Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحيوانات أيضا ضحايا الحرب الروسية في أوكرانيا

الكثير من القطط والكلاب وحيوانات الهامستر والكنغر، يجري إنقاذها في نزاع تتخطى أكلافه الخسائر البشرية

جندي أوكراني يحاول من دون جدوى إقناع جرو بشرب الحليب فيما ينتظر السكان توزيع المنتجات الغذائية في قرية موتيجين (أسوشيتد برس)

منذ بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من شهر، انتشر عدد لا يحصى من الصور التي تظهر مدنيين منهكين ينزحون من مناطق النزاع ومعهم حيواناتهم الأليفة. تشكيلة متنوعة من الحيوانات تضم قططاً وكلاباً وخنازير غينية [نوع من فئران الحقول]، وأقداداً صغيرة [هامستر] وحتى ثعالب – إذ بدا حبّ أوكرانيا للحيوانات كأنّه يتحدّى أهوال الموت والتشريد والدمار.

لكن خلال الأسبوعين الماضيين وبعد انتشار صور الحيوانات الأليفة الفروية المطمئنة داخل معاطف أصحابها السميكة، بدأت تظهر صور كلاب ميتة مكدسة فوق بعضها البعض، ومراكز إيواء الحيوانات التي تعرضت للقصف وخيول منهارة [غائبة عن الوعي]. وقد كشفت تلك الصور ما تفعله الحرب بحق الحيوانات الأليفة والحياة البرية عموماً في أوكرانيا.

وفي عام 2015، قدرت منظمة "بيتفود إنداستري" PetFood Industry وجود حوالى 750 ألف كلب و5.5 مليون قطة، عدا عن الماشية والحيوانات البرية، وتلك الموجودة في حدائق الحيوانات بأنحاء مختلفة من الأراضي الأوكرانية.

في مدينة خاركيف الشمالية الشرقية، حيث قضى مئات المدنيين الأوكرانيين بفعل الحرب، يصارع ألكسندر فيلدمان، مؤسس محمية "إيكوبارك" البيئية في المدينة فكرة إضطراره إلى إنهاء حياة الحيوانات الكبيرة بالقتل الرحيم في حال عدم التمكن من إجلائها.

وفي هذا الصدد يقول فيلدمان في بيان أصدره: "إيكوبارك فيلدمان لم يعد موجوداً. يمكننا الآن تأكيد الأمر. فهو تعرّض مراراً وتكراراً، يوم أمس كما اليوم، لقصف عنيف. وقد دمرت البنية التحتية والحظائر".

وتابع "المشكلة الأصعب تتمثل بالحيوانات المفترسة الكبيرة. إذ بفضل المعجزة ما زالت حظائرها غير منتهكة – لكن إن تكرر القصف مرة واحدة فقط فإن الأسود والنمور والدببة سوف تصاب بالهلع وقد تخرج من حظائرها وتتجه نحو خاركيف أو القرى القريبة".

ويسعى فيلدمان لإيجاد طريقة لإجلاء الحيوانات قبل أن تصاب وتقتل بفعل المعارك أو تهرب وتغدو تهديداً لحياة المدنيين. ويضيف "إن فشلنا [في إجلائها]، الخيار الوحيد سيكون إنهاء حياة الحيوانات المفترسة بالقتل الرحيم".

ولم يمض وقت طويل على مناشدة فيلدمان حتى طلبت منه منظمة أوكرانية لحقوق الحيوانات "يوآنيمالز" UAnimals أن يجنّب الحيوانات الموت وينتظر وصول المساعدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكّدت المنظمة أنها "انضمت بالفعل إلى جهود إنقاذ الحيوانات، وتدعو ألكسندر فيلدمان إلى عدم اتخاذ قرارات متسرعة وعدم قتل الحيوانات". وبحسب البيان الذي أصدرته المنظمة المذكورة يوم الثلاثاء فإنها تحضّر لإجلاء بعض الحيوانات إلى ملاذ آمن.

إلى هذا، حيوانات كبيرة أخرى حالفها الحظ ووجدت طريقاً للخروج من مناطق النزاع. ففي أواخر مارس (آذار) جرى إجلاء الأسد سيمبا وذئب اسمه أكيلا من حديقة حيوانات أوكرانية لم يكشف عن مكانها، ونقلا عبر آلاف الكيلومترات إلى رومانيا بمساعدة عدد من المنظمات ومواطنَين بريطانيَين. وقام تيم لوكس، وهو متطوع بريطاني، بتوثيق تلك الرحلة، التي دامت أربعة أيام، على "إنستغرام".

 

وكتب لوكس البالغ من العمر 45 سنة على موقع التوصل الاجتماعي، "تطلب منا الأمر ثلاث ساعات كي نحمل الحيوانَين في خلفية ميني-فان فورد ترانسيت بعدما قمنا بفك مقاعده".

يشار إلى أن لوكس الذي قدم المساعدات للمدنيين قبل أن يتوجه إلى حديقة الحيوانات مع زميله، ليس جديد العهد في التطوع بمناطق النزاع. ففي عام 2015 سافر لوكس إلى كردستان العراق كي يساعد في القتال ضد "داعش"، حيث عاش هناك لأكثر من سنة.

في السياق نفسه يقول لوكس "الجميع بحاجة للإجلاء وهناك مجموعات كثيرة تعتني بالناس. والغريب أن أحداً لم يهتم بهذا الأمر [إجلاء الحيوانات]... لذا قررنا تولي المهمة".

أمّا روكسانا سيورناي من المنظمة الرومانية للدفاع عن حقوق الحيوانات، "باتروكلس هاوس" Patrocle’s House، فتحدثت مع وكالة الصحافة الفرنسية عن مساهمة لوكس ورفاقه قائلة: "لم أتمكن من العثور على سائق من رومانيا كي يأتي لمساعدتنا، كذلك لم أعثر على سائق من أوكرانيا. لهذا فإن هذين الشابين كانا رائعيْن، لقد خاطرا بحياتهما".

سيمبا (الأسد) وأكيلا (الذئب) هما اليوم بأمان في رومانيا وقريباً سوف ينقلان إلى ملاذ خاص. بيد أن قصص الشجاعة الإنسانية التي تنتشر تتضمن أيضاً قصصاً عن أوكرانيين خاطروا بحياتهم، وخسروها في مسعاهم لحماية الحيوانات.

وقد نقل موقع "كييف اندبندنت" الإخباري المحلي في مطلع مارس (آذار) خبراً عن مقتل ثلاثة متطوعين غامروا في الدخول إلى بوتشا [ضواحي كييف] كي يوصلوا طعاماً للكلاب إلى أحد الملاجئ. وكانت بوتشا حينها تحت سيطرة القوات الروسية، وقد تعرضت سيارة المتطوعين لإطلاق نار. فقتل على الفور كل من سيرهي أوستيمنكو (25 سنة)، وماكسيم كوزمنكو (28 سنة)، وأنستاسيا يالانسكا (26 سنة). وفي إربين الواقعة على بعد خمسة كيلومترات فقط من بوتشا، قاد الممثل أليكسي سوروفتسيف سيارته بين أعمدة الدخان والمركبات التي مزقها الرصاص كي ينقذ مجموعة من القطط والكلاب وحيوانات الهامستر والأرانب.

ومع انسحاب القوات الروسية الأسبوع الماضي من إربين وبوتشا بدأت الأدلة عن الفظائع التي ارتكبت بحق المدنيين تظهر إلى العلن، بما في ذلك مقبرة جماعية وجثث أشخاص قيدت أيديهم وأطلق الرصاص عليهم من مسافة قريبة.

وضمن مشهد المذبحة التي تعرض لها المدنيون الأوكرانيون والأبنية المدمرة، جاءت الصور التي نشرت يوم الأحد لكلاب مقتولة ومكدسة فوق بعضها البعض في بلدة بوروديانكا، القريبة من بوتشا، لتزيد الغضب الذي اعترى الكثيرين.

 

إذ بعد أكثر من شهر قضتها تلك الكلاب في أقفاصها من دون طعام أو مياه، مات منها 300 كلب من مجمل 458، جراء العطش والجوع، حيث عجز المتطوعون بفعل الاشتباكات عن الوصول إلى الملجأ الذي كان يؤويها، وفق ما أوضحت منظمة "يوآنيمالز". وعن هذه الواقعة كتبت رئيسة "مركز الحريات المدنية" (جمعية لا ربحية)، أوليكساندرا ماتفيتشوك على "توتير": "لقد ماتت تلك الكلاب ميتة فظيعة بفعل الجوع والعطش خلال الاحتلال الروسي".

وفي مدينة لفيف غرب البلاد، حيث ينتظر ملايين النازحين وهم في طريقهم إلى بولندا، تتجمع في أحد مراكز الإيواء الكثير من أقفاص القطط، وتجثم الكلاب بصبر على الأرض مرتجفة قرب أصحابها.

وفي مطلع مارس (آذار) تحدث العديد من النازحين الذين كانوا ينتظرون الصعود إلى القطار نحو بولندا عن ألم فراق أحبائهم الباقين في أوكرانيا. إحدى النساء ذكرت أن أمها لم تتمكن من المغادرة بسبب العدد الكبير من الكلاب التي تربيها، وهي اختارت مثل الكثيرين البقاء على خط المواجهة في الحرب الروسية على أوكرانيا مع عائلة كلابها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات