Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بيل موراي: "خائفون من أن نموت وخائفون من أن نقتُل"

الكوميدي الكبير في جلسة مع عازف التشيلو يان فوغلر محادثاً كيفن إي جي بيري عن الجائحة التي اعتبرها "أصعب تجربة" لهذا الجيل، وعن وصفته للتخلص من الاكتئاب، وتصوير فيلمه الموسيقي الجديد الساحر في الأكروبول بمدينة أثينا

الممثل بيل موراي يجمع الطرافة إلى الطباع المتقلبة والحادة (غيتي)

هل يمكنني أن أخبركم قصة بيل موراي [بيل ميري]؟  قبل عقد من السنوات حصلت على عمل كمحرر لشركة ويسكي في مهرجان كان السينمائي. كان مكتبنا محاذياً لردهة فندق مارتينيز المليء بالنزلاء النجوم، وللاحتفال بليلة افتتاح المهرجان، أهدانا الفندق قنينة شمبانيا. حالما انتزعنا فلينة الغطاء عن تلك القنينة حتى ظهر أمامنا بيل موراي في الغرفة، كأنه جاء بفعل الصوت الصادر من انتزاع الفلينة. سأل: "هل سنشرب؟" وقبل أن نصحو من المفاجأة، كان موراي هو من يملأ كؤوسنا ويسلينا بأحاديث عن خططه لـ "إثارة الشغب" في المهرجان. وطبعاً، غضب مدراؤنا في شركة الويسكي. إذ إننا استدعينا بيل موراي إلى مكتبنا ولم يشرب سوى شمبانيا.

لقد مضت 45 سنة منذ أن تكرّس لأول مرة في وعي الجمهور كأحد الممثلين والمقدمين في برنامج "ساترداي نايت لايف" Saturday Night Live، وقد ازدادت شهرة هذا الممثل الكوميدي المزعج والمشاكس آنذاك  بظهوره المفاجئ في الحياة الواقعية في أماكن غير متوقعة، وذاك ينطبق أيضاً على أدائه أدوار البطولة في أفلام مثل "غوستباسترس"  Ghostbusters (صائدو الأشباح) و"غراوندهوغ داي" Groundhog Day و"لوست إن ترانسليشن" (ضائع في الترجمة) Lost in Translation. كذلك ثمة قصص لا تحصى من بيل موراي مثل تلك التي تروي حضوره من دون دعوة لحفلة في بيت أحد الطلاب بـ اسكتلندا، وقيامه بجلي جميع الصحون. أو عندما قاد سيارة تاكسي من أوكلاند إلى سوساليتو فيما السائق يعزف له من المقعد الخلفي على الساكسوفون. كما اقتحم الفنان حفلات شبان عدة وجلسات تصوير فوتوغرافي للأعراس، قالباً رأساً على عقب الفكرة عن حياة المشاهير المحروسة والمحجوبة عبر تصرفات تلقائية و"دادائية" نابعة من فضوله العابث.

من بين جميع الأمكنة غير المتوقعة التي ظهر فيها، يعد مسرح "أوديون هيرودس أتيكوس"، الذي يقارب عمره الألفي سنة، الموقع الأغرب. فالمسرح الواقع على السفح الجنوبي الغربي لجبل الأكروبول في أثينا هو موقع تصوير فيلمه الموسيقي الجديد "عوالم جديدة: مهد الحضارة" New Worlds: The Cradle of Civilization. ويبدأ هذا الفيلم بمشهد لـ موراي واثباً فوق رؤوس جمهوره، محتضناً باقة كبيرة من الزهور الحمراء بأحد ذراعيه، فيما يقوم بيده الثانية برمي الأزهار، واحدة إثر الأخرى، نحو الجمهور الهادر. وقد صور الفيلم في يونيو (حزيران) 2018 في وقت تمثلت مخاطرته الوحيدة، بتسلقه المتهور فوق جمهرة الناس، باحتمال سقوطه على ظهره، وبدا الأمر يسيراً ولا مبالاة غامرة كما لو أنه كان في كبسولة للزمن [زمن ما قبل كورونا].

"فعلاً إنها كبسولة زمن"، يقول موراي متنشقاً أنفاسه بقوة. يضيف "لقد منحتموني نفساً عميقاً [تنفست الصعداء]". كلام موراي هذا جاء عبر مكالمة بواسطة الفيديو من جناح فندق نيويوركي غير معروف، مرتدياً بذلة رمادية كاملة وقبعة صوفية سوداء تذكّر بتلك القبعة الحمراء التي ارتداها بدور قائد عمليات استكشاف في المحيطات بفيلم فيس أندرسون "الحياة البحرية مع ستيف زيسو" The Life Aquatic with Steve Zissou. وضمن هذه المكالمة يقول إنه ما من شيء يوازي الجائحة العالمية من ناحية تعطيلها للقاءات التلقائية (بين البشر). يتابع "لقد خرجنا للتو مع صديقنا لتنزيه الكلب، ونحن نرتدي كمامة، والجميع يرتدون كمامات. الكلب هو الوحيد الذي يعيش الحياة كاملة [الحقة]!" يقول بأسى. "إنه يعيش حياة كلب. أما نحن الباقون فإننا نخاف من الموت، ونخاف من أن نقتُل، لذلك نتقنع ونأخذ اللقاح وغير ذلك. إنه الوقت الأكثر صعوبة بالنسبة لنا في هذه الحياة. فنحن لم نخض حرباً عالمية ولم نرزح تحت عبء ركود عظيم كما فعل أجدادنا. هذا ما قدمته لنا يد الحياة الآن، وإن لم نفتح يدنا كي نستقبلها، لن نحصل على شيء".

 

 

يجلس يان فوغلر الموسيقي وعازف التشيلي إلى جانب موراي مرتدياً قميص "بولو" أسود بياقات. وقد تكون قصة فوغلر عن بيل موراي واحدة من أجمل القصص. إذ في سنة 2013، فيما كان الموسيقي في المطار ملتحقاً بالرحلة من برلين إلى نيويورك، شعر بيد تربت على كتفه. كانت يد موراي، الذي راح يستفسره حول ما سيفعله كي يتدبر أمر التشيلو وعلبته الضخمة في الطائرة. إذ من الواضح أن التشيلو أكبر من أن يحشر في الخزانة العلوية فوق المقاعد. "أعتقد إنه انصدم عندما أخبرته أن التشيلو سيحتل المقعد قرب النافذة، غير إني أوضحت له ضرورة وضعه هناك لإنني إن جلست في مقعد النافذة لن يكون بوسعي الخروج (في حالة الطوارئ)"، يروي فوغلر، موحياً بمنطقية موقفه. وللمصادفة سينتهي الرجلان والآلة الموسيقية إلى جانب بعضهما البعض في الطائرة. وقد استغل فوغلر تلك الفرصة لمشاهدة كوميديا موراي العسكرية من سنة 1981، "سترايبس" Stripes، للمرة الأولى. عن ذلك يقول الموسيقي "شعرت أن الأمر في غاية الاستثنائية أن يكون بيل إلى جانبي فيما أشاهد [سترايبس]. لقد استمتعت بالفيلم كثيراً. وكأنه من بنات خيالي. لو أنني انضممت للجيش فإنني على الأرجح سأكون بغيضاً مثل أولئك الشبان". ترتسم ابتسامة على فم موراي. ويقول متهكماً "لم يكن يعرف سبب وجودي في الدرجة الأولى، من ثم اكتشف وجود فيلم لي بين الأفلام المتوفرة في الطائرة".

منذ اللقاء الأول، أينعت الصداقة بين الرجلين. وبعد سنتين قام موراي بدعوة فوغلر لجولة شعرية في نيويورك، حيث أدى موراي نص والت ويتمان "أنشودة للطريق الشاسع" A Song for the Open Road. وقد تشارك الصديقان حب الموسيقى الكلاسيكية والأدب، وانغرست مذاك بينهما بذور التعاون. وقد حلما معاً بعرضٍ يضع نخبة الأعمال الأدبية الأميركية في محاورة مع أعمال عظيمة من الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية. وإثر انتخاب دونالد ترمب رئيساً عام 2016، شعرا بأن فكرتهما قد تسهم في تحفيز النقاش حوال ما نعنيه حين نتكلم عن "القيم الأميركية".

اعتُبرت أميركا بلاداً انعزالية، لكنني أعتقد أن معظم الأميركيين ليسوا إنعزاليين

عن ذلك التعاون يقول موراي "عندما بدأنا، كانت أميركا تحيا في شيء من الخسوف [في مرحلة انكفاء وخبو]، بحسب رأيي. كان الأمر كما لو أن الناس ما عادوا يدركون ما اقترفوا بحق أميركا. فنحن نتمسك بصورة الإنسان الطيب، الذي يدعم أي كان ويساعد الناس وإلى ما هنالك، لكن بدا أن تلك الأبواب أغلقت بوجه العالم. وقد جرى إلى حد ما تصويرنا كإنعزاليين وفظين تجاه بقية العالم، لكني أعتقد أن معظم الأميركيين ليسوا كذلك".

وقد قام الصديقان، بناءً على فكرتهما، بوضع قائمة تضمنت مقطوعات كلاسيكية من شوستاكوفيتش وشوبيرت وباخ، ونصوصاً وقراءات من كتاب أميركيين أمثال ويتمان وجايمس فينيمور كوبر وإرنيست همنغواي، وأغنيات من توم وايتس وفان موريسون، ومجموعة مختارة من العروض النغمية. وضم فوغلر إلى العرض عازفة الكمان ميرا وانغ وعازفة البيانو فانيسا بيريز لمؤازرة موراي من خلف الميكروفون، وانطلقت هذه الفرقة الرباعية في عروضها من عام 2017 إلى 2018، فقدموا 63 حفلة في أكثر من 20 بلداً. ويدرك موراي تماماً أن كثيرين من معجبيه قد لا يفهمون علاقته بهكذا مادة من الفن الرفيع، إلا أن ذلك مثل جزءاً من جاذبية العرض. فقد أراد موراي أن يجد طريقة لجعل مضمون العرض يصل إلى الجمهور بسهولة، وهو يطلق دعابة جريئة ومبكرة في هذا الإطار ضمن عرض العمل المصور فيلماً، فيقول: "هذه الأشياء التي نقدمها ليست سوى أشياء مبتذلة". إذ أنه لا يتردد في اجتراح حل وسط يُرضي ذائقة الجمهور (العادي).

"سيكون هناك أشخاص يقولون: [آه نحب هذا الشاب بيل موراي. لقد شاهدنا أفلامه. إنه طريف"، يذكر موراي. يتابع "بعدها وإثر الأغنيات الثلاث الأولى، سوف يقولون: [ما الذي قادنا إلى هنا؟ هل تعرض الشاب لصدمة أو ما شابه؟ إنه ليس الشخص الذي نعرفه!" وذاك ليس لأني آخذ الأمور برمتها على نحو شخصي، لكني أحسست أن المرء قد يشعر بوجود هكذا موقف في أوساط الجمهور: [هذا هراء!] لذا قلت إن المضمون لن يكون إلا لليلة واحدة بطبيعة الحال، وردود الفعل جاءت إيجابية كما لو أننا كسرنا الجليد. فكان الناس يقولون: حسناً، يمكننا تحمل ليلة أخرى. ثم كافأناهم بليلة أخرى أخفّ وطأة وأكثر طرافة ومرونة".

 

لكن هذا الكلام ليس لنقول إن العرض يفتقر إلى الطريقة "الموراية" (أي طريقة موراي). إذ إن واحدة من أكثر المقطوعات تعبيراً في العرض هي مقطع من "وليمة متحركة" A Moveable Feast. في هذه المقطوعة يلتقي همنغواي بالرسام باسين (Pascin)، الذي يجلس في حانة برفقة شقيقتين جميلتين. فيتحدثون ويتغازلون، لكننا في نهاية القصة نعرف أن باسين أقدم على الانتحار في ما بعد. ويحاول همنغواي أن يتذكره شخصاً سعيداً، فيكتب: "يقولون إن بذور ما سنقدم عليه موجودة فينا جميعاً، لكن ما يبدو لي على الدوام هو أن البذور في أولئك الذين يستهزئون بالحياة تكون محجوبة بتربة أجود وبطبقة أكثف من السماد". هذا السطر الأخير يمكنه أن يكون شعار موراي. "إذ إن قول [الطبقة الأكثف من السماد] قد يبدو مجرد طرفة، إلا أنه في الحقيقة يعني أنك هضمت مادة أكثر جودة"، يقول الفنان. يتابع "هناك ما تلقيته وأدخلته في نفسك، وتمكنت من تحويله إلى جزء منك. والنتيجة ستكون قيمة للمرحلة التالية من الحياة، سواء كان الكائن نباتاً أو بشراً. أحب هذا. كما أحب حقيقة أنه قادر على سرد هذه القصة المسلية بنهايتها الحزينة المتمثلة بانتحار الرجل، والاكتفاء بالقول إن النتيجة كانت إيجابية، وإن ثمة شيئاً جيداً من معرفتنا بالرجل المنتحر، وإن المرء لا يترك مع الحزن فحسب، وإنه أعطى أكثر مما أخذ وخلف وراءه شيئاً".

وإن كان العرض يبدأ بطيئاً متثاقلاً، إلا أنه ينتهي بخفة لطيفة ومجموعة من الأغنيات المختارة من "ويست سايد ستوري" West Side Story. ويقدم كل من فوغلر ووانغ وبيريز أداءً باهراً لموسيقى ليونارد بيرنستين، فيما يقوم موراي بالتنقل حول المسرح ملقياً مقاطع من ألحان ستيفن سوندهايم. عن هذا يقول "في تلك الكلمات الكثير من الأمل وهي شديدة الواقعية. أشعر ببهجة [بريتي Pretty]. امرئ يقول: [أنا الآن جميل مثل أي شخص في العالم لأنني واقع في الحب]، هذا ما أعنيه، أليست هكذا هي المشاعر [نتيجة حالة الحب]".

وكان سوندهايم الذي توفي السنة الفائتة عبّر مرة عن رغبته في تحويل عمل موراي الفلسفي الكوميدي "غراوندهوغ داي" Groundhog Day إلى عمل موسيقي. ذاك الأمر الذي لم يتحقق تحدث عنه سوندهايم عام 2008، على هذا النحو: "أرى أن تحويل [غراوندهوغ داي] إلى عمل موسيقي سيكشف عن مضمونه أكثر. لا يمكن الإضافة على هذا العمل، إذ إنه مثالي ومتكامل كما هو". وقد اعتبر  موراي ذلك الكلام بمثابة مديح مغدق، على رغم أنه اليوم يشعر بمدى الخسارة جراء عدم سماع صيغة سوندهايم. عن الأمر يقول "سمعت بأن سوندهايم كان واحداً من الملحنين الذين أرادوا الخوض في تحد كبير متمثل بتحويل [غراوندهوغ داي] إلى عمل موسيقي. هذا الرجل كان ذا رؤية ثاقبة. كان بوسعه التعبير عن الأشياء وكانت أمنيتي لو أدلى بدلوه. كنت سأحب كثيراً معاينة ما سيفعله. حتى لو اعتبر أن المهمة صعبة، لكني أرى أن ذلك كان سيأتي مثل مكرمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في إطار آخر، قيل إن سحر حضور موراي  على الشاشة وقدرته البادية على عيش الحياة بلحظتها الراهنة ساهماً في حجب تصرفاته الفظة أحياناً. فهو دخل بخلاف مديد مع شريكه في بطولة "سترايبس" Stripes ومع مخرج "غراوندهوغ داي" Groundhog Day هارولد راميس، فيما قالت زميلته في بطولة "ملائكة تشارلي" Charlie’s Angels لوسي ليو، إنه أخبرها خلال التصوير عن عدم قدرته على التمثيل. كذلك فإن كاتب "غوستباستيرس"  Ghostbusters والمشارك في بطولته، دان آيكرويد، وصف موراي بـ "الموريكاين" (ناحتاً هذا الوصف من اسم موراي وكلمة hurricane، أي إعصار، كي يشير إلى حدة طباعه) نظراً إلى تقلبه العاصف وعدم استقراره. ومن الواضح هنا أن ثمة جانباً مظلماً من شخصية موراي وهو لم يخف حقيقة معاناته في السابق من فترات اكتئاب. وطالما كانت الموسيقى المنقذ له، وفق ما يقول. إحدى الأغنيات التي أداها موراي في جولاته الأميركية، على الرغم من أنه لم يقدمها في أثينا، هي "ملاك من مونتغومري" Angel from Montgomery. الأغنية ألفها الراحل جون براين Prine، صديق موراي والفنان الذي يذكر الأخير فضله عليه لمؤازرته في أصعب لحظاته.

كذلك يقول موراي مستذكراً الوقت الذي قضاه مع ذلك الصحافي في بيته الكبير بـ كولورادو: "بسياق الحديث عن جون براين، أذكر صديقي هانتر ثومبسون، الذي كان الآخرون يرون فيه طاقة قاتمة [سلبية ومظلمة] فيما هو يتمتع بحس طرافة بديع. أذكر في واحدة من تلك اللحظات الأكثر مزاجية... ماذا كان يسميها؟ الأكثر [وجداً]! اللحظات الأكثر وجداً خلال عطلات نهاية الأسبوع الطويلة، قال: حسناً، علينا الاعتماد على جون براين لتلطيف الأجواء. ثم وضع بعض (موسيقاه)، وكان ظلاماً هناك في الجبال، واستمعنا إلى جون براين لبعض الوقت. ومر عليّ وقت كان الفترة الأشد اكتئاباً في حياتي، وقلت حينها سأذهب وأرى إن كان بوسع جون براين مساعدتي هنا. تستحضرني أغنيته "ليندا تسافر إلى المريخ" Linda Goes to Mars وأذكر ذلك المقطع: [هيه]". وتتبدى على شفتي موراي شيئاً فشيئاً ابتسامة تعبر عن بعض المرح. "هكذا كان. هذا كل ما حصل، لكنه غيّر مسار الأمور. وفكرت في نفسي: [يا إلهي، نجح الأمر!] حتى إنني لم أعد أقول [هيه] لفترة مديدة نسبياً".

أحياناً هذه الـ [هيه] (تعبير لفظي يشير إلى تنفيس الاحتقان النفسي) هي كل ما تحتاجه. إنها تمثل قدرة الفنون العظيمة على رفع معنوياتنا حتى في أحلك الأوقات، وهذا يفسر جاذبية مشاهدة موراي يتقافز بمرح حول الأكروبول فيما فوغلر ووانغ وبيريز خلفه يبثون مقطوعات موسيقية خالدة في الحياة الواقعية. وذاك الموقع، وفق ما يقول موراي، ساعده في تناول كل شيء ضمن منظور واحد شاسع.

"كان الأمر استثنائياً"، يقول موراي وتشع عيناه. يتابع "إن نظرت إلى الأعلى ترى البارثينون. فيقول المرء يا إلهي، أنظر أين أنا الأمر يمثل تذكيراً شديد الوقع: انظروا يا أصحاب، هذه حياتكم. من الأفضل أن تعيشونها الآن، عودوا إلى دواخلكم المفترضة وابذلوا كل ما في الوسع الآن. كل شيء تستطيعونه. في الفيلم عندما تروننا على المسرح فإن الخلفية هي ذاك المبنى الذي عمره ألفا عام. وهو يكاد يجعلنا شفافين [صادقين]. يمكن تصور هؤلاء الناس قبل 500 سنة أو قبل 1000 سنة، وهم سيكونون هنا لبضع لحظات، ومن ثم سيتوارون. يشعر المرء كأنه... ليس تماماً لا شيء، بل شيء من هذا القبيل. شيء قريب من هذا. وذاك الإحساس يحفزك كي تعطي أكثر فأكثر".

فيلم بيل موراي ويان فوغلر "عوالم جديدة: مهد الحضارة" New Worlds: The Cradle of Civilization يُعرض في صالات السينما ابتداءً من 22 مارس (آذار). 

نشرت اندبندنت هذا المقال في 18 مارس 2022

© The Independent

المزيد من سينما