Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا منعت "حماس" الانتخابات المحلية في غزة؟

شاركت الحركة في قوائم مستقلة وتحالف مع "الجبهة الشعبية" بالضفة الغربية

شاركت حركة "حماس" في الانتخابات المحلية بالضفة الغربية بينما رفضت إجراءها في غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

فور إقرار مجلس الوزراء الفلسطيني موعد الانتخابات المحلية، رفضت حركة "حماس" المشاركة فيها أو السماح بإجرائها في قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ عام 2007، واعتبرت أن هذه الخطوة تأتي بقرار منفرد من قيادة السلطة، من دون تشاور مع باقي الفصائل بشأنها.

وحينها، قال الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، إنهم يرفضون إجراء انتخابات المجالس البلدية والقروية المجزأة، أو المشاركة فيها، وإعلان السلطة عنها يُعد استخفافاً بالحالة الوطنية والشعبية، وحرفاً للمسار الوطني العام، وهذا القرار يأتي في توقيت مريب، لذلك لن تكون "حماس" جزءاً منه.

مقاطعة في غزة فقط

وكان رفضُ "حماس" المشاركة في الانتخابات المحلية، وعدم السماح بإجرائها داخل غزة، مشروطاً. وأوضح قاسم أنهم جاهزون لعقد عملية ديمقراطية شاملة متزامنة وفق جدول زمني محدد متفق عليه مع كل الأطراف الفلسطينية، ويشمل انتخابات المجلس الوطني والتشريعي والرئاسة والمجالس القروية.

وبناءً عليه، فإن "حماس" تقاطع رسمياً الانتخابات المحلية التي جرت قبل أيام في الضفة الغربية فقط، من دون قطاع غزة، غير أنه على الرغم من هذا الرفض، شارك نشطاء الحركة وكوادرها في الضفة الغربية في المرحلة الثانية من عملية الاقتراع.

وبطريقة مُلتوية، منعت "حماس" الانتخابات المحلية في قطاع غزة، بينما شاركت فيها بالضفة الغربية. وجاء شكل مشاركتها بطريقتين، الأولى، عندما سمح الفصيل السياسي لعدد من قادة وعناصر الحركة بالترشح للانتخابات ضمن قوائم لا تحمل صفة تنظيمية، والثانية حينما شكلت تحالفاً وائتلافاً بين الشخصيات المحسوبة منها، أي "حماس" و"الجبهة الشعبية" في عدد من المدن والبلدات الكبرى.

وبحسب المعلومات، فإن الفصيلين السياسيين، شاركا في 25 قائمة انتخابية موزعة على 50 سلطة محلية، ويُعد التحالف بينهما الأول من نوعه، ويشكل نقطة تحول مهمة في السياسة.

المشاركة خدماتية وليست سياسية؟

وتبرر "حماس" منعها الانتخابات في غزة، ومشاركة كوادرها فيها داخل الضفة الغربية، بأن عملية الاقتراع هذه خدماتية، وليست سياسية، وهي تبحث عن فرصة لتوفير خدمات للمواطنين هناك، لكن من الواضح أن الهدف من المشاركة يحمل طابعاً سياسياً، وحول هذا الأمر، يقول القيادي في حركة "حماس"، فازع صوافطة، إنهم يرفضون الانتخابات بهذه الطريقة، ولكن بما أن عملية الاقتراع التي جرت كانت خدماتية، لم تمنع الحركة كوادرها من الترشح ضمن قوائم مهنية، وكذلك، كان القرار بتسجيل قوائمنا على أنها قوائم مستقلة. ويضيف، "توافقنا مع الجبهة الشعبية في المواقف السياسية، وانعكس ذلك على الملف الخدماتي، وخُضنا الانتخابات معاً، بخاصة أن الشخصيات التي شاركت باسم الجبهة كانت قريبة جداً من (حماس) في المواقف السياسية، فضلاً عن أنها مهنية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأثارت هذه الخطوة غضب حركة "فتح" التي وصفت منع "حماس" لسكان غزة من الاقتراع بالخطوة الرخيصة. ويقول متحدث "فتح"، حسين حمايل، إن "حماس" تصرفت بأنانية وانتهازية عندما منعت وحرمت سكان القطاع من المشاركة في حق يكفله القانون، وسمحت لنفسها بالمشاركة في الانتخابات بكثافة في الضفة، وهذا دليل واضح على الأنانية والانتهازية الرخيصة.

الأهداف

على أية حال، فإن المراقبين السياسيين يؤكدون أن لـ"حماس" أهدافاً عدة من المشاركة في الانتخابات المحلية بالضفة الغربية، ومنعها في القطاع، وأبرزها معرفة نسبة مدى تأييد القاعدة الجماهيرية لها في مناطق وجود السلطة الفلسطينية. ويقول الباحث السياسي طلال أبو عوكل، "لا شك أن هناك أهدافاً من مشاركة الحركة في الانتخابات المحلية في الضفة الغربية، تحمل دلالات سياسية كبيرة، ومنها إضعاف قوائم منظمة التحرير، ويُعد ذلك تحدياً صريحاً لحركة (فتح)، وكذلك ترغب في قياس نبض الشارع الفلسطيني في المدن التي تسيطر عليها السلطة، وبناءً على النتائج تعمل دراسة حول شعبيتها هناك وفق الاستفتاء الرسمي". ويضيف، "على الرغم من أن الانتخابات خدماتية، فإنها أخذت طابع تنافس سياسي، ومن نتائجها يعرف كل فصيل مدى قوته الشعبية في الميدان، وهذا ما تحاول (حماس) القيام به، ولكن الحصول على هذه المعلومات الجماهيرية لن يدفع الحركتين لاعتماده مؤشراً لنتائج انتخابات التشريعي (البرلمان)، في حال جرت".

ويوضح أبو عوكل أن قرار "حماس" في المشاركة ضمن قوائم مستقلة أو تحالف مع "الجبهة الشعبية"، كان مدروساً بشكل معمق، وفيه نوع من المراوغة، وهذا فقط لتدرس مدى توسعها هناك، مشيراً إلى أن قرار المنع في غزة يحمل العديد من الاحتمالات، ربما بسبب الخوف من الخسارة، بخاصة أنها تدرك جيداً أن قاعدتها الجماهيرية تقلصت كثيراً في القطاع، على الرغم من ترويجها أفكار النضال الشعبي والمقاومة ومقارعة إسرائيل، لكنها في النهاية تعلم أن سكان غزة، بالتحديد، يبحثون عن فرصة للحياة بخلاف المواطنين في الضفة الغربية الذين يتغنون في الشعارات التي تروجها الحركة، وبحسب الباحث السياسي أيضاً، فإن من بين الأسباب أيضاً، عدم إتاحة الفرصة لحركة "فتح" لمعرفة مدى رغبة السكان في اختيارها، ويُعد ذلك حرماناً للمواطنين من حقهم المكفول في القانون.

المزيد من متابعات