيراً لقتال قادم على صعيد عالمي.
وفيما يلي جدول زمني مختصر للحروب العالمية التي لم تقع.
في القرن السادس عشر: أنصار نوستراداموس زعموا أن حرباً عالمية ثالثة ستقع "في غضون السنوات المقبلة".
نعم، بالتأكيد، فإن أقرب تنبؤ مفترض للحرب العالمية الثالثة سبق الحربين الأولى والثانية بمئات السنين حيث يدعي أنصار المنجِّم نوستراداموس، الذي عاش في القرن السادس عشر وكان طبيباً وعرافاً مشهوراً، أن كتابه "النبوءات" – وهو مجموعة تضم 942 رباعية شعرية- ادعى التنبؤ بالأحداث المستقبلية والتنبؤ بأن الحرب العالمية الثالثة يمكن أن تندلع "في غضون السنوات القليلة المقبلة". ويدعي أنصاره أيضاً أن المنجِّم الفرنسي توقع كلاً من الحربين العالميتين في القرن العشرين.
وقال بوبي شايلر، المختص في تبنؤات نوستراداموس، لموقع "ويون نيوز" الإخباري العام الماضي: "يعتقد نوستراداموس أنها ستكون حرباً طويلة الأمد، تمتد من 25 إلى 29 عاماً وتعقبها معارك أقل حدة".
ومع ذلك، قلل الأكاديميون من أهمية كتابات نوستراداموس التي يفترض أن تكون "نبوءات".
في 1950: وجد استطلاع رأي في الولايات المتحدة أن نصف الأميركيين يعتبرون أن الحرب العالمية الثالثة اندلعت
ووسط التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، كشف استطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" في ديسمبر (كانون الأول) 1950 أن ما يزيد على نصف الشعب الأميركي يعتبر الحرب العالمية الثالثة قد اندلعت بالفعل.
وأُجري الاستطلاع المثير للقلق خلال ذروة الحرب الباردة، ما بين حوالى 1848-1953 بعد عام على قيام السوفيات بتفجير أول رأس حربي ذري في عام 1949، الذي أنهى احتكار أميركا للقنبلة الذرية.
وقبل أيام فقط من فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، حذر دونالد ترمب قائلاً: "سينتهي بنا المطاف إلى الحرب العالمية الثالثة بسبب سوريا إذا أصغينا إلى هيلاري كلينتون".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانتقد ترمب اقتراح كلينتون بفرض منطقة حظر جوي لحماية المدنيين المحاصرين، معتبراً أن الاقتراح ينطوي على مخاطرة الدخول في مواجهة مع روسيا "النووية".
"أنت لا تقاتل سوريا بعد الآن، بل تقاتل سوريا وروسيا وإيران، أليس كذلك؟".
وأوضح ترمب قائلاً: "روسيا دولة نووية، لكنها دولة تملك أسلحة نووية فعالة على خلاف الدول الأخرى التي تتحدث [تزعم ذلك] فحسب".
في 2017: زعم إيلون ماسك أن الذكاء الاصطناعي قد يذكي الحرب العالمية المقبلة
عقب تعليقات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، حذر إيلون ماسك من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أكبر تهديد وجودي للبشرية، وقد يتسبب هذه المرة في اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وغرد ماسك عند الساعة 2:33 صباحاً بتوقيت لوس أنجليس في 4 سبتمبر (أيلول) 2017، محتفياً ببداية نهاية محتملة للعالم.
وجاء ذلك بعد بيان من بوتين، قال فيه إن "الذكاء الاصطناعي يمثل المستقبل، ليس فقط بالنسبة لروسيا، ولكن للبشرية جمعاء... وهو زاخر بفرص هائلة، وكذلك بتهديدات يصعب التنبؤ بها. من سيحمل زمام الريادة [يوجه الدفة] في هذا المجال سيحكم العالم".
وقال ماسك: "من المحتمل أن تتنافس الصين، وروسيا، وقريباً جميع البلدان التي تتمتع بعلوم كمبيوتر قوية على التفوق في الذكاء الاصطناعي على المستوى الوطني مما سيفضي إلى الحرب العالمية الثالثة في رأيي. وقد لا يبادر قادة هذه البلدان إلى الحرب، ولكنها قد تنجم عن إحدى أنظمة الذكاء الاصطناعي، إذا تقرر أن الضربة الاستباقية هي السبيل الأرجح احتمالاً لتحقيق النصر".
في 2019: أشار ترمب إلى أن تعامل أوباما مع ملف كوريا الشمالية كان ليفضي إلى "حرب عالمية ثالثة"
نعم، سنتحدث عنه مرة أخرى [إنه ترمب من جديد]. خلال فترة من التوتر المتصاعد بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، تحدث الرئيس دونالد ترمب آنذاك عن علاقته مع زعيمها الأول، وادعى أن باراك أوباما كان سيقود الولايات المتحدة إلى حرب عالمية لو كان لا يزال في منصبه.
وصرح السيد دونالد ترمب خلال قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة في لندن قائلاً: "ربما أكون الرئيس الوحيد في العالم الذي لديه هذا النوع من العلاقة معه (أي مع زعيم كوريا الشمالية). يطلقون عليها اسم مملكة النساك، وأعلم الكثير عن مملكة النساك. لكن تربطني علاقة جيدة جداً به. لو كنت قد استمعت إلى الرئيس أوباما، لكنا الآن نخوض الحرب العالمية الثالثة الآن".
وفي كلمة ألقاها في اجتماع مع الأمين العام للحلف العسكري [الناتو]، ينس ستولتنبرغ، سئل ترمب عن التجارب الصاروخية الأخيرة التي أجرتها الدولة الواقعة في شرق آسيا وأعادت إحياء اللقب القديم لكيم جونغ أون.
قال: "أثق به. أنا معجب به وهو كذلك معجب بي وتجمعنا علاقة جيدة. سنرى ما سيحدث. وبالتأكيد هو يحب إطلاق الصواريخ، أليس كذلك؟ وذلك السبب الذي جعلني أطلق عليه اسمه رجل الصواريخ. لكن تجمعناعلاقة جيدة للغاية وسنرى ما سيحدث. قد ينجح الأمر، وقد يفشل، لكن في الأثناء مر وقت طويل".
في 2022: أعلن رئيس الوزراء الأوكراني السابق أن الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
بعد نحو ثلاثة أسابيع من غزو روسيا لجارتها، قال رئيس الوزراء الأوكراني السابق لصحيفة "اندبندنت" إن حرباً عالمية ثالثة "بدأت بالفعل" ويجب على الدول فرض عقوبات كاملة على روسيا وفرض منطقة حظر جوي.
وفي حديثه من مسقط رأسه فينيتسا، وسط أوكرانيا، ادعى فولوديمير غرويسمان أيضاً أن بلاده كانت "الحصن الوحيد" لأوروبا ضد تقدم روسيا في الغرب.
وقال غرويسمان: "لقد بدأ بوتين ذلك بالفعل، والآن لا يقف في طريقه سوى أوكرانيا [التي تمنعه من] مواصلة السير من الشرق نحو الغرب. بفضل الجنود الأوكرانيين، يتعرض لهزيمة في الوقت الحالي. لكن بوتين يكره كل الدول الديمقراطية؛ وهدفه هو تقويضنا [إطاحتنا] جميعاً. لقد بدأ بالانتقال من الشرق إلى الغرب، وكل ما في الأمر ببساطة أن أوكرانيا هي أول بلد في طريقه".
© The Independent