Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأزمة الاقتصادية لا تكدر صفو "رمضان فلسطين"

"ناصر" لم يرفع أسعار مخبزه مراعاة للأوضاع الصعبة و"مروى" تستعد لـ"صلوات الأقصى" بعد انتهاء "الإغلاق"

العادات الاجتماعية في رمضان لا تتغير (اندبندنت عربية)

الفوانيس الكبيرة وسط المدن، والزينة الرمضانية المُضيئة على شُرفات ونوافذ المنازل، أولى علامات اقتراب شهر رمضان، كما ينتشر باعة الزينة وفوانيس الأطفال في الشوارع، احتفالاً بقدومه، وجلباً لأرزاقهم، في حين تشرف البلديات على إضاءة فانوس الشهر في أول لياليه أو اليوم الذي يسبقه.

وفي كل عام يحل الشهر، وتبدأ معه مجموعة من العادات، ففي الأيام القليلة التي تسبقه، تمتلئ الشوارع بالناس، بخاصة في ساعات الليل، منهم من يخرج للتسوق، أو للتنزه. أما في أولى ليالي رمضان فيتسابق فيها الناس لإعداد الحلوى، وعادة يصاحب جلسات ما بعد الإفطار فنجان القهوة والعصائر الرمضانية والحلوى من القطايف أو الكنافة، وغيرهما.

رمضان شهر أصحاب العربات

الحياة تنقلب في رمضان رأساً على عقب، كما يقول أحد أصحاب عربات القهوة المتنقلة في رام الله، ويرى الرجل أن الشهر عادة ما يكون مختلفاً، فالناس يبقون مستيقظين في الشوارع حتى ساعات السحور، إذ إن الشارع الذي يعمل به حيوي، ولا تتوقف فيه الحركة، وعادة ما يزيد الطلب على القهوة أكثر من المشروبات الأخرى التي يقدمها.

في اليوم الأول للشهر، ينتشر باعة الحلوى وزجاجات العصائر الباردة الملونة في عرباتهم الصغيرة على مفارق الطرق، كما تبدأ محال الفلافل بإعداد أنواع مختلفة من الفلافل المحشوة بالبصل والجبن على سبيل المثال، وأطباق الحمص والفول، التي تزين الموائد الرمضانية.

يا أبيض... يا أخضر

على الرغم من صغر مساحة فلسطين وقلة عدد سكانها، فإن لكل منطقة عادة خاصة بها، فعلى سبيل المثال في مدينة نابلس تنتشر قاعدة الأخضر والأبيض، المتعلقة بنوع الطبق الرئيس في اليوم الأول لرمضان، فالأخضر يتمثل في الملوخية أو الفاصولياء أو الفول، والأبيض في شوربة اللبن، وفي بعض الأحيان يعد أهل المدينة طبق اللبن مع الكوسا أو الفول أو العكوب كجمع بين لونين من الطعام، أما عن دلالات هذا الأمر، فالأبيض يرمز للأمل في حياة نقية مليئة بالسلام، والأخضر يرمز للحياة السهلة واليسيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رمضان هذا العام يأتي مختلفاً في نظر كثيرين، فبالنسبة لمروى كان العامان الماضيان خاليين من الأجواء الرمضانية بسبب الإغلاق الذي صاحبت انتشار فيروس كورونا، لكن هذه المرة فإنها تحضر نفسها للشعائر الدينية وإحياء الليالي الرمضانية في مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى، إضافة إلى ذلك، فالكثيرون يرون أن الأجواء الرمضانية لا تكتمل دون صلاة التراويح في المساجد والعزائم والموائد الرمضانية، فالجائحة فرضت على الناس الصلاة في بيوتهم، وعدم إقامة التجمعات الكبيرة خلال الفترة الماضية، لكن هذه الأمور بات مسموحاً بها هذا العام.

رمضان يحل مع أزمات اقتصادية

وكما الجميع، زين ناصر مخبزه في وسط رام الله بالأضواء الملونة، ووضع على بابه مجموعة من المقاعد خصيصاً لعمل وجبات السحور، إضافة إلى خبز السمسم والخبز المحلى والفلافل، وخصص زاوية للعصائر المفضلة لدى الناس بعد الإفطار، كالتمر الهندي والخروب، وغيرهما، لكن ناصر يرى أن كل هذه التحضيرات تأتي في ظل وضع اقتصادي صعب، فهو يعاني ارتفاع أسعار المواد الخام كالطحين والطاقة كالكهرباء، التي تسببت في زيادة مصروفاته الشهرية بما يقارب 3000 شيكل (940 دولاراً)، ما ينعكس بدوره على أسعار السلع بشكل كبير. ويتابع ناصر أنه على الرغم من هذه الزيادة فإنه لم يرفع أسعار السلع في مخبزه، مراعاةً للحالة الاقتصادية العامة التي يعيشها الفلسطينيون.

الحكومة الفلسطينية كانت أقرت، خلال اجتماعها مع ممثلي أصحاب المخابز، تثبيت سعر كيلو الخبز حتى نهاية رمضان، لكن بعض المخابز رفعت أسعار منتجاتها للمستهلكين من دون رقابة، وعن هذه التجاوزات تقول رئيسة جمعية حماية المستهلك في نابلس، فيحاء البحش، إن "الجمعية، بالتنسيق مع وزارتي الاقتصاد والزراعة، ستعزز من الرقابة على الأسعار خلال رمضان، بتنفيذ جولات ميدانية في مختلف محافظات الضفة الغربية، للتأكد من الأسعار والجودة، بخاصة في ظل ارتفاعات الأسعار الكبيرة غير المبررة في بعض الأحيان، فعلى سبيل المثال تبيع بعض محال الدواجن السلع بأسعار مختلفة بشكل كبير عن تلك التي في المزارع".

البحش أوضحت أنه قد يكون هناك قوائم استرشادية، تحدد فيها الوزارات ذات العلاقة، كالزراعة والاقتصاد، السقف الأعلى لأسعار المنتجات الأساسية، تجنباً للاستغلال والفروق الكبيرة بين المحافظات، بخاصة على صعيد الإنتاج الزراعي.

وعلى الرغم من كل ما سبق، فإن العادات الاجتماعية في رمضان لا تتغير، إذ يلتزم الناس بطقوس الولائم الرمضانية، والتبرع للجمعيات الخيرية والعائلات المحتاجة، وتعليق الزينة، حتى لو كانوا يعانون أزمات اقتصادية صعبة، فهذا الشهر يعتبر فرصة كبيرة لتعزيز العلاقات الاجتماعية فيما بينهم.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي