Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طائرة أماندا هاريسون تحط في بيروت بعد 12 دولة… ما هدفها؟

تسعى قائدة الطائرة البريطانية إلى زيارة 23 بلداً تحت شعار Solo2Darwin

تأثرت أماندا هاريسون بعدد من قائدي الطائرات الذين قاموا برحلات مدهشة إلى بلاد رائعة (صور خاصة بأماندا هاريسون)

يقوم البعض بخطوات قد يبدو هدفها الوحيد هو المتعة، فيما تخفي في كثير من الأحيان هدفاً إنسانياً يطاول كثراً من المعنيين بالموضوع. هذا تحديداً ما سعت إليه قائدة الطائرة البريطانية أماندا هاريسون خلال رحلتها إلى 23 دولة، التي حملت شعار Solo2Darwin (وحيدة إلى داروين) عندما قررت أن تتحدى نفسها أولاً وأيضاً كل العوائق التي يمكن أن تواجهها وتثبت أنه ما من مستحيل عندما تتوافر الإرادة اللازمة والعزم، فحملت معها أكثر من رسالة وهدف.

مما لا شك فيه أن هاريسون كانت قد واجهت في حياتها تحديات عدة زادتها عزماً على تخطي العوائق وعلى التمسك بالحياة بأجمل ما فيها. فقصة حياتها تحمل أسرار تلك الأهداف الإنسانية التي انطلقت منها في رحلتها. قد يتفاجأ كثر من فكرة قيام امرأة وحيدة بهذا النوع من الرحلات بما تحمله من مخاطر.

إلا أن هاريسون توضح أثناء زيارتها إلى العاصمة اللبنانية بيروت، التي استمرت أياماً عدة ضمن رحلتها الهادفة، أنها تأثرت أولاً بعدد من قائدي الطائرات من رجال ونساء قاموا برحلات مدهشة إلى بلاد رائعة فتابعت أخبارهم بلهفة. لكن في الوقت نفسه من كان مصدر إلهام فعلي بالنسبة إليها هي قائدة الطائرة آيمي جونسون، أول من قادت طائرة في رحلة من لندن إلى داروين في أستراليا منفردة.

وتقول "أكثر ما لفتني في جونسون هو كونها امرأة تقوم بهذا التحدي وهي ليست من الأغنياء بل كانت من الطبقة المتوسطة عملت جاهدة لتتمكن من القيام بهذه الرحلة ولتتمكن من جمع الأموال اللازمة لتحقيق ذلك بشتى الطرق. قلت في نفسي عندها إذا كانت كامرأة استطاعت أن تحقق هذا الإنجاز على الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها، فما الذي قد يمنعني من أن أفعل المثل؟ اتخذت عندها القرار".

تجارب صعبة والمزيد من العزم

لم تكن الحياة سهلة على هاريسون، بل واجهت فيها تحديات عديدة استطاعت أن تتغلب عليها. وبفضل هذه التجارب ازدادت عزماً واندفاعاً وحباً للحياة. ورحلتها هذه على متن طائرتها من نوع MOTH Tiger 1943 في جولة حول 23 دولة خير دليل على ذلك. فقد حملت من خلالها رسائل تضامن عدة مع المرأة بعامة وبشكل خاص مع النساء اللواتي يتولّينَ قيادة طائرات وأيضاً مع المصابين بعسر القراءة Dyslexia باعتبارها منهم ومع مريضات سرطان الثدي كونها قد حاربت المرض ونجت منه أخيراً.

وعما تركه لديها مرض السرطان من أثر، تقول هاريسون "كنت قد اشتريت تلك الطائرة الخاصة بي في العام 2015. وفي العام 2017، شُخّصت إصابتي بسرطان الثدي لكن بعد أن تحديته وتخطيت تلك المرحلة بما فيها من عذابات، تحوّل بالنسبة إلي نعمة وهبة من الله بعدما زادني عزماً واندفاعاً لمواجهة التحديات والتمسك بالحياة أكثر فأكثر من دون خوف من العوائق. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أرغب في الاستمتاع بالحياة وبكل ما فيها من جمال".

وتنصح مريضات سرطان الثدي بالاطلاع قدر الإمكان "على المرض لمحاربته بشكل أفضل والتواصل مع أخريات يعشنَ أو سبق أن عشنَ التجربة نفسها. كما أنصحهنَّ بطرح كثير من الأسئلة حول هذه المرحلة".

عسر القراءة

أما بالنسبة إلى عسر القراءة فهو أيضاً من التحديات التي زوّدتها بطاقة إيجابية غيّرت حياتها نحو الأفضل. فعسر القراءة يتطلب طريقة مختلفة في التعلم ويستدعي القيام بمزيد من الجهد في مختلف المراحل التعليمية وصولاً إلى مختلف الخطوات في الحياة التي تتطلب استخدام تلك المهارات المرتبطة بالتعليم.

تقول هاريسون "لولا عسر القراءة لما كنت هنا ولما استطعت أن أحقّق كلّ ما حقّقته إلى اليوم. فقد عشت فترات صعبة في حياتي وتطلّب مني ذلك جهوداً إضافية مقارنة بالآخرين واحتجت إلى الدعم والمساعدة في إحدى المراحل إلى أن اعتمدت على نفسي. سواء للحصول على المعلومات أو للكتابة أو حتى لإرسال رسالة إلكترونية، ثمة جهود إضافية يجب أن أقوم بها، فالأمور لم تكن يوماً سهلة. لكن عسر القراءة تحوّل أيضاً إلى نعمة بعدما زادني عزماً على مواجهة التحديات وعلّمني معنى الالتزام للمتابعة حتى النهاية والتفكير في ما هو خارج عن المألوف. هذه الأمور كلّها زادتني تمسكاً بالحياة وكشفت لي معنى آخر لها. كما جعلتني أكثر جرأة".

في بيروت

حطّت طائرة هاريسون في مطار بيروت ضمن برنامج رحلة "اللامستحيل"، التي تقوم بها بعدما زارت 12 بلداً من أصل 23. لكن المؤسف هو أنها اضطرت إلى وقف رحلتها ولو بشكل مؤقت لأسباب جيوسياسية تمنعها من المتابعة باتجاه سوريا وباكستان والهند وعمان وتركيا، وتقول بأسف إنها قد تضطر إلى التوقف والعودة إلى لندن واعتماد برنامج آخر في الرحلة لتتمكن من إنجازها، مهما كلّف الأمر.

من بيروت، وجّهت هاريسون رسالة إلى كل امرأة حتى لا تترك شيئاً يقف في وجهها وفي طريق أحلامها التي تسعى إلى تحقيقها.

المزيد من منوعات