Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا في قفص الاتهام لكن ما الذي يثبت حدوث "إبادة جماعية"؟

تعد هذه أخطر جرائم الحرب وتمت إضافتها إلى القانون الإنساني الدولي بعد محرقة الـ "هولوكوست"

انتشال جثث من مقبرة جماعية في مدينة بوتشا الأوكرانية (أ ف ب)

تتهم واشنطن وكييف موسكو بارتكاب إبادة جماعية في أوكرانيا، لكن أخطر جرائم الحرب هذه لها تعريف قانوني صارم، ونادراً ما تم إثباتها أمام محكمة منذ إضافتها إلى القانون الإنساني الدولي بعد محرقة الهولوكوست بحق اليهود.

ما هي الإبادة الجماعية؟

يعرّف اتفاق منع الإبادة الجماعية لعام 1949 بأنها "محاولة متعمدة لتدمير جماعة على نحو كلي أو جزئي استناداً إلى جنسيتها أو عرقيتها أو عرقها أو دينها".

وحتى الآن انطبق هذا التعريف على ثلاث قضايا أمام المحاكم الدولية، مذبحة ارتكبها حزب الخمير الحمر في كمبوديا في حق أقلية "تشام" والفيتناميين في السبعينيات ويقدر عدد ضحاياها بنحو 1.7 مليون شخص، والقتل الجماعي للـ "توتسي" في رواندا في التسعينيات حيث أودى بحياة 800 ألف شخص، ومذبحة "سربرنيتشا" في عام 1995 حيث قتل نحو 8000 من الرجال والفتيان المسلمين في البوسنة.

وتشمل الأفعال الإجرامية للإبادة قتل أعضاء الجماعة وإحداث ضرر جسدي أو نفسي جسيم لهم، وتهيئة الظروف لتدميرهم ومنع المواليد ونقل الأطفال قسراً إلى جماعات أخرى.

ما الذي يتعين على ممثلي الادعاء فعله؟

لإثبات الإبادة الجماعية يتعين على ممثلي الادعاء أولاً إظهار أن الضحايا كانوا جزءاً من جماعة قومية أو عرقية أو دينية مميزة، ويستبعد ذلك الجماعات المستهدفة بسبب أفكارها السياسية.

ويصعب إثبات الإبادة الجماعية مقارنة بالانتهاكات الأخرى للقانون الإنساني العالمي، مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لأنها تحتاج دليلاً على النية.

وتقول رئيسة الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية ميلاني أوبراين إن "الإبادة الجماعية جريمة يصعب إثباتها، وعلى الأطراف المعنية عرض كثير على الطاولة"، وأشارت إلى الشروط المجتمعة لإبداء النية واستهداف جماعة محمية وارتكاب جرائم مثل القتل أو النقل القسري للأطفال.

وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً يتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بأوكرانيا في فبراير (شباط)، وتملك المحكمة سلطة النظر في قضايا الإبادة الجماعية.

وقال ممثلو الادعاء الأوكرانيون الذين يحققون بالفعل في الجرائم الروسية المزعومة منذ ضم موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014، إنهم رصدوا آلاف جرائم الحرب المحتملة التي ارتكبتها القوات الروسية منذ بدء هجومها في الـ 24 من فبراير، وأعدوا قائمة بأسماء مئات المشتبه فيهم.

من الذي يتهم روسيا؟

واتهم الرئيسان الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي جو بايدن الجنود الروس بارتكاب إبادة جماعية، مع التركيز على أدلة ممارسة اغتصاب وتعذيب وقتل في مناطق حول كييف استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها في أبريل (نيسان) الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال بايدن، "نعم وصفتها بأنها إبادة جماعية لأنه أصبح جلياً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول فقط محو فكرة أن يكون بوسع المرء أن يكون أوكرانياً، والأدلة تتزايد"، وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأسبوع الماضي، إن حجم الفظائع "لا يبدو أقل من الإبادة الجماعية".

أما موسكو التي وصفت الهجوم على جارتها الأصغر بأنه "عملية خاصة" لوقف الإبادة الجماعية ضد المتحدثين بالروسية في أوكرانيا، فقالت إن الغرب قدم أدلة مزورة لتشويه سمعة جيشها.

وأعلنت الإدارة الأميركية سبع حالات إبادة جماعية منذ تسعينيات القرن الماضي، وكانت في البوسنة ورواندا والعراق وإقليم دارفور السوداني، وكذلك عمليات القتل التي ارتكبها تنظيم "داعش" بما في ذلك عملياته ضد الأيزيديين، والقمع ضد مسلمي "الروهينغا" في ميانمار وتعامل الصين مع مسلمي "الأويغور".

ما هي القضايا القائمة حالياً؟

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في السابق مذكرة توقيف ضد الرئيس السوداني السابق عمر البشير بتهمة الإبادة الجماعية، لكن محاكمته لا يمكن أن تبدأ حتى يتم احتجازه في لاهاي، وتتمتع محكمة العدل الدولية أيضاً بسلطة قضائية من خلال اتفاق منع الإبادة الجماعية، وهي أول معاهدة لحقوق الإنسان تعتمدها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948، وتنص على التزام المجتمع الدولي بمنع وقوع فظائع الحرب العالمية الثانية مرة أخرى.

وتنظر محكمة العدل الدولية حالياً في قضيتين، الأولى تزعم أن ميانمار ارتكبت إبادة جماعية ضد مسلمي "الروهينغا"، والأخرى تقدمت بها أوكرانيا للقول إن روسيا تستخدم اتهامات بالإبادة الجماعية كذريعة زائفة للهجوم، وعادة ما تستغرق مثل هذه القضايا سنوات لإصدار حكم فيها.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات