Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقدم احزاب الخضر بعد نجاحاتها الكبيرة في انحاء اوروبا

يمثل صعود أنصار البيئة في الانتخابات الأوروبية تحوّلاً جوهرياً في السياسة

حملة حزب الخضر الأوروبي قبيل الانتخابات الأوروبية (عن رويترز)

كانت تلك مفاجأة الانتخابات الأوروبية: صعود أحزاب " الخضر" في أنحاء القارة. وهي واصلت تقدّمها منذ ذلك الحين، فأنصار البيئة يحقّقون مزيداً من المكاسب، مدعومين بزخم نوابهم الجدد في البرلمان الأوروبي.

في ألمانيا، أظهرت الانتخابات الأخيرة أن حزب "الخضر" يتساوى عملياً مع المحافظين بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل، الذين تحكّموا بالسياسات هناك لأكثر من عقد من الزمن. وإذ يواجه الائتلاف الحاكم الحالي مرحلة صعبة، ثمة حديث عن أن إجراء انتخابات مبكرة جديدة ربما تؤدي إلى تشكيل تحالف ليسار الوسط بقيادة أنصار البيئة.

وتشهد دول أخرى أيضاً وصول أنصار البيئة إلى مواقع رئيسية في السلطة. ففي فنلندا، يعتبر "الخضر" جزءاً رئيسياً من الائتلاف الحاكم الجديد، الذي تشكّل يوم الخميس الفائت، وقد تولّى وزارة الخارجية أيضاً. وكذلك صعدت أحزب "الخضر" في دول أخرى مثل أيرلندا وفرنسا وبلجيكا. أما في بريطانيا، فلا يقل أداء هذا الحزب جودة عنه في انتخابات سابقة، وخصوصاً انه قد ضاعف عدد أعضائه في البرلمان الأوروبي الشهر الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن لا بدّ من توخي الحذر، لأن الرأي العام متقلّب من جهة، كما أن أحزاب "الخضر" صعدت سابقاً، من جهة ثانية. ففي الانتخابات الأوروبية عام 1989، فاز حزب "الخضر" بنسبة 14 % من الأصوات في المملكة المتحدة. صحيح أنه لم يؤسس نفسه كقوة سياسية كبرى، ولكن الأحزاب الكبيرة دمجت الكثير من سياساته وخطابه في إطار برامجها وذلك لكسب ثقة الناخبين .

بيد أن ثمة أسباب وجيهة للاعتقاد بأن سياسة حزب "الخضر" ستصمد لفترة طويلة، وأن تغيّر المناخ سيحظى بالاهتمام الذي يستحقه في سياساتنا، ذلك على الرغم من أن بريكست نال أكبر نصيب من التغطية الإعلامية خلال السنوات القليلة الماضية.

 أصبح هاجس "أننا لا نولي اهتماماً كافياً لتغير المناخ"، على نحو ما، مسألة سياسية بعينها، إنها حقيقة قائمة بذاتها، وأداة تجنيد قوية لحركات أنصار البيئة وأحزاب "الخضر"، الذين لا يوفرون جهداً لإعطاء القضية الوقت الذي تستحقه.

وأدت الاحتجاجات الأخيرة لأنصار حركة "تمرّد انقراض" وما ارتبط بها من إضرابات طلابية للمطالبة بحماية البيئة، في جميع أنحاء أوروبا، إلى رفع وعي الجماهير بالقضايا البيئية إلى مستويات غير مسبوقة.

وفي استطلاعات للراي أجرتها "يوغوف" حول الهواجس السياسية العفوية للناخبين في المملكة المتحدة، بدت البيئة كمشكلة تزايد الاهتمام بها ببطء وثبات منذ عام 2016، قبل أن تصعد صعوداً حاداً بعد انطلاق احتجاجات "تمرد انقراض" في 2019 إلى 27 %، متجاوزةً الارتفاع القصير الأجل السابق الذي بلغ 24% خلال فيضانات الشتاء الشديدة والعواصف في عام 2014 في بريطانيا.

 ثمة أمران يمكننا توقع المزيد منهما، وهما الطقس الرديء والاحتجاجات ذات العلاقة بالمناخ. وإن كان ذلك يثير القلق بشأن البيئة، فهو بلا ريب يشكّل تربة خصبة للسياسة البيئية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات