Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قمة الحكومات في دبي: "تسييس" أسواق الطاقة يزيد الإضطراب العالمي

الأمير عبد العزيز بن سلمان: دول الخليج نفذت المطلوب لضمان أمن الإمدادات

على ما يبدو أن مقولة "السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة" ليست صحيحة في بعض الأحيان، على الرغم من الرابط القوي بينهما، لا سيما عندما تتعارض التوجهات السياسية مع الاقتصادية، وهو ما ظهر جلياً خلال الأزمة الروسية - الأوكرانية. روسيا التي تعرضت إلى عقوبات اقتصادية عدة بعد اجتياحها العسكري لأوكرانيا، لم يتأثر وجودها في منظمة "أوبك+"، وكذلك لم تتعرقل اتفاقات المنظمة مع التطورات الحاصلة في شرق أوروبا. القمة العالمية للحكومات التي انطلقت الثلاثاء الـ 29 من مارس (آذار) في مدينة دبي، حملت العديد من التصريحات المؤكدة لسابقتها من بعض مسؤولي الدول الأعضاء في المنظمة، التي نصت على الاستمرار في الاتفاقات المبرمة في "أوبك+"، وخصوصاً إمداد السوق العالمية بموارد الطاقة.

تنحية السياسة جانباً

وبداية قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، إن الجميع في منظمة "أوبك+" ينحوّن السياسة جانباً. مضيفاً، "إذا لم نقم بهذا فلن نستطيع التعامل مع كثير من الدول المختلفة في أوقات". وحول سؤال عن فكرة إخراج روسيا من "أوبك+"، قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن "هناك عضواً في المنظمة هو من يلقي الصواريخ علينا وعلى أبوظبي، وهو من يدرب ويمول بالأسلحة"، في إشارة إلى إيران.

وأشار إلى أن السبب في استمرار "أوبك" و"أوبك+" هو أن تلك المسائل تناقش وفق نهج يشهد تركيزاً أكثر بكثير على المسائل العامة الجيدة بعيداً من السياسة، لافتاً إلى اعتقاده بأنه "لولا (أوبك+) لما كنا نحتفل بسوق مستدامة للطاقة على الرغم من التقلبات الحالية، وأن الأمر كان سيكون أسوأ"، بحسب وكالة "رويترز".

المسؤول السعودي واصل حديثه بالقول "أنا موجود في (أوبك) منذ 35 عاماً، وأعلم جيداً كيف أننا نفصل خلافاتنا السياسية لأجل المصلحة العامة لنا جميعاً، وهذه الثقافة انتقلت إلى (أوبك+) أيضاً، وسبب قدرتنا على التعامل مع (أوبك) والمحافظة عليها، ومع (أوبك+) هو أننا نناقش المسائل والقضايا ضمن مقاربة منعزلة، بحيث نركز على الصالح العام بغض النظر عن الجانب السياسي".

وأشار الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى أن روسيا تنتج نحو 10 ملايين برميل نفط يومياً، مما يشكل قرابة 10 في المئة من الاستهلاك العالمي، وقال "هي مساهمة كبيرة".

 

 

أمن الإمدادات

وفي شأن إمدادات السوق أوضح وزير الطاقة السعودي أن بيان بلاده الأسبوع الماضي كان واضحاً بخصوص عدم تحملها مسؤولية أمن الإمدادات، لافتاً إلى أن المنطقة تواجه أخطاراً عدة. وأكد في الوقت ذاته على العمل "بشكل جماعي لضمان أمن الطاقة"، مشيراً إلى أن "دول الخليج نفذت المطلوب منها في تلك المسألة، لكن ينبغي على الآخرين الوفاء بتعهداتهم".

الوزير السعودي قال إنه "في حالة تأثر أمن الإمدادات فإن ذلك سيؤثر في الاقتصاد الإقليمي والعالمي"، موضحاً أن "الناس يركزون على القضايا الإقليمية من دون النظر بشكل شامل إلى التأثير العالمي". وأشار في الوقت ذاته إلى "أنه لا يمكن الالتفات إلى تغير المناخ من دون النظر إلى أمن الطاقة".

رفض تسيس "أوبك+"

ولم يقتصر رفض تسيس عمل منظمة "أوبك+" على وزير الطاقة السعودي، بل اتفق معه نظيره الإماراتي سهيل المزروعي، الذي شدد خلال الجلسة ذاتها على أن "المهمة الوحيدة للمنظمة هي تحقيق الاستقرار في الأسواق وتوفير أكبر قدر ممكن من الإمدادات"، مضيفاً أن "ممارسة الضغوط على أي شريك في التحالف النفطي لن تؤدي إلا إلى زيادة الأسعار".

وأضاف المزروعي أن منظمة "أوبك+" غير سياسية وتنظر إلى العرض والطلب، "ولا نستطيع معاملة الدول المنتجة للنفط داخل المنظمة معاملة سياسية، فهذا من شأنه أن يؤثر في استقرار السوق". بحسب بيان وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

واستطرد المسؤول الإماراتي بالقول إنه "من الصعب التنبؤ بمستقبل تقلبات السوق، بسبب مسائل مثل ما إذا كان النفط الإيراني سيعود إلى السوق، أو ما إذا كان هناك مزيد من الاستثمار في قطاع النفط والغاز"، لكنه يعتقد "أنه سيكون هناك نمو في الطلب".

ورأى أنه "لا يمكن الضغط على بعض الشركاء خارج (أوبك+) ويمكن للبلدان أن تختار من أين تشتري الموارد، ولا يمكننا أن نتخذ القرارات للعالم"، مؤكداً أن "هدفنا هو تهدئة السوق وتوفير الكميات".

وزير الطاقة الإماراتي قال إن "الولايات المتحدة يجب أن تكون واقعية وتدرك أن تحالف المنتجين في (أوبك+) يراعي مصالح المستهلكين"، مشيراً إلى أنه "لا يبغي على أميركا أن تملي السياسات". بحسب وكالة "رويترز". واستدرك، "أميركا شريك مهم لنا جميعاً ونحن نفتخر بتلك العلاقة، وما نحتاجه هو العملية والنظر إلى أهداف الطاقة، لا فرض إملاءات لما يجب القيام به".

وقال إن "ثمة استثمارات مطلوبة، وهناك حاجة إلى فصل السياسة عن إتاحة الطاقة وبأسعار معقولة".

إيران والتوتر

وزير الطاقة الإماراتي أوضح أن "المنطقة تتعرض إلى هجمات من المنظمات الإرهابية، ويجب أن يتوقف ذلك إذا كنا نلتزم بتطوير مزيد من الموارد في المستقبل". وأضاف أن "أمن الطاقة أولوية حالياً، وأن بعض الدول تتجاهل مسألة القدرة على تحمل كلف الطاقة، وأن هذا السبب في أن شركاء (أوبك+) يحاولون المحافظة على النظام".

وفي سياق ذات صلة، قال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور برزاني إن "تطوير قطاع النفط والغاز في الإقليم الواقع شمال العراق قد لا يكون في مصلحة إيران المنتجة للطاقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف برزاني خلال مشاركته في قمة الحكومات أن "الهجمات التي وقعت أخيراً على أربيل عاصمة الإقليم، والإجراءات القانونية للحكومة الاتحادية، تؤكد أن هناك مقاومة للتطوير في المنطقة الغنية بالطاقة". بحسب وكالة "رويترز".

المسؤول الكردستاني عبر عن أمله بأن "تتفهم أميركا أن لديها كثيراً من الأصدقاء في الشرق الأوسط، لكن العلاقة يجب أن تستند إلى الاحترام المتبادل".

مستقبل الحكومات

وانطلقت فعاليات القمة العالمية للحكومات 2022 التي تحتضنها دبي لاستشراف مستقبل الاستثمار والطاقة والشباب ، وتستمر فعالياتها يومين بمشاركة 4000 شخصية من قادة الحكومات وكبار المسؤولين الحكوميين والخبراء ومستشرفي المستقبل وقادة القطاع الخاص.

وتشمل القمة 110 جلسات حوارية وتفاعلية، يشارك فيها صناع القرار ورواد الأفكار والمتخصصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية من 190 دولة و30 منظمة عالمية، تركز على تبادل الخبرات والمعارف والأفكار حول أهم المواضيع التي تشغل أجندات الحكومات لتشكيل عالم جديد، والنهوض بالقطاعات الحيوية لتحقيق الازدهار للإنسان.

المزيد من البترول والغاز