Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تتأهب بعد عملية ديزنغوف: فترة صعبة ومليئة بالتحديات

بينيت يهدد بشن "حرب بلا هوادة من أجل الحفاظ على البيت"

بعد ثماني ساعات من البحث واستنفار الجيش والشرطة وقوات أمنية إسرائيلية معززة بأكثر من ألف عنصر، في تل أبيب ويافا، وعند الساعة الخامسة من صباح الجمعة، 8 أبريل (نيسان)، تمكن عناصر من "الشاباك" ووحدة "يمام" (الخاصة في الشرطة) من ضبط منفذ عملية ديزنغوف في تل أبيب، رعد فتحي حازم (29 سنة)، من مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.

العملية التي هزت الأجهزة الأمنية والاستخبارية أخرجت القيادة الإسرائيلية إلى حملة تهديد جديدة ضد الفلسطينيين، فأعلن رئيس الحكومة نفتالي بينيت عن "شن حرب بلا هوادة من أجل الحفاظ على البيت". وتبعه بالتهديد وزيرا الأمن بيني غانتس والخارجية يائير لبيد.

فقد شكلت عملية ديزنغوف، بتوقيتها وتنفيذها ونتائجها، فارقة بالنسبة إلى الوضع الاستخباراتي في إسرائيل، بعد العمليات الثلاث الماضية. فقد اختار المنفذ التاسعة من ليلة الخميس (اليوم الأول لعيد الفصح العبري)، وهو الوقت الذي ينتظره معظم الإسرائيليين للترفيه في نهاية الأسبوع. أما شارع ديزنغوف فهو أكثر المناطق حيوية واحتشاداً بالملاهي والمطاعم والأسواق، ويرتاده الإسرائيليون عموماً والشباب خصوصاً.

تقديرات

منفذ العملية، رعد حازم، في إسرائيل بشكل غير قانوني من دون تصريح، وفق جهاز الأمن الإسرائيلي. ما اعتبره البعض الإخفاق الأمنى الأول. ولم يُعرف أين كان حازم قبل وصوله إلى شارع ديزنغوف. وبحسب التقديرات الأخيرة لـ"الشاباك"، فإنه نفذ العملية بتنسيق مع جهات أخرى ساعدته في الهروب من شارع ديزنغوف إلى يافا، بالقرب من دوار الساعة، مركز البلدة العربية هناك. علماً أن في إمكانه الوصول إلى هناك مشياً على القدمين في غضون ربع ساعة.

اختيار حازم الملهى الليلي (بار ايلكا) وسط شارع ديزنغوف، بحد ذاته، أثار غضب المسؤولين الأمنيين، إذ تشير هذه الخطوة إلى فقدان الردع الإسرائيلي وإلى الجرأة في تنفيذ العملية. وبحسب شهود عيان، وقف حازم في المكان وأطلق النيران باتجاه الموجودين، فأصاب تسعة منهم على الأقل في غضون دقائق. ومعظم الإصابات في النصف الأعلى من الجسم. توفي اثنان بعد وقت قليل، ونُقل ثالث إلى المستشفى في حالة خطرة جداً. فيما إصابات ستة أشخاص ما بين متوسطة وصعبة. وهناك العشرات الذين وصلوا إلى المستشفى للعلاج إثر إصابتهم بحالات هلع.

فور المباشرة بنقل المصابين، أُعلنت الأجهزة الأمنية والشرطة حالة الطوارئ، وتم تجنيد أكثر من ألف عنصر انتشروا في منطقة العملية والمحيطة بها خشية تنفيذ عمليات أخرى.

عند الخامسة من صباح الجمعة، وجد عناصر من الشاباك ووحدة "يمام" منفذ العملية يختبئ بجانب المسجد الكبير في البلدة القديمة في يافا، وحصل تبادل إطلاق النار بين الطرفين، ما أدى إلى مقتله.

تهديدات غير مسبوقة

وقد اضطر رئيس الحكومة نفتالي بينيت إلى تأجيل لقاءات مع نواب ووزراء من حزبه وأحزاب الائتلاف، في أعقاب الأزمة السياسية التي تهدد حكومته. وعقد اجتماعاً لتقييم الوضع والبحث في سبل التصرف لمنع التصعيد مع اقتراب عيد الفصح اليهودي وحساسية الوضع الأمني في القدس، خلال شهر رمضان والمسيرات التي ينظمها اليمين الإسرائيلي. وشارك في الاجتماع وزيرا الأمن غانتس، والأمن الداخلي عومير بار ليف وقادة الأجهزة الأمنية.

وخرج بينيت بتهديدات غير مسبوقة، مشيداً بقدرة الأجهزة الأمنية في الوصول إلى كل من يخطط ويستعد ويساعد في تنفيذ عمليات. وقال "سيكون الثمن الذي يدفعه باهظاً"، مضيفاً "لقد شاهدنا الاحتفالات وتوزيع الحلوى في جنين وغزة. وهؤلاء هم الأشخاص الذين نواجههم. وهم ليسوا قلائل. إنهم يبتغون كسر روحنا وتمسكنا بأرضنا. لكنهم لن يفلحوا، فنحن لن ننكسر".

وقرر المجتمعون إبقاء حالة التأهب في أقصى درجاتها في تل أبيب ومحيطها وفي مختلف أنحاء إسرائيل. ومنح بينيت الجيش والأجهزة الأمنية صلاحيات واسعة لتنفيذ كل ما يتطلب للقضاء على ما أسماه "الإرهاب"، "حيث لا توجد ولن تكون هناك أي قيود لهذه الحرب".

وتوجه بينيت إلى الإسرائيليين لتهدئتهم والتخفيف من حالة الهلع التي عبر عنها كثيرون، قائلاً "نشهد فترة صعبة ومليئة بالتحديات. وقد تكون طويلة. إذ استغرقت الانتفاضة الثانية سنوات عدة، لكننا انتصرنا في نهاية المطاف".

وأوعز بينيت للمسؤولين بفحص ضلوع البيئة القريبة المحيطة بمنفذ العملية، وبالعمل المناسب إزاء كل من ساعده أو كان يعلم عن نياته العنيفة. وأمر بإبقاء معبر الجلمة (الشريان المركزي لمدينة جنين) مغلقاً حتى إشعار آخر، بهدف تقييد إمكانية الحركة من مدينة جنين وإليها.

تحد أمني

من جهته، هدد وزير الخارجية يائير لبيد بتوجيه ضربات لمخططي العمليات ومنفذيها. وقال "سنعثر على مرسليهم والمتعاونين معهم في أي مكان، ولن نرتاح حتى يعود الهدوء إلى الشوارع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر لبيد عملية ديزنغوف "ثمرة سامة من التحريض المتواصل من جانب منظمات إرهابية تحركها أيديولوجية الكراهية. وسنحارب الإرهاب دون هوادة".

أما غانتس فكتب على "تويتر"، "ألقينا القبض على المخرب. وسنوسع عملياتنا ضد موجة الإرهاب بالهجوم والدفاع والاستخبارات. وسيكون الثمن الذي نجبيه من منفذي العمليات ومرسليهم باهظاً. وسنستمر في العمل في أي مكان تكون فيه حاجة إلى ذلك".

واعتبر مسؤولون أمنيون العمليات الفردية، التي ينفذها أفراد من دون توجيه أو بنى تحتية تنظيمية، تحدياً كبيراً لأجهزة الأمن.

القدس في حالة الطوارئ

في قرار سريع اتخذ في أعقاب العملية، مساء الخميس، وصل آلاف من أفراد الشرطة وحرس الحدود وقوات معززة إلى القدس، وانتشروا منذ صباح الجمعة في البلدة القديمة والمناطق المحيطة بالأقصى. وأُغلقت طرق عدة.

وسط ذلك، دعا مسؤولون أمنيون وعسكريون سابقون متخذي القرار في إسرائيل إلى اتخاذ خطوات رادعة. ونُقل عن مسؤول أمني قوله "وإن كان غير واضح إذا ما كان منفذ العملية مبعوثاً من قبل تنظيم معين أم نفذها بشكل شخصي، لم يتبقَ لإسرائيل كثير من الخيارات: وتفيد التجربة بأن عملية تتلو عملية، وكل عملية تنفذ تلهم منفذي العملية التالية. هناك حاجة إلى خطوات ذات مغزى، من أجل تقليص الخطر ومحاولة خلق الردع".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات