Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خبراء يحذرون من أثر "كورونا الطويل الأمد" على الاقتصاد البريطاني

يخشى الخبراء أن تؤثر هذه الحالة الصحية على قدرة الناس على الإنتاج وأن تكون مكلفة لأرباب العمل والحكومة

لا يزال بعض مرضى "كوفيد طويل الأمد" يعانون بعد سنوات من إصابتهم بالفيروس (غيتي)

حذرت دكتورة متخصصة في الأمراض المُعدية من تأثير "كوفيد الطويل الأمد" المتواصل والمتراكم والكبير على اقتصاد المملكة المتحدة، عن طريق تخريب حياة المواطنين.

ومن المرجح أن هذه الحالة الصحية، التي يمكنها حتى إصابة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، ستنتج من مستويات عالية من الإصابات بفيروس كورونا بعد رفع الحكومة في إنجلترا لجميع القيود، وفقاً للدكتورة ناتالي ماك ديرموت.

وقد يعاني المصابون بأعراض ما بعد "كوفيد-19"، المعروفة باسم "كوفيد طويل الأمد"، من مشاكل صحية تستمر أشهراً، أو حتى سنوات، بعد إصابتهم بالمرض.

وتتراوح الأعراض بين ضيق التنفس وصعوبات في التركيز تسمى أيضاً "ضبابية الدماغ"، والإرهاق والتعب الشديد المؤدي إلى العجز عن العمل. وقد وصف بعض المصابين بهذه الحالة أعراضهم بالآلام المبرحة.

تقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية، إنه لا يبدو أن احتمالات الإصابة بأعراض طويلة الأمد مرتبطة بشدة الإصابة بـ"كوفيد".

إن المسنين والنساء والمدخنين والمصابين بالسمنة هم أكثر الأشخاص عرضةً للخطر.

وحذرت الدكتورة ماك ديرموت، المحاضرة الأكاديمية في الطب السريري في جامعة كينغز كولدج في لندن، من أن الحالة تؤثر بشكل كبير على قدرة الناس على العمل، كما ترتب تكلفة هائلة على الحكومة وقطاع الأعمال التجاري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشير تقديرات مكتب الإحصاء الوطني إلى أن نحو 1.5 مليون شخص في المملكة المتحدة، أي ما يعادل 2.4 في المئة من السكان، مصابون بـ"كوفيد طويل الأمد"، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم نتيجة موجة الإصابات بمتحورة "أوميكرون" التي طاولت ملايين الأشخاص.

وقالت الدكتورة ماك ديرموت، المتخصصة في الأمراض المعدية للأطفال، والتي تعاني شخصياً من هذه الحالة [كوفيد طويل الأمد]، أمام مؤتمر لجمعية لندن الملكية لتحسين المعرفة الطبيعية، إن عدم أخذ هذه الحالة بعين الاعتبار عند رفع القيود وتقديم المشورة بشأن تلقيح الأطفال سيؤدي إلى انهيار المملكة المتحدة على المستوى الاقتصادي.

وأضافت أن معدل الإصابات المرتفع [بالفيروس] سيؤدي إلى مزيد من حالات "كوفيد طويل الأمد"، التي ستخرب بدورها حياة الأشخاص وتضر بتعليم الأطفال وتقوض الاقتصاد.

ونقلت صحيفة "الغارديان" عنها قولها، "نتكلم عن حالات الدخول إلى المستشفى، ونتكلم عن الوفيات، ولكنني لا أسمع الناس يقولون إن (كوفيد طويل الأمد) يعتبر مشكلة. علينا أخذ ذلك بعين الاعتبار حين نعمد إلى تكييف إجراءات الصحة العامة أو نضع إجراءات جديدة لمحاولة احتواء هذه الجائحة أو عندما نقرر عدم فرض أي إجراءات على الإطلاق".

وأضافت: "هذا ما سيؤدي إلى دمارنا الاقتصادي في السنوات المقبلة".

وأردفت قائلة، إن نحو 40 في المئة من الأشخاص الذين يعانون من "كوفيد طويل الأمد" لأكثر من سنة قد يحتاجون إلى تعديل طريقة عملهم أو مهامهم الوظيفية من أجل العودة إلى العمل أو استئناف نشاطات أخرى.

تضطر ماكديرموت، التي أصيبت بـ"كوفيد" عام 2020، الآن، أن تستقل سيارات أجرة للوصول إلى مكان العمل أو أن تستخدم دراجة سكوتر لتساعدها على التنقل بسبب معاناتها من أعراض "كوفيد طويلة الأمد".

وأضافت أن هذه الحالة لا تؤثر على حياة الناس فحسب، بل تترك آثاراً لا يستهان بها على قدرتهم على العمل والقدرة على كسب الأجر، وهو ما يرتب أثماناً على أرباب العمل والحكومة من خلال تمويل مخصصات العجز عن العمل.

وختمت بقولها، "سوف يشكل هذا الأمر ضربة قاسية لاقتصادنا، وليس لحياة الأشخاص فحسب".  

© The Independent

المزيد من صحة