Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخيمات "أرامل سوريا"... عنف وانتهاكات واكتئاب

تقرير دولي يكشف عن إجبار بعضهن على ممارسة الجنس من أجل البقاء وإغاثيون يطالبون بالمحاسبة

لا يُسمح للنسوة بمغادرة المخيمات لحرمانهن من البحث عن عمل (اندبندنت عربية)

عام مضى على فضيحة دوّت في أرجاء المخيمات المنتشرة في شمال سوريا عن تحرش موظفين في المجال الإنساني بـأربع نساء في مخيم يطلق عليه "مشهد روحين" بالريف الشمالي لمدينة إدلب، منتصف أبريل (نيسان). وبعد مرور كل هذا الوقت، كشف تقرير صادم صادر عن منظمة "وورلد فيجن" عن مستويات مرتفعة من العنف والاكتئاب، مع إجبار بعض النساء على ممارسة الجنس من أجل البقاء فيما يوصف بمخيمات الأرامل.

الجنس مقابل البقاء

التقرير حذّر من العنف المزمن، وفق شهادات الأرامل لمنظمة "فيجن" الدولية (إنسانية تعمل في شتى أنحاء العالم)، التي أكدت، بعد مقابلات عديدة مع نساء، إجبار بعضهن على ممارسة الجنس من أجل البقاء، موضحة أن "أكثر من 80 في المئة من النساء لا يتلقين رعاية صحية كافية، و95 في المئة عبّرن عن شعورهن باليأس".

وأضافت المنظمة، التي قابلت 419 امرأة على امتداد 28 مخيماً تحوي نساءً عازبات فقدن أزواجهن أو مطلقات مع أطفالهن، أن "واحدة من كل أربع نساء تقريباً شهدت اعتداءات جنسية في المخيم على نحو يومي أو أسبوعي أو شهري".

ولم يكتفِ التقرير بكشف حقائق تعرض النسوة القاطنات بالمعسكرات إلى الإيذاء الجنسي، "فلا يُسمح لهن بمغادرة المخيمات بحرية، حتى لا يتمكنّ من البحث عن عمل مدفوع الأجر، أو إعالة أسرهن، ويجد بعضهن أنه لا خيار سوى الانخراط بما يسمى الجنس من أجل البقاء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحقيق عاجل

في المقابل، يقول الناشط الحقوقي، رضوان العلي، لـ"اندبندنت عربية"، إنه في حال صدق ما ذكره التقرير الصادر عن "وورلد فيجن" فنحن أمام كارثة إنسانية، داعياً إلى فتح تحقيق عاجل من قبل الجهة التي تسيطر على المنطقة، حيث يقبع في 1300 مخيم قرابة ثلاثة ملايين نازح شمال غربي سوريا. وأردف، "لا يجب إسدال الستار عن هذه المعلومات المرعبة، ولا بد من معاقبة الفاعلين، واللافت في سياق معلومات التقرير أنه لا يُسمح للنسوة بالخروج خارج المخيمات لتقييد حريتهن، وهذا يعني عدم كسبهن المال، وهنّ الآن أشبه بالمحتجزات داخل خيامهن".

وتسيطر فصائل المعارضة السورية، والجيش التركي على المناطق التي تقبع فيها مخيمات "الأرامل"، وفي حين رفضت شخصيات قيادية في المعارضة التحدث عن الأمر، ذكر أحد الناشطين في مجال الخدمات الإنسانية يعمل في الشمال السوري، أن هناك "بعض الانتهاكات، ولكنها نادرة، فالعمل الإنساني واسع، وهذه الاتهامات تسيء لأعمال إغاثية ومتطوعين يصلون الليل بالنهار لإنقاذ الناس وإسعافهم وتضميد جروحهم الجسمية والمعنوية".

وأشار الناشط، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إلى عُرف تتبعه المنظمات الإغاثية والإنسانية العاملة على الأرض، بعدم ابتزاز المستفيدين من الخدمات، أو حتى استغلالهم، وفي حال حدوث ذلك تتخذ المنظمة قرار فصلهم من العمل. وأضاف، "لا يجب أن نغبن عمل كثير من الموظفين المجتهدين والمخلصين في وقت لا بد فيه من معاقبة المسيئين. نرجو عدم التعميم كي لا ينال الظلم شريحة تعمل بصمت وباجتهاد".

أناس بلا إنسانية

"ما خفي كان أعظم"، بتلك العبارة يبدأ أحد العاملين في المجال الإنساني بمخيمات النزوح عام 2018، قبل أن يرحل للعيش في غازي عينتاب التركية، يصف الأمر بأنه "غير إنساني ويندى له الجبين". ويضيف، "على الرغم من الحالات الشاذة من قبل العاملين في المجال الإنساني، لا بد من معرفة حجم المعاناة لدى كثير من النساء والأطفال حيال الرعاية الصحية المفقودة، وسوء تغذية الأمهات والحوامل والأطفال. نسبة قليلة من الأطباء تعمل في تلك المخيمات". ويتابع، "الأمر في غاية الصعوبة، فعلاوةً على قلة الغذاء، وفقدان حليب الأطفال، وشح الطحين، هناك شعور باليأس يسيطر على كثير من الصغار، الذين لم يتذوقوا طعم الفاكهة في حياتهم".

المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، كشف قبل عام مضى، عن فضيحة التحرش والابتزاز الجنسي من قبل الموظفين في المجال الإنساني، عبر شهادات لضحايا يقمن في مخيم الأرامل بقرية الدانا بريف إدلب. ومنذ شهر مارس (آذار) 2020، أبدى صندوق الأمم المتحدة للسكان قلقاً متزايداً إزاء أوضاع النساء والفتيات المحاصرات في شمال غربي البلاد، لما يتحملن من أعباء تحت وطأة هذه الأزمة، ويكافحن من أجل البقاء ورعاية الأطفال، مؤكداً أن 80 في المئة من النازحين نساء وأطفال، وهناك ما يقارب 25 ألفاً من النساء الحوامل.

ومع استمرار الحرب في هذه البقعة من الأرض السورية شمالاً، وعدم التوصل إلى حلول سياسية، يزداد الوضع الإنساني سوءاً، مع مشكلة تأخر وصول المساعدات، فضلاً عن العدد المتزايد من النازحين، لتزيد الانتهاكات الخطيرة بحق الإنسانية المشهد سوداوية، بينما المطالبات بفتح تحقيقات عاجلة لمعاقبة المسيئين لا تجد من يستجيب لها.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير