حذر خبراء ومعلمون من أن خطة الحكومة الجديدة للمدارس في بريطانيا ستعرّض التلاميذ الأكثر فقراً للإهمال بسبب فشلها في تقديم التمويل الكافي والأفكار الطموحة.
أعلن وزير التعليم نديم زهاوي يوم الاثنين أن جميع الطلاب سيحصلون على دعم موجّه كجزء من مقترح الحكومة الذي طال انتظاره الخاص بالمدارس. لكن المدراء التربويين انتقدوا الخطة لكونها "مبهمة" للغاية.
تتضمن الرؤية الخاصة بمدارس إنجلترا خلال العقد المقبل "تعهداً للوالدين" يضمن حصول التلاميذ المتأخرين في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات على دعم إضافي، كالحصص الإضافية لمجموعات صغيرة من الطلاب. لكن معهد سياسة التعليم وصف الخطة بأنها "مخيبة للآمال". وقال إنها "لم تحصل على التمويل الكافي" لمساعدة التلاميذ الفقراء على تعويض ما فاتهم بسبب الوباء وسد فجوة عدم المساواة.
وكانت هناك انتقادات أخرى صادرة عن الاتحاد الوطني لمدراء المدارس الذي قال إن المقترحات "لم تفِ" بالطموح المطلوب. وقال الأمين العام للاتحاد بول وايتمان: "للأسف، تفتقر الخطة لالتزام التمويل الكافي والوصول إلى خدمات الدعم أو التفاصيل المتعلقة بكيفية تحقيق هذه الطموحات الجريئة".
ورد في الخطة أن الحكومة ستسعى إلى رفع متوسط درجات التلاميذ في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات في امتحانات الشهادة الإعدادية GCSE على المستوى الوطني من 4.5 في 2019 إلى 5 بحلول عام 2030. سيتعيّن على المدارس أيضاً التزام دوام يصل إلى 32.5 ساعة في الأسبوع بحلول عام 2023 كجزء من خطة زيادة ساعات التدريس، وسيُطلب من مكتب معايير التربية وخدمات الأطفال ومهاراتهم تفقّد جميع المدارس بحلول عام 2025.
لكن معهد سياسة التعليم انتقد الفشل في وضع خطة واضحة لتقليص فجوة الحرمان التي تعرّض التلاميذ الأفقر للإهمال. وقال المعهد إن التلاميذ المحرومين في إنجلترا - وهم الأطفال الذين يحق لهم الحصول على وجبات مجانية في المدارس ويبلغ عددهم 1.74 مليون طفل - سيحتاجون إلى تلقي التعليم لمدة 18 شهراً إضافياً حتى يتمكنوا من اللحاق بأقرانهم بحلول الوقت الذي يكملون فيه دراسة المرحلة الإعدادية. قال ديفيد لوز، الرئيس التنفيذي لمعهد سياسة التعليم: "لم يكُن ردم هذه الفجوة ممكناً حتى قبل الوباء، وقد باتت الآن أوسع بشكل ملحوظ".
وأضاف لوز من الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي شغل في السابق منصب وزير المدارس: "إذا كانت الحكومة ترغب بتلبية أهداف الخطة، فقد تحتاج إلى حزمة إنعاش تعليمية إضافية، موجهة إلى التلاميذ والمدارس والأوساط التي تأخرت أكثر من غيرها".
جيف بارتون، الأمين العام لجمعية قادة المدارس والكليات قال إن الخطة تفتقر إلى "الأفكار المهمة"، واصفاً المقترح المتعلق بتعزيز أهداف القراءة والكتابة والحساب لدى التلاميذ بأنه "غامض".
وأضاف: "ليس هناك اعتراف كافٍ بتأثير العوامل المجتمعية الأوسع في تلك النتائج، كحقيقة أن ثلث الأطفال في المملكة المتحدة تقريباً يعانون من الفقر... من الصعب أن تتعلم عندما تكون جائعاً وتشعر بالبرد وترتدي ملابس رديئة وتعيش في سكن رديء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بدوره، اتهم حزب العمال الحكومة بإصدار إعلان "خادع"، قائلاً إن تطوير مهارات القراءة والكتابة والرياضيات الجيدة يجب أن يكون أساسياً وليس مجرد "إضافة".
واعتبرت وزيرة التعليم في حكومة الظل بريدجيت فيليبسون أن الاستراتيجية "تلهي عن العملية التدريسية من خلال مزيد من العبث ببنية المدارس، في حين أنها لا تقدم شيئاً لتغيير التجارب التي يعيشها الأطفال بشكل يومي في الفصول الدارسية".
أما النائب المحافظ ورئيس لجنة التعليم روبرت هالفون، فقال إنه يأمل في أن "تساعد زيادة مشاركة الوالدين من خلال ’تعهد الوالدين‘ في كسر الحواجز الموجودة منذ زمن طويل والمعقدة في كثير من الأحيان، للمساعدة في زيادة حضور الطلاب".
وذكر الوزير زهاوي أن الخطة تعمل باتجاه "إيصال جميع الطلاب إلى مستوى واحد". وتتضمن أيضاً تعهداً لجميع المدارس بالانضمام إلى صندوق تمويل "قوي"، يشمل أكاديميات متعددة بحلول عام 2030، والتزاماً بقيام مكتب معايير التربية وخدمات الأطفال ومهاراتهم بتفقّد جميع المدارس بحلول عام 2025.
ستكون البلديات المحلية قادرة على إنشاء وإدارة صناديق تمويل الأكاديميات الخاصة بها، التي يؤمل أن تشجع مزيداً من المدارس الابتدائية على التحول إلى أكاديميات. ستتمتع البلديات أيضاً بالصلاحيات القانونية لطلب انضمام مدارسها غير الأكاديمية إلى صندوق التمويل.
وعندما تحصل المدارس على تقييم "أقل من جيد" من مكتب معايير التربية وخدمات الأطفال ومهاراتهم مرتين على التوالي، تخطط الحكومة لمساعدة تلك المدارس في الانضمام إلى صناديق تمويلية قوية - مع التركيز بشكل مبدئي على المدارس التي تعاني من 55 "مشكلة تعليمية بحاجة إلى مزيد من الاهتمام" تم تحديدها في خطة التسوية.
وقال الاتحاد الوطني لمدراء المدارس إن قرار تغيير البنية المدرسية سيكون "مثيراً للجدل" على الأرجح، محذراً من أنه قد يكون مربكاً ما لم تقدّم الحكومة "حجة مقنعة" للتغييرات.
من بين الإعلانات الأخرى الواردة في الخطة أنه سيتم تقديم نصف مليون فرصة لتدريب المعلمين وتطويرهم، والتأكيد على التزام رفع رواتب المدرسين الجدد إلى 30 ألف جنيه استرليني في العام.
على كل حال، أشار زهاوي إلى أن المدرسين القدامى لن يحصلوا على زيادة في الأجور، قائلاً إنه يجب على القطاع العام "ممارسة ضبط النفس" في ظل ارتفاع مستويات التضخم. وصرّح وزير التعليم لمحطة "تايمز راديو": "بالنسبة إلى الموظفين القدامى، نتطلع إلى حصولهم على زيادة بنسبة 5 في المئة على مدى عامين... نسبة التضخم تفوق ذلك بالطبع".
كما تم استجواب الوزير حول نتائج توصلت إليها مجلة "فيسكال ستاديز" أظهرت أن الفجوة في الإنفاق بين المدارس الخاصة والحكومية تضاعفت خلال فترة تتجاوز عشرة أعوام بقليل. لكن وزير التعليم ألقى باللوم على فترة "تقليص النفقات" التي أعقبت الأزمة المالية. وقال لشبكة "سكاي نيوز": "ما يهم هو مواصلة هذا الاستثمار الآن وتقديم الخدمات".
كما دافع زهاوي عن "أحقية" السير غافين ويليامسون - الذي أشرف على الامتحانات المخفقة عام 2020 - بالحصول على وسام الفروسية، لكنه قال إن إغلاق المدارس أثناء وباء كورونا كان "خطأ".
© The Independent