Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة البريطانية ومواقفهم من قضايا الشرق الأوسط

امرأتان ويهودي ومسلم من بين المتنافسين لخلافة تيريزا ماي

أعلن عشرة من نواب حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا ترشحهم لزعامة الحزب، وبالتالي رئاسة الحكومة البريطانية خلفاً لرئيسة الوزراء المستقيلة تريزا ماي التي استقالت رسمياً الجمعة في السابع من يونيو (حزيران)، وستظل في منصبها حتى يختار الحزب خلفاً لها، ربما قبل نهاية الشهر المقبل. وممن أعلنوا ترشحهم حتى قبل اقفال باب الترشيح مساء الاثنين عمدة لندن سابقا ووزير الخارجية ايضاً سابقاً بوريس جونسون، ووزير البيئة مايكل غوف، ووزير الخارجية جريمي هنت، ووزير البركزت السابق دومينيك راب، ووزير الداخلية ساجد جافيد، وزعيمة الحزب في مجلس العموم أندريا ليدرسون.

كذلك هناك وزير الصحة مات هانوك، ووزير التنمية الدولية روري ستيوارت، ومسؤول النظام السابق في الحزب مارك هاربر، والنائبة استر ماكفاي وزيرة العمل والمعاشات السابقة.

اقتراعات سرية

وسيبدأ نواب حزب المحافظين في مجلس العموم وعددهم 313 نائباً سلسلة من الاقتراعات السرية حتى تصفية المرشحين إلى اثنين يعرضان على أعضاء الحزب ليصوت حوالى 160 ألفاً من الأعضاء الفاعلين على اختيار أحدهما زعيماً للحزب ورئيساً للوزراء بدءاً من 22 يونيو. ومن بين العشرة مرشحين امرأتان، احداهما وصلت الى المرحلة الأخيرة في اختيار زعيم للحزب خلفاً لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون عام 2016 هي أندريا ليدرسون، والأخرى مذيعة تلفزيون سابقة ونائبة حالياً في مجلس العموم عن حزب المحافظين هي استر ماكفاي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

توقعات الصدارة

وعلى الرغم من أنه من الصعب توقع نتائج جولات التصويت السرية للنواب، إلا أن التوقعات تدور حول أربعة مرشحين لتصدر الجولات الأخيرة على أن يتنافس اثنان منهما في التصويت العام لأعضاء الحزب. والمرشح الذي ترجح التوقعات فوزه بالسباق داخل الحزب هو بوريس جونسون يليه مايكل غوف، ثم في مرحلة تالية من درجة التوقعات دومينيك راب، وجيرمي هنت، ويضيف البعض ساجد جافيد، واندريا ليدرسون.

حظوظ بوريس جونسون تبدو أكبر

ومن بين متصدري قائمة التوقعات، يتفرد جريمي هنت بأنه صوّت ضد الخروج من أوروبا في استفتاء البريكست عام 2016، لكنه يحذر الآن من أن عدم وفاء حزب المحافظين بنتائج الاستفتاء ستعني هزيمة ساحقة للحزب في الانتخابات العامة المقبلة. ومع أن مايكل غوف هو الأكثر "محافظية" بين المرشحين بما يساعد الحزب في مواجهة ابتعاد الناخبين نحو اليمين المتشدد الذي يقوده نايجل فاراج، إلا أن حظوظ بوريس جونسون تبدو أكبر في الفوز بأصوات أعضاء الحزب، لكن بالطبع لا يمكن استبعاد المفاجآت.

وإذا كان جميع المرشحين يتنافسون في اعلان الالتزام بالخروج من أوروبا، حتى لو كان من دون اتفاق، فمن غير الواضح كيف سيتعامل كل منهم مع الموعد الجديد المحدد للبريكست في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وباستثناء المغالاة في الوعود ضمن حملاتهم الانتخابية، تظل السياسة المتوقعة للحكومة برئاسة أي من المرشحين العشرة ملتزمة ببرنامج حزب المحافظين وسياساته التقليدية، وربما المرشح الأقرب لاستمرار طريقة تريزا ماي في الحكم هو وزير الخارجية جريمي هنت.

مواقف متناقضة لبوريس جونسون من تركيا وأردوغان تجعل سياسته تجاه الشرق الأوسط غير متوقعة

وإذا كان الرئيس الاميركي دونالد ترمب أعلن صراحة أنه يفضل بوريس جونسون رئيساً لوزراء بريطانيا، فالأرجح أنه لو فاز مايكل غوف لن يجد ترمب مشكلة في تعزيز علاقة بلاده ببريطانيا، لكن ما يجمع ترمب وجونسون أكثر بكثير خصوصاً بمراجعة تصريحات جونسون، حتى وهو وزير للخارجية قبل جريمي هنت، وتغريدات ترمب على تويتر.

ولعل موقف جونسون من تركيا ورئيسها رجب طيب إردوغان يعد مثالاً جيداً على عدم وضوح المواقف الخارجية، وخصوصاً ما يتعلق منها بالشرق الأوسط، فهو من المتحمسين لعلاقات أوسع بين بريطانيا وتركيا ما بعد البريكست، ومع ذلك، فقد أهان إردوغان من قبل حين كتب أبياتاً شعرية جاء فيها أن إردوغان "يستمتع بالنوم مع ماعز".

الأكثر توازناً... ولكن

وربما كان بوريس جونسون الأكثر توازناً من بين المرشحين الرئيسيين في الموقف البريطاني من القضية الفلسطينية، صحيح أنه كبقية المحافظين صديق لإسرائيل لكنه أيضاً من مؤيدي "حل الدولتين" ومعارض للتوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الأراضي المحتلة. وعلى الرغم من زلة اللسان حول سرت، حين قال إنها يمكن ان تكون دبي في شمال أفريقيا بعد تطهيرها من الجثث، إلا أن موقفه من ليبيا أقرب إلى موقف جيرانها المعتدلين.

كذلك موقفه من الأزمة اليمنية وغيرها من أزمات المنطقة، كما أنه من أنصار احتواء إيران، لكن تصريحاته تتشدد تجاه طهران حين يتطلب الأمر ذلك، كما أنه تحمس لمعاقبة سوريا وقصفها اميركياً رداً على استخدامها أسلحة كيماوية. وإذا أخذنا في الاعتبار تناقضات مواقفه وتصريحاته العلنية، يصعب التكهن بما ستكون عليه مواقفه تجاه الشرق الأوسط وقضاياه إذا فاز بزعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة.

اختيار جريمي هنت لرئاسة الحكومة سيعني استمرار سياسة ماي تجاه الشرق الأوسط

في المقابل، مع جريمي هنت لن يكون هناك تغيير كبير عن سياسة ماي الشرق أوسطية، فهو من أصدقاء اسرائيل في حزب المحافظين، كغالبية المرشحين، وضد حملة مقاطعتها (BDS) لكنه أيضاً من أنصار حل الدولتين وانتقد خطوة ترمب بنقل السفارة الاميركية من تل أبيب إلى القدس.

التحذير من حزب الله

لكنه يحذر دوماً من خطر حزب الله اللبناني، ويطالب بضرورة مراجعة وضعه وربما حظره كلياً بعد حظر بريطانيا جناحه العسكري في 2008. وهنت من المتحمسين لتوسيع العلاقات مع الدول العربية، والخليجية خصوصاً، والعمل على عقد شراكات تجارية واستثمارية معها.

مايكل غوف قد يحظر الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي وربما يتبع خطى ترمب مع إيران

في المقابل، يعد مايكل غوف الأقرب لليمين المتشدد، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية هنري جاكسون المحافظة التي تركز على التصدي لما تسميه "الخطر الإسلامي"، وربما يكون فوز غوف حافزاً لتغيير بريطانيا موقفها من جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان بما قد يؤدي إلى حظرها واعتبارها جماعات إرهابية. وتتسق مواقف غوف كثيراً مع مواقف ستيف بانون، استراتيجي حملة انتخاب ترمب والمروج الاميركي الرئيسي لتيار الشعبوية في أوروبا، وحين كان صحافياً، كان ضمن مجموعة استشارية من أشد الذين أيدوا وتحمسوا لحرب العراق مطلع القرن.

وينسحب موقفه مما يعتبره "الزحف الاسلامي على بريطانيا" على إيران أيضاً، ولربما كان من أكثر المؤيدين للتوجه الاميركي الحالي تجاه إيران، وقد يسحب بريطانيا من الاتفاق النووي إذا انتخب كما فعل الرئيس ترمب. ويعتبر غوف نفسه "خبيراً في الإرهاب" وألف كتاباً عن الخطر الإسلامي، Celsius 7/7، يقول مراجعوه إنه لا يحوي أي شيء أصيل، خصوصاً وأنه ليس معروفاً عن غوف أنه زار دولاً عربية أو اسلامية أو اطلع على ثقافات المنطقة بشكل مباشر.

يهودي ومسلم

ويبقى دومينيك راب، وهو يهودي فرّ والده من ألمانيا بسبب الإضطهاد النازي لليهود، وتقول صفحته الشخصية على الانترنت إنه عمل ودرس في اسرائيل والضفة الغربية وأنه على علاقة جيدة بالشرق الأوسط. وأمضى راب صيف 1998 في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، كما عمل مع فريق أحد المفاوضين الفلسطينيين في مباحثات أوسلو.

ولا يتوقع أن يعني فوز ساجد جافيد، الأقل ترجيحاً، أي تغيير في ما يتعلق بالسياسة البريطانية تجاه المنطقة، لكن الحكمة التقليدية تقول إن أبناء الأقليات يكونون أقل نفعاً لأقلياتهم خشية اتهامهم بالتحيز فيغالون أحياناً في التحيز ضدها.

المزيد من تحقيقات ومطولات