Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتجاجات شعبية أردنية تنديدا باقتحام "الأقصى"

الحكومة تكتفي بالإدانة ورفض فلسطيني التقيد بقرار منع الاعتكاف

وجدت عمّان نفسها مكبلة الأيدي أمام التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة القدس، باستثناء حراك دبلوماسي يقوم به وزير الخارجية أيمن الصفدي، في ظل غياب الملك الأردني عبدالله الثاني، الذي أجرى عملية جراحية ناجحة، في أحد المستشفيات الألمانية.

وعلى الرغم من محاولات الأردن إنجاح تفاهمات غير معلنة مع إسرائيل، لوقف التصعيد خلال شهر رمضان بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، واتخاذ الأوقاف الأردنية المشرفة على المسجد الأقصى قراراً بمنع الاعتكاف في المسجد طيلة شهر رمضان، إلا أن ذلك لم يمنع الصدام، بعد رفض الفلسطينيين التقيد بقرار منع الاعتكاف، وتساهل إسرائيل حيال محاولات مستوطنين ذبح قرابين "عيد الفصح" اليهودي في المسجد الأقصى.

تنديد رسمي

وحتى اللحظة، اكتفى الأردن الرسمي بعبارات الإدانة والتحذير من التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى، باعتبار أن هذا التصعيد في المسجد الأقصى بمدينة القدس، "يهدد بتفجير الأوضاع، ويقوض كل الجهود للحفاظ على التهدئة الشاملة"، وحسب بيان الخارجية الأردنية، فإن اقتحام الجيش والشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، يعدّ تصعيداً خطيراً ومداناً يهدد بتفجر الأوضاع، وخرقاً صارخاً لمسؤولية إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ويجب ألا يتكرر.

ووصف وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة، الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين بأنه "انتهاك خطير جداً"، وعدوان على حرمة المسجد الذي له منزلة كبيرة في الدين الإسلامي وفي عقيدة المسلمين، وهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.

وقفات احتجاجية

في موازاة ذلك، شارك آلاف الأردنيين في وقفات احتجاجية في العاصمة عمان نصرة لفلسطين والمسجد الأقصى، ودعماً للمقاومة الفلسطينية، كما شارك المئات في ما سمي بـ "الفجر العظيم" من خلال التجمع بعد صلاة الفجر في مساجد عدة في المملكة تضامناً مع الأقصى، وبدعوة من الملتقى الوطني لدعم المقاومة، ودعا المحتجون الحكومة الأردنية لاتخاذ مواقف جدية، وسط مطالب بإغلاق السفارة الإسرائيلية وطرد السفير الإسرائيلي، وهتافات تتعهد بالعمل على حماية المسجد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما شارك المئات من بينهم حزبيون ونقابيون في وقفة احتجاجية أخرى، قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان وعلى بعد مئات الأمتار منها، ويتوقع أن يتوسع هامش الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة ليمتد إلى مدن ومحافظات أخرى في المملكة، وما يقلق السلطات الأردنية أن تكون أبرز هذه الاحتجاجات قرب السفارة الإسرائيلية في العاصمة.

حرج حكومي

وتجد الحكومة الأردنية نفسها اليوم محرجة شعبياً، بخاصة بعد منعها الاعتكاف في المسجد الأقصى، وكان الحرج مضاعفاً مع تزامن اقتحام الأقصى مع انتشار لقطات فيديو تظهر رئيس الوزراء بشر الخصاونة يشارك في حلقة" دبكة" شعبية ضمن احتفالات رمضانية شعبية في مدينة إربد مسقط رأسه شمال البلاد.

أجواء من الانتقاد سادت، خلال الساعات الأخيرة، باعتبار أن إسرائيل باتت تهدد الوصاية الهاشمية على القدس، وأن عدم الرد بشكل مناسب على استفزازاتها يضع هذه الوصاية موضع الخطر.

هذه الأجواء استغلها حزب "جبهة العمل الإسلامي" أكبر أحزاب المعارضة والذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن عبر تنظيم فعاليات جديدة تحت مسمى" ليلة الفجر العظيم"، لتجد الحكومة الأردنية نفسها في حرج شديد في حال منعت هذه الفعالية التي تتقاطع مع المزاج الشعبي والموقف الرسمي الداعم للمقدسيين والرافض للاعتداءات الإسرائيلية.

وأبدت المملكة في الساعات الماضية مخاوفها من أن يسفر هذا التصعيد عن عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو إلى الواجهة السياسية مجدداً، وشكلت أنباء تصدع الائتلاف الحكومي في إسرائيل مبعث قلق للأردن، بعد استقالة عضو الكنيست عن حزب "يمينا" عيديت سيلمان، وتصاعد سيناريو الذهاب للانتخابات المبكرة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي