Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسماء 10 أطراف مذنبة بمسؤوليتها عن "بريكست"

تشمل جهات تمتد من ديفيد كاميرون إلى دعاة البقاء في الاتحاد الأوروبي

بوريس جونسون متحدثاً في مؤتمر صحافي عقده في "10 داونينغ ستريت" عقب لقاء ثنائي مع المستشار الألماني أولاف شولتس، في لندن، بتاريخ 08  إبريل 2022 (رويترز)

في 23 يناير (كانون الثاني) 2013، صرّح ديفيد كاميرون بأن المملكة المتحدة ستُجري استفتاءً على البقاء في الاتحاد الأوروبي أو مغادرته إذا فاز بالسلطة مجدداً في الانتخابات المقبلة. تابعتُ خطابه من داخل غرفة فندق في مدينة "سان موريتز" التي قصدتها للتزلّج مع صديق قديم يعمل مراسلاً أجنبياً. حينها، التفتُّ إليه وقلت "هلكنا".

عدتُ إلى الوطن وألّفتُ كتاباً بعنوان "بريكست/ كيف ستغادر بريطانيا أوروبا". رفضت وسائل الإعلام الرسمية أن تأخذ نظريتي على محمل الجدّ. أعطيتُ مقدم البرامج جيم نوتي الذي يعمل في إذاعة "بي بي سي، القناة الرابعة" نسخة عن كتابي وأكد لي أنني سأتلقّى دعوة للمشاركة في برنامج "توداي". وما زلتُ أنتظر إلى اليوم.

لقد ربَّت كل المحررين الإخباريين والنواب والدبلوماسيين ورؤساء مراكز الأبحاث (باستثناء تشارلز غرانت من مركز الإصلاح الأوروبي) على رأسي، مشيرين إلى إن ذلك لن يحصل. ولكنه حصل، وهؤلاء هم الـرجال والنساء العشرة الذين حرصوا على انفصالنا عن أوروبا.

01- توني بلير وغوردون براون. ألقى بلير خطابات لا تُعدّ ولا تُحصى موالية للاتحاد الأوروبي على أرض القارة، لكنه لم يُلقِ أيّاً منها داخل بريطانيا. ودأب شركاء براون من جهتهم على تقديم إحاطات مناهضة للاتحاد الأوروبي. كذلك، عرقلت وزارة الخزانة كل التوجيهات الأوروبية تقريباً التي ساعدت على حماية العمال البريطانيين.

02- ديفيد كاميرون وويليام هيغ. حينما ترأس هيغ حزب المحافظين، اختار أن يحوّله بعد عام 1997 إلى حزب معادٍ للاتحاد الأوروبي، أملاً في تعطيل مسيرة بلير. ودعا هيغ إلى عقد استفتاءات حول معاهدات أوروبية صغيرة ومنسيّة، وجعل فكرة الاستفتاء على أوروبا مسألة مركزية في السياسة البريطانية. نفّذ كاميرون أول خطوة انفصال سياسي عن أوروبا، حين قطع كل العلاقات مع أحزاب المحافظين من يمين الوسط في أوروبا. ولم ينطق كاميرون أو هيغ بأي كلمة طيبة بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي، إلى أن أدرك كاميرون فجأة أن تحطيم المأوى الذي أراد للمملكة المتحدة أن تظلّ فيه لم يكُن ضرباً من الذكاء السياسي.

03- نيك كليغ. دعا ذلك العضو في حزب "الديمقراطيين الأحرار" مراراً وتكراراً لعقد استفتاء على البقاء في الاتحاد. وكان بادي آشداون وتشارلز كينيدي مهووسين بالاستفتاء. وحينما تحالف كليغ مع كاميرون، لم يبذل أي جهد لمنعه من التزام عقد الاستفتاء.

04- شبكة "بي بي سي" والإعلام الليبرالي. نشرت صفحة الآراء في صحيفة "غارديان" مقالات للسير سايمون جنكينز، والكاهن جايلز فرايجر، والمعلق اليساري الصاعد الشاب أوين جونز، يهاجمون فيها أوروبا. واستضافت "بي بي سي" نايجل فاراج، الشعبوي الذي لم يتمكن يوماً من الفوز بمقعد نيابي في الانتخابات، 33 مرة في برنامج "كويستشن تايم"  Question Time أثناء الفترة التي سبقت الاستفتاء. في المقابل، لم يُدعَ أي نائب آخر في البرلمان الأوروبي ممن يتكلمون بصدق عن مسألة أوروبا للمشاركة في البرنامج المذكور سوى مرة أو مرتين.

05- حزب العمال. مال إيد ميليباند إلى تأييد أوروبا، لكن حكومة الظل [في الحزب] أثناء عهده ورثت كثيراً من تقليد غوردون براون المتضمن معارضة وزارة الخزانة لأي جهد أوروبي يسعى إلى الحدّ من ضرر الرأسمالية المنفلتة على طريقة "منتدى دافوس" [يروّج المنتدى عادة لسياسات اقتصادية رأسمالية متحررة] و"تجميع الثروات". واستمر يسار حزب العمال برئاسة جيريمي كوربين وجون ماكدونال في العيش ضمن عالم توني بين الذي رأى في أوروبا مؤامرة رأسمالية هائلة هدفها تحطيم العمال، حتى بعد تراكم الدلائل على تمتّع العمال والنقابات في دول أوروبية عدة بحقوق أكثر ورواتب أعلى وإدلائهم بآرائهم حول طريقة إدارة شركاتهم، بشكل يفوق ما أُتيح لهم خلال 13 عاماً من حكم حزب العمال في بريطانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

06- اتحاد الصناعات البريطانية. قصدتُ الاتحاد و"غرف التجارة البريطانية" وتوسلّتُ إليهم أن يتكلموا مباشرة مع موظفيهم عن أضرار "بريكست". رفضت تلك المؤسسات مطلبي، معتبرة أن هذه المسألة سياسية وهي لا تريد التدخل في السياسة.

07- حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي. اشتغلت على تلك الحملة مجموعة خبراء في العلاقات العامة من العاصمة لم يكُن لديها أدنى فكرة عن حاجات وهواجس العمال والناخبين في المناطق التي نسمّيها الآن مقاعد "الجدار الأحمر" [تشير التسمية إلى مناطق والَتْ تقليدياً حزب العمال، لكنها انتقلت إلى التأييد الصلب لحزب المحافظين]. فقد ظلوا طيلة هذا القرن يُلقّنون بأن أوروبا مرادف للهجرة. وأصبحت لديهم الآن فرصة للتصويت ضد المهاجرين، وهو مطلب كان إينوك باول [سياسي بريطاني محافظ ومناوئ للتوجهات الأوروبية في المملكة المتحدة] أول من أثاره القرن الماضي. كذلك أتيح لهم التصويت ضد زمرة المحافظين والديمقراطيين الليبراليين التي فرضت سياسة التقشف على بريطانيا بعد عام 2010، وعاقبت ناخبي "الجدار الأحمر" كي تضمن التخفيضات الضريبية للطبقات الوسطى في جنوب إنجلترا.

08- الإخفاق في إدارة حركة الأشخاص. استقبلت بعض الدول الأخرى عمالاً أوروبيين وافدين أكثر من المملكة المتحدة، لكنها ضبطت وجودهم بالطريقة المناسبة عن طريق بطاقات الهوية، وتفتيش أماكن العمل، والترحيل بعد ثلاثة أشهر في حال عدم الحصول على عمل، وتقديم مزيد من التدريب للمواطنين الشباب. أما بريطانيا، فكان فيها أسوأ أسواق العمل تنظيماً في أوروبا، ما أغضب ملايين الأشخاص بسبب عدم عثورهم على عمل مناسب. وقد استخدموا أصواتهم في يونيو (حزيران) 2016 من أجل معاقبة نخب لندن التي حمّلوها المسؤولية عن هذا الوضع.

09- بوريس جونسون. رحّب بإعلان كاميرون عام 2013 بقوله "إنها فرصة للحصول على صفقة جيدة لبريطانيا، تسمح بتشذيب بعض الأشواك التي نمت حول المشروع الأوروبي، وتبقينا راسخين بقوة داخل السوق الموحدة". وقد نشر النواب المؤيدين لـ"بريكست" بقوة الكذبة القائلة إن التصويت للانسحاب من أوروبا سيبقي بريطانيا داخل السوق الموحدة، وأعطوا الناخبين إحساساً كاذباً بالأمان، وبأن التصويت المعادي للمهاجرين بشكل أساسي سيأتي من دون عواقب.

10-  الطبقة السياسية الحاكمة. إذا كان اللورد نورث خسر أميركا [بمعنى أنها استقلت عن المملكة المتحدة]، فقد خسر ديفيد كاميرون أوروبا. والطبقة السياسية الحالية متحدة في مسألة عدم مهاجمة "بريكست"، إذ يرى حزب العمال أنه لا يمكن السعي إلى دخول السوق الموحدة قبل 50 عاماً. وأدى عرض كاميرون إجراء استفتاء في بريطانيا [على البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي]، إلى تغيير بريطانيا بأكثر مما فعلت أي عملية تطوير أخرى خلال القرنين الماضيين، خارج أزمنة الحرب. 

 

* دينيس ماكشاين، كاتب ووزير أوروبا سابقاً. صدر كتابه "بريكست إلى الأبد، مصير بريطانيا المبهم" (Brexiternity: The Uncertain Fate of Britain) عن دار "آي بي توريس بلومزبوري" IB Tauris-Bloomsbury  

 

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 24 يناير 2022

© The Independent

المزيد من تحلیل