فوجئ علماء فلك بتغيرات غير متوقعة طرأت على درجة حرارة الكوكب السيار "نبتون" Neptune.
في التفاصيل، وجد الباحثون أن درجة حرارة نبتون انخفضت على نحو لم تشر إليه توقعاتهم في هذا الشأن، ثم ارتفعت درجة الحرارة بشكل كبير في القطب الجنوبي للكوكب.
وقد توصل الباحثون إلى اكتشافهم هذا بعدما تتبعوا التغيرات في درجة حرارة الكوكب طوال 17 عاماً.
في تصريح أدلى به عن تلك المعطيات، أشار مايكل رومان، الباحث الرئيس في الدراسة الجديدة، إلى أن "التغير (في درجة حرارة نبتون)، لم يكن متوقعاً. حينما راقبنا نبتون خلال بداية صيفه الجنوبي، توقعنا أن تكون درجات الحرارة أكثر دفئاً، وليس أكثر برودة".
واستطراداً، جاءت الاختلافات في درجة الحرارة صادمة جداً إلى حد أن الباحثين عجزوا عن إيجاد تفسير لها. ربما تعزا إلى الطبيعة الكيماوية للكوكب، أو أنماط الطقس التي يمر بها، أو التغيرات في الشمس. وبالتالي، يأمل الباحثون في الإجابة عن هذا السؤال من طريق عمليات رصد أخرى.
ووفق توضيح من الدكتور رومان، "أن نبتون نفسه كوكب مشوق ومثير جداً للاهتمام بالنسبة إلى كثيرين منا، إذ ليس في جعبتنا سوى معلومات قليلة عنه. يشير ذلك كله إلى صورة أكثر تعقيداً للغلاف الجوي لنبتون، وكيفية تغيره مع مرور الوقت".
وبصورة عامة، يعرف عن نبتون أنه يمر، شأن الأرض، بفصول موسمية عدة، لأن ذلك الكوكب السيار يدور حول الشمس. ولكن الفصل الواحد على سطح نبتون أطول كثيراً من نظيره على الأرض، إذ يصل حتى 40 عاماً تقريباً، ومرد ذلك إلى أن نبتون يستغرق 165 سنة أرضية كي يُتم سنة كاملة، بمعنى إتمام دورة كاملة حول الشمس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستناداً إلى ذلك، حرص العلماء على فهم كيفية حدوث تلك التقلبات الموسمية الطويلة، خصوصاً في أعقاب الانقلاب الصيفي في جنوب نبتون. وكي يتتبعوا تلك التغيرات، تفحص العلماء 100 صورة حرارية للكوكب بالأشعة الحرارية تحت الحمراء.
في النتيجة، وجدوا أنه على الرغم من حلول الصيف، انخفضت الحرارة في معظم أنحاء الكوكب فعلاً. ولكن بعد ذلك أخذت الحرارة في القطب الجنوبي للكوكب في الارتفاع مجدداً.
بين عامي 2003 و2018، انخفض متوسط درجة الحرارة في الكوكب بمقدار 8 درجات مئوية، ثم ارتفع في القطب الجنوبي 11 درجة مئوية بين 2018 و2020.
وفي سياق متصل، لم تُشِر تنبؤات العلماء إلى أي من تلك التقلبات المناخية المتسارعة. ونظراً إلى أن الفترة التي تشملها التوقعات تغطي موسماً واحداً، فقد توقع العلماء اختلافات تكون أكثر تدرجاً.
واستكمالاً، جاء وصف البحث ضمن ورقة علمية جديدة بعنوان "التباين شبه الموسمي لانبعاث الأشعة تحت الحمراء المتوسطة في نبتون"، وقد نُشر اليوم في المجلة البحثية المعنية بعلوم الكواكب "ذا بلانيتري ساينس جورنال"The Planetary Science Journal .
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 13 أبريل 2022
© The Independent