Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل فشلت "قمة النقب" أم حققت أهدافها؟

خطط لبيد لتنظيمها منذ أن تقررت زيارة بلينكن إلى إسرائيل للبحث في سبل التعاون لمواجهة أي اتفاق مع إيران

وزير الخارجية الأميركي ونظيره الإماراتي على هامش "قمة النقب" (رويترز)

اختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزراء خارجية إسرائيل وأربع دول عربية اجتماعاً غير مسبوق في صحراء النقب الإثنين متعهدين بتعزيز التعاون، الذي قالت إسرائيل إنه سيوصل رسالة قوية إلى إيران.

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد الإثنين على أن تعميق التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة وعدة دول عربية "يرهب ويردع" إيران.

وعقدت "قمة النقب" بمشاركة وزراء خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني، والإمارات عبد الله بن زايد، ومصر سامح شكري، والمغرب ناصر بوريطة. وألقت عملية الخضيرة التي نفذها إبراهيم وأيمن إغبارية من فلسطينيي 48 وينتميان لتنظيم "داعش" وأدت إلى مقتل إسرائيليين بظلالها على مؤتمر القمة، خاصة أنها العملية الثانية في أقل من أسبوع. 

وقال وزير الخارجية الأميركي "بحثنا في السبل لأن نجلب لعيد الفصح العبري ورمضان والفصح المسيحي الهدوء في أرجاء إسرائيل وغزة والضفة الغربية وبخاصة في القدس. وهذا يعني العمل على منع أعمال من كل الأطراف من شأنها أن ترفع التوتر بما في ذلك توسيع المستوطنات وعنف المستوطنين والتحريض على العنف وهدم المنازل والرواتب التي تدفع للأسرى الأمنيين الفلسطينيين"، الذين وصفهم بلينكن بمن "أدينوا بالإرهاب" و"إخلاء عائلات من البيوت التي يسكنون بها على مدى عشرات السنين".

هندسة الأمن القومي

وخطط لبيد لتنظيم القمة منذ أن تقررت زيارة بلينكن إلى إسرائيل، للبحث في سبل التعاون لمواجهة أي اتفاق مع إيران.

وطمح، رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت ووزير خارجيته إلى الخروج من هذه القمة بتحالف إقليمي ضد إيران، لكن لم يصدر أي بيان مشترك يشير إلى هذا التحالف. وكان أبرز ما اتفق عليه المجتمعون الإعلان عن القمة كمنتدى دائم يطلق عليه "منتدى النقب" وسيجتمع بشكل دوري لبحث القضايا الإقليمية. كما لم يتحقق الهدف الإسرائيلي بإنشاء "حلف ناتو" إسرائيلي - عربي، إذ يرتبط ذلك بموافقة الولايات المتحدة.

في اليوم الأول طرح وزراء خارجية الدول المشاركة مختلف الأفكار للدفع قدماً بالتعاون من أجل حماية نفسها من إيران. وأطلقوا على هذه الخطة اسم "هندسة الأمن الإقليمي"، وفي مضمونها بلورة حلول رادعة أمام التهديد الإيراني، جواً وبحراً.

وكان الملف الإيراني في مركز محادثات اليوم الثاني للقمة، ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل ستكون اللاعب الرئيس في حلف إقليمي آخذ بالتبلور من أجل مواجهة مختلف المخاطر من قبل إيران، والنشاطات التي ينفذها الحرس الثوري الإيراني وإحباط عمليات الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة ضد أهداف في الخليج والمنطقة برمتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلى جانب هذا بحث وزراء الخارجية عدداً من المشاكل الآنية مثل أزمة القمح التي ترفع أسعار الخبز في المنطقة في أعقاب الحرب الروسية - الأوكرانية والمبادرات الزراعية، ومحاولة توجيه النفط والغاز من منطقة الشرق الأوسط وتصديرهما إلى أرجاء العالم في أعقاب الأزمة، وفق مسؤول إسرائيلي. 

نبذ الإرهاب

في كلمته حرص لبيد على أهمية العلاقات الوثيقة لنبذ "الإرهاب" قائلاً إن "هدف الإرهابيين تخويفنا ومنعنا من بناء علاقات بيننا لكنهم لم ولن ينجحوا. فعدونا المشترك هو إيران ومن هم وكلاء لها، ما نقوم به هنا هو صنع التاريخ وبناء أسس إقليمية تستند إلى التعاون المشترك".

أما بلينكن فقد شدد على أن "العمل معاً سينجح في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة المتوقعة من إيران وحلفائها".

من جهته قال وزير الخارجية الإماراتي "هذه لحظة تاريخية لكل من هم على المنصة وفي القاعة وخارجها، ما نحاول فعله هو تغيير السردية وبناء مستقبل مختلف". وأكد ونظيره البحريني على ضرورة مواصلة الحوار المشترك وتأسيس التعايش والتعاون لبناء شبكات تعاون وثيقة بين المشاركين. وأضاف "في البحرين تحركنا بسرعة لتوسيع علاقاتنا مع إسرائيل وهناك إمكانية لتعميقها".

وقال وزير الخارجية المصري "نرى تطورات إيجابية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. في لقائنا هذا أبرزنا أهمية الإبقاء على حل الدولتين والوصول إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس بما يوفر الأمن لإسرائيل".

وشدد وزير خارجية المغرب على أن "وجود المغرب هنا يستهدف إيصال رسالة لشعب إسرائيل بأن هذه تحركات ناجمة عن قناعة طويلة المدى"، مضيفاً "وجودنا هنا أفضل رد على العمليات الإرهابية. حققنا الكثير في مجال الرحلات المباشرة وستكون هنا زيارات ثنائية ووجود دبلوماسي".

وكان وزير الخارجية الأميركي قد عقد مع وزراء الخارجية العرب ولبيد اجتماعاً لبحث الاتفاق النووي الإيراني وتداعيات الحرب الأوكرانية. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده مع لبيد أكد أن "إدارة جو بايدن تعتقد أن العودة إلى تنفيذ الاتفاق بالكامل هي أفضل طريقة لإعادة تقييد برنامج إيران النووي".

قلق إسرائيل من الحرس الثوري

واستبق رئيس الحكومة الإسرائيلية "قمة النقب" بلقاء مع بلينكن تحدث فيه عن قلق إسرائيل ودول عدة من إخراج الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية لـ"المنظمات الإرهابية"، ودعا ضيفه الأميركي إلى التعامل بجدية مع هذا القلق.

وخلال حديثه قال بينيت "في عالم عاصف، إسرائيل هي قوة سلام وازدهار واستقرار. وللأسف الشديد، هناك قوى أخرى في المنطقة لا تزال عنيفة ومدمرة".
 
واعتبر بينيت أن عقد "قمة النقب" يعكس أن "الشرق الأوسط يتغير للأفضل، ونحن نسعى إلى بناء جسور جديدة. ونجدد السلام القديم ونشحن بطاقة جديدة اتفاقيات أبراهام. ونعمل معاً من أجل التغلب على قوى الظلام القديمة، ومن أجل بناء مستقبل جديد أفضل وساطع وواعد".

وادعى بينيت أن بلاده تعمل على تحسين حياة الفلسطينيين من خلال إضافة تصاريح عمل لعمال من قطاع غزة، من 12 ألفاً إلى 20 ألفاً، إضافة إلى تحسين وضعية المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة.

المزيد من متابعات