Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تتخطى الحدود الآمنة لـ"التضخم" والأسعار تشتعل

بلغ 12.1 في المئة خلال مارس والطماطم تسجل 1.4 دولار وتبادل اتهامات حول أسباب الزيادات والتجار: نحن ضحايا

التضخم يضرب الأسواق المصرية وسط اشتعال أسعار الخضراوات واللحوم (أ ف ب)

تخطى معدل التضخم السنوي في مصر الحدود الآمنة المستهدفة من البنك المركزي ليصل إلى 12.1 في المئة خلال مارس (آذار) الماضي بزيادة قدرها اثنين في المئة عن المعدل في فبراير (شباط) الماضي عندما سجل 10 في المئة وفقاً لتقرير صادر عن الجهاز المركزي المصري للتعبئة والإحصاء اليوم الأحد.

ويستهدف البنك المركزي متوسطاً آمناً من وجهة نظره لمستوى التضخم خلال الربع الأخير من العام المالي الحالي 2021 - 2022 يدور في فلك الزيادة والنقصان عن السبعة في المئة، وهو ما يعني إمكان وصول معدل التضخم إلى تسعة في المئة أو الهبوط إلى خمسة في المئة.

وارتفع معدل التضخم السنوي في المدن الرئيسة إلى 10.5 في المئة في نهاية مارس الماضي في مقابل 8.8 في المئة في فبراير (شباط) السابق له. وحول مستوى التضخم الشهري أعلن جهاز الإحصاء وصوله إلى 2.4 في مارس 2022 مقابل اثنين في المئة في الشهر السابق له، مما يشير إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع الرئيسة خلال مارس وحتى الأيام الأولى من أبريل (نيسان) الحالي، بعدما قادت الطماطم الزيادات القياسية التي يصفها المصريون بالجنون إلى جانب أصناف أخرى من الخضراوات، علاوة على ارتفاعات في أسعار اللحوم والدواجن والبيض.

غضب وتبادل اتهامات

ورصدت "اندبندنت عربية" على هامش جولة لرصد الأسعار في بعض الأسواق حالاً من الاستياء سيطرت على جميع الأطراف، وسط تبادل الاتهامات حول السبب الرئيس لوصول الأسعار إلى مستويات قياسية، وبينما اتهم مواطنون التجار بالجشع تذمر البائعون من حال الركود التي أصابت الأسواق، معتبرين أنفسهم إحدى الضحايا، وتبرأ بعضهم من تلك الارتفاعات وأرجعوها إلى أسباب محلية خارجة عن سيطرتهم.

وتراوحت أسعار الطماطم بين 15 و25 جنيهاً (1.4 دولار أميركي) للكيلو الواحد، قبل أن تتراجع تدريجياً إلى 12 جنيهاً (0.65 دولار) بعد انتهاء الأسبوع الأول من الشهر الحالي، في وقت سجلت أسعار الفلفل بأنواعه الأحمر والأصفر والأخضر مستويات قياسية، إذ تخطى سعر الكيلو حاجز الـ 30 جنيهاً (1.6 دولار) وسجل الفلفل الحار 20 جنيهاً (1.09 دولار).

رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بالاتحاد المصري للغرف التجارية حاتم النجيب أرجع المستويات القياسية لأسعار الخضراوات في مصر إلى عوامل عدة حركت الأسعار بشكل كبير، أبرزها أن الوقت الحالي هو موعد تغير العروات (الفاصل الزمني بين زراعة الأراضي وبعضها)، مستدركاً "لكن الأسعار وصلت لمستويات غير مسبوقة هذا الموسم بسبب موجات الصقيع التي ضربت مصر مما قلص من كميات المخزون الاستراتيجي الذي يدفع به التجار في الأسواق مع فترة العروة الصيفية، مع ارتفاع كلف الزراعة والأعلاف والأسمدة والنقل وباقي مستلزمات الإنتاج، متوقعاً هدوء الأسعار مع ضخ المحصول الجديد إلى الأسواق.

أحد تجار التجزئة في سوق شعبي قال "نحن كتجار نشترى البضائع من أسواق الجملة الرئيسة في المدن بأسعار مرتفعة"، موضحاً أن صندوق الطماطم ارتفع بمقدار 250 جنيهاً (13.6 دولار) خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي، مشيراً إلى أن زيادة الأسعار بدأت منذ منتصف مارس حتى وصل سعر الصندوق إلى 350 جنيهاً (19 دولاراً) من دون إضافة كلف النقل والشحن وهامش الربح، مطالباً الدولة بالضغط على كبار تجار الجملة لخفض الأسعار من المنبع.

أسواق اللحوم

أسواق اللحوم والدواجن ليست أفضل حالاً من الخضراوات، فقد شهدت أسعارها مستويات قياسية أيضاً، خصوصاً في سعر كيلو "البانيه" "فراخ مخلية" الذي وصل إلى 100 جنيه (5.5 دولار) في سابقة لم تحدث من قبل في الأسواق المحلية، وفقاً لرئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية عبد العزيز السيد.

وأضاف أن سعر كيلو الدواجن البيضاء سجل 37 جنيهاً (دولارين) بينما يصل إلى المستهلك النهائي بسعر 47 جنيهاً (2.5 دولار) للكيلو بينما سجل سعر كيلو الدواجن البلدية 40 جنيهاً (2.1 دولار) تصل إلى المستهلك بسعر 50 جنيهاً (2.73 دولارات).

وأرجع رئيس شعبة الدواجن تلك الارتفاعات إلى أسباب داخلية وأخرى خارجية، مشيراً إلى أن تحريك أسعار أسطوانات الغاز من الحكومة أجبر التجار والمزارع على زيادة الأسعار، لكون أسطوانات الغاز أحد أهم عوامل الإنتاج لتدفئة الطيور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحركت القاهرة في الـ 18 من مارس الماضي سعر أسطوانة الغاز للاستهلاك المنزلي والتجاري بنحو سبعة في المئة ليرتفع سعرهما لـ 75 و150 جنيهاً.

وحول أسعار اللحوم في الأسواق، قال رئيس شعبة القصابين بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية محمد وهبة إن الأسعار ارتفعت قبل حلول شهر رمضان بأيام قليلة، وأوضح أن سعر كيلو اللحوم "البتلو" سجل 190 جنيهاً (10.3 دولار) في حين سجل سعر كيلو اللحوم "الجاموسي والجملي" 120 جنيهاً (6.5 دولار) ووصل كيلو لحوم الضأن إلى 180 جنيهاً (9.8 دولار).

وأكد رئيس شعبة القصابين أن الحرب الروسية دفعت أسعار الأعلاف إلى مستويات غير مسبوقة انعكست على أسعار اللحوم البلدية، إذ تعتمد أغلب المزارع المحلية على الأعلاف كأحد أهم مدخلات الإنتاج.

مطلوب تدخل الدولة

وعبرت عايدة صلاح وهي موظفة بالقطاع الخاص ومتزوجة، عن استيائها من ارتفاع أسعار جميع السلع، مؤكدة أنه لا توجد سلعة واحدة لم ترتفع أسعارها، "من غير المعقول أن يصل كيلو ورق العنب إلى 100 جنيه في أول أيام شهر رمضان حتى لو عاود الهبوط إلى 40 جنيهاً (2.18 دولار) إلا أنه سعر غير طبيعي ومبالغ فيه"، مطالبة الأجهزة الرقابية في الدولة بالتدخل لحماية المواطنين من جشع التجار.

كما عبرت سماح محمود عن غضبها من جنون أسعار الطماطم والفلفل الرومي والحار وفراخ البانيه قائلة "عمري 54 عاماً ولم أر من قبل سعر كيلو فراخ البانيه بـ 100جنيه، ولذلك قررت الاقتصاد في الكميات فلدي أسرة مكونة من سبعة أفراد وتحتاج على وجبة الإفطار إلى 1.5 كيلو بانيه، وهذا ما يعني أني سأدفع 150 جنيهاً (8.17 دولار) بغض النظر عن باقي أطباق المائدة".

وقال ياسر سعد الموظف بالقطاع الحكومي، "لم أشهد تلك الأسعار من قبل، فسعر كيلو اللحوم تخطى الـ 200 جنيه (10.9 دولار) في بعض المناطق ووصل سعر كيلو الدواجن إلى 50 جنيهاً (2.72 دولار)"، موضحاً أنه لتقليل النفقات قرر وزوجته تحضير وجبة إفطار من البيض وبعض أصناف اللحوم المعلبة والجبن.

وأشار سائق التاكسي سيد عبدالمنعم إلى أن أسعار السلع الغذائية تأكل الإيراد اليومي للسيارة، مشيراً إلى أنه يجمع يومياً قرابة 150 جنيهاً (8.71 دولارات)، وأن وجبة السحور لأسرته المكونة من ثمانية أفراد تلتهم نصف المبلغ.