Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا صارت الكوميديا وجبة خفيفة في الماراثون الدرامي؟

أرجع نقاد غياب المنافسة إلى قلة الكتاب المتخصصين في هذا المجال وندرة الوجوه الفنية

تواجه الأعمال الكوميدية تحديات أبرزها غياب الوجوه الفنية وانتشار الأفكار القديمة (الصفحة الرسمية لأكرم حسني على فيسبوك)

تختلف الكوميديا بين عام وآخر، فتارة تتزايد أعداد المسلسلات ونجومها، وسنوات تقل المنافسة وسط أعمال ضعيفة، بينما انطلق نجوم من الموهوبين في أعمال كوميدية حققت صدى كبيراً.

وهذا العام شارك في الموسم الرمضاني عدد من المسلسلات الكوميدية، مثل "الكبير قوي" الجزء السادس من بطولة أحمد مكي ومحمد سلام وبيومي فؤاد وهشام إسماعيل، و"في بيتنا روبوت" بطولة شيماء سيف وعمرو وهبة وهشام جمال وليلى زاهر.

كما طغى على بعض الأعمال الاجتماعية الطابع الكوميدي، مثل "أحلام سعيدة" ليسرا وغادة عادل ومي كساب وشيماء سيف، و"رانيا وسكينة" بطولة روبي ومي عمر وأحمد خالد صالح، و"شغل عالي" بطولة شيرين رضا وفيفي عبده.

غياب الكتاب والفنانين

وحول مستوى الكوميديا، خصوصاً في رمضان وتقييم بعض الأعمال، يقول الناقد أحمد النجار، في حديث لـ "اندبندنت عربية"، "منذ فترة نعاني غياب الكوميديا وتأثيرها على الخريطة الفنية، لدينا أزمة أكبر في الكتابة ووجود أفكار جيدة ومبتكرة ومتجددة للدراما، فلا يوجد كاتب متخصص في الكوميديا، ومستمر فيها مثلما كان في الفترات السابقة، مثل أحمد عوض ويوسف معاطي ويوسف عوف ولينين الرملي".

ويضيف النجار "نعاني نقصاً في جودة وعدد الكتاب المؤهلين للكوميديا، وهذه مشكلة مزمنة وتحتاج إلى حل، بمعنى وجود قسم متخصص لكتاب الكوميديا سواء المسرحية أو السينمائية والتلفزيونية، لكن بكل أسف كتاب الكوميديا لدينا يمارسونها حالياً من باب التغيير فقط، وقد لا يكون الكاتب في مزاج لكتابة فكرة كوميدية فيتم التوقف، وبهذا نجد نقصاً دائماً وإنتاجاً شحيحاً في هذا المجال ".

وتابع "لا ننكر وجود بعض المؤلفين الذين يحاولون الكتابة الكوميدية، وبعضهم يحولها لمجرد عمل محترف رائج فقط يعمل على فكرة قوية، ثم يحاول حشو الحلقات بأحداث قد تكون غير ملائمة، فيظهر العمل ركيكاً في أغلب الأحيان".

ويشير النجار إلى أزمة أخرى، وهي "قلة عدد الوجوه الكوميدية، فبعد سمير غانم وعادل إمام ومحمد صبحي، لا نجد نجماً كوميدياً مستمراً على الأقل في الدراما، فمثلاً محمد هنيدي يتواجد في الدراما التلفزيونية كضيف كل عدة سنوات، وكذلك هاني رمزي ومحمد سعد، وحتى الجيل الجديد من الكوميديين يسيرون على الدرب نفسه، ولا يمكن أن نعتبرهم نجوماً ثابتين للكوميديا، أو نحسبهم على التيار الكوميدي بشكل مطمئن".

رهان مكي

وبالنسبة إلى كوميديا رمضان هذا العام، يقول النجار "الجمهور لديه مشكلة قوية، وهي أنه يرفض أي أفكار قديمة أو تقليدية، يريد الجديد دائماً، ولهذا جاءت كوميديا رمضان متعثرة، وتواجه تحديات كبيرة، وقد يكون مسلسل الكبير بجزئه السادس أكثر الأعمال نجاحاً، بخاصة أن أحمد مكي حاول التغيير من نفسه، لكن داخل الإطار المتعارف عليه في الأحداث والشخصيات، وكانت شخصية مربوحة التي قدمتها الفنانة الشابة رحمة أحمد هي النقطة الجديدة التي راهن عليها مكي، وربما كان الجمهور ينتظرها بدليل الاستقبال الحافل، الذي حدث بعد ظهورها في الحلقات الأولى من المسلسل، إذ كانت من المفاجآت التي أنعش بها أحمد مكي الجزء السادس وأضفى روح  الحداثة".

أما مسلسل "مكتوب عليا" لأكرم حسني، فيرى النجار أنه "لم يحقق النجاح الكبير نفسه المعتاد مع الناس، بدليل أن هناك انتقادات كبيرة على مدار الحلقات التي عرضت ومن الجمهور نفسه. وربما لم تجد مسلسلات أخرى طريقها للنجاح حتى الآن في موسم رمضان. وعلى نجوم الكوميديا وكتابها وصناعها أن يعيدوا حساباتهم ليطوروا من أنفسهم، لأن الجمهور لم يعد يستقبل أي شيء خال من التحديث والابتكار، ولا يقبل أفكاراً مستهلكة، ومن الضروري أن تستمر الكوميديا، لأنها صناعة بكل معاييرها، وهي وجبة رئيسة تعود عليها الجمهور، وهي عنصر أساسي تميزت به مصر تحديداً، وربما هي الأقرب لقلوب الناس".

واختتم النجار أن غياب بعض النجوم مثل علي ربيع ومصطفى خاطر وحمدي ميرغني "لم يؤثر إطلاقاً على مستوى الكوميديا، فقد كانوا متواجدين في ما مضى، لكن من دون تأثير حقيقي، لذلك فغيابهم أيضاً غير ملحوظ".

مكتوب عليا

واختلف الناقد أحمد الروبي مع النجار في تقييم الأعمال الكوميدية في رمضان، فبرأيه أن مسلسل مكتوب عليا لأكرم حسني "هو الأكثر نجاحاً وقيمة فنية من مسلسل الكبير بجزئه السادس، وأكرم حسني أعاد نفسه من جديد بعد كبوة مسلسل رجالة البيت مع أحمد فهمي، الذي قدمه العام قبل الماضي، وقرر أن يلملم نفسه، وغاب العام الماضي حتى يبحث عن فكرة جيدة. ويدور العمل حول مدرس موسيقى يتعرض لموقف يجعله يقرأ كل يوم عبارة على ذراعه تعبر عن أحداث وإشارات، فيستخدمها ليصل لأهدافه وحبيبته وأحد رجال الأعمال البارزين".

وبالنسبة إلى مسلسل الكبير 6 يرى الروبي أن أحمد مكي فيه "ليس في مستواه المعتاد، لكن بوجه عام العمل حتى الآن متماسك بنسبة كبيرة، إضافة إلى وجود الممثلة الشابة الكوميدية رحمة أحمد التي تقوم بدور الزوجة الجديدة للكبير. وشكل ظهورها مفاجأة ولاقت إعجاباً كبيراً من الجمهور، إضافة إلى أن هناك شخصية رئيسة مميزة لم تظهر بعد، وهي شخصية حزلقوم التي تحظى بإعجاب جماهيري كبير".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف الروبي "هذا العام تميز بوجود أعمال اجتماعية تميل للكوميديا، مثل مسلسل "أحلام سعيدة" للفنانة يسرا، التي يشاركها فيه عدد من نجوم الكوميديا، مثل انتصار وهشام إسماعيل وشيماء سيف وأوتاكا. وكتابة المسلسل تميزت بحس كوميدي عال جسدته كل البطلات الرئيسات، مثل يسرا وغادة عادل ومي كساب، إضافة إلى الكوميديا التي قدمها عماد رشاد وهشام إسماعيل وأوتاكا. وجرى تقديم مسلسل "في بيتنا روبوت 2"، بطولة مجموعة من شباب الكوميديا، مثل شيماء سيف وعمرو وهبة، وهو يتحدث عن الكوميديا من خلال الخيال العلمي ووجود 2 روبوت. وكذلك هناك مسلسل "رانيا وسكينة" بطولة مي عمر وروبي، وهو يصنف كوميدياً، لكنه غير ناجح حتى الآن، ولا يعد أفضل أداء لروبي أو مي عمر".

وبالنسبة إلى غياب نجوم مسرح مصر، قال الروبي إنه لا يعتقد أن "غيابهم أثّر في مستوى الكوميديا، فقد التفت الجمهور لعملين فقط هما الكبير ومكتوب عليا، وهذا عوض غياب أي نجوم آخرين".

وأجمع الجمهور والنقاد على نجاح الممثلة الشابة رحمة أحمد في تقديم البطولة النسائية وشخصية مربوحة، التي يتزوجها الكبير بعد غياب زوجته الأولى هدية التي قامت بدورها دنيا سمير غانم في الأجزاء الخمسة السابقة، وتصدرت رحمة أحمد مؤشرات البحث عقب ظهورها منذ أيام.

مربوحة تكسب

ورحمة ممثلة شابة ولدت عام 1994، وتخرجت من كلية العلوم جامعة حلوان، شاركت في مسرح الجامعة، وحصلت على ورشة نقابة المهن التمثيلية، وشاركت في برنامج "أمين وشركاه" بطولة الفنان أحمد أمين بجزأيه الأول والثاني، ويعد "الكبير قوي 6" أول بطولة لها.

كانت بداية رحمة أحمد في مسرح الجامعة والقطاع الخاص ودار الأوبرا، وتعد آخر أعمالها في المسرح "ديجافو" على خشبة الهناجر إخراج أحمد فؤاد وبطولة تامر نبيل وأحمد السلكاوي وحمزة العيلي وبسمة ماهر، ومسرحيات أمين وشركاه.

وقالت رحمة في تصريحات لـ "اندبندنت عربية"، إن ترشيحها جرى من قبل أشخاص عدة، لكن السبب الرئيس لترشيحها هو حضور المخرج أحمد الجندي، لإحدى المسرحيات التي شاركت فيها في مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، وكانت مسرحية "ديجافو" لأحمد فؤاد.

وعبرت رحمة عن سعادتها بالمشاركة في عمل ضخم مثل الكبير، لأنه مع نجم كبير مثل أحمد مكي وممثلين مهمين، كما أكدت سعادتها بردود الفعل التي وجدتها فور ظهورها في الحلقات الأولى، واستقبال الجمهور لها بحفاوة، على الرغم من خوفها الشديد في الفترة السابقة قبل عرض العمل.

المزيد من ثقافة