Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخناق يضيق على ماريوبول والقوات الروسية استكملت التجميع

بوتين: الهجوم الروسي يستمر "بتروٍ" للحد من الخسائر و"شبح الكيماوي" يخيم فوق أوكرانيا

تواصل القوات الروسية الثلاثاء ضغوطها على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية وعلى شرق أوكرانيا في حين نددت كييف "بمئات عمليات الاغتصاب" اتهمت جنودا روس بارتكابها منذ بدء الاجتياح.
وضاق الخناق أكثر على آخر الوحدات الأوكرانية التي تدافع عن ماريوبول الواقعة في جنوب شرق البلاد والتي يحاصرها الجيش الروسي منذ أكثر من 40 يومًا. ولحق دمار واسع بهذه المدينة فيما الوضع فيها مأسوي.
وكتب مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك في تغريدة أن "عشرات آلاف" الأشخاص قُتلوا في هذه المدينة ودُمّر "90% من المنازل"، مضيفًا أن "الجنود الأوكرانيين محاصرون وعالقون" فيها.
ومن شأن سيطرة الروس على ماريوبول تعزيز مكاسبهم الميدانية على الشريط الساحلي المحاذي لبحر آزوف من خلال ربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو العام 2014.
وكان سلاح البر الأوكراني قال عبر تلغرام الاثنين إن القوات الأوكرانية "تستمر بالدفاع عن ماريوبول"، مؤكدا أن "التواصل مع الوحدات التي تدافع عن المدينة ببطولة، مستقرّ ومستمر".
وأكد الجيش الروسي من جهته أنه أفشل الاثنين محاولة تقدم نفذها نحو مئة عسكري أوكراني مع مدرعات موجودين في مصنع في شمال المدينة كانوا يحاولون الفرار وفقا له.
وقالت موسكو إنها صدت محاولة خروجهم "بفضل ضربات جوية" مؤكدة أنها دمرت ثلاث دبابات وقتلت نحو خمسين "عدوا". وأضافت أن 42 آخرين استسلموا.

من جهته قال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية اليوم الثلاثاء إن روسيا تشن قصفا متواصلا على مدار الساعة على المنطقة الواقعة بشرق أوكرانيا، مضيفا أن موسكو دخلت الآن في المراحل الأخيرة من إعادة تجميع قواتها بالمنطقة.
وقال كيريلينكو في تصريحات نقلها التلفزيون الوطني إن القوات الروسية لا تسمح لسكان مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في جنوب المنطقة بالمغادرة حتى في سياراتهم الخاصة.

كذلك قال رئيس بلدية مدينة ماريوبول الأوكرانية اليوم الثلاثاء إن أحدث تقدير يشير إلى مقتل حوالي 21 ألف مدني من سكان المدينة الساحلية منذ بدء الغزو الروسي.
وفي تصريحات نقلها التلفزيون، قال فاديم بويتشينكو إنه كان من الصعب إحصاء العدد الدقيق للضحايا نظرا لبدء القتال في الشوارع.

بوتين يتحدث عن هجوم بترو

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء أن الهجوم الروسي على أوكرانيا مستمر "بتروٍ" مع الحد من الخسائر، رافضا تحديد جدول زمني.
قال بوتين خلال مؤتمر صحافي في قاعدة لإطلاق المركبات الفضائية في الشرق الأقصى الروسي إن "مهمتنا هي تحقيق الأهداف الموضوعة مع الحد من الخسائر، وسنتصرف على نحو متسق وبترو، وفقًا للخطة المقترحة منذ البداية من قبل هيئة الأركان العامة".

وأضاف إن المجزرة المفترضة بحق مدنيين في بلدة بوتشا قرب كييف "أخبار مضللة" فيما تنفي بلاده حصول إي انتهاكات في أوكرانيا.
وبعدما شبه هذه الاتهامات بتلك المتعلقة باستخدام نظام بشار الأسد أسلحة كيميائية في سوريا ضد مدنيين، قال بوتين "لدينا الأخبار المضللة نفسها في بوتشا".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال اليوم الثلاثاء إن عملية موسكو العسكرية في أوكرانيا ستحقق بلا شك ما وصفه بأهدافها "النبيلة".
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله في حفل توزيع جوائز في فوستوتشني كوزمودروم في الشرق الأقصى الروسي إن موسكو لم يكن لديها خيار آخر سوى شن عملية عسكرية لحماية روسيا وإنه لم يكن هناك مفر من الاشتباك مع القوات المعادية لروسيا في أوكرانيا.
وقال بوتين عن الحملة العسكرية الروسية "أهدافها واضحة ونبيلة تماما".
وأضاف بوتين أن الهدف الرئيسي لتدخل موسكو العسكري في أوكرانيا هو إنقاذ الناس في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، حيث يقاتل الانفصاليون المدعومون من روسيا القوات الأوكرانية منذ 2014.
وقال الرئيس الروسي "من ناحية نحن نساعد الناس وننقذهم، ومن ناحية أخرى نتخذ ببساطة إجراءات لضمان أمن روسيا نفسها. من الواضح أنه لم يكن لدينا خيار. كان هذا هو القرار الصائب".

زيلينسكي: الجنود الروس ارتكبوا مئات عمليات الاغتصاب"

من جهته ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء ب"مئات من عمليات الاغتصاب" التي سجلت في مناطق احتلها الجيش الروسي وشملت "فتيات قاصرات وأطفالا يافعين".
وأضاف مخاطبا البرلمان الليتواني عبر تقنية الفيديو "في المناطق المحررة من المحتلين، يستمر تسجيل جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا والتحقيق فيها. ويتم العثور بشكل شبه يومي على مقابر جماعية جديدة".
وتابع "آلاف وآلاف الضحايا. مئات حالات التعذيب. ما زلنا نعثر على جثث في المجاري والأقبية".
وتابع الرئيس الأوكراني "تم تسجيل مئات من حالات الاغتصاب، شملت فتيات قاصرات وأطفالا يافعين، وحتى رضيع! مجرد الحديث عن ذلك يثير الخوف".
وذكر من دون الخوض في التفاصيل، فيديو أرسله على حد قوله عسكري مظلي أو عنصر في الأجهزة الخاصة الروسية، يصوّر "ما يفعله بهذا الرضيع، وكيف يعذبه".

كييف توقف نائباً موال لبوتين

وأعلنت السلطات الأوكرانية الثلاثاء، توقيف النائب الأوكراني ورجل الأعمال فيكتور ميدفيدشوك المقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمتواري منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، في "عملية خاصة".
وأشار زيلينسكي عبر قناته على تطبيق "تلغرام"، "عملية خاصة نُفّذت بفضل ’أس بي يو‘ (جهاز الأمن الأوكراني). برافو!"، و أكد لاحقاً الجهاز توقيف ميدفيدشوك الذي كان قيد الإقامة الجبرية إلى أن فُقد أثره بعد أيام على بدء الهجوم الروسي.

تواصل العمليات

إلى ذلك، تواصل القوات الروسية، الثلاثاء 11 أبريل (نيسان)، ممارسة الضغط على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية التي يحاول الجنود الأوكرانيون الدفاع عنها بشدة كما يفعلون في شرق بلادهم، حيث تترقب كييف هجوماً كبيراً قريباً جداً، ويبدو الوضع في ماريوبول المدمرة، والتي يحاصرها الجيش الروسي منذ أكثر من 40 يوماً، مأساوياً.

وكتب مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك في تغريدة أن "عشرات آلاف" الأشخاص قتلوا في هذه المدينة ودمر "90 في المئة من المنازل"، مضيفاً أن "الجنود الأوكرانيين محاصرون وعالقون".

من جانبه، صرح مساعد رئيس بلدية المدينة سيرغي أورلوف لشبكة "بي بي سي" بأن "المعارك من أجل ماريوبول مستمرة". وأوضح أن "الروس احتلوا مؤقتاً جزءاً من المدينة. الجنود الأوكرانيون يواصلون الدفاع عن وسط المدينة وجنوبها، وكذلك عن المناطق الصناعية".

مستودعات ذخيرة

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن صواريخها دمرت مستودعات ذخيرة في منطقتي خميلنيتسكي وكييف. وأضافت الوزارة أن القوات الروسية قصفت مستودعاً للذخيرة وحظيرة طائرات في قاعدة ستاروكوستيانتينيف الجوية، فضلاً عن مستودع للذخيرة قرب هافريليفكا شمالي العاصمة الأوكرانية كييف.

القتال في شرق أوكرانيا سيشتد

في الأثناء، قالت وزارة الدفاع البريطانية في إفادة دورية عبر "تويتر"، إن القتال في شرق أوكرانيا سيشتد خلال الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة المقبلة مع مواصلة روسيا تحويل تركيز جهودها إلى هناك، وأوضحت الاستخبارات العسكرية البريطانية أن الهجمات الروسية لا تزال تركز على المواقع الأوكرانية القريبة من دونيتسك ولوغانسك مع حدوث مزيد من القتال حول خيرسون وميكولايف وتجدد التحرك نحو كراماتورسك. وقال التقرير، إن القوات الروسية تواصل الانسحاب من روسيا البيضاء من أجل إعادة الانتشار لدعم العمليات في شرق أوكرانيا.

الاتفاق على إقامة ممرات إنسانية

واليوم، قالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس وزراء أوكرانيا، إنه تم الاتفاق على إقامة تسعة ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين بما في ذلك من مدينة ماريوبول المحاصرة. وأضافت في بيان أن خمسة من الممرات التسعة ستكون من منطقة لوغانسك في شرق البلاد، والتي يقول المسؤولون الأوكرانيون إنها تتعرض لقصف عنيف.

أسلحة كيماوية؟

وفي خطوة لافتة، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، أن بلادها تتحقق من صحة معلومات عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيماوية في هجوم شنته على مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة. وكتبت تراس في تغريدة على "تويتر"، "هناك تقارير مفادها بأن القوات الروسية قد تكون استخدمت عوامل كيماوية في هجوم على سكان ماريوبول. نعمل بشكل عاجل مع الشركاء للتحقق من التفاصيل". وشددت الوزيرة البريطانية على أن "أي استخدام لمثل هذه الأسلحة سيشكل تصعيداً وحشياً في هذا النزاع، وسنحاسب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ونظامه".
وفي وقت لاحق الثلاثاء، أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن قلقها بشأن مزاعم حول استخدام أسلحة كيماوية في مدينة ماريوبول. كما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة لديها "معلومات موثوقة" حول احتمال استخدام روسيا "مواد كيماوية" في هجومها للسيطرة على مدينة ماريوبول.

كل الخيارات مطروحة

وحذر وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي، بدوره، من أن كل الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة للرد على أي استخدام للأسلحة الكيماوية في أوكرانيا من جانب روسيا. وقال هيبي لشبكة "سكاي نيوز"، "هناك بعض الأشياء التي تتجاوز الحد، وسيكون هناك رد على استخدام الأسلحة الكيماوية، وكل الخيارات مطروحة على الطاولة حول طبيعة ذلك الرد". وأضاف أن الاستخبارات العسكرية البريطانية غير قادرة حتى الآن على التحقق من تلك التقارير.

مقلقة للغاية

وفي واشنطن قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن الإدارة الأميركية على علم بالتقارير الواردة عن هجوم كيماوي محتمل في المدينة الاستراتيجية، لكنها لا تستطيع أن تؤكد صحتها. وأضاف كيربي، "هذه المعلومات، إذا كانت صحيحة، فهي مقلقة للغاية، وتعكس مخاوفنا بشأن إمكانية أن تستخدم روسيا في أوكرانيا مواد مختلفة لمكافحة الشغب، بما في ذلك غازات مسيلة للدموع ممزوجة بمواد كيماوية".

طوكيو قلقة

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، هيروكازو ماتسونو، إن الحكومة اليابانية تشعر بقلق من احتمال استخدام أسلحة نووية في الأزمة الأوكرانية". وأضاف في مؤتمر صحافي، "نشعر بقلق بالغ إزاء احتمال استخدام أسلحة نووية خلال الغزو الروسي لأوكرانيا". وتابع، "نحن باعتبارنا الدولة الوحيدة التي عانت هجمات نووية خلال الحرب، نعتزم الاستمرار في المناشدة بحزم بأنه لا ينبغي السماح أبداً بأي تهديد باستخدام الأسلحة النووية، ناهيك عن استخدامها الفعلي".

وقالت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، إن بلادها تتحرى عن صحة المعلومات التي تشير إلى أن روسيا ربما تكون قد استخدمت أسلحة كيماوية أثناء محاصرة مدينة ماريوبول الساحلية. وقالت ماليار في تصريحات تلفزيونية، "هناك نظرية تقول إن هذه قد تكون ذخائر فوسفورية، المعلومات الرسمية ستأتي لاحقاً".

"مادة غير معروفة"

وكانت البرلمانية الأوكرانية إيفانا كليمبوش قد قالت في وقت سابق، إن القوات الروسية استخدمت "مادة غير معروفة" في ماريوبول، وإن أناساً في المدينة يعانون فشلاً في الجهاز التنفسي. وكتبت كليمبوش في تغريدة على "تويتر"، "على الأرجح أسلحة كيماوية!".

"مادة سامة"

وأتت تغريدة البرلمانية الأوكرانية بُعيد إعلان كتيبة آزوف الأوكرانية أن طائرة مسيّرة روسية ألقت "مادة سامة" على عسكريين ومدنيين أوكرانيين في ماريوبول. وقال مؤسس الكتيبة أندريه بيليتسكي في رسالة مصورة على تطبيق "تليغرام"، إنه بعيد إلقاء الطائرة المسيّرة هذه المادة المجهولة عانى أناس فشلاً تنفسياً ومشاكل عصبية. وأضاف، "لقد ظهرت على ثلاثة أشخاص علامات واضحة على تسممهم بمواد كيماوية حربية، لكن من دون عواقب كارثية".

لكن بترو أندريوشينكو، مستشار رئيس بلدية ماريوبول قال عبر تطبيق "تليغرام"، إن "المعلومات حول الهجوم الكيماوي غير مؤكدة حالياً"، مشيراً إلى أن السلطات ستدلي لاحقاً بمزيد من "التفاصيل والتوضيحات و(...)، ونحن ننتظر معلومات رسمية من العسكريين".

زيلينسكي يحذر من استخدام روسيا أسلحة كيماوية

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال إن روسيا قد تستخدم أسلحة كيماوية في أوكرانيا، ودعا الغرب إلى فرض عقوبات شديدة على موسكو للحيلولة دون مجرد الحديث عن استخدام مثل هذه الأسلحة. وقال زيلينسكي في وقت متأخر من مساء الاثنين، "نتناول هذا بمنتهى الجدية". ولم يُشر إلى أن أسلحة كيماوية استُخدمت بالفعل. وأضاف، "أودّ أن أذكّر زعماء العالم بأن احتمالية استخدام الجيش الروسي أسلحة كيماوية نوقشت بالفعل. وكان ذلك يعني بالفعل في ذلك الوقت أنه كان من الضروري أن يكون هناك رد فعل أقوى وأسرع على العدوان الروسي".

وتابع زيلينسكي، "حان الوقت لإعداد هذه العقوبات بطريقة تجعلنا لا نسمع حتى كلمات عن أسلحة دمار شامل من الجانب الروسي... فرض حظر على النفط الروسي لا مفر منه. وأي حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا لا يؤثر على النفط ستستقبلها موسكو بابتسامة".

القوات المدعومة من روسيا تنفي استخدام الكيماوي

في المقابل، أبلغ إدوارد باسورين، أحد قادة الانفصاليين وكالة "إنترفاكس" للأنباء، بأن القوات الانفصالية المدعومة من روسيا لم تستخدم أسلحة كيماوية في محاولاتها للسيطرة الكاملة على مدينة ماريوبول.

العين على دونباس

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن القوات الروسية تعزز صفوفها حول دونباس، خصوصاً قرب مدينة إزيوم الاستراتيجية، لكنها لم تبدأ بعد هجومها لبسط سيطرتها الكاملة على هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين، "إنهم يعيدون تنظيم مواقعهم، ويركزون على دونباس"، مؤكداً أن ماريوبول "لا تزال مدينة متنازعاً عليها" رغم أن سقوط هذه المدينة الاستراتيجية يبدو وشيكاً.

وأشار مسؤول كبير في الوزارة طلب عدم الكشف عن اسمه إلى قافلة دبابات شمال إزيوم، موضحاً أن البنتاغون يقدر أن هذه القافلة تضم عناصر للقيادة والسيطرة وكتيبة دعم لصيانة المروحيات وكتيبة لوجيستية من قوات المشاة.

وأضاف أن القوات الروسية تعزز صفوفها أيضاً في جنوب غربي دونيتسك (شرق)، خصوصاً بالمدفعيات، لكن "لا نعتبر أن الهجوم الجديد قد بدأ". وأكد المسؤول الكبير في وزارة الدفاع أن الجنرال ألكسندر دفورنيكوف الملقب بـ"جزار سوريا"، اختير لقيادة هذا الهجوم.

واعتبر أنه "نظراً إلى المشاكل اللوجيستية الكثيرة، وتلك المرتبطة بالإمدادات، ونظراً إلى الصعوبات التي يواجهونها في المناورة، ونظراً إلى مشاكلهم المتعلقة بالتنسيق والمعنويات والتنظيم الهرمي، ليس مؤكداً أنهم سيكونون فاعلين كثيراً".

وقال إن الجنرال دفورنيكوف كان يقود الهجوم في الجنوب في بداية الهجوم، وقد حقق الروس نجاحاً في الجنوب أكبر من ذلك الذي حققوه في الشمال".

مقتل 3 في ضربات روسية بمنطقة دونيتسك

بدورها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، اليوم، إن روسيا أكملت تقريباً حشد قواتها لشن هجوم جديد على منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا.

وقال أولكسندر موتوزيانيك، المتحدث باسم وزارة الدفاع "نتوقع بدء القتال الفعلي في هاتين المنطقتين في أقرب وقت"، مضيفاً أن الجيش الأوكراني مستعد للتصدي للهجوم الجديد. ولم يحدد الأدلة التي بنت عليها الوزارة توقعها هذا.

قال حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية بافلو كيريلينكو في منشور على "تليغرام" إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب ثمانية مدنيين الاثنين في ضربات روسية على المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا.

مخاطبة الاتحاد الأفريقي

وأعلن رئيس السنغال ماكي سال الذي يتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي أن نظيره الأوكراني زيلينسكي طلب منه خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما الاثنين وتمحورت حول النزاع بين روسيا وأوكرانيا، "إجراء تواصل مع الاتحاد الأفريقي".

وقال سال في تغريدة على "تويتر"، "أشكر الرئيس (زيلينسكي) على اتصاله اليوم. لقد ناقشنا تأثير الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي والحاجة لإيلاء الأولوية للحوار من أجل التوصل إلى حل تفاوضي للنزاع".

وأتى الاتصال الهاتفي بين زيلينسكي وسال في وقت بدت فيه الدول الأفريقية في مناسبات عدة منقسمة بشأن الموقف الواجب اعتماده حيال موسكو منذ 24 فبراير (شباط) حين بدأت القوات الروسية باجتياح أوكرانيا.

وأضاف سال في تغريدته، "لقد أخذت علماً أيضاً بطلبه إجراء اتصال مع الاتحاد الأفريقي". وكان سال قد أعلن في 9 مارس (آذار) أنه اتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل "السعي لوقف دائم لإطلاق النار" في أوكرانيا.

والسنغال هي إحدى 58 دولة امتنعت عن التصويت في 7 أبريل (نيسان) في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان بسبب الحرب في أوكرانيا. وانقسمت أصوات القارة السمراء خلال التصويت يومها بين 9 دول صوتت مع القرار، و9 صوتت ضده، و24 امتنعت عن التصويت.

فرنسا تطرد 6 عملاء روس

ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، الاثنين، أن ستة عملاء روس يتظاهرون بأنهم دبلوماسيون أشخاص غير مرغوب فيهم بعد أن خلص تحقيق أجرته أجهزة الاستخبارات الداخلية إلى أنهم يعملون ضد المصالح الوطنية الفرنسية.

وقالت وزارة الخارجية في بيان، "بعد تحقيق طويل للغاية، كشفت المديرية العامة للأمن الداخلي يوم الأحد العاشر من أبريل عن عملية سرية نفذتها أجهزة الاستخبارات الروسية على أراضينا".

وأضافت، "ستة عملاء روس يعملون تحت غطاء دبلوماسي، وثبت أن أنشطتهم تتعارض مع مصالحنا الوطنية تم إعلانهم أشخاصاً غير مرغوب فيهم". وهنأ وزير الداخلية جيرالد دارمانان أفراد المديرية العامة للأمن الداخلي على "تويتر" على إحباط العملية. ولم يذكر تفاصيل عن طبيعة المهمة. كما رفضت وزارة الخارجية الإدلاء بتفاصيل.

وقالت وزارة الخارجية إنه في غياب سفير روسيا في باريس، استدعت الرجل الثاني لإبلاغه بأسباب الطرد. ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن "روسيا سترد على نحو متناسب".

وطردت فرنسا هذا الشهر 35 روسيا يتمتعون بوضع دبلوماسي في إطار تحرك أوروبي أوسع، وقالت إنهم كانوا يعملون ضد مصالح فرنسا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من بعض الانتقادات، سعى الرئيس إيمانويل ماكرون للحفاظ على الحوار مع نظيره الروسي. ويتحدث ماكرون بانتظام مع بوتين في إطار جهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا وبدء مفاوضات جادة بين كييف وموسكو.

ومع ذلك، تصاعد التوتر في الأسابيع القليلة الماضية مع استدعاء السفير الروسي ثلاث مرات، منها مرتان بسبب تغريدات لسفارته وصفتها فرنسا بأنها غير مقبولة.

فرنسا تحقق في "جرائم حرب"

ووصل عناصر من الدرك الفرنسي إلى لفيف في غرب أوكرانيا لمساعدة نظرائهم الأوكرانيين في "التحقيقات في جرائم الحرب التي ارتُكبت حول كييف"، بحسب ما أعلن السفير الفرنسي لدى أوكرانيا إيتيان دو بونسان، الاثنين.

وكتب دو بونسان في تغريدة على "تويتر" أن هذه "أول" وحدة محققين أجنبية "تقدم مثل مساعدة كهذه". وأضاف، "فخورون بأن نرحب في لفيف بفصيلة الدرك التقنيين والعلميين الذين أتوا لمساعدة رفاقهم في التحقيقات في جرائم الحرب التي ارتُكبت حول كييف".

وأكد السفير أن المحققين الفرنسيين سيباشرون عملهم، الثلاثاء، مشدداً على "تضامن" فرنسا مع أوكرانيا. والتغريدة التي تُرجمت أيضاً إلى الأوكرانية أرفقها السفير بالعلمين الفرنسي والأوكراني.

وفي باريس، أعلنت وزارات الخارجية والداخلية والعدل الفرنسية في بيان مشترك، أن "فريقاً تقنياً من وزارة الداخلية مكلفاً تقديم خبرته في مجال تحديد الأدلة وجمعها إلى السلطات الأوكرانية وصل صباح اليوم إلى أوكرانيا".

وأضاف البيان أنه "بالاتفاق مع السلطات الأوكرانية، يُمكن للفريق أن يسهم أيضاً في تحقيق المحكمة الجنائية الدولية".

وأرفق السفير الفرنسي تغريدته بصورة ظهر فيها نحو 15 عنصراً من الدرك - ببينهم امرأة - يرتدون زياً أزرق، وخلفهم شاحنة بيضاء تابعة لمعهد البحوث الجنائية في جهاز الدرك، وقد كُتب عليها "مختبر متنقل للحمض النووي".

وفي بيانها المشترك قالت الوزارات الفرنسية الثلاث، إن عناصر الدرك هؤلاء هم "خبراء في مسارح الجريمة وتحديد الضحايا". وفي عداد هذا الفريق أيضاً طبيبان شرعيان "سيكون بمقدورهما إجراء سلسلة من الفحوص والتعرف على هويات جثث"، بحسب البيان. وسارعت موسكو إلى انتقاد المبادرة الفرنسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه "لا يمكن التعويل على تحقيق محايد" من قبل وحدة الدرك الفرنسية هذه بسبب "تحيز هؤلاء المتخصصين". وذهبت الوزارة أبعد من ذلك، إذ أعربت عن خشيتها من أن يحاول هؤلاء المحققون الفرنسيون "إخفاء جرائم الحرب العديدة" التي تتهم موسكو القوات الأوكرانية بارتكابها و"فبركة اتهامات ضد القوات الروسية".

تجريد "الخونة" من جنسيتهم

اقترح رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) الإثنين تجريد "الخونة" المعارضين للحرب في أوكرانيا من جنسيتهم، مشيراً كمثال إلى صحافية رفعت لافتة ضد التدخل.

وقال فياتشيسلاف فولودين، "الغالبية العظمى من مواطنينا يدعمون العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وهم يدركون ضرورتها لأمن بلدنا وأمتنا، ولكن هناك أيضاً من يتصرفون بجبن وخيانة".

وأضاف المسؤول عبر قناته في تطبيق "تليغرام"، "للأسف، لا يوجد إجراء لسحب جنسية هؤلاء المواطنين في الاتحاد الروسي ومنع دخولهم إلى بلادنا. ربما يكون ذلك جيداً". وأردف متسائلاً: "ما رأيكم؟".

ولتوضيح وجهة نظره، أشار فولودين إلى الصحافية مارينا أوفسيانيكوفا التي اشتهرت في منتصف مارس عندما رفعت لافتة تقول، "لا للحرب" على شاشة تلفزيون روسي أثناء بث مباشر.

تركت أوفسيانيكوفا وظيفتها في القناة الروسية العامة "بيرفي كانال"، وصارت مراسلة في أوكرانيا وروسيا لصحيفة "دي فيلت" الألمانية، وفق ما أعلنت الأخيرة، الاثنين.

وتابع رئيس مجلس الدوما متحدثاً عن الصحافية، "ستعمل الآن لصالح إحدى دول حلف شمال الأطلسي، وتبرر تسليم الأسلحة للنازيين الجدد الأوكرانيين، وإرسال مرتزقة أجانب لمحاربة جنودنا والدفاع عن العقوبات ضد روسيا".

ويستبعد أن يتم إقرار إجراء يسمح بسحب الجنسية من دون موافقة بوتين، لكن تصريحات فياتشيسلاف فولودين توضح الأجواء العدائية المتزايدة في روسيا ضد أي صوت يعارض الهجوم العسكري في أوكرانيا الجاري منذ 24 فبراير.

كثف الكرملين حملته القمعية في الأسابيع الأخيرة، واعتقل آلاف المتظاهرين، وحظر وسائل إعلام مستقلة ومواقع تواصل اجتماعي، واستعمل عبارات قوية مثل "تطهير" المجتمع و"الخونة". ويتعرض معارضو التدخل العسكري للشيطنة باستمرار، وتلقى أشخاص انتقدوا العملية رسائل تهديد.

ليس من مصلحة الهند شراء مزيد من النفط الروسي

وسط هذه الأجواء، قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن قال لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إن شراء مزيد من النفط الروسي ليس في مصلحة الهند ويمكن أن يعرقل رد الولايات المتحدة على الحرب في أوكرانيا، وفي مستهل محادثات عن بعد استمرت ساعة وصفها مسؤولون أميركيون بأنها "دافئة" و"صريحة"، صرح بايدن ومودي بتنامي قلقهما حيال الدمار داخل أوكرانيا، لا سيما في بوتشا، حيث قتل كثير من المدنيين.

مجلس الأمن يبحث الوضع الإنساني

ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الوضع الإنساني في أوكرانيا في 19 أبريل بطلب من فرنسا والمكسيك، وفق ما أفاد دبلوماسيون بعد عقده الاثنين جلسة حول النساء والأطفال في البلد المنكوب.

وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته، إن الاجتماع الجديد "سيركز على اللاجئين ورعايا الدول الثالثة والاتجار بالبشر". وشدد السفير الألباني فريد خوجة صباح الاثنين على أنه لن يتوقف هو وسفراء الدول الشريكة في الأمم المتحدة عن إدانة الهجوم، رغم أن روسيا "أخذت المجلس رهينة عبر حق النقض، ما منعه من ضمان أمن أوكرانيا".

وعقد مجلس الأمن منذ بداية الحرب 15 جلسة، وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة ثلاث مرات لإدانة الهجوم (2 مارس)، والدعوة لحماية المدنيين (24 مارس) واستبعاد روسيا من مجلس حقوق الإنسان (7 أبريل).

وأفاد دبلوماسيون عدة بأن أعضاء في المجلس تخلوا عن طلب عقد اجتماعات طارئة، حتى بعد مذابح مثل تلك التي وقعت الجمعة في كراماتورسك (نحو 50 قتيلاً)، وصاروا يخيرون بناءً على اقتراح من أوكرانيا عقد جلسات منتظمة حول مواضيع ذات صلة بالحرب وإثارة ملف النزاع كلما أتاحت الفرصة.

على صعيد متصل، قال دبلوماسيون، إن بعض نظرائهم صاروا يعتقدون أن دفع روسيا نحو مزيد من "العزلة" قد يأتي بنتائج عكسية، وأن الإفراط في فرض العقوبات قد يضر بمساعي انتهاج تعددية الأطراف، وأن المجلس يجب أن يمارس "الدبلوماسية" وألا يتحول إلى منصة "علاقات عامة".

عند التصويت على استبعاد روسيا من مجلس حقوق الإنسان في الجمعية العامة في 7 أبريل، صوّتت لصالح القرار أقلية من 6 أعضاء (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيرلندا والنروج وألبانيا) من بين 15 عضواً في مجلس الأمن. وعارض ثلاثة أعضاء القرار (روسيا والصين والغابون)، وامتنع عن التصويت ستة منها (الهند والبرازيل وكينيا وغانا والمكسيك والإمارات).

المزيد من دوليات