Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرق مكتب حزب بارزاني في بغداد بسبب "إساءة" للسيستاني

اعتقال صاحب التغريدة و"الديمقراطي الكردستاني" يرفض المساس بالرموز الدينية

اقتحم محتجون موالون لرجل الدين الشيعي علي السيستاني، الإثنين، مكتب الحزب "الديمقراطي الكردستاني" في بغداد بزعامة مسعود بارزاني، وأضرموا النيران فيه، رداً على ما اعتبروه إساءة للسيستاني، فيما أدان الحزب بشدة تلك الإساءة، مبدياً "الاحترام والتقدير لجميع المرجعيات الدينية".     

وكان الأكاديمي الكردي، نايف كردستاني أعرب في تغريدة عبر منصة "تويتر" عن دعمه لـ "المرجعية العربية" عوضاً عن بقية المرجعيات الدينية، قبل أن يتراجع لاحقاً عما وصفه بـ "سوء فهم بخصوص المرجعية"، ثم كتب فيما بعد أن صفحته تعرضت للقرصنة، وقال "لقد استعدتها وأنا غير مسؤول عن كل ما ورد بخصوص التغريدات..."

واقتحم المحتجون الذين كان بعضهم يحمل صوراً للسيستاني مقر "الفرع الخامس" للحزب الكائن في حي الكرادة، وأضرموا النيران فيه بعد تحطيم محتوياته قبل أن يتدخل رجال الأمن لاحتواء الموقف، وأظهرت لقطات تلفزيونية الأضرار التي لحقت بالمكتب وصوراً محترقة لقادة أكراد، بينما كان يهتف المحتجون باسم المرجع السيستاني وينددون بالحزب "الديمقراطي" وزعيمه.   

توظيف سياسي

ويأتي هذا التطور في وقت يتعرض فيه حزب بارزاني إلى انتقادات حادة من أطراف شيعية موالية لإيران ومنضوية في تحالف "الإطار التنسيقي"، ولها أذرع مسلحة ضمن قوات "الحشد الشعبي" الشيعية، وتتهم بعض هذه الأطراف بارزاني بالتسبب في تمزيق "الصف الشيعي" إثر دخوله في تحالف مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فضلاً عن حزب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر باسم تحالف "إنقاذ الوطن"، إذ يصر الصدر على تشكيل "حكومة أغلبية وطنية" على خلاف الحكومات الائتلافية السابقة التي كانت تتشكل وفق "مبدأ التوافق".

وكان نايف كتب قبل تغريدته قائلاً إن "أفشل الحكومات هي الحكومات التوافقية التي تشكلت بعد العام 2003"، في وقت أشار مراقبون سياسيون إلى أن "قوى الإطار التنسيقي استغلت الإساءة وحرضت الجماهير والرأي العام من أجل غايات سياسية في ظل صراعها الدائر مع تحالف الصدر".   

وأعرب بارزاني في بيان عن إدانته الشديدة للإساءة إلى السيستاني معتبرا ذلك يمثل "تجاوزاً للخطوط الحمراء"، وقال إن مثل هذه السلوكيات لا مكان لها في ثقافة ومبادئ شعب كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني".

ونوه بارزاني إلى "اعتقال الشخص الذي ارتكب الإساءة للرموز الدينية وتم تقديمه إلى القضاء وسينال جزاءه العادل"، كما ندد "بعملية إحراق مكتب الحزب في بغداد التي تكررت للمرة الثانية من قبل مجموعة من المندسين والخاسرين التي لم يكن في وسعها إلا أن تركتب أعمالاً تخريبية، مما يدل على حال التوتر وعدم الاستقرار والفوضى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"رأي شخصي"

حزب بارزاني من جهته أصدر بياناً دان فيه تغريدة نايف، وقال إن قيادة الحزب "تكن كل الاحترام والتقدير لجميع المرجعيات الدينية ورجال الدين الكرام، وينصح بشكل متواصل أعضاءه وكوادره بضرورة احترام جميع المرجعيات الإسلامية والديانات الأخرى، وذلك تماشياً مع نهج البارزاني الخالد (مؤسس الحزب).
ونفلا الحزب ان يكون نايف الكردستاني من أعضاء الديمقراطي الكردستاني، وذكر" أن الشخص المذكور ليس له أية علاقة أو انتماء إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني لا من قريب ولا من بعيد، وأن تغريدته تمثل رأيه الشخصي وليس له أية صلة بحزبنا".

وأصدرت وزارة الداخلية في حكومة الإقليم بياناً أعلنت فيه اعتقال نايف وتسليمه إلى الجهات القضائية.

يذكر أن وزير داخلية الإقليم ريبر أحمد هو مرشح حزب بارزاني لمنصب رئاسة الجمهورية، وينافس بشدة مرشح حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الرئيس الحالي برهم صالح، وقد فشل تحالف "إنقاذ الوطن" يوم السبت الماضي في تحقيق النصاب القانوني لجلسة انتخاب الرئيس إثر مقاطعة قوى "الإطار التنسيقي" وتحقيقه ما بات يعرف بـ "الثلث المعطل".

المزيد من متابعات