Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بان كي مون يعود للواجهة بتحذير لبريطانيا اثر حظر النفط الروسي

يرى الأمين العام السابق للأمم المتحدة إن العودة إلى استخراج الغاز الصخري لن تكون في "مصلحة البشرية على الأمد الطويل"

ناشطون بيئيون يغلقون مدخل موقع التكسير الهيدرولكي كوادريلا بالقرب من بلاكبول في عام 2019 (غيتي)

طلب الأمين العام السابق للأمم المتحدة من المملكة المتحدة عدم رفع الحظر عن التكسير الهيدروليكي ﻹنتاج النفط والغاز في محاولة لتعزيز مرونة الطاقة، في أعقاب الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

وقال بان كي مون، إن العودة إلى استخراج الغاز الصخري، كما هو مطروح للنقاش من قبل الوزراء، لن تصب في "مصلحة البشرية على المدى الطويل".

ومن المتوقع أن يعد بوريس جونسون استراتيجية لأمن الطاقة والابتعاد عن الاعتماد على النفط الأجنبي.

كما أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستوقف تدريجياً واردات النفط والمنتجات النفطية الروسية، التي تشكل نحو 8 في المئة من طلب المملكة المتحدة عليها، وذلك بحلول نهاية عام المقبل.

وفي هذا الإطار، قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني، إن العودة إلى التكسير الهيدروليكي ﻹنتاج النفط والغاز هو من أحد الخيارات المطروحة.

وقال السيد بان، الذي شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة بين عامي 2007 و2016، في تصريح لصحيفة "ذا غارديان": "ليست بفكرة جيدة. سيكون المكسب قصير المدى للغاية، وسيضر بمصلحة البشرية على المدى الطويل. آمل أن يتمتع السياسيون ببعد النظر لمراعاة مصالح العالم بأسره".

أثار الابتعاد عن النفط الروسي جدلاً حول كيفية استبدال الواردات الروسية، فقد قام بعض أعضاء مجلس النواب [حزب] "المحافظين" بمطالبة المملكة المتحدة بشكل حثيث للعودة إلى التكسير الهيدروليكي ﻹنتاج النفط والغاز وتوسيع نطاق التنقيب في بحر الشمال، بينما دعا الناشطون المناخيون والمحللون في مجال الطاقة الحكومة إلى تسريع انتقالها إلى مصادر الطاقة المتجددة [البديلة] وعزل المباني البريطانية بشكل أفضل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت الحكومة البريطانية قد فرضت حظراً اختيارياً على أنشطة التكسير الهيدروليكي ﻹنتاج النفط والغاز في عام 2019 استجابةً للاحتجاجات على خلفية مخاوف من أن تسبب أعمال التنقيب الزلازل. وقد تعهد البيان الانتخابي لحزب المحافظين في عام نفسه أنه "لن يدعم خيار التكسير الهيدروليكي ﻹنتاج النفط والغاز ما لم يظهر العلم بشكل قاطع أنه ناجع".

تجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط والغاز ارتفعت بشكل ملحوظ في أعقاب غزو أوكرانيا الذي أدى إلى أزمة زيادة في تكلفة المعيشة في بريطانيا، لكن الخبراء قالوا إن استخراج الغاز الصخري في المملكة المتحدة من غير المرجح أن يكون له تأثير مادي على إمدادات الغاز أو يؤدي إلى انخفاض الأسعار لأنها تُحدد في الأسواق الدولية. وفي غضون ذلك، فإن حقول بحر الشمال التي تم اقتراح اللجوء إليها في وقت سابق من هذا العام لن تخفض التكاليف عن كاهل العملاء [الزبائن]، ولن يتم تشغيلها [الاستفادة منها] بشكل كامل حتى عام 2028، وفقاً لوحدة استخبارات الطاقة والمناخ، وهي مجموعة تدعم النقاش المستند إلى دراسات علمية حول قضايا الطاقة وتغير المناخ في المملكة المتحدة.

من المتوقع أن تزيد استراتيجية جونسون لأمن الطاقة من استخراج الغاز والنفط من بحر الشمال، إضافة إلى رسم خرائط لكيفية استبدال المملكة المتحدة الإمدادات الروسية بإمدادات بديلة ونووية ومتجددة. أعلن الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي عن اقتراح لوضع حد لجميع واردات النفط والغاز الروسي "قبل عام 2030" وتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.

دعا بان، الذي شغل منصب وزير خارجية كوريا الجنوبية سابقاً، الدول إلى تبني مصادر الطاقة المتجددة بدلاً من الاعتماد على الوقود الأحفوري للحصول على الطاقة. "لا وقت لدينا لنضيعه، لقد تأخرنا كثيراً حتى لو كانت الظروف العادية" (أي قبل حرب أوكرانيا).

في الشهر الماضي، نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، الهيئة الرائدة عالمياً في مجال أزمة المناخ، الفصل الثاني من أكثر التقييمات شمولاً منذ سبع سنوات، محذرةً من أن أزمة المناخ تشكل تهديداً لرفاهية وصحة الإنسان والكون. ودعت إلى اتخاذ إجراءات تحولية [تغير واقع الأمور] عاجلة لضمان [وحماية] مستقبل الكوكب.

ووصف الأمين العام الحالي للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التقرير بأنه "أطلس المعاناة الإنسانية"، و"لائحة اتهام [بيان إدانة]" لقيادة المناخ الفاشلة [الإخفاق في إدارة أزمة المناخ].

وفقاً للسيد بان، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس "ذي إيلدرز"  The Elders، وهي مجموعة مستقلة من قادة العالم يعملون معاً من أجل السلام والعدالة وحقوق الإنسان، فإن "الغزو الروسي لأوكرانيا لن يؤدي إلا إلى جعل مكافحة تغير المناخ أكثر صعوبة، فهذه الحرب ستؤثر على جهود المجتمع الدولي لمعالجة قضايا المناخ والجائحة. إنني قلق من أن بعض الدول الأوروبية تدرس حتى الآن كيفية معالجة نقص النفط والطاقة من خلال البحث عن تصدير بعض مصادر الغاز أو النفط الأخرى".

*نشرت اندبندنت هذا المقال في 14 مارس 2022

© The Independent

المزيد من البترول والغاز