Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صادرات الصين عبر روسيا تواجه "انتكاسة" اقتصادية

حرب أوكرانيا هددت بوقف منتجات بمليارات الدولارات من بكين إلى أوروبا عبر طريق الحرير 

العقوبات المفروضة على روسيا تعمل على تعطيل طموحات الصين لنقل المزيد من الصادرات إلى أوروبا  (أ ف ب)

تعمل العقوبات المفروضة على روسيا على تعطيل طموحات الصين لنقل المزيد من الصادرات إلى أوروبا، وهي انتكاسة للجهود البالغة 4 تريليونات دولار التي دافع عنها الزعيم الصيني شي جين بينغ لترسيخ بلاده كشريك تجاري بارز في العالم.

 وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لم يحظر رسمياً حتى الآن الواردات التي تمر عبر روسيا، فإن شحنات البضائع بالسكك الحديدية الواردة قد تم تجميدها تقريباً، وفقاً لوكلاء الشحن. وعادة ما يتم نقل حاويات الشحن من الصين على طول ممر يبلغ طوله 7500 ميل ويمتد عبر روسيا وكذلك إلى المملكة المتحدة ضمن مبادرة الحزام والطريق لربط الصين بأوروبا عن طريق البر والبحر. ولكن بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، يتطلع بعض وكلاء الشحن الذين ينقلون البضائع الصينية إلى كازاخستان وجورجيا لشحن البضائع بالسكك الحديدية. 

وقال أندريا برينزا، نائب رئيس المعهد الروماني لدراسة منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو مؤسسة فكرية، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، "لقد أعاد العديد من العملاء من أوروبا والصين توجيه شحناتهم من السكك الحديدية إلى السفن". وأضاف، "الوضع مرن للغاية، لذلك هناك مخاطر تتعلق بالشحن عبر السكك الحديدية، ويمكن أن تتغير الأمور بسرعة إلى الأسوأ." 

وتمر خطوط السكك الحديدية الرئيسة على طول ما يعرف بممر سكة حديد طريق الحرير المؤدي إلى أوروبا من روسيا عبر بيلاروس وبولندا. في حين يعد ميناء سانت بطرسبرغ في غرب روسيا رابط آخر، حيث تنقل القطارات البضائع الصينية عبر سيبيريا قبل وضع البضائع على سفن الحاويات المتجهة إلى أوروبا. 

طريق الحرير وصادرات صينية إلى 140 دولة 

تم الإعلان عن مبادرة الحزام والطريق الصينية من قبل الرئيس الصيني شي في عام 2013، ومنذ ذلك الحين وقعت بكين اتفاقيات لنقل صادراتها مع 140 دولة. وتشمل الاستثمارات بشكل أساس عقود إيجار طويلة الأجل للموانئ، إلى جانب تطوير شبكات السكك الحديدية والطرق ومحطات الطاقة. وبلغت تجارة الصين مع تلك الدول 1.83 تريليون دولار العام الماضي بزيادة 24 في المئة عن العام السابق، وفقا لوزارة التجارة الصينية. 

وكانت شركات الشحن والخدمات اللوجستية الكبيرة مثل "إي بي مولير – ميرسك"،  و"هاباج لويد إي جي"، ووكيل الشحن "دي بي تشينكير"، قد أوقفت عملياتها من وإلى روسيا. فيما حذر ميناء دويسبورغ الداخلي في ألمانيا، وهو مركزي لطريق الحرير، في مارس (آذار) من أن شركات التأمين البحري ستتوقف على الأرجح عن تغطية الشحنات القادمة من بيلاروس وروسيا. 

وكانت شبكة السكك الحديدية قد اكتسبت تفضيلاً لدى مالكي البضائع ووكلاء الشحن خلال جائحة "كوفيد-19" كبديل للنقل البحري لأن الموانئ حول العالم أغلقت أو قلصت عملياتها لوقف انتشار الفيروس. فيما علِقت عشرات السفن المحملة بالبضائع لأسابيع خارج الموانئ الصينية والأوروبية والأميركية مما تسبب في تأخيرات في التسليم امتدت لشهور. 

الصادرات الصينية لأوروبا عبر السكك الحديدية 

وبشكل عام، نقل اللاعبون اللوجستيون ما قيمته 82 مليار دولار من الصادرات الصينية إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق السكك الحديدية في عام 2021، بزيادة قدرها 10 أضعاف منذ عام 2016، وفقاً لبيانات الجمارك الأوروبية والصينية. ويمثل هذا حوالى 10 في المئة من إجمالي التجارة السنوية البالغة 828 مليار دولار بين الصين وأوروبا، حيث يتم نقل معظم البضائع عن طريق السفن. 

وقال جورج إكسيراداكيس، العضو المنتدب لشركة "إكس آر تي سي" لاستشارات الأعمال ومقرها أثينا ومستشار بنك التنمية الصيني، "إن إرسال الصادرات الصينية إلى أوروبا في القطارات أسرع وأقل كلفه، لكن القليل جداً الآن يتحرك. إنها نكسة مؤلمة لمبادرة الحزام والطريق". 

وفي ميناء دويسبورغ، الذي غالباً ما يكون المحطة الأولى في أوروبا للقاطرات ذات الصادرات الصينية، تصل عشرات القطارات أسبوعياً محملة بالملابس والمعدات الرياضية والإلكترونيات من مراكز التصنيع في ووهان وتشونغتشينغ. وفي طريق العودة إلى الشرق، تنقل القطارات السيارات الألمانية والنبيذ الفرنسي والويسكي الاسكتلندي، إضافة إلى الملابس والأكسسوارات الراقية من ميلانو. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا تزال القطارات تأتي ومعها البضائع التي غادرت قبل أو أثناء الهجوم الروسي. وقال متحدث في الميناء هذا الأسبوع للصحيفة، "خلال الأسابيع القليلة المقبلة، نتوقع بضائع أقل، سيكون هناك تأثير سلبي". 

ويخشى أن تؤدي حرب أوكرانيا أيضاً إلى تغيير بعض المشاعر بشأن المشاريع في أوروبا التي تهدف إلى مساعدة الشحنات الصينية في جميع أنحاء القارة. حيث قال ميناء دويسبورغ الألماني إنه سيوقف جميع الأنشطة التجارية في بيلاروس ويخطط لبيع حصته البالغة 39 في المئة بشركة يوروسيان رييل غيتواي كو، التي تخطط لبناء محطة حاويات في مجمع لوجيستي خارج مينسك العاصمة الاقتصادية لـبيلاروس. واستثمرت الصين نحو ملياري دولار منذ عام 2015 في مجمع يسمى غريت ستون إندستريال بارك بالقرب من مينسك. 

إلا أن الحرب وضعت الشركات الصينية ذات الانتشار العالمي في موقف حرج، حيث يتعين عليها الالتزام بالعقوبات بقطع أو تقليص العلاقات التجارية مع روسيا على الرغم من أن بكين قالت إنها لن تشارك في العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة. 

تراجع الشحن عبر القطارات بين الصين وأوروبا 

وشهد حجم الصادرات المشحونة على القطارات من ميناء داليان الصيني إلى أوروبا انخفاضاً بشكل حاد منذ مارس مع تراجع الطلب والرغبة في الشحن، وفقاً لمسؤول في شركة داليان بورت المحدودة نقلاً عن "سكيوريتيز تايمز" الحكومية. وقبل حرب أوكرانيا، ارتفعت الشحنات التي تم تسليمها على قطارات الشحن بين الصين وأوروبا من داليان بنسبة 69 في المئة على أساس سنوي خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى فبراير (شباط)، وفقاً للبيانات الصادرة في وقت سابق عن داليان بورت، مشغل الموانئ. 

وقالت شركة شاندونغ يوما سان- شادينغ تيكنولوجي كورب في نهاية مارس، إن صادرات الشركة إلى أوكرانيا وروسيا ودول مجاورة أخرى قد انخفضت الشهر الماضي بسبب القتال في أوكرانيا والاختناقات اللوجستية. وقالت الشركة المدرجة، التي تصنع وتبيع الستائر، إن شحنات المنتجات إلى تلك البلدان تباطأت بشكل كبير في مارس، لكنها تتوقع عودة الأعمال إلى طبيعتها بعد انتهاء الحرب. 

تعزيز نفوذ روسيا في التجارة العالمية 

ولتعزيز نفوذ روسيا في التجارة العالمية، كان الرئيس فلاديمير بوتين أمر في عام 2018 شركة السكك الحديدية الروسية التي تحتكرها الدولة بزيادة حركة الحاويات بشكل كبير. وتتوقع موسكو زيادة تدفق الحاويات إلى 3.6 مليون صندوق بحلول عام 2035، والذي إذا تحقق، سيعزز حصة روسيا في إجمالي حركة الشحن من آسيا إلى أوروبا إلى 15 في المئة من نحو 5 في المئة حالياً. 

وفي حال تم إخراج روسيا تماماً من طرق القطارات التي تنقل البضائع من الصين، فسيتعين على الحاويات السفر لمسافات أطول عبر بحر قزوين ومنطقة القوقاز ودخول أوروبا عبر رومانيا أو بلغاريا. ويقول المشاركون في الصناعة إن إعادة التوجيه للحاويات ستؤدي على الأرجح إلى تكاليف أعلى ولوجستيات أكثر تعقيداً يمكن أن تقلل بشكل كبير من أحجام القطارات. 

وقالت شركة "فور كايتس"، وهي شركة تقدم البيانات البحرية ومقرها شيكاغو وتتتبع شحنات الحاويات، إنه إذا تم نقل الشحنات المنقولة بالسكك الحديدية إلى السفن، فإن ذلك يعني زيادة حجم الشحن البحري بنسبة تصل إلى 8 في المئة.

اقرأ المزيد